دخول 2000 كيلو ذهب لمصر منذ 11 مايو الماضي وحتى 24 سبتمبر
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
يشهد الذهب عالمياً استقرار خلال تداولات اليوم الخميس بعد الانهيار الذي شهده منذ بداية الأسبوع وتسجيله يوم أمس أدنى مستوياته في 6 أشهر، في ظل تزايد التوقعات باستمرار التشديد النقدي ورفع الفائدة من قبل الفيدرالي إلى جانب ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية.
تداول الذهب الفوري خلال تداولات اليوم الخميس وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1874 دولار للأونصة، وذلك بعد أن خسر يوم أمس 26 دولار منخفضاً بنسبة 1.
ورصد تحليل جولد بيليون تراجع الذهب بنسبة 2.6% ليخسر 50 نقطة في التداولات العالمية، ويتبقى جلستين قبل أن ينهي الذهب شهر سبتمبر الذي سجل خلاله أسوأ أداء منذ شهر فبراير الماضي مسجلاً انخفاض حتى الآن بنسبة 3.3% بعد أن فقد 64 دولار.
في المقابل يوم أمس كان إيجابي بشكل كبير بالنسبة للدولار الأمريكي الذي ارتفع بنسبة 0.5% ليسجل أعلى مستوى جديد منذ 10 أشهر وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية.
ويذهب الدولار في طريقه إلى تسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي بنسبة 1% ليسجل ارتفاع للأسبوع ال 11 على التوالي، بينما شهد شهر سبتمبر حتى الآن ارتفاع للدولار بنسبة 2.6% ليسجل الارتفاع الشهري الثاني على التوالي.
كما صدرت بيانات طلبات البضائع المعمرة عن الاقتصاد الأمريكي خلال شهر أغسطس، أمس الأربعاء، وأظهرت ارتفاع بنسبة 0.2% على غير المتوقع بعد أن كانت القراءة السابقة منخفضة بنسبة 5.6% والتوقعات تشير إلى انخفاض آخر بنسبة 0.5%.
وعكست البيانات استمرار المستهلكين والشركات في الانفاق على السلع المعمرة على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، الأمر الذي يعكس على قوة مرونة الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي قدرته على دعم التضخم الأمر الذي يستدعي البنك الاحتياطي الفيدرالي لاتخاذ المزيد من الإجراءات التشددية لمواجهة هذا التضخم.
صرح عضو البنك الاحتياطي الفيدرالي نيل كاشكاري، يوم أمس أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة مع استمرار ظهور أدلة كافية على القوة الاقتصادية المستمرة، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي يتم تسعيره بالدولار والذي لا يقدم عائد لحائزيه.
في المقابل ارتفع العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات لتسجل أعلى مستوى جديد من 16 عام عند 4.643% ليسجل العائد ارتفاع خلال هذا الأسبوع بنسبة 4.2% وخلال شهر سبتمبر حتى الآن بنسبة 12.41% وهو الشهر الخامس على التوالي الذي يشهد ارتفاع في العائد.
وأوضحت البيئة الحالية في الأسواق المالية أنها غير ملائمة لازدهار أسعار الذهب، العائد على السندات الحكومية طويل الأجل مستقر أعلى 4.5% والعائد على السندات قصيرة الأجل فوق المستوى 5%، وبالتالي هناك تفوق واضح لصالح أسواق السندات مقارنة مع الذهب الذي لا يقدم أي عائد للاستثمار فيه.
الذهب والتضخم:
أحد الأدوار التي يتميز بها الذهب في الأسواق المالية هي كونه تحوط ضد التضخم، فمع ارتفاع معدلات التضخم يزيد الإقبال على الذهب لحفظ المدخرات من مخاطر انخفاض القيمة الشرائية للعملات، ولكن الذهب توقف عن لعب هذا الدولار مؤخراً في الأسواق المالية العالمية.
وارتفاع التضخم الآن أصبح يمثل عبء سلبي على أسعار الذهب، لأن ارتفاع التضخم سيصاحبه ارتفاع في أسعار الفائدة أو على الأقل بقاء الفائدة الأمريكية عند اعلى مستوياتها لفترة أطول من الوقت.
التوقعات الأخيرة للبنك الاحتياطي الفيدرالي أشارت أن الفائدة في طريقها إلى الاستقرار فوق المستوى 5% خلال عام 2024، لتتغير وجهة نظر الأسواق لمستقبل السياسة النقدية للفيدرالي خاصة مع وجود توقعات حالياً باحتمال يقترب من 40% بإمكانية رفع الفائدة في اجتماع الفيدرالي في ديسمبر القادم.
ويعد هذا السيناريو هو الأسوأ بالنسبة للذهب كون رفع الفائدة يجذب الاستثمارات بعيداً عن أسواق الذهب لصالح الدولار أو عوائد السندات الأمريكية.
وارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي لتسجل أعلى مستوى منذ أكثر من عام عند 95.01 دولار للبرميل، مع توقعات أن تصل إلى 100 دولار للبرميل على المدى القصير، وارتفاع أسعار النفط ينعكس بشكل إيجابي مباشر على ارتفاع أسعار الوقود عالمياُ وبالتالي معدلات التضخم ليتكرر السيناريو السابق.
أيضاً بالنظر إلى أسواق الأسهم الأمريكية نجد أن مؤشر S&P500 الأكثر شيوعاً للأسهم الأمريكية قد انخفض إلى أدنى مستوياته في 3 أشهر، حيث تعاني أسواق الأسهم من عمليات البيع وخروج الاستثمارات لصالح أسواق السندات.
لم يستطع الذهب أن يجتذب الاستثمارات الخارجة من أسواق الأسهم كونه لم يعد يمثل الملاذ الآمن في الأسواق الآن، ليفقد هذا الدور لصالح الدولار الأمريكي الذي يتمتع بحماية كبيرة بدعم من مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية المرتفعة على المدى المتوسط.
سعر الذهب في مصر
انخفضت أسعار الذهب المحلي لتتبع تراجع كبير في سعر الأونصة العالمي، ولكن حتى الآن يبقى الحذر والترقب هو السائد في الأسواق المحلية، خاصة في ظل ضبابية المشهد للاقتصاد المصري ومستقبل سعر الصرف.
افتتح الذهب تداولات اليوم الخميس عند المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 الأكثر شيوعاً قبل أن يعود إلى التراجع إلى المستوى 2197 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند هذا المستوى وهو نفس السعر الذي اختتم عنده جلسة الأمس، التي شهدت انخفاض بمقدار 10 جنيهات عن سعر افتتاح الأمس عند 2207 جنيه للجرام.
انخفاض الذهب يوم أمس جاء ليتبع تحركات السوق العالمي الذي شهد انخفاض حاد في سعر الأونصة عالمياً، ولكن معدل هبوط السعر في السوق المحلي كان طفيف مقارنة بانخفاض السعر العالمي للذهب.
الترقب هو المسيطر في الوقت الحالي على السوق المحلي في ظل ضبابية المشهد للاقتصاد المصري، خاصة في أسواق السندات العالمية التي تشهد شكوك من قبل المستثمرين والبنوك الاستثمارية في قدرة مصر على توفير العملات الأجنبية لسداد التزاماتها.
صرح بنك جيه بي مورجان أنه سيقيم مدى صلاحية مصر في البقاء على مؤشره للسندات خلال 3 إلى 6 أشهر قادمة، حيث قام الأسبوع الماضي بوضع السندات المصرية المدرجة على مؤشره في قائمة المراجعة السلبية.
يأتي هذا بعد أن أعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قبل شهر عن توسع نطاع مراجعتها لخفض التصنيف الائتماني لمصر، حيث اشتكى مستثمرين في السندات الحكومية المصري من صعوبة الحصول على العملات الأجنبية.
يتبقى الآن التقييم الأهم من قبل صندوق النقد الدولي والذي حتى الآن لم يجري مراجعته الأولى بشأن برنامجه لإقراض مصر 3 مليار دولار والذي حصلت مصر على الشريحة الأولى من القرض في ديسمبر الماضي.
آخر التصريحات أفادت بدمج للمراجعة الأولى والثانية للصندوق وتحديد موعدها خلال الفترة القادمة قبل نهاية العام، وبالتالي تم تأجيل قرار تعويم سعر الصرف الذي من المتوقع أن يتم بالتزامن مع اجراء مراجعة الصندوق.
بشكل عام تشهد أسواق الذهب استقرار في التحركات على المدى القصير بسبب ضعف السيولة النقدية لدى المشاركين في الأسواق الأمر الذي انعكس على ضعف الطلب على الذهب خلال هذه الفترة من العام.
هذا بالإضافة إلى استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية وبالتالي سيطر التذبذب على الذهب معظم الفترات الماضية، خاصة مع عدم وضوع مستقبل سعر الصرف في مصر.
الجدير بالذكر أن المعروض من الذهب شهد استقرار إلى حد ما وذلك في ظل مبادرة واردات الذهب بدون رسوم جمركية التي ساهمت في دخول 2000 كيلو ذهب منذ بداية المبادرة في 11 مايو الماضي وحتى 24 سبتمبر الجاري.
هناك مطالبات كثيرة بتمديد فترة مبادرة واردات الذهب والتي من المقرر أن تنتهي في نوفمبر القادم، وذلك في ظل الاستقرار الذي حققته في أسواق الذهب وتقليل فجوة التسعير بين السوق المحلي والسوق العالمي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
الضغط السلبي مستمر على أسعار الذهب الفوري الذي كسر القاع الذي سجله في أغسطس الماضي عند 1885 دولار للأونصة، ليفتح الطريق الآن إلى المستهدف عند المنطقة بين 1850 - 1860 دولار للأونصة.
المؤشرات الفنية لا تزال تظهر تشبع في البيع، ولكن قد تقوم المؤشرات بتصحيح قراءتها من خلال التحركات العرضية دون الحاجة لعكس الذهب حركته لأعلى، لتعود بعد ذلك لاستكمال الهبوط في حالة استمر الضغط السلبي على بيع الذهب.
الذهب في حاجة إلى حافز قوي لإيقاف الهبوط والعودة إلى التعافي وفي هذه الحالة يلزم الاستقرار فوق المستوى 1900 دولار للأونصة حتى يستطيع تكمل الصعود.
أما عن السعر المحلي فنجد أنه هناك محاولات للتداول تحت المستوى 2200 جنيه للجرام عيار 21 ليتبع التراجع في سعر الأونصة العالمية، ولكن تحركات الذهب تظل تدريجية ويسيطر عليها التذبذب.
الجدير بالذكر أن استجابة السعر المحلي للعالمي تبقي أسعار الذهب بالقرب من المستوى 2200 جنيه للجرام، ولكنه مع وجود حافز مناسب من المتوقع أن يعود إلى التعافي مستهدفاُ المستوى 2225 جنيه للجرام ومن بعد المستوى 22250 جنيه للجرام.
اقرأ أيضاًجولد بيليون: الذهب يفتتح تداولات الأسبوع على تراجع طفيف
جولد بيليون: الذهب يصمد في البورصة العالمية فوق مستوى 1900 دولار
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اسعار الفائدة الاونصة التضخم الدولار الفيدرالى الامريكى سعر الذهب أسعار الفائدة دولار للأونصة ارتفاع أسعار أسعار الذهب جنیه للجرام فی الأسواق حتى الآن یوم أمس بعد أن
إقرأ أيضاً:
بريق المعدن الأصفر يزداد.. ارتفاع لمستوى قياسي جديد
الاقتصاد نيوز - متابعة
ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد فوق 3200 دولار للأونصة، مع تصاعد المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد العالمي، مما عزز الإقبال على الملاذات الآمنة.
حقق المعدن الثمين مكاسب وصلت إلى 1.4% في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الجمعة، ليبلغ 3219.48 دولار للأونصة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق المسجل في الجلسة الماضية، حين أنهى التداولات مرتفعاً بأكثر من 3% لليوم الثاني على التوالي.
وجاء هذا الارتفاع وسط اضطراب في الأسواق بسبب رسائل الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتقلبة بشأن جدول الرسوم الجمركية، والتي تسببت في عمليات بيع واسعة للأسهم والسندات والدولار الأميركي، في ظل مخاوف من ركود عالمي.
وبقيت حالة عدم اليقين قائمة حتى بعد قرار ترمب بتجميد الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، إذ باتت جميع الواردات من الصين خاضعة لرسوم لا تقل عن 145%.
وقالت ليو يوشوان، الباحثة في مجال المعادن الثمينة لدى "غوتاي جونآن فيوتشرز" في شنغهاي: "الذهب هو أفضل مكان للاستثمار في السوق حالياً. التوترات التجارية غير المسبوقة عمّقت فقدان الثقة بالدولار الأميركي، مما زاد الإقبال على الأصول الآمنة الأخرى".
شكوك بشأن سرعة التوصل لاتفاقات تجارية يزداد التشكيك في قدرة واشنطن على إتمام المفاوضات التجارية في الوقت المناسب، رغم تصريح مدير المجلس الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، بأن المفاوضات "متقدمة جداً" مع الشركاء الاقتصاديين.
كما استفاد الذهب من عمليات الشراء التي تنفذها البنوك المركزية العالمية، ومن تزايد التوقعات بتيسير السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
وأظهرت بيانات يوم الخميس أن التضخم الأساسي في الولايات المتحدة تباطأ بشكل عام في مارس، مما دفع المتعاملين إلى تسعير ثلاث تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة خلال بقية العام، مع احتمال تخفيض رابع. وتُعد أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً داعماً للذهب، لأنه لا يدرّ فائدة.
وارتفع الذهب الفوري بنسبة 1.1% إلى 3,212.41 دولار للأونصة بحلول الساعة 9:51 صباحاً في سنغافورة، متجهاً نحو تحقيق مكاسب أسبوعية تقارب 6%. وتراجع مؤشر بلومبرغ للدولار لليوم الرابع على التوالي. في المقابل، تراجعت أسعار الفضة، بينما صعد البلاتين والبلاديوم بشكل طفيف.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام