للنساء حصّة.. مؤشر تعاطي المخدرات يتنامى في كربلاء وعين المدمن صوب المصحّة - عاجل
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - كربلاء
في السنوات الأخيرة تحول العراق الذي كان يوصف بـ"معبر" للمخدرات فيما سبق، إلى "سوق" لها إثر دخول شحنات مليونية من الحبوب المخدرة والكريستال والحشيشة إلى البلاد سواء بالتهريب أو "الترتيب"، وعبارة "المخدرات أخطر من الإرهاب" تكررت على ألسن جميع رؤساء الوزراء الذين "لم يوفق" أحد منهم بوقف تدفقها إلى العراق طيلة السنوات العشر الماضية، لتستمر إلى اليوم وتغزو محافظات كانت قبل حين ليس ببعيد "شبه فارغة" من تلك الآفة.
وتضع السلطات الأمنية بين تارة وأخرى يدها على كميات "مُذهلة" من الحبوب المخدرة والكريستال الذي يوزن بالكيلوغرام، في حين تصادمت قوات أمنية وفي أكثر من موقع وموقف بالسلاح مع تجار قرروا أن يواجهوا السلطة بالنار للذود عن سمومهم التي يتاجرون بها.
نسبة نسائية
كربلاء لم تخلُ من تدفقات آفة المخدرات هي الاخرى، حيث تقرّ الشرطة المجتمعية في المحافظة، بوجود حالات تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية، لكنها ليست بالعدد الكبير، وترى إن عدد من المدمنين يقصدونا بهدف العلاج، فيما تكشفت دائرة صحة المحافظة إن أغلب المتعاطين هم فئة الشباب وتشكل النساء منهم نسبة (30%)، وشددت على ضرورة إنشاء مصحات خاصة لهم.
ويقول مدير قسم الشرطة المجتمعية في قيادة شرطة كربلاء، العقيد علاء عزيز الغزالي، إن حالات تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية موجودة فعلياً قبل عام 2003، وعددها زاد ما بعد هذا التاريخ، لكنه ليس كبيراً على مستوى محافظة كربلاء، وإن هناك تهويل إعلامي في هذا الجانب.
ويذكر الغزالي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن المادة (40) من قانون رقم (50) لسنة 2017 الخاص بالمخدرات، سمحت لمتعاطي المخدرات غير المتاجر أو الممول أو الناقل، العلاج على نفقة الدولة والخضوع لعملية التأهيل والإستطباب من المخدرات، تحت إشراف أطباء إختصاص، مردفاً إن بعض متعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية يقصدوننا وعددهم ليس كبير، ونعمل على توعيتهم وتخليصهم من الإدمان بالتعاون مع المؤسسات الصحية الحكومية ومديرية مكافحة المخدرات".
"وتجمع مصادر أمنية وحكومية رفيعة على أن تعاطي المخدرات في العراق -خصوصا إقليم كردستان العراق- بات أكبر تهديد يواجه البلد، فلم يعد التعاطي مقتصرا على بضعة آلاف في مدن محددة، بل انتشر في كل مناطق البلاد التي تحولت إلى مركز رئيسي للترويج والتعاطي بعد أن كانت لعقود من الزمن تصنف مجرد معبر للمخدرات"
وتكشف تقارير رسمية عن ضبط عشرات الأطنان وملايين من أشرطة المواد المخدرة خلال العامين الأخيرين، وسجلت اعتقال أكثر من 43 ألف شخص بتهم تتعلق بالمخدرات بين عامي 2019 و2022.
رغبة بالتخلّص
ويوضح، إن" نسبة كبيرة من التعاطي الموجود حالياً هي للمؤثرات العقلية وليس المخدرات، وهناك تنسيق عالي المستوى مع نقابة الصيادلة ومتابعة صرف هذه الأدوية من قبل الصيدليات، مشيراً إلى إن كثير من المتعاطين يرغبون بالتخلص من الإدمان لكنهم يخشون الوصول إلى المؤسسات الحكومية وعادة ما يتوجهون مباشرة إلى مختصي الطب النفسي".
وفي الشأن ذاته يعلن مدير مكتب الصحة النفسية في دائرة صحة كربلاء، د. عامر الحيدري، إن دائرته تستقبل في إحدى مستشفيات المحافظة عددًا من المتعاطين للمؤثرات العقلية والمخدرات، الراغبين بالعلاج والتخلص من الإدمان، لكن الأغلب من هذه الفئة يتوجهون للعيادات الخاصة بالأمراض النفسية، خشية تعرضهم للمساءلة القانونية في المستشفى أو للحفاظ على سريتهم، كاشفاً عن إن الأغلب من متعاطي المخدرات هم من فئة الشباب، وإننا في العيادات الخاصة نستقبل بمعدل حالتين يومياً، وإن نسبة (30%) منهم من النساء".
ردهة واحدة
ويضيف الحيدري في حديثه مع "بغداد اليوم"، إن" رغبة المدمن بالعلاج ذاتياً، تساعد كثيراً في سرعة معالجته بالمقارنة مع من يُجلب دون رغبته، ونحن عادة نستقبل من هذين الصنفين، وإن إستجابتهم ضعيفة للعلاج، نتيجة حصول إنتكاسات نفسية لدى كثير منهم، عازياً تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات لضعف الجانب النفسي والتربية والعنف والمشاكل الاسرية والبطالة وأصدقاء السوء".
ويستطرد الحيدري، إن" في المستشفى لدينا ردهة لعلاج المرضى النفسيين ومعهم المدمنين وهذا ليس صحيحاً، وينبغي أن يكون هناك مركزاً خاصاً لفئة المدمنين، تُطبق فيه برامج تأهيلية محددة ومختلفة عن برامج معالجة الأمراض النفسية، مقراً بوجود ارتفاع في مؤشر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقيلة في الوقت الحالي، وهناك حاجة كبيرة لمصحات خاصة بمعالجة المدمنين، وإن وزارة الصحة لديها مساعي لإنشاء مستشفى لعلاج مدمني المخدرات.
مليون حبة
بدوره، يقول مدير إعلام مديرية مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية العراقية العقيد بلال صبحي إن الأجهزة الأمنية قبضت عام 2019 على 6074 متهما بتجارة وتعاطي المخدرات، فيما بلغ العدد 7514 شخصا في عام 2020، مع ضبط أكثر من 300 كيلوغرام من المواد المخدرة وأكثر من 14 مليون حبة كبتاغون.
وارتفعت الأرقام سنة 2021، ليبلغ عدد المقبوض عليهم 12 ألفا و822 شخصا، بينهم 60% كانوا تجار مخدرات، وضُبط 481 كيلوغراما من المخدرات ونحو مليوني حبة كبتاغون.
وأشار العقيد بلال إلى زيادة كبيرة في عام 2022، إذ تم اعتقال 16 ألفا و851 متهما بتجارة وترويج المخدرات تراوحت أعمار أغلبيتهم بين 18 و30 سنة، بينهم 500 دون سن الـ18، و250 امرأة وفتاة، مع ضبط 490 كيلوغراما من مادة الكريستال و15 مليون حبة كبتاغون.
وتفيد هذه الأرقام بوجود ملايين المتعاطين في البلاد، بحسب المحامي حسن عبد الله المتابع لقضايا المخدرات والذي يقول "إذا افترضنا أن نصف عدد المعتقلين هم مروجون فنحن أمام كارثة إذا كان كل واحد منهم يزود عشرات من الأشخاص بالمواد المخدرة".
وتتفق المصادر الأمنية -التي تواصلنا معها- على أن الهيروين والحشيش والحبوب المخدرة والكريستال هي من أكثر الأنواع انتشارا اليوم في إقليم كردستان العراق.
المصدر: بغداد اليوم + الجزيرة
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بغداد الیوم أکثر من
إقرأ أيضاً:
بانتظار الأمان.. تحذيرات من التعجل في عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم- عاجل
بغداد اليوم - بغداد
علق الخبير في شؤون الهجرة أحمد سعدون، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، حول إمكانية عودة اللاجئين السوريين في العراق خلال الوقت الراهن.
وقال سعدون في حديث لـ "بغداد اليوم" إنه "من الناحية القانونية فسوريا غير مهيئة أمنيا واقتصادية، وحتى من ناحية البنية التحتية لاستقبال اللاجئين العائدين، سواء الذين يتواجدون في العراق، أو في إقليم كردستان".
وأضاف، أن "سوريا بحاجة إلى مساعدات عاجلة من الأمم المتحدة، ودول الجوار، والاتحاد الأوربي، لغرض إعادة إعمار المطارات، بشكل صحيح، وحماية الحدود، فضلا عن المخاوف من حصول عمليات انتقامية".
وأشار إلى أن "سوريا تحتاج أيضا إلى عودة التعافي لعملتها المحلية، والظروف الحالية لا تسمح بعودة اللاجئين، فكثير منهم قد فقدوا ذويهم، ولا توجد مساكن أو مأوئ، لآن الكثير من اللاجئين قد خسر مسكنه".
سعدون اختتم تصريحه بالاشارة إلى أن "سوريا تحتاج على الأقل إلى 6 أشهر، لتقييم المرحلة، والدول الكبرى ومنها بريطانيا تراقب بحذر أداء الحكومة الجديدة في سوريا، ومتى ما أعطت أشارات إيجابية، فالأيام القادمة ستكشف الشيء الكثير في ملف عودة اللاجئين".
واستقبلت كردستان خلال السنوات الماضية أعدادا كبيرة من اللاجئين بعد الأزمة السورية عام 2011 وإندلاع معارك تحرير الأراضي من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا بعد عام 2014.
وبحسب اخر إحصائية حكومية يبلغ العدد الإجمالي للاجئين السوريين في كردستان نحو 260 ألف لاجئ يقطنون داخل المخيمات وخارجها.
وتشير السلطات الحكومية في الاقليم الى أن اللاجئين السوريين لا يرغبون بالعودة إلى بلدهم رغم سقوط نظام بشار الأسد لانعدام الثقة بالأوضاع الحالية.