قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنَّ ميلاد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلّم على أرجح الأقوال كان وقت طلوع الفجر يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، في عام الفيل، بشعب بني هاشم بمكة، وفي السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571 ميلاديًا، وهذا ما جرى عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا في احتفالهم بالمولد النبوي الشريف عبر العصور، وتحتفا الأمة الإسلامية كل عامٍ في الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، بذكري مولد النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، خاتم الأنبياء والمرسلين.

وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أمرٌ مشروعٌ ما لم يشتمل على ما يُنهى عنه شرعًا، بل هو من تعظيم شعائر اللَّهِ تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته، لأنه عنوان محبته صلَّى اللَّه عليه وسلَّم التي هي أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [رواه البخاري].

وتابع «عمارة»، إنّ أعظم نعمة أنعم اللَّه بها على أهل الأرض هي بعثة النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، ولقد نوه اللَّه في كتابه الكريم بهذه النعمة العظيمة، فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران:164]، والمعنى: لقد أنعم الله على المؤمنين، وأحسن إليهم ببعثة رسولًا من جنسهم من العرب، ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع بتوجيهاته، يعرفون حسبه ونسبه وشرفه وأمانته، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من الشرك والأخلاق الرذيلة، ويعلمهم القرآن والسنة، وقد كانوا من قبل بعثة هذا الرسول في ضلال واضح عن الهدى والرشاد.

وأضاف الدكتور صفوت عمارة، أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يكثر من الأعمال الصالحة في مواطن النعمة، فكان يصوم يوم الاثنين وفاءً لربه على نعمة خلقه واحتفاءً بمولده، ففي الحديث عن أبو قتادة الحارث رضي اللَّه عنه، أنه ﷺ سُئل عن صوم يوم الإثنين؟ قال: «ذاك يومٌ ولدت فيه» [رواه مسلم]، فقد سن لنا الرسول الكريم بنفسه الشكر للَّه تعالى على ميلاده الشريف، وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين: ابن الجوزي، وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يكون باتباع سنته والتحلى بأخلاقه وأن نعيش على هديه، والاقتداء بصفاته الحميدة في معاملاتنا، وذلك من خلال اتباع أقواله وأفعاله، والابتعاد عمّا نهى عنه، والتأدّب بالآداب التي جاء بها في جميع الأوقات والأحوال في جميع مجالات الحياة، ولذلك أكَّد الله تعالى على وجوب اتِّباع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأخبر بأنَّه القدوة الصالحة والخصلة الحسنة، التي يَنبغي على كلِّ مؤمن أن يقتدي به في أقواله وأفعاله وأحواله، فقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، وكلُ عامٍ أنتم بخيرٍ.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف المولد النبوي الشريف الهجرة النبوية بالمولد النبوی الشریف ه علیه وسل

إقرأ أيضاً:

أهمية الاستغفار في حياة المسلم

أهمية الاستغفار في حياة المسلم، الاستغفار هو طلب المغفرة من الله عز وجل، وهو من أعظم العبادات التي تقرّب المسلم من ربه وتغسل عنه ذنوبه. 

جعل الله الاستغفار بابًا مفتوحًا لكل من أراد أن يعود إليه، فهو علامة على التوبة والندم، ووسيلة لنيل رحمة الله ومغفرته.

تنشر لكم بوابة الفجر الإلكترونية في السطور التالية مجموعة من الأدعية يمكن الدعاء بها في وقت نزول المطر.

معنى الاستغفار

الاستغفار يعني طلب الصفح والمغفرة من الله سبحانه وتعالى عن الذنوب والخطايا، وهو اعتراف من العبد بذنبه وتقصيره، وتوجهه إلى الله طالبًا عفوه ورحمته.

أهمية الاستغفار في حياة المسلمفضل الاستغفار

1. سبب لمغفرة الذنوب:
قال الله تعالى: "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" (النساء: 110). فالله يغفر الذنوب جميعًا إذا ما تاب العبد واستغفر.


2. جلب الرزق والبركة:
قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" (نوح: 10-12)، فالاستغفار سبب لزيادة النعم والخيرات.


3. النجاة من العقاب:
الاستغفار يرفع غضب الله عن عباده، كما جاء في الحديث الشريف: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون."


4. الراحة النفسية والتخلص من الهموم:
في الحديث الشريف، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب."

صيغ الاستغفار

يمكن للمسلم أن يستغفر الله بأي صيغة، ومن أشهرها:

"أستغفر الله وأتوب إليه."

"اللهم اغفر لي وارحمني وتب عليّ."

"رب اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم."
ومن أفضل الصيغ التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت."


الاستغفار في كل الأوقات

الاستغفار عبادة سهلة يمكن القيام بها في أي وقت وأي مكان.

 يستحب للمسلم أن يجعل لسانه رطبًا بذكر الله واستغفاره، خاصة في أوقات السحر، حيث قال تعالى: "وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" (الذاريات: 18).

الاستغفار هو مفتاح الخير والبركة، وسر النجاة من الذنوب والكربات، ينبغي على المسلم أن يداوم عليه ويجعل منه عادة يومية، فهو وسيلة للتقرب من الله ولحياة مليئة بالسكينة والرضا. 

فاجعل الاستغفار رفيقك في كل وقت، لتنال رضا الله ومغفرته في الدنيا والآخرة.

 

مقالات مشابهة

  • حكم تسييد وتعظيم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان والإقامة
  • حكم الصيام والصدقة شكرا لله تعالى
  • النبي القدوة وشهادات غير المسلمين له
  • أهمية الاستغفار في حياة المسلم
  • أبرز صيغ الصلاة على النبي.. أعظم القربات إلى الله عز وجل
  • دعاء صلاة الاستخارة كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • 3 فؤائد عظيمة للصلاة على النبي
  • وصايا الرسول.. حقوق المسلم على أخيه
  • محبة النبي لمعاوية.. دروس في العبادة والذكر
  • حكم ممارسة لعبة تحكي سيرة الرسول