إطلاق نار ومحاولات اغتيال.. ماذا يجري في الضفة؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
الخليل- نجا المحامي عبد الكريم فرّاح الأحد الماضي عندما كان عائدًا إلى منزله -بعد انتهاء جلسة المجلس البلدي بمدينة الخليل- من محاولة اغتيال بعد اعتراضه من قبل مسلحين ملثمين وإطلاق النار عليه وإحراق سيارته.
قبل ذلك بأيام، تعرضت سيارة عضو المجلس البلدي أسماء الشرباتي لإطلاق نار، كما تعرضت عيادة زوجها طبيب الأسنان أمجد الحموري لإطلاق نار مماثل.
ولم يكشف فراح أو الشرباتي عن سبب وخلفيات استهدافهما، لكن تصريحاتهما للصحفيين تتركز حول "خارجين عن القانون" و"حالة فلتان وفوضى"، مع إشارة إلى أن الأمر يتعلق بدورهما في المجلس البلدي.
تعقيب نائب رئيس المجلس البلدي لبلدية الخليل الدكتورة أسماء الشرباتي بعد تعرض مركبتها لإطلاق نار من قبل مجهولين pic.twitter.com/s71c3Nju9T
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 20, 2023
لم يكن إطلاق النار في الخليل الأول من نوعه، بل سبق ذلك في شمالي الضفة تعرض الوزيرين السابقين في الحكومة الفلسطينية العاشرة ناصر الدين الشاعر والراحل وصفي قبها، لإطلاق النار من قبل مسلحين، من دون أن يُعلن عن اعتقال أي متورطين.
وإن كان المستهدفون في الخليل هذا الأسبوع شخصيات عامة، فإن إطلاق النار على أملاك الآخرين أصبح ظاهرة شبه يومية في مدينة الخليل (كبرى مدن الضفة) ومدن أخرى بالضفة، ولأسباب عديدة: إما عائلية أو بسبب خلافات مالية وأحيانا لأسباب سياسية.
المحامي عبد الكريم فراح عضو مجلس بلدية الخليل يرقد في المستشفى الأهلي بعد نجاته من محاولة اغتيال (الجزيرة) مسؤولية السلطةفي المستشفى الأهلي بالخليل، يتلقى فراح العلاج من آثار إطلاق الرصاص على قدميه، ومن كسور وكدمات في أنحاء جسده نتيجة ضربه بالهراوات بعد إنزاله من سيارته والاستيلاء عليها ثم إحراقها.
يقول فراح للجزيرة نت إنه لم يكن يتوقع أن تصل الحالة في مدينته إلى محاولة القتل والاغتيال، لا سيما أنه لا توجد أسباب أو مبررات لجريمة كهذه.
وأضاف "لم أكن أتوقع أن يصل الانفلات إلى هذه الدرجة، تعودنا على إطلاق النار على السيارات والمحلات التجارية والمنازل، لكن أن يطلق الرصاص بشكل مباشر لمحاولة القتل من دون أي خلافات شخصية، فهذا لم يكن متوقعًا".
وحمّل فراح وزارة الداخلية في السلطة الفلسطينية والمستويين السياسي والأمني "مسؤولية فرض الأمن والأمان"، مضيفا أن "ما يحدث أمر مؤسف وفوضى لا تخدم إلا الاحتلال".
بعد محاولة اغتياله وإصابته بالرصاص.. عضو مجلس بلدية الخليل، عبد الكريم فراح: "هذه ضريبة الدفاع عن خليل الرحمن كعضو مجلس". pic.twitter.com/qauanQdg4W
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) September 24, 2023
ويقول عضو المجلس البلدي إن القبض على الجناة ليس أمرا صعبا، ويضيف أنه ينظر بإيجابية إلى زيارة وزير الداخلية زياد هب الريح لمدينته إثر محاولة الاغتيال، وهو ما عدّه دليل عدم رضا عما يحدث، حسب وصفه.
وعلى خلفية الأحداث الأخيرة، عقد وزير الداخلية الاثنين الماضي اجتماعات مع قادة الأمن وأمناء سر أقاليم حركة "فتح" وفعاليات أخرى في الخليل، وفق ما أعلنته محافظة الخليل، وهي أعلى جهة حكومية تمثل المحافظة، واستعرض هب الريح الوضع في محافظة الخليل على المستويات كافة، بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المدينة خلال الأيام القليلة الماضية.
بعد أن أصابوه بالرصاص.. مسلحون يطلقون النار بالهواء ويحرقون مركبة عضو مجلس بلدية الخليل عبد الكريم فراح. pic.twitter.com/qyHgv7ez93
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 24, 2023
كما اتصلت الجزيرة نت بالقائم بأعمال محافظ الخليل خالد دودي، ولم تتمكن من الوصول إليه، لكنه صرح بعد إصابة فراح بأن ما جرى عمل جنائي وإجرامي لا مبرر له.
والثلاثاء الماضي، قالت وكالة "معا" المحلية إن قوى الأمن الفلسطيني اعتقلت -في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء- 3 من المشتبه بهم في عمليات إطلاق نار على أعضاء مجلس بلدية الخليل، وتم ضبط ذخيرة بحوزتهم.
القادم أخطروعن الوضع في الخليل خاصة والضفة عامة، يقول الحاج داود الزير (رجل إصلاح عشائري بارز وعضو المجلس الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) إن ما يجري الآن يمكن تسميته "فلتان"، مضيفا "الخطر الأكبر قادم".
وأضاف الزير -في حديثه للجزيرة نت- أنه إذا تطورت هذه الحالة السائدة فسيكون الوضع أمام مشكلة أكبر ومستعصية على الحل، مبينا أن ما يجري غريب على المجتمع، مشيرا إلى وجود إطلاق نار شبه يوميا.
وقال المتحدث ذاته إن الظاهرة تنتشر سريعا في أنحاء الأراضي الفلسطينية، "ويبدو أن الاحتلال يغذي الظاهرة، ويهمه أن تتسع في ظل ضعف السلطة".
#فيديو | الناشط السياسي فايز السويطي: هناك فلتان أمني بالضفة الغربية مدعوم وموجّه من جهات أمنية، وهناك مخطط يهدف لحرف بوصلة أهالي #الخليل عن مقاومة الاحتلال من خلال افتعال أزمات داخلية. pic.twitter.com/eocpAnyoAE
— محمود (أبو زياد) (@mahmoudabuziad5) September 21, 2023
وأشار الزير إلى تعدد المرجعيات القانونية المطبقة بين مصرية وأردنية وفلسطينية وإسرائيلية؛ "فالمحاكم ضعيفة، وهناك قضايا تحتاج سنوات حتى يتم البت فيها، وإذا صدرت القرارات فمن الصعب تنفيذها".
كما أشار إلى سيطرة إسرائيل على أغلب المناطق، فضلا عن حيازة بعض السكان -خاصة في القدس وأراضي 48- بطاقات هوية إسرائيلية، مما يصعب ملاحقة أي متهمين بأعمال جنائية.
وأضاف أن القضاء العشائري بات مرجعية لعلاج كثير من الإشكاليات بنسبة 70%، لكنه لا يمكن أن يكون بديلا للقضاء.
ويشير الزير إلى نوعين من السلاح في الضفة: سلاح وطني مقاوم وهو الأقل، وسلاح العائلات وهو الأكثر انتشارا وزعزعة للأمن والاستقرار، ويقول "إذا لم يتم ضبطه وملاحقته سنكون أمام مليشيات عائلية يغذيها الاحتلال".
ولم يفت الزير التحذير من فوضى السلاح .
المحلل السياسي والأكاديمي في جامعة الخليل سعيد شاهين للجزيرة نت "الوضع الأمني بات خاضعا لاعتبارات فصائلية" (الجزيرة) الانقسام والاحتلالما بين الاحتلال والانقسام تتجه أصابع الاتهام في حالة الانفلات. ويقول أستاذ الإعلام في جامعة الخليل الدكتور سعيد شاهين متحدثا للجزيرة نت إن السبب الرئيسي وراء حالة الانفلات هو الانقسام السياسي بين غزة والضفة منذ 2007، لما له من تداعيات سلبية على المجتمع الفلسطيني.
ويضيف شاهين أن تردي الوضع الأمني بات خاضعا لاعتبارات فصائلية، فضلا عن عدم القدرة على إنفاذ القانون ولجم التعديات من كل الأطراف فصائلية وعشائرية.
ويرى شاهين أن عدم القدرة على إنفاذ القانون قضية ترتبط بوجود الاحتلال وعدم احترام الاتفاقات الموقعة، إذ يمكن أن يدعم ذلك بعض الجهات لإحداث خلل في السلم الأهلي وتعريض سلم المجتمع لخلل أمني، حسب تقديره.
ويضيف المحلل الفلسطيني أن "أغلب العناصر التي تخل بالقانون وتخترقه تسكن في مناطق (ج)". في إشارة إلى أن نحو 60% من الضفة بقيت تخضع للسيطرة الإسرائيلية وفق اتفاق أوسلو.
ويرى شاهين أن على السلطة الفلسطينية مضاعفة جهودها الأمنية وضبط القانون، محذرا من إمكانية أن تتدحرج الأمور إلى حال أسوأ مما هي عليه في أراضي 48، التي تشهد حالات قتل شبه يومية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المجلس البلدی إطلاق النار عبد الکریم للجزیرة نت فی الخلیل إطلاق نار pic twitter com عضو مجلس
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يتوغل في مناطق جنوب لبنان وعدد الخروقات يتجاوز الـ300
خرق جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا وقف إطلاق النار مع حزب الله اللباني، بعدما توغلت آليات تابعة له عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة جنوب لبنان، وهو ما رفع عدد الخروقات لأكثر من 300 منذ بدء سريان الاتفاق قبل 30 يوما.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية الخميس: "تقدمت آليات جيش العدو عبر وادي الحجير جنوب لبنان، وتقوم بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها".
وأكدت الوكالة أن الجيش اللبناني أغلق الطرق المؤدية إلى وداي الحجير بسبب توغل آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مضيفة أن "آليات إسرائيلية تقدمت بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة بقضاء مرجعيون جنوب البلاد ما أدى إلى نزوح الأهالي منها إلى بلدة الغندورية بقضاء بنت جبيل".
ومنذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين "إسرائيل" وحزب الله بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
والأربعاء، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، أول غارة جوية على محافظة البقاع شرق لبنان، ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على المنطقة بين بلدتي طليا وحزين في البقاع، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وجدد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الثلاثاء، دعوته لجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار إلى الضغط على الاحتلال لوقف خروقاتها للاتفاق والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها.
وتم تشكيل هذه اللجنة بموجب الاتفاق، وتضم كلاً من لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة وفرنسا وقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان "اليونيفيل".
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات" من حزب الله، ارتكبت "إسرائيل" 302 من خروقات وقف إطلاق النار في لبنان حتى نهاية الأربعاء، ما أدى إجمالا إلى سقوط 32 شهيدا و38 جريحا، بحسب بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب "إسرائيل" تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وأسفر عدوان الاحتلال على لبنان عن 4 آلاف و63 شهيدا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.