جوهانسبرغ في 28 سبتمبر /وام/ أكد معالي صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن مجموعةَ "بريكس"، بكلِّ ما تمتلكُه مِن ناتجٍ محلي يصلُ بعد انضمامِ الدولِ الستِ الجديدةِ إليها إلى ما يقاربِ ثلثَ الناتجِ المحلي العالمي، ومِن طاقاتٍ بشريةٍ هائلة، ومن مقومات تكنولوجية وصناعية متقدمة، يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في رسمِ خارطةِ المشهدِ الاقتصادي العالمي المستقبلي، وتوجيهِ بوصلةِ الاهتمام العالمي صوب الكثيرِ من القضايا التي باتتْ أكثرَ الحاحاً من السابق، وأهمُها التغير المناخي، وأمن الطاقة، والابتكار، وكذلك الاستثمار الأكبر في التكنولوجيا الجديدة، وفتح ممرات وسلاسل توريد جديدة.

جاء ذلك في كلمة معاليه في الجلسة الافتتاحية للمنتدى البرلماني التاسع للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" الذي يعقد تحت عنوان "تسخير التعددية والدبلوماسية البرلمانية لتعميق شراكة بريكس وإفريقيا من أجل تسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة لإفريقيا" في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا.

شارك في الجلسة الافتتاحية وفد المجلس الذي ضم معالي الدكتور علي راشد النعيمي، وسعادة كل من سارة فلكناز، وخالد الخرجي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس، وطارق أحمد المرزوقي الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس، وبحضور سعادة محش سعيد الهاملي سفير الدولة لدى جنوب إفريقيا.

ووجه معالي صقر غباش، في بداية كلمته، الشكر والتقدير، باسمِ دولةِ الإمارات قيادةً وشعباً، إلى الأعضاءِ المؤسسين الخمسةِ في "بريكس" لترحيبهم بانضمامِها عضواً كاملَ العضويةِ في المجموعة، مشيرا إلى ما ذكره صاحب السموِ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله في قوله: "نقدرُ موافقةَ قادةَ مجموعةَ بريكس على ضمّ دولةِ الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعةِ المهمة، ونتطلعُ إلى العملِ معاً من أجل رخاءِ ومنفعة جميعِ دولِ وشعوبِ العالم".

وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات تهدفُ من خلال تفاعلها الدبلوماسي إلى تحقيقِ وتعزيزِ الاستقرارِ الإقليمي والدولي، وتهدئةِ التوتراتِ في منطقة الشرق الأوسطِ وخارجها، مؤكدا على العديد من الأمثلةِ ومنها المقاربةَ التي قادتْها دولةُ الإمارات من خلال "الاتفاق الإبراهيمي"، وكذلك رعايتَها وتبنيها وثيقةَ الأخوةِ الإنسانية التي تم توقيعُها في أبوظبي سنة 2019 لتعزيزِ مبادئ التعايشِ والتسامحِ والسلامِ بين أتباعِ الديانات المختلفة.

وقال معاليه: "تأتي استضافة دولةً الإماراتِ مؤتمرَ الأطراف في اتفاقيةِ الأممِ المتحدةِ لتغيرِ المناخ "COP 28" الذي تسعى من خلالِه إلى توحيدِ الرأيِ والجهدِ العالميين للانتقالِ بالسياساتِ الدوليةِ الراميةِ إلى التحول إلى الطاقةِ النظيفةِ والمتجددة من النظريةِ إلى التطبيق، وإلى التأكيد على إنَّ التصديَ لتداعياتِ تغيرِ المناخ والحفاظِ على كوكب الأرض هو مسؤوليةٌ مشتركةٌ تقعُ على عاتقِ جميع دولِ الشمالِ والجنوب".

وأكد معاليه أن انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة بريكس يأتي باعتباره جزءاً من أولوياتِها في تأكيدِ أهمية بناءِ علاقاتٍ استراتيجية واقتصادية متوازنة بما يسهمُ في تحقيق الرخاءِ الاقتصادي الدولي المستدامِ داخلَ منظومةٍ دولية تتقاسم دولُها الواجبات والمسؤوليات والمنافعَ المشتركة.

وأضاف أن تعزيز الشراكة بين مجموعة بريكس وإفريقيا، وتسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية؛ سيسهم في خلق سوق موحدة للسلع والخدمات في جميع أنحاء إفريقيا، يبلغُ عدد سكانه أكثر من 1.3 مليار نسمة، وبإجمالي ناتج محلي يزيد عن 3 تريليونات دولار أمريكي.

وأكد دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للجهود الرامية إلى العمل والتعاون مع الدول الإفريقية؛ لتعزيز النمو والتقدم الاقتصادي والاجتماعي المستدام، موضحا أن ما يدلُّ على نهجها العملي في هذا الشأن هو إعلانها في قمة المناخ الإفريقية التي عقدت في نيروبي أوائل شهر سبتمبرالجاري، عن مبادرة تمويل إماراتية بقيمة 4.5 مليار دولار أميركي؛ للمساعدة في تحفيز قدرات إفريقيا في مجال الطاقة النظيفة، مضيفا أن المجلس الوطني الاتحادي يعمل على تعزيز تعاونه المستدام مع برلمانات الدول الإفريقية وبناء أطر للشراكة البرلمانية بهدف إزالة أية معوقات أو صعوبات أمام تنفيذ اتفاقيات التعاون والشراكة الاقتصادية مع دول القارة.

وكان بيريكس باول ماشتيل، نائب رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، قد افتتح المنتدى البرلماني التاسع للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس" وركز في كلمته على أهمية عدالة النظام القانوني، والانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب، والعولمة المتعمقة، واستكشاف آفاق تجارية واستثمارية جديدة، وتعزيز السلام والأمن الدوليين، والنمو الاقتصادي المشترك، والتعاون والتفاعل المفيد المتبادل لشعوب العالم، في ظل حوار مستمر بين حضارات العالم لصالح الإنسانية.

إبراهيم نصيرات

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

أسعار الذهب في مهب العواصف الاقتصادية: قراءة في المشهد العالمي والمصري

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث تجاوز سعر الأونصة 2,867.24 دولارًا في 5 فبراير 2025، مسجلًا مستويات قياسية جديدة. 

 

وتأثرت السوق المصرية بالتغيرات العالمية، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 4,582 جنيهًا، وعيار 21 نحو 4,010 جنيها، وعيار 18 حوالي 3,437 جنيهًا. كما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 32,080 جنيهًا. 

 

وترصد بوابة الوفد الإلكترونية، خلال هذا التقرير قراءة لاسعار الذهب في المشهد العالمي والمصري، والتحديات التي يواجهها المعدن الاصفر في الاسواق العالمية والمصرية، وحرص المستثمرين على الاستثمار فيه لاعتباره ملاز أمن والابتعاد عن الاستثمار في العملات لاسيما الدولار، الامر الذي ادى الى ارتفاع سعر الذهب.

 

التحديات المؤثرة على أسعار الذهب

1. السياسات النقدية الأمريكية: تؤثر توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على جاذبية الذهب كملاذ آمن، حيث قد يؤدي خفض الفائدة إلى تعزيز الطلب على الذهب. 

 

2. التوترات الجيوسياسية: تزيد النزاعات التجارية، مثل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن، مما يدفع أسعاره للارتفاع. 

 

3. قوة الدولار الأمريكي: يؤثر ارتفاع قيمة الدولار سلبًا على أسعار الذهب، حيث يصبح المعدن النفيس أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما قد يقلل من الطلب عليه. 

 

4. التضخم العالمي: يُعتبر الذهب وسيلة تحوط ضد التضخم؛ لذا فإن ارتفاع معدلات التضخم يدفع المستثمرين نحو شراء الذهب لحماية قيمة أصولهم.

 

5. سياسات البنوك المركزية: تؤثر مشتريات البنوك المركزية من الذهب على أسعاره، حيث يؤدي زيادة الطلب من هذه المؤسسات إلى دعم الأسعار.

 

في ظل هذه التحديات، يظل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين، مع توقعات باستمرار التقلبات في أسعاره بناءً على التطورات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخزانة الأمريكي: تحاول دول "بريكس" التخلي عن الدولار
  • المديرة الإقليمية لبرنامج الغذاء العالمي: مصر تعلب دورا محوريا في المنطقة
  • أسعار الذهب في مهب العواصف الاقتصادية: قراءة في المشهد العالمي والمصري
  • “الإمارات تغرد خارج السرب الاقتصادي العالمي”.. محمد بن راشد يعلن انجازا تاريخيا للاقتصاد الإماراتي
  • نهيان بن مبارك يفتتح الدورة الخامسة من المؤتمر العالمي للتسامح والأخوة الإنسانية في أبوظبي
  • غباش ورئيس مجلس النواب الأردني يؤكدان أهمية تعزيز العلاقات
  • محمد الكويتي: الذكاء الاصطناعي أداة استراتيجية لتعزيز الأمن السيبراني
  • صقر غباش يبحث تعزيز التعاون البرلماني مع رئيس مجلس النواب الأردني
  • نهيان بن مبارك: تحت قيادة محمد بن زايد.. ستظل الإمارات دولة سلام ووئام
  • الإمارات تقرر إنشاء مجلس للتكامل اللوجستي