شارك مارك زوكربيرج، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا، في الذكرى السنوية العاشرة لـConnect،  كيف أن ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي وميتافيرس يعيد تشكيل مفهومنا نحو السبل التي نختبر بها عوالمنا المادية والرقمية.

 في حين أن العالم المادي من حولنا مذهل، فإن الجمع بين عوالمنا المادية والرقمية هو الذي يحدد واقعنا.

ومع ذلك، في كثير من الأحيان، نعتمد على الشاشات للاستفادة من المساحات والمحتوى الافتراضي - وهذا يمكن أن يأخذنا بعيداً عن اللحظة والأشخاص الذين نتعامل معهم على أرض الواقع.

تخيل استبدال التلفزيون الخاص بك بمسرح منزلي قابل للتخصيص بالكامل يمكنك اصطحابه معك في أي مكان. أو الجلوس حول طاولة مع الأصدقاء، بعضهم في نفس الغرفة بينما البعض الآخر عبارة عن أفاتار لأولئك الذين يعيشون على بعد أميال - ومع ذلك يشعرون بأنهم متواجدون في نفس المكان ويعيشون ذات التجربة، أو اجتماع حيث يتجسد الذكاء الاصطناعي في صورة أفاتار يمكنه مساعدتك في إنجاز مجموعة متنوعة من المهام. كل ذلك قد يكون ممكنا عندماً تندمج عوالمنا المادية والافتراضية بسلاسة.

العديد من التقنيات الأساسية اللازمة لجعل هذه الرؤية حقيقة واقعة إما موجودة بالفعل أو تلوح في الأفق. يتيح لنا الواقع المختلط جلب الأشياء الرقمية إلى العالم المادي أو إنشاء تجارب غامرة تماماً لاستكشافها. 

يتيح التقدم في الذكاء الاصطناعي إنشاء شخصيات فريدة يمكننا التفاعل معها بطرق مختلفة. وستجمع نظارات الواقع المعزز المستقبلية في النهاية هذه التقنيات معاً في شكل أنيق.

اليوم في Connect، شارك زوكربيرج تقدم ميتا على جميع الجبهات الثلاث.

الواقع المختلط يدخل مرحلة الاستخدام التجاري مع Meta Quest 3

Meta Quest 3 هي أول سماعة سائدة في العالم مصممة للواقع المختلط - وأقوى سماعة لدينا حتى الآن. مع ضِعف قوة معالجة الرسومات في Quest 2،* يعد Quest 3 أيضاً أول جهاز في العالم يتميز بمنصة Snapdragon XR2 Gen 2 الجديدة التي ساهمنا في تطويرها بالتعاون مع Qualcomm Technologies. وهو جهاز مستقل تماما: لا يوجد كمبيوتر ولا وحدة تحكم ولا حِزَم بطاريات - لا شيء يكسر شعور الحضور والتواجد. إنه يتفهم مساحتك المادية، حتى تتمكن من التفاعل مع العالم من حولك. مع الواقع المختلط، يمكن أن تتوسع حدود مساحتك المادية، ويمكنك أن تكون جزءاً من عالم أكبر بكثير – وكأنك فتحت باباً تلج منه إلى "العالم المقلوب" من غرفة معيشتك في Stranger Things VR.

مع Quest 3، يمكنك الانغماس في مكتبة محتوى واسعة مع الألعاب والتجارب التي تناسب كل الأذواق والأمزجة. سيأتي أكثر من 100 عنوان جديد ومطور إلى Quest 3 هذا العام، وسيتضمن العديد منها الواقع المختلط. نظراً لأن Quest 3 متوافق مع الإصدارات السابقة، يمكنك الوصول إلى مكتبة واسعة من أكثر من 500 تجربة واقع افتراضي وواقع مختلط من أول يوم. ومع وصول Xbox Cloud Gaming إلى Quest في ديسمبر، ستتمكن من لعب Halo Infinite وMinecraft Legends وForza Horizon 5 ومئات ألعاب Xbox الأخرى عالية الجودة - كل ذلك على شاشة ضخمة ثنائية الأبعاد يمكنك اصطحابها معك في أي مكان.

تطورات الذكاء الاصطناعي

على الرغم من أنه كان عاماً رائعاً بالنسبة للذكاء الاصطناعي، إلا أن معظم الناس اليوم لم يختبروا هذه التكنولوجيا الجديدة بشكل مباشر - ولدينا فرصة لتغيير ذلك من خلال بناء أحدث ذكاء اصطناعي في التطبيقات التي يستخدمها مليارات الأشخاص بالفعل.

تحدثنا عن نظام Llama لنماذج اللغات الكبيرة، واليوم كشفنا عن نموذج توليد الصور الخاص بنا. يستخدم Emu (اختصار لـ (Expressive Media Universe) المطالبات النصية الخاصة بك لإنشاء صور واقعية عالية الجودة في ثوانٍ معدودة. وبفضل Emu وتكنولوجيا Llama 2، يمكنك إنشاء ملصقات الذكاء الاصطناعي المخصصة في المحادثات لإضفاء الحيوية في لحظات.

نحن متحمسون لأن نقدم لك ميزتي Restyle وBackdrop الجديدتين على  انستجرام، واللتان تستخدمان تقنية Emu لتحويل صورك أو حتى إنشاء صور تولدها الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أصدقائك. ميزة Restyle تتيح لك إعادة تصور صورك من خلال تطبيق الأساليب البصرية التي تصفها (فقط اكتب "ألوان مائية" أو "كولاج من المجلات والصحف، بأطراف ممزقة" على سبيل المثال)، بينما يستفيد Backdrop من خبرات طراز Segment Anything Model المستخدم لدينا حتى تتمكن من تغيير مشهد أو خلفية صورتك. نحن متحمسون لأن نقدم لك ميزتي Restyle وBackdrop الجديدتين على  انستجرام، و اللتان تستخدمان تقنية Emu لتحويل صورك أو حتى إنشاء صور تولدها الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع أصدقائك. ميزة Restyle تتيح لك إعادة تصور صورك من خلال تطبيق الأساليب البصرية التي تصفها (فقط اكتب "ألوان مائية" أو "كولاج من المجلات والصحف، بأطراف ممزقة" على سبيل المثال)، بينما يستفيد Backdrop من خبرات طرازSegment Anything Model المستخدم لدينا حتى تتمكن من تغيير مشهد أو خلفية صورتك. من خلال المطالبات النصية مثل "ضعني أمام الشفق القطبي السامي" أو "محاطًا بالجراء" سيبقى موضوع صورتك في المقدمة و إنشاء الخلفية التي وصفتها. ستشير الصور التي تم إنشاؤها إلى استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تقليل احتمالات الخلط بين الأشخاص وبين المحتوى الذي أنشأه الإنسان. نحن نقوم أيضًا بتجربة أشكال من العلامات المرئية وغير المرئية لمساعدة الأشخاص على تمييز المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي.

على عكس معظم الآخرين في الصناعة، لا نؤمن أنه سيكون هناك ذكاء اصطناعي واحد فائق الذكاء يستخدمه الجميع. بدلاً من ذلك، نؤمن أنك ستحتاج إلى أنظمة ذكاء اصطناعي مختلفة لأشياء مختلفة، مثل العثور على المعلومات، التواصل، الترفيه، ممارسة الألعاب، مساعدتك في إنجاز العمل، والمزيد. قد ترغب حتى في إنشاء ذكاء اصطناعي خاص بك يتماشى مع أهدافك، سواء كنت شركة صغيرة، أو صانع محتوى، أو أي شخص.

لهذا السبب نقوم ببناء استوديو الذكاء الاصطناعي (AI studio) - منصة جديدة لإنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي يمكن أن تساعدك في إنجاز المهام والاكتفاء بالاستمتاع بوقتك. سيتمكن المستخدمون من التفاعل مع هذه الصور من الذكاء الاصطناعي عبر عالم منتجات ميتا بالكامل. سيكون لديهم ملفات شخصية على إنستجرام وفيسبوك، وستتمكن من الدردشة معهم في واتساب وMessenger وإنستجرام. في النهاية، سيتم تجسيدهم كأفاتار في ميتافيرس أيضا.

 

الذكاء الاصطناعي من ميتا هو مساعد جديد يمكنك التواصل معه كشخص. يستخدم نموذجاً مخصصاً يعتمد على تقنية Llama 2 ولديه إمكانية الوصول إلى المعلومات في الوقت الفعلي من خلال شراكة مع Bing search. ونموذج Emul مدمج في الذكاء الاصطناعي من ميتا، بحيث يمكنك إنشاء صور واقعية عالية الجودة مجاناً في ثواني.

قمنا أيضا بإنشاء نظم ذكاء اصطناعي تتمتع بمزيد من الشخصية والآراء والاهتمامات، وهي أكثر متعة في التفاعل معها. هناك فيكتور، مدرب تحفيزي يشجعك على تحقيق أهدافك. يمكن أن يأخذك Dungeon Master في مغامرة نصية من المدرسة القديمة. ويمكن لطاهينا ماكس أن يأخذ تشكيلة عشوائية من المكونات في مخزنك ويبتكر وصفة لذيذة على الفور.

هذه ليست سوى أمثلة بسيطة من الذكاء الاصطناعي الذي قمنا بتدريبه حتى الآن، وهناك العديد من الآخرين خلال الأسابيع القليلة المقبلة عبر مجموعة من الاهتمامات، من الألعاب والفلسفة إلى الرياضة والأزياء وما هو أكثر من ذلك.

نريد أن نمنح الأشخاص الفرصة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي خاصة بهم، لذلك سيسمح استوديو الذكاء الاصطناعي للمطورين في نهاية المطاف ببناء أنظمة ذكاء اصطناعي من أطراف خارجية لخدمات المراسلة الخاصة بنا. نبني مناخاً آمناً يسمح للأشخاص الذين لا يقومون بالبرمجة بإنشاء أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم. نعمل على إيجاد طريقة لصنّاع المحتوى لبناء ذكاء اصطناعي يمثلهم ويساعدهم على المشاركة وتنمية مجتمعاتهم، ونقدمها حتى تتمكن الشركات من إنشاء ذكاء اصطناعي يتفاعل مع العملاء ويساعد في التجارة والدعم.

سيجلب الذكاء الاصطناعي التوليدي معه تحديات جديدة، لذلك نبذل الوقت والجهد للتأكد من أننا ننفذ هذا بشكل صحيح. يتضمن ذلك التدريب وضبط النماذج لتناسب إرشادات السلامة والمسؤولية الخاصة بنا، والتعاون مع خبراء خارجيين وفرق داخلية للمساعدة في ضمان أن تكون نماذجنا أكثر أماناً وشمولاً، وبرمجة حواجز الحماية حول المحادثات غير المناسبة، ومشاركة بطاقات النظام بشكل مفتوح حتى يفهم الأشخاص بشكل أفضل كيفية عمل هذه النماذج.

سيوفر هذا الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من التجارب والتفاعلات، والتي ستغير كيفية استخدام الأشخاص والشركات والمبدعين لجميع منتجاتنا. وسنواصل الابتكار لضمان حصول الجميع على فرصة للمشاركة في هذا الاتجاه الإيجابي. انقر هنا لمعرفة المزيد.

 راي-بان | مجموعة نظارات ميتا الذكية

تم تصميم الجيل التالي من النظارات الذكية بالشراكة مع EssilorLuxottica، بحيث يمكنك البقاء على اتصال والتقاط اللحظة دون الحاجة إلى التوقف وإخراج هاتفك - ومشاركة تجاربك بسهولة مع الأصدقاء، العائلة، والعالم.

 

قمنا بترقية النظارة الذكية من الجيل الأول من جميع الجوانب الممكنة، ولأول مرة، ستتمكن من البث المباشر مباشرة من نظاراتك الذكية إلى أصدقائك ومتابعيك على فيسبوك وإنستجرام.

هذه أيضاً أول نظارات ذكية مدمج بها الذكاء الاصطناعي من ميتا. بدءاً من الإصدار التجريبي في الولايات المتحدة، ستحصل على أحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي المتوفرة بدون الحاجة لاستخدام اليدين، أينما كنت، ومهما كان ما تفعله، وبشكل لحظي. وفي العام المقبل، سنطرح تحديثاً مجانياً حتى تتمكن نظارتك الذكية من فهم ما تبحث عنه ومساعدتك. إذا كنت تريد معرفة المبنى الذي تقف أمامه أو الحصول على ترجمة لافتة أثناء التنقل، فستقدم لك نظارات راي-بان ميتا الذكية الإجابة.

ستكون النظارات الذكية منصة مهمة في المستقبل ليس فقط لأنها طريقة طبيعية لرؤية الصور الرقمية المجسمة في العالم المادي، ولكن أيضاً لأنك ستتمكن قريباً من السماح للذكاء الاصطناعي برؤية ما تراه وسماع ما تسمعه - مما سيجعل نظاراتك الذكية أكثر فائدة بمرور الوقت.

بينما نجتهد لتقديم تقنيات جديدة لم يشهدها العالم من قبل، فإننا نركز بنفس القدر على جعل هذه التطورات متوفرة للجميع. والابتكار لتقديم المستقبل لملايين ومليارات الأشخاص في نهاية المطاف - بتكلفة معقولة - هذا هو ما تبرع فيه ميتا حقاً!

هناك طريق طويل أمامنا، لكننا نتطلع إلى خوض الرحلة مع مجتمع المطورين ومعكم جميعاً.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ميتا الذكاء الاصطناعى ميتافيرس أفاتار واتساب إنستجرام الذکاء الاصطناعی التفاعل مع اصطناعی من إنشاء صور تتمکن من من خلال یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف يواجه الذكاء الاصطناعي أزمة نقص الكوادر في الأمن السيبراني؟

 

سلط خبراء الضوء على التحديات المرتبطة بنقص الكوادر في مجال الأمن السيبراني عالميًا، مؤكدين ضرورة الاستثمار في التقنيات الحديثة وتطوير القدرات البشرية لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا المجال.

وأكدوا خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني: كيف يسير العالم اليوم وما هو الغد؟" أن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في سد هذه الفجوة من خلال دعم المحللين وتعزيز إنتاجيتهم، لافتين إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة، بل هو ركيزة أساسية لمستقبل الأمن السيبراني.

من جانبه، استعرض رامي كالاش، رئيس قطاع الأمن السيبراني في شركة مايكروسوفت، تطورات التهديدات الإلكترونية وكيفية تعامل المؤسسات معها في ظل تغير طبيعة الهجمات السيبرانية واعتماد المهاجمين على تقنيات أكثر تطورًا.

وأشار كالاش إلى التحول الجذري في مشهد الأمن السيبراني، حيث لم تعد الهجمات تقتصر على أفراد مستقلين يسعون لإثبات مهاراتهم التقنية، بل أصبحت منظمات متكاملة تعتمد على أدوات متطورة. وأضاف أن الأدوات الحديثة أصبحت تتيح تنفيذ هجمات دون الحاجة إلى مهارات تقنية متقدمة، مما يزيد من تعقيد مهمة التصدي لها.

وأوضح كالاش أن المهاجمين أصبحوا قادرين على توليد أكواد خبيثة وتطويرها بسرعة، ما يجعل أساليب الحماية التقليدية مثل برامج مكافحة الفيروسات أقل فعالية. وتحدث عن قدرة المهاجمين على استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد محتوى يحاكي الرسائل الرسمية للشركات أو تطوير أساليب لاستهداف الأفراد بناءً على معلومات شخصية مستخلصة من وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن المهاجمين لم يعودوا بحاجة إلى اختراق كلمات المرور المعقدة بشكل مباشر، بل يعتمدون على جمع معلومات شخصية مثل تواريخ الميلاد والهوايات لتضييق نطاق المحاولات، مما يقلل من الزمن والجهد اللازمين للوصول إلى الأنظمة المستهدفة.

وأكد كالاش أن استخدام الصوت والفيديو المزيف أصبح أحد التهديدات الجديدة، حيث يمكن استغلال هذه التقنية لإرسال طلبات تبدو وكأنها صادرة من المديرين أو الشخصيات الموثوقة داخل الشركات، مما يجعل التمييز بين الحقيقي والمزيف تحديًا كبيرًا.

وسلط الضوء على أهمية تبني المؤسسات لأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والأدوات الأمنية المتطورة لمواجهة هذه التحديات المتنامية، مشددًا على ضرورة رفع الوعي السيبراني لدى الأفراد والمؤسسات على حد سواء. 
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا غنى عنه في نظم الدفاع الحديثة، مشيرًا إلى أن التحدي ليس في استخدام الذكاء الاصطناعي فحسب، بل في كيفية استغلال إمكاناته إلى أقصى حد.

وأكد أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوكيات المهاجمين بدلًا من الاكتفاء بتتبع التوقيعات التقليدية للهجمات، ما يتيح اكتشاف التهديدات الجديدة بشكل أسرع. ونوه إلى أهمية تقليل الإجهاد الناتج عن التنبيهات، حيث تُعد كثرة التنبيهات الأمنية أحد أكبر التحديات التي تواجه المحللين، لافتًا إلى دور الذكاء الاصطناعي في تصفية التنبيهات غير الضرورية وتركيز المحللين على الأولويات الحقيقية.

وأضاف أن حلول مايكروسوفت مثل Co-Pilot for Security تعزز من فعالية فرق الدفاع من خلال تحليل الأحداث الأمنية وتقديم التوصيات المناسبة، بالإضافة إلى إنشاء تقارير تلقائية تساعد في توفير الوقت وتحسين الكفاءة، فضلًا عن توفير قاعدة بيانات معرفية للمحللين، خاصة الجدد منهم، لفهم تكتيكات المهاجمين بشكل أعمق. 
من جانبه، أشار المهندس إيهاب حسين، كبير مهندسي الذكاء الاصطناعي في شركة IOActive، إلى أن الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد حققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مؤكدًا قدرة هذه الأنظمة على تنفيذ مهام معقدة مثل اختبارات الاختراق (Penetration Tests)، تحليل مراكز البيانات، وتقييم أكواد البرمجيات بسرعة ودقة فائقة.

وأكد حسين أن هذه التقنيات لا تحل محل العامل البشري بالكامل، لكنها تغير الأدوار وتعيد توجيه التركيز نحو المهام الاستراتيجية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يوفر للشركات أدوات قوية لأتمتة المهام الروتينية، مما يتيح للمتخصصين التركيز على أعمال أكثر تقدمًا مثل الهندسة العكسية (Reverse Engineering) وتطوير الهجمات السيبرانية المضادة.

وأضاف أن من المتوقع أن يصبح تعلم البرمجة مهارة أساسية للعاملين في مجال الأمن السيبراني، حيث ستكون الأنظمة الآلية جزءًا لا يتجزأ من هذا القطاع.

ولفت حسين إلى أهمية فهم بنية الأنظمة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل النماذج التحويلية (Transformers) لتطوير أدوات تتكامل بشكل فعال مع الأنظمة التشغيلية. وأكد على ضرورة استغلال المتخصصين لهذه الأدوات لبناء حلول جديدة تلبي احتياجات السوق المتنامية.

وطالب بضرورة مواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي والعمل على تطوير المهارات التقنية لضمان القدرة على المنافسة في ظل بيئة تقنية متغيرة، مشددًا على أن الشركات التي تستثمر في الأتمتة والذكاء الاصطناعي ستكون أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات الأمن السيبراني المستقبلية.

من جانبه، أكد الخبير الأمني محمد سامي على أهمية اعتماد نماذج ذكاء اصطناعي محلية تلبي الاحتياجات الخاصة للدول والمؤسسات، مع الحفاظ على أمن البيانات والخصوصية. وأشار إلى أن العمل مع المستخدمين وفهم احتياجاتهم يعد الركيزة الأساسية لتطوير أنظمة متقدمة قادرة على التكيف مع بيئات العمل المختلفة، موضحًا: "لا يمكننا الاعتماد فقط على منصات عالمية مثل OpenAI أو Google دون النظر إلى احتياجاتنا المحلية وتطوير حلول مخصصة لهذه التحديات."

وأوضح سامي أن الشركات الكبرى مثل OpenAI وMeta تضع حدودًا لإمكانيات النماذج التي تتيحها للعامة، حيث تظل "القدرات الحقيقية" لهذه النماذج داخلية وغير متاحة للاستخدام العام، مما يُضعف فرص استفادة الدول النامية من هذه التقنيات. وأضاف قائلًا: "النماذج المتاحة حاليًا للعامة هي ما قررت هذه الشركات مشاركته فقط، بينما تبقى القدرات الكاملة حكرًا على الاستخدام الداخلي."

وشدد على ضرورة تجاوز هذا التحدي عبر بناء نماذج محلية ذات كفاءة عالية، قائلًا: "الاعتماد على النماذج المفتوحة قد يكون خطوة آمنة مؤقتًا، لكن الحل الأمثل هو الاستثمار في بناء نماذج محلية تتيح للدول التحكم الكامل في البيانات والمخرجات."

وفيما يتعلق بالتحديات المستقبلية، أكد سامي على أهمية التعاون بين الدول لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تتماشى مع قواعد الأمن السيبراني العالمية. وأوضح أن تطوير نماذج محلية يتطلب تعزيز استثمارات كبيرة في تدريب البيانات وإنشاء أنظمة متقدمة تتماشى مع احتياجات السوق المحلي.

وأكد على أن تطوير الذكاء الاصطناعي المحلي ليس مجرد خيار، بل ضرورة استراتيجية لضمان السيادة الرقمية للدول. وقال: "علينا التفكير في بناء نماذج تتماشى مع متطلباتنا وتُظهر قدرتنا على المنافسة عالميًا مع الحفاظ على خصوصية بياناتنا."
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر Cairo ICT’24، المنعقدة تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية. يأتي المعرض هذا العام تحت إشراف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تنظم فعاليات المعرض شركة تريد فيرز إنترناشيونال بالتعاون مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، حيث يسلط الضوء على أحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات. ويشهد الحدث مشاركة كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.

يأتي المعرض برعاية عدد من الشركات والمؤسسات الكبرى، منها: دل تكنولوجيز، مجموعة إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، البنك التجاري الدولي (CIB)، هواوي، أورنج مصر، مصر للطيران، المصرية للاتصالات، ماستركارد، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا). كما تضم قائمة الرعاة شركات مثل: إي آند إنتربرايز، مجموعة بنية، خزنة، وسايشيلد.
يمثل معرض ومؤتمر Cairo ICT’24 منصة مهمة لاكتشاف الموجة التالية من التطور التكنولوجي، وإبراز الفرص المستقبلية التي تساهم في إعادة تشكيل الاقتصاد المصري والعالمي.

مقالات مشابهة

  • ميتا تضيف ميزة «مكالمات الفيديو عالية الدقة وخاصية إزالة الضوضاء» لـMessenger
  • خبير ذكاء اصطناعي: الحكومة الأمريكية تتحرك لمواجهة احتكار السوق بشأن بيع كروم
  • بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
  • الذكاء الاصطناعي يهدد شركات الأزياء
  • رئيس الوزراء: مصر بالتصنيف «أ» دوليا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • كيف يواجه الذكاء الاصطناعي أزمة نقص الكوادر في الأمن السيبراني؟
  • أكثر الشركات امتلاكا لبراءات اختراع في الذكاء الاصطناعي للعام 2023 (إنفوغراف)
  • رحلة آبل مع الذكاء الاصطناعي من 2017 حتى إطلاق أحدث ميزاتها الذكية اليوم
  • المغرب.. تطوير روبوت «ذكاء اصطناعي» لتسهيل الخدمات الإدارية