عدن الغد:
2024-11-24@05:50:47 GMT

قصة قصيرة (البريئة) !

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

قصة قصيرة (البريئة) !

عدن((عدن الغد )) خاص

 كتب: ماهر المتوكل

كنتُ حينها نقيًّا وعفويًّا أمتلك قلبًا يسع العالم، وكانت تصغرني بعقد او يزيد  حينها..!
كانت كالنحلة، أو فراشةً تحلِّق من حولي، وأشعر بأنَّها تحلِّق حولي وتودُّ أنْ تحطَّ في ختام جولتها على شفاهي، كما تحطُّ الفراشة على برعم الزهرة.
كانت تخاطبني دون أن تهمس، وكنت أجد في نظراتها صرخاتٍ تناديني وتقول لي: "متى تفهم؟.

. متى تتحول لموقف وتبتعد عن الخجل الزائد والحبِّ والاحترام والرهبة من القرابة التي تحوَّلت لأغلالٍ تُربَط بها رقابُنا، وتشدُّ علينا شيئًا فشيئًا؛ حتى نشعر بأننا بِتنا عاجزين عن الحركة والتنفُّس ؟!".
نعم.. كنت أحسُّ بوجع تلك الكلمات في قلبي، وتؤذي روحي وترعبني وتقلقني، لدرجة عدم النوم وقتها أحيانًا٠
كنت أجد فيها البراءة والعفَّة والطفولة، وأجد بيننا سورًا كبيرًا يفوق سور الصين وقوَّة جدار برلين الذي هُدِم؛ وذاك بفعل القرابة التي كانت سببًا لعذابي، وسببًا لرغبتها في محاولة التمسك بعريس المستقبل، الذي كانت ترسم ملامحه في مخيِّلتها؛ حتى قبل أوانها وقبل بزوغها وبلوغها.من وجهة نظري رغم انها كانت تبلغ ال13 وهناك من تزوجت من اقرانها في قريتنا بفعل ظلم العادات الظالمة!     
كنت أتحاشاها وأتهرَّب من أيِّ مكانٍ أتوقَّع وجودها فيه، وكانت تفعل العكس وتبادر للبحث عني في كلِّ مكان.. أعتقد بأني أهرب عنها ومنها، وأحسُّ بأنِّي قد أنهيت ما في عقلها واهمًا٠
كانت صغيرةً وكنت شابًّا يافعًا لا يملك حولًا ولا قوة.. كنت أجد فيها حبَّ (جميل بثينة)، وعشق (وضَّاح اليمن)، وكانت تناديني لأكون لها بمثابة (أبو زيد الهلالي) أو (عنترة العبسي)..!
كنت من وقتٍ إلى آخرَ أتالَّم لحزنها ويأكلني الإحباط؛ لشعوري بما كانت تشعر به حينها.
نعم.. مرَّاتٍ أجدها تصرخ فيَّ؛ رغم أن لقاءاتنا لم تكن منفردةً ولا متفرِّدة، ولكن كنت أنا الشخص الوحيد الذي أسمع همسها، وأشعر بهول معاناتها.. كانت تراني أمام عينيها، ولكنِّي كنت لها في الوقت نفسه أبعد من (عين الشمس).
كنت أسمعها تقول: "قتلتني قتلك الله، قتلتني بتهربك وبصَمتك وبعفَّتك المفرطة ومراعاتك لما بيننا؛ رغم أنِّي لا أودُّ منك سوى الإفصاح، فقط الإفصاح، وإخبار والدي بأنك تحبُّني وستصبر عليَّ حتى أكبر ونؤسِّس البيت الذي حلمتُ به ورسمتُ ديكوراته وحواديثه.. سامحك الله..!".
نعم.. كنت أجد في ختام كلِّ عتاب "سامحك الله"؛ من حبِّها وخوفها لأنْ أتضرَّر من هول ما يصيبها حتى الدعاء عليَّ في بعض الأحايين٠
في إحدى المرَّات وأنا اتأهَّب للسفر وجدَتْ (هي) فُسحةً في لحظةٍ لم تتجاوز الدقيقة ورأيتها تسعى مهروِّلةً نحوي فتلفَتُّ يمنةً ويسرةً؛ خشيةً من وجود قريبٍ أو متلصِّص، وطارت إلى حضني فاتحةً ذراعيها وكأنها دنيايا التي حلمت بها كثيرًا وانتظرتها لأنْ تأتي وتفتح لي ذراعيها بحبٍّ وخوفٍ وشوقٍ وحسرةٍ معًا؛ فلم تلبِّي طلبي وأمنيتى حتى اليوم.. ومن يومها مرَّت عقودٌ من السنوات، هي تزوجَتْ بشخصٍ آخر؛ بفعل تداخل مقتضيات الحياة والعادات البليدة، وكبُرتْ تلك الصبيَّة بكبر الدنيا.. وكلَّما أجدها في المرَّات النادرة أجد فيها غيرةً وحبًّا وجنونًا على أولادها؛ كما لم أجده في أمٍّ حتى في قلق وعشق أمِّي لي بالذَّات دون إخواني٠
نعم.. ما زلت حتى اليوم كلَّما ضاقت عليَّ الدنيا بما رحُبت أجد في مواساتها لي وحضنها الذي مرَّ عليه سنوات طوال  لم تتمكن من إزالة رائحتها التي التصقت بروحي قبل أنفي.
نعم.. أجد في حضنها ذاك وطنًا وملاذًا لتخفيف مُصابي وتطبيبي، وأجد في رعشتها من خوفها في ذلك اليوم لشعورها بأنِّي قد أسافر وأعود وقد تبدَّلت الأرض والأحوال وبأنَّ الأيام قد تحرمنا من بعض بعد عودتي التي لا تعلم كم من الزمن ستكون، وما ستغيِّره في مشهَدَي حياتي وحياتها، وكان إحساسها وشعورها صادقًا وتنبأتْ بما كان فعلًا لأبعد حد..!
ومن بعد تلك الصبيَّة النحلة من وجهة نظري  لم أجد في هذا الكون الفسيح فتاةً تًحبُّني أو أحبَّتني بجنونٍ وشغفٍ وصدقٍ مثل تلك  ( المحبوبة)، ولم أعشق أنا كذلك صبيَّةً أو فتاةً، وقيَّدتني أمورٌ كثيرةٌ كما كنت مكبَّلًا حينها.. ودائمًا ما أدعو لها في مواطن الغيب ويقفز سؤالٌ مُلِحٌ: هل ما زالت تلك البريئة تذكرني..؟ وهل مازلت مسيطرًا على روحها وقلبها وعقلها وتدعو لي وتتمنَّى لي الخير كما أتمناه لها..؟!.

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

لغز النزال الكبير.. هل كانت مواجهة مايك تايسون وجاك بول تمثيلية؟ (فيديو)

هل كانت المواجهة بين الأسطورة مايك تايسون واليوتيوبر الملاكم جاك بول مجرد عرضٍ متقنٍ؟ تساؤلات ساخنة أشعلتها لقطة مثيرة للجدل، حيث بدا تايسون وكأنّه يمتنع عن تسديد ضربة حاسمة إلى خصمه الشاب، مقطع الفيديو الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي أثار عاصفة من الانتقادات، وفتح الباب أمام تكهنات حول حقيقة هذا النزال الكبير، فهل كان الأمر مجرد استعراض أم أنّ هناك ما هو أعمق؟

بعض المشجعين اعتقدوا أنّهم رصدوا اللحظة التي أثبتت، أنّ المواجهة الأخيرة بين جاك بول ومايك تايسون كان مخطط لها، وشاركوا مقطع فيديو عبر منصّات التواصل الاجتماعي، في أثناء عزوف تايسون عن ضرب جاك بول.

وقال أحد مستخدمي منصّات التواصل، نشر مقطع فيديو خلال المواجهة التي جمعت مايك تايسون وجاك بول، وظهر الأول وكأنّه كان على وشك توجيه ضربة يمينية قوية إلى وجه بول غير المحمي، لكنه سحب قبضته إلى الخلف، ما جعل النزال موضع انتقادات واسعة النطاق، استندت إلى حد كبير إلى فارق السن بين الرجلين، والذي بلغ 31 عاما، إذ يبلغ عمر جاك بول 27 عامًا.

جوائز النزال بين مايك تايسون وجاك بول

وذكرت صحيفة ديلي ميل البرطيانية، أنّ جاك بول حصل على 40 مليون دولار بعد انتصاره في النزال، في حين أن تايسون الخاسر حصل على 20 مليون فقط.

رقم قياسي لجاك بول

وقد حقق جاك بول رقمًا قياسيا في الملاكمة الاحترافية بـ11 فوزًا مقابل هزيمة واحدة، بعد الفوز على مايك تايسون في النزال الذي أقيم في ولاية تكساس الأمريكية.

Just incase anyone had doubts... pic.twitter.com/FCXmjg1dTD

— ®️ (@proxcee) November 19, 2024 مرض تايسون

وتفاجأ كثيرون بقرار الموافقة على إقامة المباراة بعد تأجيلها في يونيو الماضي، بسبب إصابة مايك تايسون بقرحة في المعدة في أثناء رحلة عبر البلاد، وفي الأسبوع الماضي ادّعى «تايسون» أنّه كاد يموت على متن طائرة، وفي النهاية ذهب إلى المستشفى، وتعافى من المرض، قبل أن يواجه جاك بول ويخسر النزال.

مقالات مشابهة

  • تركيا تدين استهداف اليمن سفينة شحن تركية كانت في طريقها للكيان الصهوني .. كاريكاتير
  • كانت مسيحية وعلمت ابنتها الإسلام.. من هي والدة مي عز الدين؟
  • لماذا تمثل صواريخ حزب الله قصيرة المدى هاجسا لجيش الاحتلال؟
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • زيباري: تهديدات إسرائيل للعراق كانت متوقعة
  • لغز النزال الكبير.. هل كانت مواجهة مايك تايسون وجاك بول تمثيلية؟ (فيديو)
  • إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد
  • درة: هذه كانت اللحظة الأصعب في فيلم "وين صرنا"
  • أفلام عربية قصيرة في مهرجان القاهرة السينمائي تنافس «الأجنبية»
  • أول رد تركي على استهداف الحوثيين سفينة تركية كانت في طريقها إلى باكستان