ملتقى (مدى ألوان) الرابع يوثق التاريخ في أسواق حمص الأثرية
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
حمص-سانا
من وحي المكان حيث تلتقي الأصالة مع التاريخ في أسواق حمص الأثرية القديمة استمد الفنانون التشكيليون المشاركون في ملتقى (مدى ألوان) الرابع موضوعات لوحاتهم العشرين التي عبقت ألوانها بسحر المكان والزمان.
وعلى مدى خمسة أيام افترش الفنانون المشاركون من محترفين وهواة أزقة أسواق حمص القديمة وسط حركة الناس والمحال، فكانت لوحاتهم أشبه بأيقونات توثيقية للهندسة المعمارية وملامح التجار وحركة الناس والمحال التجارية، ما يعطي الأمل باستمرارية الحياة في مكان كان وسيبقى شاهدا على الأصالة المرصعة بالحداثة الواقعية.
وعن الملتقى وسبب اختياره لأسواق حمص الأثرية أوضح مدير مشروع مدى الثقافي رامز حسين أن فكرة إقامة ملتقى الرسم في هذا المكان تأتي لما له من أهمية وأثر في نفوس أهل حمص الذين يرتادونه من مختلف المناطق فيتجولون في أزقة الأسواق الأثرية، بهدف الحصول على احتياجاتهم المتنوعة.
ورأى المشرف على الفن التشكيلي في مشروع مدى الثقافي الفنان فريد وسوف أن إقامة الملتقى في أسواق حمص الأثرية هي لتحريك عجلة الفن التشكيلي وللفت أنظار الناس إلى هذا الفن ورفع الذائقة الفنية فيه.
وأضاف وسوف: إن مواضيع لوحات الفنانين المشاركين حققت المطلوب حين عبرت عن أصالة المكان والزمان، وجاء بعضها عبارة عن مقاطع واقعية عن السوق الأثري أو حركته التجارية، لافتاً إلى أن اللوحة التي شارك فيها تجسد شخصية أحد التجار المعروفين في الأسواق القديمة.
وجسد الفنان التشكيلي محمد السمان في لوحته التي شارك فيها مقطعاً من المقاطع العمرانية لأقواس وقناطر السوق الأثري بأسلوب واقعي فيه شيء من الانطباعية.
وعبرت الفنانة التشكيلية زينة جوخدار في لوحتها التي جسدت فيها امرأة بألوان ربيعية عن مدى التفاؤل الذي تمثله حركة الحياة في هذا المكان التاريخي، وكذلك فعلت الفنانة التشكيلية علا الحسن في لوحتها التي جسدت فيها وجهاً لامرأة متقدمة في العمر بألوان الخريف.
حنان سويد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كوبا وثائق فوتوغرافية.. سفر ضوئي يكشف واقع حياة الناس وثقافة المكان
"العُمانية": تعكس أعمال معرض الصور الضوئية "كوبا وثائق فوتوغرافية" للمصورين الضوئيين العُمانيين: معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، وأحمد بن سالم البوسعيدي وخميس بن أحمد الريامي، ببيت الزبير، التوثيق البصري الذي يمثل الحياة بكافة تفاصيلها لهذه الدولة الواقعة في البحر الكاريبي في قارة أمريكا الشمالية.
يضم المعرض الذي سيستمر حتى 30 من يناير الجاري، 55 صورة ضوئية، فهو يشكل سفرًا ضوئيًّا يكشف واقع حياة الناس وثقافة المكان، بالإضافة إلى تفاصيل تحكي حياة الكوبين بين الشوارع والمباني والطرقات، والطبيعة، فالصور تنقل حياة الناس وحياتهم وبساطة العيش وحب الحياة.
لقد عمل المصورون على إظهار تفاصيل مهمة من العادات والتقاليد الكوبية التي تمثل حياة الشارع في الأسواق والمقاهي والممرات، مع صور تظهر الوجوه بتفاصيلها المنفردة وبالألوان الزاهية التي تعبر عن طبيعة الحياة في هذه الجزيرة التي تتميز بشواطئها المتميزة، ومناخها الاستوائي، وجمالها الطبيعي.
الزائر للمعرض سيجد رحلة فنية تمتزج فيها الثقافات وتتلاقى العوالم، فهو يقدم مدنًا تنبض بالحياة، وتتحدث التفاصيل بلغة الجمال، فعدسات المصورين رصدت مشاهد لا تنسى خلال مشاركتهم في الملتقى الدولي الخامس للمصورين في هافانا عام 2015.
المعرض ليس مجرد توثيق لحظات عابرة، بل هو دعوة للتأمل في جوهر الحياة الكوبية، بما تحمله من تنوع ثقافي وروح إنسانية نابضة. وفي هذا المعرض سعى المصورون العمانيون إلى إيجاد حوار بصري يجمع بين الشرق والغرب، مُعبِّرين عن جماليات غير مرئية تُجسد قوة الصورة الضوئية كوسيلة لنقل المشاعر والقصص.
بين الأبيض والأسود الذي يعكس بساطة الزمن وحنينه، والألوان التي تجسد الحياة في شوارع كوبا المفعمة بالحركة، ثمة رؤية فنية عميقة. فقد ركزت الصور على وجوه البشر كنافذة للروح، وعلى تفاصيل الحياة اليومية التي تروي قصصًا لا حصر لها. كل صورة في هذا المعرض تحمل طابعًا مختلفًا، وكأنها فصل من رواية بصرية تسرد تجربة إنسانية عالمية.
وفق رؤية المصورين في هذا المعرض أوضحوا أنه ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو جسر يربط التجربة العمانية بتجارب عالمية، ويُثري مسيرة الفن البصري المحلي، وفرصة للمصورين العمانيين لاستلهام طرق جديدة للتعبير، وللجمهور العماني لاكتشاف زوايا مختلفة من الجمال الإنساني.
تكمن قيمة هذا المعرض في قدرته على جلب تجارب من خارج الحدود، ليصبح العمل الفني شهادة حية على عمق الإنسانية وجمال تنوعها. هذه التجارب تُغني الفهم الثقافي، وتجعل من التصوير الضوئي وسيلة للتواصل تتجاوز الكلمات والحدود.
إن تداخل الألوان في شوارع كوبا وطرقاتها التي تقرّب زائرها لاكتشافها م قرب، جعلت عدسات المصورين الثلاثة تقترب من الحياة اليومية الفريدة. فهناك العادات والتقاليد والموسيقى التي تحولت ظواهر أكثر من كونها محلية لتسافر إلى العالمية، ما يعكس قدرة الشعب الكوبي على الحفاظ على التراث والهوية والاعتناء بالثقافة كما أن تلك المفردات هي وسائل ذاتية للتعبير عن الآمال والأحلام.
صور المعرض المتعددة تقود الزائر لاكتشاف عيون الناس المليئة بالشغف، والحياة، والحكايات اليومية عن الواقع المعاش، حيث النوافذ التي تكشف عن طموح كوبي اُفتخر بثقافته، على الرغم من التعدد الذي تفرزه الصور الضوئية فيما يتعلق ملامح الوجوه وهو ما يعكس الثراء الإنساني للمجتمع الكوبي.
في كلمة لبيت الزبير حول المعرض الضوئي، أوضحت أن المصورين جابوا بكاميراتهم وأرواحهم أزقة كوبا النابضة بالحياة، ليحضروا حكاياتها في صور تنبض بالجمال والتفرد، وأن هذا المعرض ليس مجرد انعكاس لمهارة المصورين الثلاثة فحسب، بل هو شهادة على قدرة العدسة العمانية على السفر بعيدًا، واستكشاف الثقافات المختلفة، وتقديمها بعيون تنبض بالإبداع والإنسانية. فكل صورة في المعرض ليست مجرد مشهد جامد، بل هي نافذة تفتح على عالم مليء بالألوان والتفاصيل، عالم يروي قصص البشر، ويحتفي بالاختلافات التي تجعل هذا الكون غنيًا وفريدًا.
الزائر للمعرض سيقف كثيرا من خلال الصور مع الروابط الإنسانية التي تفرز العادات والتقاليد وهي تقتنص اللحظات المتنوعة في حياتهم. إنها مساحة الثقافة في صور شتى حيث امتزاج الألوان بالعواطف والأصوات التي توجد تجربة ضوئية غنية.