سام برس:
2025-02-06@14:01:05 GMT

قدرة العقلاء من اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

قدرة العقلاء من اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب

الدكتور /علي أحمد الديلمي
إن حجم ونطاق الخلافات المتعمّدة الذي يشهده اليمن حالياً يؤديان إلى تفكك الركائز الرئيسة لنموذج الحياة الاجتماعية والسياسية السائد في البلاد منذ تحقيق الوحدة اليمنية في عام 1990 ويتجلَّى هذا في انهيار الخدمات العامة الأساسية واستمرار الخلافات السياسية الداخلية المُنهكة ونتائج حرب السنوات الثمان الماضية ونزيف رأس المال البشري وهجرة الكفاءات على نطاق واسع وفي موازاة ذلك تتحمل الفئات الفقيرة والمتوسطة العبء الأكبر لما يحدث وهي الفئات التي لم يكن النموذج القائم يلبي حاجاتها أصلاً

تكاد لا تمر أيام في اليمن بلا نشوب توترات أمنية بين أفراد أو مجموعات تتبع لقوى سياسية مختلفة تسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتعكس واقعا سياسيا واجتماعيًا مشحونا بخطاب طائفي ومناطقي .



وفاقمت حادثة قيام مجموعة مسلحة ليلة الاحتفال بعيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر في شارع حده بالعاصمة صنعاء في أخذ اعلام الجمهورية ومنع المحتفلين بالعيد بتعليقها على السيارات حالة التوتر السياسي والطائفي وانشغلت وسائل الاعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي بمقطع الفيديو حول ماحدث وتُضاف هذه الأحداث على قائمة التوترات المتنقلة بالأشهر الاخيرة والتي أخذت منحى طائفيا وسياسيا ومناطقيا

كما تتنامى ظاهرة ربط كل حدث في اليمن لما تحمله من رمزيات بهويتها مع أنها تمثل جميع اليمنيين فالجميع جمهوريون ويعتزون بثورة السادس والعشرين من سبتمبر ومسلمين محبين للرسول وكل ما يرتبط بالدين والمناسبات الدينية ولاشك ان مثل هذا التعاطي مع هذه الاحداث تحت مسميات طائفية وسياسية تهدد السلم الأهلي والهوية اليمنية الوطنية الجامعه كما ان تفاعل القوى السياسية مع التوترات بمثابة استقطاب تعبوي نتيجة حالة الانسداد السياسي كما ان غياب الاستقرار السياسي يؤدي تلقائيا لتوترات أمنية واجتماعية وإلى تعاظم الشرخ الاجتماعي والسياسي بين اليمنيين و يفاقم من المخاطر السياسية والاجتماعية ويزيد من الخلافات حول الهوية اليمنية الوطنية الجامعة لان ماحدث ليلة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر لا تنفصل عن حالة الاحتقان السياسي والطائفي العام وفي تقديري أن الخطابات التحريضية من كل الاطراف سيكون لها تداعيات خطيرة على كل اليمنيين

أن إشكالية الصراع مع الحوثيين عمرها نحو عشرين سنة لكن طرحها بهذه الطريقة لن يؤدي لمكان لأنهم اصبحو واقع ولديهم من يؤيدهم وأن مثل هذه الاحداث والتوترات تستدعي مننا كيمنيين مراجعة تاريخ المجتمع اليمني الذي يُعد التسلح فيه حقيقة راسخة بكنف دولة ضعيفة ومترهلة كما إن المكونات اليمنية في رحلة بحث مستمرة لتوفير أمنها و كرست المناطقية والطائفية والمذهبية كبديل للدولة حتى بالمجال الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني والدليل استسهال اللجوء للعنف والتحريض واستخدام السلاح عند أصغر إشكال

يبقي السؤال الأكثر تداولا ونقاشا هو مايتعلق بمدى قدرة العقلاء من اليمنيين على تجاوز ما أحدثته الحرب من شقوق هائلة في النسيج الاجتماعي ومدى نجاحنا كيمنيين في تطبيع الأوضاع الاجتماعية السياسية والأمنية والاقتصادية واحترام بعضنا البعض والاعتراف بحرية التعبير للجميع وعدم الوصاية على أحد فالحقوق مكفولة وفقا للدستور والقانون و في ظل مخاوف من فشل سياسي تتسبب في حدوثه التوترات أو القوى السياسية الفاعلة التي سيكون على عاتقها مسؤولية كبرى في عدم الانجرار مجددا للفوضى والحرب ومن المهم علينا في هذا الوقت الحرج تفهم الدوافع الحقيقية لحرب اليمن المعاصرة و التي أدت إلى تغيير كبير في نمط التحالفات وتوازن القوى التي يعانيها اليمن منذ فترة طويلة حتى لاتستمر مثل هذه الاختلالات لان السلم الاجتماعي والاهلي بين اليمنيين يحتاج الي إرادة قوية من جميع الأطراف لان ما تمر بة اليمن في الوقت الحالي يُنذر بتفتت اليمن وهويته وتبقي أهمية التركيز على أحلال السلام والإسراع في الحل السياسي الشامل في اليمن الذي يمثل مصلحة حيوية لجميع اليمنيين ولايمكن التأخر في العمل من أجلة لان الصراع الإقليمي والدولي في حالة تصاعد لايمكن التنبؤ بما سيؤول إليه في نفس الوقت يجب علي كل الأطراف اليمنية في التفكير بشكل مختلف عن السابق لان العواقب ستكون وخيمة علي جميع الأطراف في ظل مستجدات الأوضاع الدولية والمتغيرات التى لأيمكن التنبؤ بها

*سفير بوزارة الخارجية

المصدر: سام برس

إقرأ أيضاً:

صحيفة لبنانية: أطراف باليمن تجري اتصالات مع دول غربية لعودة الحرب في اليمن.. والسعودية تُحاذر استفزاز الحوثيين

قالت صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله اللبناني، إن الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تُعِدّ خططها في اليمن محاكاة للتحالف ضد "داعش".

 

 وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في تحليل لها أن القوى الغربية وحدها لا تزال تعمل وفق مخططها القديم للسيطرة على المنطقة ومعابرها البحرية، حد قولها.

 

وأضافت أن بعض الدول الأوروبية تصر على معاودة عسكرة البحر الأحمر، على رغم إعلان جماعة الحوثي التزامها باتفاق غزة ووقف عملياتها المساندة للقطاع. وفي هذا الإطار، صوّت البرلمان الألماني، مساء السبت الماضي، على تمديد المشاركة في البعثة الأوروبية في البحر الأحمر والمعروفة باسم «أسبيدس»، حتى نهاية العام الجاري، وذلك بعد يوم واحد على إعلان إيطاليا إرسال فرقاطة جديدة لدعم البعثة.

 

وأفادت الصحيفة اللبنانية أن أنصار عودة الحرب على اليمن من القوى المحلية الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، (المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي وحزب الإصلاح) تجهد نفسها في إيجاد أرضية سياسية وميدانية لإشعال النيران في البلد من جديد، وهو ما يُجرون لأجله اتصالات مع الخارج، وخصوصاً الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

وقالت "ومن غير المعلوم ما إذا كانت تلك الاتصالات تجري بغير علم كل من الرياض وأبو ظبي، أم أن العاصمتين تغضّان الطرف عنها انتظاراً للفرصة المناسبة؟ غير أن المعلوم والثابت أن الكلمة الفصل في هذا الإطار، هي للسعودية التي تحاذر استفزاز «الحوثيين» حتى الآن.

 

وزعمت الصحيفة أن الأطراف "المجلس الرئاسي"، ولا سيما "المجلس الانتقالي الجنوبي" وحزب "الإصلاح"، تنخرط في صراع جذري وإلغائي ضد صنعاء (الحوثي) ويقدّم فيه كل منهما نفسه كرأس حربة في أي مشروع غربي أو إقليمي استراتيجي للهجوم على الأخيرة، مستغلّين التغيّرات الإقليمية. كما ذكرت.

 

ووفق تحليل الصحيفة اللبنانية "يبدو التنظيمان مختلفين ومتصارعين في كل شيء، سوى مناصبة العداء للحوثيين وهما يحرّكان ماكيناتهما السياسية والإعلامية والعسكرية كأنهما في سباق مع الزمن لإقناع الدول الكبرى باستغلال الفرصة المتاحة، بحسب زعمهما، لضرب الجماعة في صنعاء وخصوصاً بعدما أعادت إدارة دونالد ترامب تصنيف الحركة منظمة إرهابية عالمية.

 

 


مقالات مشابهة

  • «مسام» يتلف 2015 قطعة غير منفجرة من مخلفات الحرب في اليمن
  • تقرير أمريكي يكشف: كيف تُدار الغارات على اليمن من غرفة عمليات في الرياض
  • مركز عين الإنسانية يصدر إحصائية “3600 يوم” من “حرب التحالف” على اليمن
  • مركز أوروبي: تزايد العنف الجنسي وزواج الأطفال بسبب عدم الاستقرار في اليمن
  • تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)
  • شاهد | القبيلة اليمنية ومن يريد احتلال اليمن .. كاريكاتير
  • تاح تاح تاح تحسم بالسلاح: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)
  • صحيفة : أطراف يمنية تكثف الاتصالات مع الخارج لعودة الحرب في اليمن 
  • صحيفة لبنانية: أطراف باليمن تجري اتصالات مع دول غربية لعودة الحرب في اليمن.. والسعودية تُحاذر استفزاز الحوثيين
  • تطورات عسكرية متسارعة في اليمن.. وثلاث محافظات قد تنطلق منها شرارة الحرب