نشرت صحيفة "التليغراف" البريطانية تقريرًا تحدثت فيه عن التحديات المالية الكبيرة التي تواجه منظمة "أوبك" وتأثيرها المحتمل على سوق النفط العالمي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن منظمة "أوبك" اضطرت إلى خفض الإنتاج في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي من أجل دعم الأسعار وكان عليها أن تقطع الإنتاج مرة أخرى في نيسان/ أبريل.

ثم فاجأ السعوديون التجار بخفض أحادي الجانب قدره مليون برميل يوميًا في حزيران/ يونيو.

بعد ذلك، اضطرت منظمة "أوبك" وروسيا إلى تقليص الإنتاج بمليوني برميل يوميا عند نقطة عالية في الدورة الاقتصادية، بعد إعادة فتح الصين في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد، وفي وقت كان فيه الاقتصاد الأمريكي متقدما وكان التوسع المالي يعادل تقريبا ميزانية الرئيس الأمريكي الأسبق "ديلانو روزفلت" للحرب العالمية.

هذا الرقم البالغ 2 مليون برميل في اليوم يمثل تقريبا كمية النفط الخام التي يتم استبدالها حاليا بمبيعات السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لموقع بلومبيرغ لتمويل الطاقة الجديدة.

مع ذلك، كان المزاج العام يتسم بالتحدي واللامبالاة في مؤتمر النفط العالمي الرابع والعشرين الذي عقد في مدينة كالغاري هذا الشهر. 

وقال أمين الناصر، رئيس شركة "أرامكو" السعودية، إن الحديث عن ذروة الطلب على النفط "يخضع للتدقيق". ومن المقرر أن يرتفع الاستهلاك من 102 مليون برميل يوميا إلى 110 ملايين برميل يوميا بحلول سنة 2030، ثم يرتفع أكثر حتى سنة 2035 قبل أن يستقر عند مستوى عالية حتى منتصف القرن.


وحسب الصحيفة، يتخطى هذا الوضع التفاصيل التي تشير إلى أن السيارات الكهربائية تسير بالفعل على الطريق الصحيح للوصول إلى 60 بالمئة من إجمالي مبيعات السيارات في أكبر سوق للسيارات في العالم في غضون سنتين.

وتتلقى منظمة أوبك ضربات من الجانبين، حيث أصبحت سيارات البنزين والديزل أكثر كفاءة مما يؤدي تدريجيا إلى إزاحة الطراز القديم. وقالت شركة "بريتيش بتروليوم" إن هذا وحده سيخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار العشر بحلول سنة 2040.

وذكرت الصحيفة أن مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بلغت 38 بالمئة هذا الصيف، رغم إلغاء الإعانات في الغالب. ويأتي هذا قبل الموعد المحدد بكثير في إطار خطة تطوير صناعة سيارات الطاقة الجديدة في بكين.

ووفقا لمركز أبحاث تشيباي الصيني فإن الإجماع الناشئ يتمحور حول حقيقة أن مبيعات السيارات الكهربائية ستصل إلى 17 مليون أو ما يعادل 60 بالمئة من إجمالي حصة الصين بحلول سنة 2025، وترتفع إلى 90 بالمئة بحلول سنة 2030، على افتراض أن الشبكة يمكن أن تواكب ذلك.


ونقلت الصحيفة عن لي شيانغ، مؤسس شركة صناعة السيارات الصينية المزدهرة "لي أوتو"، أن مبيعات السيارات الكهربائية ستصل إلى 80 بالمئة بحلول سنة 2025.

وتبيع شركة "رافال بي دبليو دي" أكثر من 50 ألف سيارة كهربائية أسبوعيًا، بما في ذلك شركة "سيغال" للبيع بالتجزئة، مقابل 10.200 دولار في السوق المحلية.

وأوردت الصحيفة أن فيتنام متأخرة ببضع سنوات ولكن لديها طموحات مماثلة. فقد أصبحت شركتها الناشئة للسيارات الكهربائية "فين فاست أوتو" ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم بعد إدراجها في بورصة "ناسداك" الشهر الماضي، حيث كانت قيمتها لفترة وجيزة تساوي قيمة صناعة السيارات الألمانية قبل أن يتراجع سعر أسهمها.

وسواء تم إنتاجها من قبل الصين أو المنافسين الإقليميين، فإن السيارات الكهربائية الرخيصة سوف تغمر جنوب شرق آسيا وجزءا كبيرا من الجنوب العالمي، مهما فعل الغرب.

وكانت الفرضية الأساسية لمنظمة "أوبك" لفترة طويلة تتلخص في أن صعود طبقة متوسطة قوية قوامها مليار شخص في آسيا الناشئة سوف يعوض بشكل أكبر عن انخفاض استخدام النفط في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. لكن الهند لن تنقذ منظمة "أوبك"، حيث تجاوزت مبيعات السيارات الكهربائية بالفعل مليون سيارة حتى الآن هذه السنة، وقد تم تصنيع العديد منها في مدينة كريشناجيري، عاصمة السيارات الكهربائية في الهند.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة إن الطلب العالمي على النفط سيبلغ ذروته عند 105.5 مليون برميل يوميًا في سنة 2028، ثم سيستقر لبضع سنوات قبل أن يتراجع. وقد أثارت هذه التوقعات غضب أعضاء منظمة "أوبك".

ونقلت الصحيفة عن هيثم الغيص، رئيس منظمة "أوبك"، أن "استبعاد الوقود الأحفوري، أو الإشارة إلى أنه في بداية نهايته، أمر بالغ الخطورة وغير عملي. وما يجعل مثل هذه التوقعات خطيرة للغاية هو أنها غالبا ما تكون مصحوبة بدعوات لوقف الاستثمار في مشاريع النفط والغاز الجديدة".

وأضاف الغيص أن "مثل هذه الروايات لا تؤدي إلا إلى فشل نظام الطاقة العالمي بشكل مذهل وفوضى في مجال الطاقة على نطاق غير مسبوق".

وقال معهد "روكي ماونتن" في تقريره الأخير بعنوان "نهاية العصر الجليدي" إن نصف مبيعات السيارات العالمية يمكن أن تكون سيارات كهربائية بحلول سنة 2026، لتصل إلى 86 بالمئة في وقت لاحق من هذا العقد. وورد في التقرير أنه "بحلول سنة 2030، سينخفض الطلب على وقود السيارات بأكثر من مليون برميل يوميا سنويا، وستكون نهاية ربع الطلب العالمي على النفط في الأفق".

من جانبه، يبرر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خفض إنتاج مليوني برميل يوميا من الإمدادات العالمية على أن هناك حاجة لرفع الأسعار لتعزيز الاستثمار العالمي في المشاريع الجديدة، وبالتالي ضمان اقتصاد عالمي منظم.

وقد رفع السعوديون أسعار خام برنت إلى 90 دولارًا، مما ساعد فلاديمير بوتين في هذه العملية، لكن المشكلة في خفض العرض هي أنه يعطي حصة في السوق للمنافسين.


 وقال أولي هانسن، رئيس السلع في "ساكسو بنك" إنه "من السهل قطع الإنتاج، ولكن كيف يمكن استعادة حصتك بمجرد أن تخسرها؟".

وتستمر شركات تكسير النفط الصخري الأمريكية في إصدار تنبؤات مربكة بشأن التراجع، وتوصلوا إلى تكنولوجيا جديدة وتدريبات جانبية أطول. 

وتتوقع وزارة الطاقة الأمريكية أن يصل إنتاج النفط الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 13.4 مليون برميل يوميا في السنة المقبلة، وهو أمر مذهل نظرًا لأن الإنتاج كان عند أدنى مستوى له في سنة 2008 في حدود 3.8 مليون برميل يوميا.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة أن يرتفع الإنتاج الأمريكي وإنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة "أوبك" بمقدار 5 ملايين برميل يوميا بحلول سنة 2028، وهو ما يتجاوز الارتفاع في الطلب العالمي ويترك لأوبك حصة متضائلة. ويشير هذا إلى أن السعوديين يفرضون سعرا مرتفعا بما يخدم مصلحتهم.

وأوضح هانسن أنه "إذا تجاوز سعر برميل النفط 100 دولار فسوف يسبب ذلك اضطرابا في صفوف المشترين". وربما يكون تراجع أسعار النفط في قطاع النقل بسبب السيارات والحافلات الكهربائية أقرب مما تصوّره أي شخص تقريبا. وربما تكون منظمة "أوبك" على أعتاب الانهيار.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية النفط السعودية أسعار النفط السعودية الولايات المتحدة النفط روسيا أسعار النفط سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مبیعات السیارات الکهربائیة ملیون برمیل یومیا الطلب العالمی على النفط

إقرأ أيضاً:

ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء

سيارة جديدة اقتصادية من تويوتا (مواقع)

في خطوة مبتكرة للحد من مشاكل الازدحام في المدن الكبيرة وتحقيق استدامة بيئية، كشفت تويوتا عن سيارتها الجديدة FT-Me التي تعيد تعريف مفهوم السيارات الصغيرة.

تجمع هذه السيارة بين الاقتصاد في استهلاك الطاقة، الابتكار التقني، و سهولة القيادة لتصبح الخيار المثالي لمستقبل التنقل في المدن، وخاصة في ظل الزيادة الكبيرة في مشكلة الازدحام المروري و الاحتباس الحراري.

اقرأ أيضاً الكشف عن دور سعودي خفي ضد الحوثيين قد يكون مفتاح الحل 14 مارس، 2025 قوات درع الوطن تفتح طريق المحلحل في أبين بشروط صارمة: مواعيد العبور 14 مارس، 2025

 

حجم صغير وأداء فائق:

تُعتبر FT-Me من أصغر السيارات في فئتها، إذ لا يتجاوز طولها 2.5 متر، مما يجعلها أصغر حتى من سيارات Smart ForTwo الشهيرة.

هذه السيارة المدمجة تحتاج إلى نصف المساحة التي تشغلها السيارات العادية في مواقف السيارات، مما يجعلها مثالية للمناطق ذات المساحات المحدودة مثل المدن الكبرى حيث يواجه السكان صعوبة في العثور على مكان لركن سياراتهم.

 

شحن شمسي لمسافات معقولة:

ومن أبرز ما يميز تويوتا FT-Me هو السقف الشمسي الذي يُمكنه شحن البطارية لمسافة تصل إلى 30 كيلومترًا في الأيام المشمسة، وهي ميزة بيئية مميزة تساعد في تقليل الاعتماد على الوقود التقليدي أو الكهرباء.

ورغم ذلك، لم تكشف تويوتا بعد عن تفاصيل دقيقة بخصوص حجم البطارية أو مدى السيارة في الظروف الأخرى.

 

سيارة مناسبة للمراهقين وذوي الهمم:

أحد الأبعاد المميزة لسيارة FT-Me هو تصميمها لملاءمة احتياجات المراهقين و ذوي الهمم. حيث تم تطويرها خصيصًا لتكون صالحة للقيادة من قبل مراهقين في عمر 14 عامًا في بعض البلدان الأوروبية، وتندرج ضمن فئة السيارات الرباعية الصغيرة مثل سيتروين آمي و أوبل روكس-إي.

وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، تم تقييد قوتها لتصل إلى 8 أحصنة فقط، مع سرعة قصوى تصل إلى 45 كم/ساعة، مع الحفاظ على وزن لا يتجاوز 425 كيلوغرامًا.

لكن تويوتا FT-Me لا تقتصر فائدتها على المراهقين فقط، بل تقدم أيضًا تجربة قيادة استثنائية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تتميز بنظام تحكم يدوي كامل يتيح القيادة بدون دواسات للكبح أو التسارع، مما يجعلها مناسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على الكراسي المتحركة.

 

تصميم مبتكر وتقنيات حديثة:

تتميز تويوتا FT-Me بتصميم عصري يحتوي على عجلات مقاس 14 بوصة، واستبدال المرايا التقليدية بـ كاميرات جانبية، مما يعزز من رؤيتها في كافة الاتجاهات ويوفر مساحة أكبر على الجوانب.

كما أن المصابيح الأمامية والخلفية تأتي بتصميم مميز يعكس الملامح الحديثة للسيارة. ورغم أن النوافذ كبيرة، فإن تصميمها يمنحها قدرة محدودة على الفتح، وهو ما يساعد في تقليل استهلاك الطاقة والحفاظ على الاستدامة البيئية.

 

مستقبل التنقل الحضري:

مع تزايد مشاكل ازدحام المدن والتحديات البيئية مثل انبعاثات الكربون، يمكن القول إن تويوتا FT-Me تعد خيارًا ذكيًا ومستدامًا للقيادة داخل المدن. هي ليست فقط سيارة صغيرة ولكنها تصميم مبتكر يلبي احتياجات المستقبل ويحقق توازنًا بين الأداء والكفاءة.

ربما تمثل هذه السيارة نقطة تحول كبيرة في مستقبل التنقل الحضري، وخصوصًا مع اعتمادها على الطاقة الشمسية و التحكم اليدوي.

قد تكون تويوتا FT-Me بالفعل بداية لعصر جديد في صناعة السيارات، حيث يجتمع الابتكار مع الاستدامة لتقديم حل مثالي للمشاكل اليومية في حياتنا، وفتح آفاق جديدة للقيادة الذكية داخل المدن الكبرى.

مقالات مشابهة

  • كوزمين: نُواجه تحديات كبيرة أمام شباب الأهلي!
  • شعيب: توطين الطاقة الشمسية في ليبيا يواجه تحديات كبيرة
  • في إجابات لشفق نيوز.. الصين تدعو لشراكات لتحقيق فوائد كبيرة للعراق
  • العراق وتركيا يتفقان على زيادة الطاقة الكهربائية لـ 600 ميغاواط ‏
  • العراق: 5ملايين برميل من صادرات النفط إلى أمريكا
  • خلال شهر .. 5 ملايين برميل من النفط صادرات العراق لأمريكا
  • برج الحمل .. حظك اليوم الأحد 16 مارس 2025 .. مواجهة أي تحديات
  • وزارة النفط تباشر بمد أنبوب غازي لتغذية المحطات الكهربائية
  • صادرات سلطنة عُمان من النفط تتجاوز 25.8 مليون برميل
  • ثورة في عالم السيارات: سيارة جديدة من تويوتا لا تحتاج بنزين أو كهرباء