تايوان تكشف عن أول غواصة محلية الصنع
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
كشفت تايوان -اليوم الخميس- عن أول غواصة محلية الصنع، في خطوة تندرج في إطار مساعي الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي إلى تعزيز دفاعاتها في مواجهة الصين التي تهدد باستعادتها بالقوة.
وقالت الرئيسة التايوانية تساي إنغ ون إن تصنيع الغواصات محليا يمثل قوة قتال مهمة لحماية حدود تايوان.
وأضافت تساي -خلال مراسم تدشين الغواصة في مدينة كاوسيونغ (جنوبي تايوان)- "التاريخ سيتذكر اليوم… لقد فعلناها"، مؤكدة أن تصنيع تايوان الغواصات كان ينظر إليه في السابق على أنه مهمة مستحيلة بالنسبة لها.
وقالت "بناء الغواصات محليا ليس فقط هدفا، ولكنه ممارسة حقيقية لحماية دولتنا بإصرار".
ومن المقرر أن تخضع الغواصة -التي يطلق عليها اسم "هاي كون" بلغة الماندرين الصينية أو "ناروال"- لاختبار قبول الموانئ ابتداء من الأحد المقبل، قبل أن تنزل المياه للاختبار.
ومن المقرر تسليمها إلى البحرية التايوانية بحلول نهاية عام 2024.
وقالت القيادة البحرية التايوانية اليوم الخميس إن بناء الغواصات محليا يعد سياسة مهمة بالنسبة لاستقلال الدفاع الوطني التايواني.
الرئيسة التايوانية (وسط) أكدت أن بناء الغواصات يهدف إلى حماية بلادها (الفرنسية) ضغوط صينيةوتحظى تايوان بحكومة مستقلة منذ عام 1949، ولكن الصين تعدّها جزءا لا يتجزّأ من أراضيها، ولا تنفكّ تؤكد أنها ستستعيدها حتى وإن اضطر الأمر لاستخدام القوة العسكرية.
وكثّفت بكين العام الماضي ضغوطها العسكرية والسياسية على تايوان، كما زادت عدد الطائرات الحربية التي تنفّذ طلعات حول الجزيرة وتخترق أجواءها أيضا.
في المقابل، زادت تايوان إنفاقها الدفاعي، وخصّصت مبلغا قياسيا قدره 19 مليار دولار لميزانيتها العسكرية لعام 2024 لشراء عتاد وأسلحة، لا سيما من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة.
ومنذ وصولها إلى السلطة عام 2016، أطلقت رئيسة تايوان -المعارضة لبكين- برنامجًا لبناء غواصات على أراضي الجزيرة، وحدّدت لهذا البرنامج هدفًا بإنتاج أسطول من 8 سفن.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تقرير: عودة ترامب تُنذر بـ "حرب تايوان"
رغم التوقعات باقتراب المواجهة الاقتصادية والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، مع تولي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب منصبه في بداية العام المقبل، لكن هناك مواجهة أكبر بين الولايات المتحدة والصين تلوح في الأفق، وهي مواجهة قد تكون لها عواقب كارثية، ليس فقط على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بل وعلى العالم أجمع، وهي "حرب تايوان".
وبموجب "مبدأ الصين الواحدة"، تعتبر بكين تايوان جزءاً من الصين وليست دولة مستقلة. وإن هدفها هو "إعادة التوحيد"، وتصحيح ما تراه خطأً ناجماً عن الحرب الأهلية الصينية، التي انتهت في عام 1949.
هل ستحارب الصين ؟بالنسبة للعديد من المراقبين، فإن إعادة التوحيد هي مسألة وقت، ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً هو: كيف؟ هل سيحدث ذلك بمجرد أن تحسب بكين أن شهية الولايات المتحدة للدفاع عن تايوان قد تبددت؟ أم أنه سيكون من خلال الوسائل الدبلوماسية؟.
وذكرت مجلة "نيوزويك" أن إلغاء الصين مؤخراً للترتيبات التي تم التوصل إليها بعد عام 1997 في هونغ كونغ يشير إلى أنها مستعدة لاستخدام القوة أو على الأقل إظهارها لتحقيق إعادة التوحيد بغض النظر عن الرأي العام، على الرغم من أن موقفها "دولة واحدة ونظامان" كان مختلفاً عن موقف تايوان.
ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وتفضيله الواضح لعقد الصفقات على إشراك الولايات المتحدة في صراع مسلح، هل تحسب الصين أن الوقت مناسب لغزو تايوان؟.
وقال يون صن، زميل أول ومدير مشارك لبرنامج شرق آسيا ومدير برنامج الصين في مركز ستيمسون،: "لا تعتمد خطط الصين بشأن تايوان على من هو في البيت الأبيض، ولكن إذا شعرت الصين باحتمال أعلى لدعم الولايات المتحدة لاستقلال تايوان، فمن المرجح أن تلجأ إلى استخدام القوة".
وأضاف "مع رئاسة ترامب، من المؤكد أن الصينيين أكثر حرصاً على الاستعداد لسيناريو عسكري، حيث يصبح السيناريو الأسوأ أكثر احتمالية في أذهانهم. ولا يرغب ترامب في رؤية صراعات مسلحة كبيرة بين الصين وأمريكا عبر مضيق تايوان".
ولكن بكين تشعر بالقلق إزاء الاختلاف بين ترامب نفسه ورؤساء الأمن القومي، الذين سيكون العديد منهم متشددين للغاية تجاه الصين، حتى أنهم يجادلون من أجل منح تايوان الاعتراف الدبلوماسي الكامل.
With potential 'Trump tariffs' ahead, Taiwan says it will help its companies relocate production out of China https://t.co/Zevoi1J3Xz pic.twitter.com/Ho0cIdgSUJ
— Reuters (@Reuters) November 8, 2024 عوامل أخرىوهناك عامل آخر يتعلق بالزعماء السياسيين في تايوان. وهي إن ويليام لاي الرئيس التايواني سياسي مؤيد للاستقلال، وقد يتخذ خطوات جريئة من شأنها أن تجلب المزيد من المتاعب للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وقال بيتس جيل، زميل أول في المكتب الوطني للبحوث الآسيوية، إن العوامل الأكثر أهمية التي تؤثر على قرار الصين بغزو تايوان لم تتغير. وتتعلق باستعداد جيش التحرير الشعبي وقدرته على الانتصار. وبطبيعة الحال، يهم شي جين بينغ ما سيكون عليه رد الولايات المتحدة، ولكن في الوقت الحالي يجب أن يفترض أن الولايات المتحدة سترد بقوة.
وأوضح أنه لا شك أن احتمالات المزيد من التهديدات واستعراضات القوة من جانب الصين ضد تايوان ستستمر في الارتفاع على مدى السنوات القادمة.
Will China Invade #Taiwan Under #Trump? What Experts Think https://t.co/JCxOPP3k6L
— Shadi Alkasim (@Shadi_Alkasim) November 7, 2024ومع ذلك، فإن التحول من هذه التكتيكات إلى شن غزو في السنوات الأربع المقبلة قد يتطلب على الأرجح تغييرات كبيرة، ومن غير المرجح حدوث ذلك في هذه المرحلة، حسب قوله.