صفوت عمارة: الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمرٌ مشروعٌ وتعظيم لقدر الرسول
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
قال الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، إنَّ ميلاد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلّم على أرجح الأقوال كان وقت طلوع الفجر يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، في عام الفيل، بشعب بني هاشم بمكة، وفي السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571 ميلاديًا، وهذا ما جرى عليه عمل الأمة سلفًا وخلفًا في احتفالهم بالمولد النبوي الشريف عبر العصور، وتحتفا الأمة الإسلامية كل عامٍ في الثاني عشر من شهر ربيعٍ الأول، بذكري مولد النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، خاتم الأنبياء والمرسلين.
وأكد الدكتور صفوت عمارة، أنّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أمرٌ مشروعٌ ما لم يشتمل على ما يُنهى عنه شرعًا، بل هو من تعظيم شعائر اللَّهِ تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته، لأنه عنوان محبته صلَّى اللَّه عليه وسلَّم التي هي أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه قال: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» [رواه البخاري].
وتابع «عمارة»، إنّ أعظم نعمة أنعم اللَّه بها على أهل الأرض هي بعثة النبي محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، ولقد نوه اللَّه في كتابه الكريم بهذه النعمة العظيمة، فقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [آل عمران:164]، والمعنى: لقد أنعم الله على المؤمنين، وأحسن إليهم ببعثة رسولًا من جنسهم من العرب، ليتمكنوا من مخاطبته وسؤاله ومجالسته والانتفاع بتوجيهاته، يعرفون حسبه ونسبه وشرفه وأمانته، يقرأ عليهم القرآن، ويطهرهم من الشرك والأخلاق الرذيلة، ويعلمهم القرآن والسنة، وقد كانوا من قبل بعثة هذا الرسول في ضلال واضح عن الهدى والرشاد.
وأضاف الدكتور صفوت عمارة، أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان يكثر من الأعمال الصالحة في مواطن النعمة، فكان يصوم يوم الاثنين وفاءً لربه على نعمة خلقه واحتفاءً بمولده، ففي الحديث عن أبو قتادة الحارث رضي اللَّه عنه، أنه ﷺ سُئل عن صوم يوم الإثنين؟ قال: «ذاك يومٌ ولدت فيه» [رواه مسلم]، فقد سن لنا الرسول الكريم بنفسه الشكر للَّه تعالى على ميلاده الشريف، وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين: ابن الجوزي، وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يكون باتباع سنته والتحلى بأخلاقه وأن نعيش على هديه، والاقتداء بصفاته الحميدة في معاملاتنا، وذلك من خلال اتباع أقواله وأفعاله، والابتعاد عمّا نهى عنه، والتأدّب بالآداب التي جاء بها في جميع الأوقات والأحوال في جميع مجالات الحياة، ولذلك أكَّد الله تعالى على وجوب اتِّباع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأخبر بأنَّه القدوة الصالحة والخصلة الحسنة، التي يَنبغي على كلِّ مؤمن أن يقتدي به في أقواله وأفعاله وأحواله، فقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، وكلُ عامٍ أنتم بخيرٍ.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الشريف المولد النبوي الشريف الهجرة النبوية بالمولد النبوی الشریف ه علیه وسل
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام يوصي المسلمين باتباع هدي النبي في شهر رمضان
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله -عز وجل- وطاعته فإنه معهم بعلمه في كل زمان ومكان، والتمسك بأركان الدين وشعب الإيمان.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "إن من أعظم نعم الله عز وجل على عباده المؤمنين أن من عليهم قبل أيام قلائل ببلوغ موسم من مواسم الخيرات، هو شهر رمضان ذو الرحمات والبركات، شهر يفرح فيه الصائمون، ويربح فيه عند الله العاملون، شهر فرائضه مضاعفة على فرائض غيره من الأجور ونوافله كفرائض غيره من الشهور، شهر الجود والصدقات، شهر تقال فيه العثرات، وتكفر فيه السيئات، فرض الله علينا صيامه.
وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قيامه، وكان رسولنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يبشر أصحابه ويقول لهم: أتاكم شهر رمضان شهر بركة، ينزل الله فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، ويباهي الله بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا؛ فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله".
وأضاف: "وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان وهو أكمل الهدي، الإكثار من أنواع العبادات، فقد كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان يكثر فيـه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وحث عليه الصلاة والسلام على العمرة إلى البيت الحرام في رمضان، وكان عليه الصلاة والسلام يخص شهر رمضان من العبادة ما لا يخص غيره به من الشهور ".
ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام النظر إلى أنه مضى من شهرنا المبارك شهر الفضائل والخيرات، وموسم العمل والحسنات ما مضى من أيام، وأخذت أيامه في التتابع وسينتهي عن قريب، فالسعيد من تدبر أمره وأخذ حذره وانتهز الفرصة قبل فواتها، واغتنم فضل ربه ذي الجود والكرم والإحسان.
ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام، المسلمين بالإكثار من قراءة القرآن وإطعام الطعام والتصدق على الفقراء والأيتام، وصون الجوارح عن المعاصي والذنوب والآثام، والإكثار من الصلاة والسلام على سيد الأنام وبدر التمام.