بالنسبة لدولة تدعي أنها القوة المتفوقة في الشؤون الأوروبية، فإن ألمانيا لديها عادة، وهي أن تجد نفسها على الجانب الخطأ من التاريخ.

يعمل الجيش السعودي القوي كحصن مهم ضد التهديد الذي تشكله إيران


ويقول الكاتب كون كوغلين في مقال بصحيفة "تلغراف" إن برلين اتخذت مواقف متناقضة بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا، وربما كان إحجامها في البداية عن تقديم الدعم الكامل لكييف بعد أن شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزوه غير المبرر، يعود خصوصاً إلى اعتمادها الكبير على موسكو للحصول على إمداداتها من الطاقة.


ومع أن المستشار الألماني أولاف شولتز وصل في النهاية إلى الموقف الأكثر حزماً الذي اتخذته دول مثل المملكة المتحدة وبولندا، فإن مراوغته أخرت توفير المعدات الحيوية، مثل دبابات القتال الرئيسية.

لم تتعلم الدرس


ومع ذلك، حتى بعد هذه التجربة المفيدة، يقول كوغلين إن برلين لم تتعلم الدرس بعد، خاصة أن موقفها تجاه حليف رئيسي آخر للغرب، وبالتحديد المملكة العربية السعودية، أمر لا يمكن تجاوزه.
ويتمتع السعوديون بسجل حافل في دعم الغرب في أوقات الأزمات. فمن دورها المحوري في حرب الخليج الأولى إلى المعلومات الاستخباراتية الحيوية التي قدمتها للمساعدة في تدمير البنية التحتية لتنظيم القاعدة الإرهابي، أثبتت الرياض، مراراً قيمتها كحليف مهم للغرب.

 

#Germany is jeopardising the security of the West https://t.co/oILGcl2LBf

— SinCon (@KjellSjaholm) September 28, 2023


وهذا يفسر سبب قيام الحكومة البريطانية بقيادة الجهود لتزويد السعودية بمقاتلات تايفون يوروفايتر الحديثة لتعزيز دفاعات المملكة، وهي خطوة منطقية استراتيجيًا من حيث حماية مصالح المملكة المتحدة.

حصن مهم


ويعمل الجيش السعودي القوي كحصن مهم ضد التهديد الذي تشكله إيران. كما أن اهتمام الرياض بشراء الأسلحة التي تصنعها شركات بريطانية مثل BAE Systems يساعد أيضاً في الحفاظ على القاعدة الصناعية العسكرية في المملكة المتحدة.
ويعود تاريخ تبادل المعلومات الاستخباراتية والعلاقات العسكرية القوية التي تتمتع بها لندن مع الرياض إلى عقود عديدة، ووصلت إلى ذروتها في الثمانينيات عندما تفاوضت حكومة تاتشر على صفقة معقدة، أسفرت عن حصول القوات الجوية السعودية على أسطول من مقاتلات تورنادو. وشهدت الصفقات اللاحقة تعزيز السعوديين لقدراتهم القتالية الجوية، من خلال توقيع اتفاقيات للحصول على المزيد من مقاتلات "تايفون"، وطائرات هوك التدريبية.
ومع ذلك، فإن الصفقة الأخيرة لبيع 48 طائرة تايفون للسعوديين، والتي تم الإعلان عنها بعد فترة وجيزة من قيام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بزيارته الأخيرة إلى المملكة المتحدة في عام 2018، واجهت صعوبة بسبب برلين.
وبما أن ألمانيا كانت جزءاً من "الكونسورتيوم" الأصلي المشارك في تطوير طائرة يوروفايتر، فإن لبرلين الحق في حجب موافقتها على أي صفقة أسلحة تتعلق بالطائرة. ونتيجة لذلك، وبعد أن واجهت انتقادات واسعة النطاق بسبب عرقلة إمدادات الدبابات القتالية إلى أوكرانيا، تجد ألمانيا نفسها الآن معرضة لخطر ارتكاب خطأ مماثل في الحسابات، من خلال إعاقة بيع الطائرات للسعوديين.

 



فمن استضافة قمة دولية بشأن حل الصراع الأوكراني في أغسطس (آب) إلى لعب دور بارز في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في نيودلهي، تتبنى السعودية دوراً أكثر حزماً في الشؤون العالمية، وهو دور لا يمكن إنكاره في مصلحة الغرب.
ومع ذلك، وبفضل سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غير المتماسكة في الشرق الأوسط، يبدو أن الرياض مهتمة أكثر بتشكيل تحالفات جديدة مع بكين وموسكو. ويتجلى تراجع نفوذ الغرب في بناء مدينة نيوم الضخمة الجديدة في السعودية، والتي تقوم ببنائها في المقام الأول شركات صينية.
وفي الوقت الذي يسجل المشهد العالمي تغيراً جذرياً، فمن الأهمية بمكان أن يتغلب القادة الغربيون على أي تحفظات لديهم بشأن التعامل مع السعوديين، وأن يضمنوا أن الرياض تعتبر واشنطن ولندن، وليس موسكو وبكين، حليفتين رئيسيتين لها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ألمانيا يوروفايتر المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة تحث إسرائيل على استمرار "أونروا" في عملياتها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حثت المملكة المتحدة، الثلاثاء، إسرائيل على ضمان استمرار وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في عملياتها المنقذة للحياة في غزة.

وقال جيمس كاريوكي المندوب البريطاني الدائم بالأمم المتحدة، حسبما أفاد بيان صادر عن الحكومة البريطانية، إنه "بعد 15 شهرا من الصراع، نقف الآن عند لحظة نادرة من الأمل للفلسطينيين والإسرائيليين، بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلتها الولايات المتحدة ومصر وقطر، فقد حصلنا على اتفاق لوقف إطلاق النار شهد عودة سبعة رهائن، وإعادة توحيدهم مع عائلاتهم، ونهاية للعنف في غزة الذي أودى بحياة العديد من الفلسطينيين".

وأضاف "لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن ننسى المعاناة التي أوصلتنا إلى هذه اللحظة".. كما شهد هذا الصراع استشهاد أكثر من 47000 فلسطيني.. ويعتقد أن ما لا يقل عن 35000 طفل فقدوا أحد الوالدين أو كليهما.. فيما تشير التقديرات إلى أن 20% من السكان أصيبوا بإعاقات مدى الحياة.

وأشار إلى أن العمل الحيوي الذي تقوم به "أونروا" في ضمان حصول الفلسطينيين على التعليم والرعاية الصحية يجب أن يحظى بالحماية في غزة وكذلك في الضفة الغربية والقدس الشرقية، فهذه تمثل الحقوق الأساسية للإنسان، ولهذا السبب، تحث المملكة المتحدة إسرائيل -مجددا- على ضمان قدرة "أونروا" على مواصلة عملياتها المنقذة للحياة وتوفير الخدمات الأساسية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف "ندعو إسرائيل إلى العمل بشكل عاجل مع الشركاء الدوليين -بما في ذلك الأمم المتحدة- حتى لا يحدث أي تعطيل لهذا العمل الحيوي. إن إسرائيل ملزمة بموجب القانون الدولي بتسهيل المساعدات الإنسانية بكل الوسائل المتاحة لها.

ونحن على استعداد للعمل جنبا إلى جنب مع إسرائيل والأمم المتحدة وشركائنا للمساعدة".

وقال "ندعو الأونروا أيضا إلى مواصلة الوفاء بالتزامها بالحياد، ويظل تنفيذ الإصلاحات لتعزيز حيادها أمرا بالغ الأهمية، ونرحب بالتزام الأونروا بالتحقيق الكامل في أي ادعاءات ضد موظفيها والاستمرار في تنفيذ توصيات تقرير كولونا.. وقد خصصنا أكثر من 1.2 مليون دولار من تمويلنا للأونروا لدعم تنفيذها".

وقدم المندوب البريطاني التعازي مرة أخرى لجميع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني الذين قتلوا في هذا الصراع. ومضى قائلا "يتعين علينا أن نطوي صفحة هذه الدائرة من العنف.

وأود أن أسلط الضوء على الإجراءات الرئيسية لدعم ذلك"، فمن الأهمية بمكان أن نرى الآن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق النار المستدام للسماح لنا بالانتقال من المرحلة الأولى من الاتفاق إلى مراحل أخرى.. وعندئذ فقط يمكننا تحقيق سلام دائم".

وأوضح أنه من أجل دعم هذا الجهد الحيوي، أعلنت وزيرة التنمية البريطانية اليوم عن تمويل إضافي بقيمة 21 مليون دولار لضمان وصول الرعاية الصحية والغذاء والمأوى إلى عشرات الآلاف من المدنيين ودعم البنية الأساسية الحيوية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع ذلك، فإن تنفيذ تشريع /الكنيست/ بشأن الأونروا يهدد بقلب هذه الاستجابة الإنسانية رأسا على عقب فضلا عن تهديد المكاسب الهشة التي تحققت بشق الأنفس من خلال اتفاق وقف إطلاق النار، وفقا للمندوب البريطاني.

مقالات مشابهة

  • “التقاء” تنطلق بنسختها الثانية للفنون السعودية البرازيلية في الرياض
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • المملكة تستضيف المعرض الدولي للثروة السمكية في الرياض مطلع فبراير
  • صور| الرياض.. مفتي عام المملكة يستقبل عددًا من الطلبة ويشجعهم على الاجتهاد بالعلم
  • هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
  • المملكة المتحدة تحث إسرائيل على استمرار "أونروا" في عملياتها
  • الولايات المتحدة تنقل 90 صاروخ باتريوت من إسرائيل إلى أوكرانيا
  • Apple Sports تضيف كأس الاتحاد الإنجليزي في المملكة المتحدة
  • الاتحاد الدولي لكرة السلة في ضيافة المملكة العربية السعودية 
  • توضيع من هيئة الغذاء والدواء السعودية حول منع السجائر الإلكترونية والتقليدية في المملكة