الأفارقة يجددون الثقة في المغرب ودعمهم للورش الملكي الرامي لجعل المملكة قبلة لإحتضان كبريات التظاهرات الكروية في العالم
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
زنقة 20. الرباط
يشكل اختيار المغرب لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، الذي أعلن عنه اليوم الأربعاء بالقاهرة، خطوة جديدة ضمن الورش الملكي الهيكلي الرامي إلى جعل المملكة قبلة لاحتضان كبريات التظاهرات، وتكريس التوهج رياضيا بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص، باعتبارها رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب.
ويأتي هذا الاختيار بعد أشهر قليلة من إعلان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عن ترشح المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال، لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030 ، وذلك بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 التي منحتها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لجلالته يوم 4 مارس 2022 بالعاصمة الرواندية كيغالي.
وتكتسي هذه المبادرة بعدا استراتيجيا، حيث أكد جلالة الملك أن هذا الترشيح المشترك، الذي يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، سيشكل همزة وصل بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، والقارة الإفريقية والعالم العربي والمنطقة الأورومتوسطية.
ويعكس اختيار المغرب لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، على وجه الخصوص، السمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة في مجال البنيات التحتية الرياضية والطرقية والفندقية، وهي الميزة التي كانت وراء نجاح العديد من المسابقات التي نظمتها المملكة.
وفي هذا الصدد، يتوفر المغرب على ببنية تحتية رياضية وفندقية متميزة تستجيب للمعايير الدولية، والتي تنضاف إليها الاستثمارات الضخمة التي تم تحقيقها، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في مجالات النقل والاتصالات والخدمات.
كما يجب عدم إغفال الجانب الأمني، الذي يعد أساسيا ويشكل أيضا جزء من نجاح المغرب، بالإضافة إلى الخبرة التي راكمها في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
وهناك عامل آخر يجب أخذه في الاعتبار لتفسير هذه الثقة التي وضعتها إفريقيا في المغرب، من خلال الهيئات المشرفة على كرة القدم ، سواء الوطنية أو القارية، وهي المكانة التي باتت تتمتع بها المملكة بعد الإنجاز غير المسبوق للمنتخب المغربي في مونديال قطر، مع حصوله على مركز رابع تاريخي وضع كرة القدم الإفريقية في الواجهة على الساحة الدولية، وأيضا الأداء الرائع الذي قدمته لبؤات الأطلس في نهائيات كأس العالم للسيدات الأخيرة في أستراليا ونيوزيلندا.
علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن هذه الإنجازات هي ثمرة الجهود الهائلة التي بذلت منذ سنوات، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بغية تعزيز البنيات التحتية الرياضية، من خلال المراهنة على تدبير حديث للمجال الرياضي في إطار الاستراتيجية الرامية إلى تطوير كافة المجالات.
وفي إطار هذا الورش الطموح، تعد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم مبادرة ملكية تفرض نفسها كنموذج للتكوين الرياضي وإبراز المواهب.
ومنذ أزيد من 10 سنوات،سهر صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إطلاق وتمويل أكاديمية محمد السادس لكرة القدم ، التي بدأت منذ ذلك الحين في إعطاء أكلها ، من خلال حضور أربعة من خريجيها في تشكيلة المنتخب المغربي الأول ، الذي بلغ نصف نهاية مونديال 2022، بالإضافة إلى سبعة لاعبين في صفوف المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة الذين تأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، وثلاثة آخرين يمارسون ضمن المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة ، بطل إفريقيا للفئة ذاتها.
وكذلك كان الأمر من أجل تسريع تطوير كرة القدم النسائية، حيث لم تبخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالإمكانيات لدعم الأندية على المستوى المالي والمنشآت، والانتقال المعقلن إلى الاحتراف.
و تندرج هذه الدينامية الرياضية أيضا في إطار رؤية ملكية تضع الشباب في صلب اهتمامات السياسة العامة للمملكة. ويتجلى هذا التوجه بشكل واضح في الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين.
وفي الواقع، يشكل هذا الخطاب اعترافا بقدرات الشباب المغربي، ودعوة واضحة لخلق الظروف اللازمة لإبراز مواهبهم.
ودعا جلالة الملك ،بالمناسبة، مختلف الفاعلين إلى توفير الظروف الضرورية لإبراز مواهب الشباب المغربي وتحفيزهم على الإبداع في مجالات متعددة.
كما أكد الخطاب الملكي السامي على ضرورة تعزيز الأبعاد التنموية حتى يبرع هؤلاء الشباب في المجالات التي تستأثر باهتماماتهم، وبغية نجاحهم في الانخراط في المسار التنموي متعدد الأبعاد الذي تعيش على وقعه المملكة.
ويعزز الجانب المادي لهذه الملحمة المغربية بقوة بعد معنوي يتلخص في كلمة “جدي”، والتي يرمز إليها الأداء غير المسبوق لأسود الأطلس في مونديال قطر.
وبالفعل، أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الخطاب السامي الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش، على أن “الجدية التي ندعو إليها ليس شعارا فارغا، أو مجرد قيمة صورية. وإنما هو مفهوم متكامل، يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية”.
وتتجلى جدية الشباب المغربي أيضا في المجالات التي تحتاج إلى عبقرية خلاقة وروح ابتكارية، وهو ما يعكس صورة مغرب يتقدم بخطى متقاربة وبنفس السرعة.
إن مفهوم “الجدية” بالتحديد هو الذي عزز ثقة الهيئات والمنظمات الدولية في قدرة المغرب على النجاح في التحديات الكبرى. بالأمس احتضن مؤتمر مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 22)، واليوم على سبيل المثال انعقاد الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في مراكش، على الرغم من المحنة الصعبة المتمثلة في زلزال الحوز ،واختيار المملكة لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2025 لكرة القدم.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: کأس إفریقیا للأمم لکرة القدم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
موتسيبي يرد على “العالم الآخر” من الرباط : المغرب سينظم أفضل وأنجح نسخ كأس أفريقيا للرجال والسيدات على الإطلاق
زنقة 20. الرباط
أكد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، اليوم الجمعة بسلا، أن كأس أمم إفريقيا للسيدات (المغرب- 2024) ستكون “النسخة الأفضل والأنجح على الإطلاق” لهذه المسابقة.
وأوضح السيد موتسيبي، في تصريح صحفي عقب وصوله إلى مطار الرباط-سلا، لحضور سحب قرعة كأس أمم إفريقيا للسيدات، مساء اليوم الجمعة، ونهائي عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات، الذي سيقام غدا السبت، أن كرة القدم النسوية الإفريقية “بلغت مستويات عالمية”، مؤكدا أن الجماهير الإفريقية ستحج إلى المملكة المغربية من أجل مشاهدة والاستمتاع بمباريات هذا العرس الكروي الإفريقي.
وقال رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إن النسختين المقبلتين من كأس أمم إفريقيا، للرجال وللسيدات، اللتان سيحتضنهما المغرب، ستعرفان نسب مشاهدة عالية مقارنة بالنسخ الماضية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن النسخة الماضية من كأس إفريقيا للأمم شاهدها حوالي مليار و400 مليون شخص من مختلف أصقاع العالم، مؤكدا أن نسبة المشاهدة ستكون بدون شك أعلى خلال النسخة المغربية، بالنظر إلى المؤهلات التي تحظى بها المملكة، “البلد المتميز وأحد أفضل الوجهات السياحية في القارة”.
وأشاد المسؤول الكروي الإفريقي، الذي وجد في استقباله رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، بجهود الجامعة للنهوض بالكرة المغربية وخدمة كرة القدم الإفريقية، معربا عن السعادة التي تنتابه كلما حل بالمغرب “بلدي الثاني”.
ونوه السيد موتسيبي بمبادرة المملكة المغربية بفتح ملاعبها في وجه المنتخبات الإفريقية التي لا تتوفر على ملاعب لخوض مبارياتها، معربا عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على هذه المبادرة.
من جهة أخرى، أكد السيد موتسيبي أن المنتخب المغربي “دخل التاريخ” ببلوغه نصف نهائي كأس العالم الأخيرة (قطر 2022) لأول مرة في تاريخ كرة القدم بالقارة الإفريقية، مشددا على أن تلك اللحظة مثلت “مصدر فخر لنا جميعا”.
وبخصوص التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال، سجل السيد موتسيبي أنه سيمثل “لحظة تاريخية وإنجازا غير مسبوق ومصدر فخر ليس للمغاربة فحسب، وإنما لكل شعوب القارة الإفريقية”.
يذكر أن نهائي عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات المغرب 2024 سيجمع فريق الجيش الملكي بنظيره (تي بي مازيمبي) من الكونغو الديمقراطية غدا السبت على أرضية ملعب العبدي بالجديدة.