سام برس:
2025-03-10@07:16:59 GMT

قدرة العقلاء من اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

قدرة العقلاء من اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب

الدكتور /علي أحمد الديلمي
إن حجم ونطاق الخلافات المتعمّدة الذي يشهده اليمن حالياً يؤديان إلى تفكك الركائز الرئيسة لنموذج الحياة الاجتماعية والسياسية السائد في البلاد منذ تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990 ويتجلَّى هذا في انهيار الخدمات العامة الأساسية واستمرار الخلافات السياسية الداخلية المُنهكة ونتائج حرب السنوات الثمان الماضية ونزيف رأس المال البشري وهجرة الكفاءات على نطاق واسع وفي موازاة ذلك تتحمل الفئات الفقيرة والمتوسطة العبء الأكبر لما يحدث وهي الفئات التي لم يكن النموذج القائم يلبي حاجاتها أصلاً

تكاد لا تمر أيام في اليمن بلا نشوب توترات أمنية بين أفراد أو مجموعات تتبع لقوى سياسية مختلفة تسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتعكس واقعا سياسيا واجتماعيًا مشحونا بخطاب طائفي ومناطقي .



وفاقمت حادثة قيام مجموعة مسلحة ليلة الاحتفال بعيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر في شارع حده بالعاصمة صنعاء في أخذ اعلام الجمهورية ومنع المحتفلين بالعيد بتعليقها على السيارات حالة التوتر السياسي والطائفي وانشغلت وسائل الاعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي بمقطع الفيديو حول ماحدث وتُضاف هذه الأحداث على قائمة التوترات المتنقلة بالأشهر الاخيرة والتي أخذت منحى طائفيا وسياسيا ومناطقيا

كما تتنامى ظاهرة ربط كل حدث في اليمن لما تحمله من رمزيات بهويتها مع أنها تمثل جميع اليمنيين فالجميع جمهوريون ويعتزون بثورة السادس والعشرين من سبتمبر ومسلمين محبين للرسول وكل ما يرتبط بالدين والمناسبات الدينية ولاشك ان مثل هذا التعاطي مع هذه الاحداث تحت مسميات طائفية وسياسية تهدد السلم الأهلي والهوية اليمنية الوطنية الجامعه كما ان تفاعل القوى السياسية مع التوترات بمثابة استقطاب تعبوي نتيجة حالة الانسداد السياسي كما ان غياب الاستقرار السياسي يؤدي تلقائيا لتوترات أمنية واجتماعية وإلى تعاظم الشرخ الاجتماعي والسياسي بين اليمنيين و يفاقم من المخاطر السياسية والاجتماعية ويزيد من الخلافات حول الهوية اليمنية الوطنية الجامعة لان ماحدث ليلة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر لا تنفصل عن حالة الاحتقان السياسي والطائفي العام وفي تقديري أن الخطابات التحريضية من كل الاطراف سيكون لها تداعيات خطيرة على كل اليمنيين

أن إشكالية الصراع مع الحوثيين عمرها نحو عشرين سنة لكن طرحها بهذه الطريقة لن يؤدي لمكان لأنهم اصبحو واقع ولديهم من يؤيدهم وأن مثل هذه الاحداث والتوترات تستدعي مننا كيمنيين مراجعة تاريخ المجتمع اليمني الذي يُعد التسلح فيه حقيقة راسخة بكنف دولة ضعيفة ومترهلة كما إن المكونات اليمنية في رحلة بحث مستمرة لتوفير أمنها و كرست المناطقية والطائفية والمذهبية كبديل للدولة حتى بالمجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني والدليل استسهال اللجوء للعنف والتحريض واستخدام السلاح عند أصغر إشكال

يبقي السؤال الأكثر تداولا ونقاشا هو مايتعلق بمدى قدرة العقلاء من اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب من شقوق هائلة في النسيج الاجتماعي ومدى نجاحنا كيمنيين في تطبيع الأوضاع الاجتماعية السياسية والأمنية والاقتصادية واحترام بعضنا البعض والاعتراف بحرية التعبير للجميع وعدم الوصاية على أحد فالحقوق مكفولة وفقا للدستور والقانون و في ظل مخاوف من فشل سياسي تتسبب في حدوثه التوترات أو القوى السياسية الفاعلة التي سيكون على عاتقها مسؤولية كبرى في عدم الانجرار مجددا للفوضى والحرب ومن المهم علينا في هذا الوقت الحرج تفهم الدوافع الحقيقية لحرب اليمن المعاصرة و التي أدت إلى تغيير كبير في نمط التحالفات وتوازن القوى التي يعانيها اليمن منذ فترة طويلة حتى لاتستمر مثل هذه الاختلالات لان السلم الاجتماعي والاهلي بين اليمنيين يحتاج الي إرادة قوية من جميع الأطراف لان ما تمر بة اليمن في الوقت الحالي يُنذر بتفتت اليمن وهويته وتبقي أهمية التركيز على أحلال السلام والإسراع في الحل السياسي الشامل في اليمن الذي يمثل مصلحة حيوية لجميع اليمنيين ولايمكن التأخر في العمل من أجلة لان الصراع الإقليمي والدولي في حالة تصاعد لايمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في نفس الوقت يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف في ظل مستجدات الأوضاع الدولية والمتغيرات التى لأيمكن التنبؤ بها

*سفير بوزارة الخارجية

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

في يوم المرأة العالمي.. تقرير حقوقي يكشف بالأرقام انتهاكات الحوثيين بحق نساء اليمن منذ يناير 2017

وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، ارتكاب المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني، 5282 انتهاكاً بحق النساء في اليمن خلال الفترة من 1 يناير 2017م وحتى 1يناير 2025م.

واوضحت الشبكة في تقرير بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الـ ٨ من مارس من كل عام، ان الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات ضد النساء توزعت على 17 محافظة هي الحديدة، والضالع، وتعز، وحجة، وذمار، ولحج، ومارب، وريمة، وشبوة، وإب، وأبين، وأمانة العاصمة، والبيضاء، والجوف، وصعدة، وصنعاء، وعدن، وعمران.

واشار التقرير الى ان الانتهاكات تنوعت بين (1466) حالة قتل و(3379) حالة إصابة جراء القصف المدفعي وانفجار الألغام والعبوات الناسفة وكذلك أعمال القنص والإطلاق العشوائي للرصاص الحي الحوثية بالإضافة إلى (547) حالة اختطاف واختفاء وتعذيب.

ولفت التقرير قيام المليشيات الحوثية باختطاف واحتجاز حرية (547) امرأة في (12) محافظة يمنية خلال الفترة التي يغطيها التقرير..منوهاً ان (69) امرأة ممن اختطفتهن ميليشيات الحوثي تم اقتيادهن إلى سجون سرية وتعرضن للاختفاء القسري لفترات تراوحت بين 3 شهور إلى سنة كاملة قبل أن يتم الكشف عن أماكن احتجازهن بينما لا يزال مصير البعض منهن مجهول حتى اللحظة من بينهن (47) حالة اختفاء في أمانة العاصمة و(13) حالة اختفاء في محافظة صنعاء و(9) حالات اختفاء في الحديدة.

واكدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، انه مع تعدد أساليب ووسائل الحرب يظل النساء هدفا لتلك الجرائم الحوثية ويستمر القتل ونزيف الدم باستمرار أعمال القصف التي تستهدف منازل المواطنين والاحياء السكنية من قبل مليشيا الحوثي بما فيها تلك الأحياء والمنازل البعيدة جدا عن خطوط المواجهات الأمامية.

وقالت الشبكة: "لم يبق حق من حقوق الانسان الا وانتهك ولم تبق اسرة الا وتعرضت حقوقها لانتهاك بصورة مباشرة او غير مباشرة، ولم تسلم شريحة من شرائح المجتمع الا وتعرضت للانتهاك من قبل مليشيات الحوثي خلال عشرة أعوام".

وتطرق التقرير، الى اوضاع النساء نتيجة أعمال العنف المفرط ونتيجة لأعمال القتل والجرائم المشهودة التي ترتكبها المليشيات الحوثية الارهابية..داعياً المجتمع الدولي ومجلس الامن الدولي، الى تحمل المسؤولية في حماية النساء في اليمن من الإرهاب الذي تمارسه ميليشيا الحوثي الارهابية.

مقالات مشابهة

  • رغم الحرب .. الاقبال على عمليات التجميل في اليمن
  • بين التصعيد وخريطة الطريق.. هل يعود اليمن للحرب الشاملة؟
  • أرض الصومال قاعدة الكيان في الحرب ضد اليمن
  • اليمن.. المجلس السياسي الأعلى يؤكد جهوزيته لتنفيذ عمليات عسكرية بحرية ضد الملاحة الإسرائيلية
  • لهذا السبب.. تحرك سعودي سريع لاستئناف المفاوضات السياسية في اليمن
  • شبكة حقوقية توثق 5282 انتهاكاً حوثياً ضد النساء في اليمن
  • في يوم المرأة العالمي.. تقرير حقوقي يكشف بالأرقام انتهاكات الحوثيين بحق نساء اليمن منذ يناير 2017
  • أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
  • “الوزاري الخليجي” يؤكد دعمه الكامل للحل السياسي في اليمن
  • القيادة السياسية توعز لجيش الاحتلال بالاستعداد الفوري لاستئناف الحرب على غزة