الصباح الجديد -
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن حالات (كوليرا) بولاية القضارف والخرطوم وبحسب وزير الصحة المكلف تم تسجيل 277 حالة إصابة بالكوليرا منها 19 وفاة بولايتي الخرطوم والقضارف.
وفي المقابل ذكرت رابطة الأطباء أنه تم تسجيل 3398 حالة إصابة بحمى الضنك في ولايات (القضارف والبحر الأحمر وشمال كردفان والخرطوم) في الفترة من منتصف أبريل وحتى منتصف سبتمبر الجاري.
من المؤكد أن هذه الأعداد للمصابين أو اللذين لقوا حتفهم جراء تفشي الوباء لا تشكل إلا قمة جبل الجليد وهي أقل بكثير من حالات الاشتباه بالإصابة في المنازل ومن دفنوا من دون تسجيل.
كيف لا يحدث ذلك وعشرات الهجمات تتوالى على منشآت الرعاية الصحية منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع ، ليتسبب الصراع في خروج غالبية مستشفيات الخرطوم من الخدمة.
الأنكأ هو ما ورد في تقرير الأمم المتحدة الأسبوع الماضي والذي كشف عن أن أكثر من 1200 طفل توفوا بسبب الاشتباه في إصابتهم بالحصبة وسوء التغذية في مخيمات النازحين بولاية النيل الأبيض بينما تشكل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا خطراً في كل أنحاء البلاد.
مرضى القلب وضغط الشرايين ومرضى الكلى وصل بهم الأمر جراء المعاناة القاسية التي يعشونها وعدم توفر الدواء إلى التسليم بقدرهم وإنتظار أن يقبض الله أرواحهم، وباتوا يودعون أسرهم ويتألمون ريثما تختطفهم يد المنون.
هكذا يتجرع المواطنون كل أنواع الموت البطيء، وليست النجاة في ألا تتصيدك أسلحة المتحاربين بل الموت يحيط بك من كل جانب ، ومع ذلك تصر الأطراف المتصارعة على مواصلة هذه الحرب طمعاً في السلطة.
من الواضح أن السودان مقبل على موسم أوبئة ومن لم يمت بالرصاص سيمت بالمرض وعلى الطرفين أن يدركا أن المرض لا يتسثني أحد، وأن العلاج الوحيد هو في وقف إطلاق النار حتى تصل الأدوية للمشافي وتصل الجرعات إلى افواه المصابين.
إن محاولات التغطية عبر الأكاذيب لم تعد مجدية وماعادت (فريات) إنتشار الإسهالات المائية بدل الإعلان عن وباء الكوليرا أو حمى الضنك مجدية فعدد الذين توفوا في القضارف تجاوز الـ80 بحسب نشطاء وهذا لا يدق ناقوس الخطر بل يشير إلى أن الخطر يمشي على أربع، ومع ذلك ما زال الحديث عن الفساد في توزيع الإغاثة ماثل والحكومة منشغلة بتقسيم الوزارات للإشراف عليها من قادة الجيش ونائب رئيس المجلس السيادي بدلاً من أن تسجل زيارة حتى الآن لمنطقة الوباء.
ويبقى السؤال من الذي ستحكمونه بعد أن يفنى الشعب السوداني ومن تبقى منه يعيش في معسكرات اللجوء مشرداً ؟ ولكي لا ننسى حتى الجنيه السوداني أصيب هذه الأيام بالكوليرا أيضاً وتعرض لتدهور حاد بإنخفاض قيمته لأدنى مستوى في تاريخه أمام العملات في السوق الموازية في حين أن وزير المالية يباهي بمشاركته رئيس المجلس السيادي وقائد الجيش الفريق أول البرهان إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يهدد قائد الدعم السريع بتكوين حكومة موازية في الخرطوم (إنا لله وإنا إليه راجعون).
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يعلن “نقطة تحول” بعد فك حصار القيادة العامة
بعد استعادة القيادة العامة في الخرطوم وكسر حصار قوات الدعم السريع، أعلن الجيش السوداني عن خطط للتوجه نحو الجنينة لاستعادة السيطرة. رئيس الأركان وصف الحدث كبداية لتاريخ جديد للسودان، بينما تستمر المعارك في دارفور وكردفان وسط اتهامات متبادلة بارتكاب هجمات..
التغيير: وكالات
بعد أسبوع من المكاسب الهائلة التي حققها الجيش السوداني وحلفاؤه في العاصمة الخرطوم، أشاد قادته بما سموه “النقاط الفاصلة” في الحرب الأهلية خلال حديث للصحفيين من داخل مقر القيادة العامة الذي كان خاضعا للحصار منذ أبريل نيسان 2023.
ومهدت استعادة مصفاة الجيلي في شمال بحري الأسبوع الماضي، وكذلك مساحات شاسعة من المدينة الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم على نهر النيل، الطريق لكسر الحصار على القيادة العامة للجيش يوم الجمعة، وتحقيقه تقدما جديدا في الحرب المستمرة مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ ما يقرب من عامين.
ورأى شاهد من رويترز مدنيين يهتفون في شوارع بحري وأماكن أخرى بينما كان جنود ينظرون من نوافذ محطمة داخل القاعدة العسكرية في وسط الخرطوم، ويحتفلون وهم يتجولون بلا خوف في أرض القاعدة بعد حصار قوات الدعم السريع الذي دام لفترة طويلة.
وقال أحد العسكريين يوم الأحد إن الجيش السوداني يعتزم التوجه إلى الجنينة. وأضاف “إن شاء الله شبر شبر من هنا للجنينة”، في إشارة إلى أقصى مدينة في غرب البلاد والتي كانت واحدة من أولى المدن التي سقطت في أيدي قوات الدعم السريع مع بداية الحرب. وقالت الولايات المتحدة إن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في هذه المدينة. ووصف أحد قادة الجيش الأمر بأنه نقطة تحول.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الفريق أول محمد عثمان الحسين “من هذا التوقيت… يبدأ تاريخ جديد لدولة السودان ولشعب السودان، تنطلق فيه القوات المسلحة لتطهير كل شبر متبق من أرض الوطن. ومن هذه النقطة تبدأ عودة كل السودانيين من مناطق النزوح ودول اللجوء لاستئناف حياتهم العادية في بلدهم، في أمن واستقرار وسلام إن شاء الله”.
وتسببت الحرب التي يتحمل مسؤوليتها الجيش وقوات الدعم السريع في نزوح ما يربو على 12 مليون شخص ودفعت نحو نصف سكان البلد إلى الجوع.
هجوم بطائرة مسيرة على مستشفى
تسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناطق في دارفور وعلى مساحات واسعة من كردفان، وكلاهما يقع إلى الغرب من الخرطوم. واستعاد الجيش في الأشهر القليلة الماضية عدة مناطق في وسط السودان ولا يزال يسيطر على الشمال والشرق.
وتنفي قوات الدعم السريع تحقيق الجيش أي مكاسب، وقالت يوم الاثنين إنها بدأت في نشر قوات في منطقة شرق النيل في بحري.
وتواصل القوات شبه العسكرية هجومها على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وقتلت في اليومين الماضيين العشرات في هجوم بطائرة مسيرة على آخر مستشفى لا يزال يعمل في المدينة. ونفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجوم واتهمت الجيش بالوقوف وراءه.
ويقول محللون إن الجيش قد يتريث لحين استعادة باقي المناطق في الخرطوم، حيث لا تزال قوات الدعم السريع منتشرة على نطاق واسع، وذلك قبل الدخول في أي مفاوضات.
وتقول قوات الدعم السريع إنها ستدعم تشكيل حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في حين يرفض قادة الجيش دمج القوات شبه العسكرية في أجهزة الدولة، مما يثير مخاوف من تقسيم البلاد رسميا.
لكن قائدا عسكريا آخر من القوة المشتركة، وهي مجموعة من الجماعات المسلحة التي تقاتل إلى جانب الجيش، أشار إلى أنهم سيواصلون القتال في غرب البلاد.
وقال العقيد محمد حسب الله “نحن إن شاء الله بعد فك الحصار عن القيادة العامة، سوف تسمعون عن انتصارات من القوات المشتركة مع إخواننا من قوات الشعب المسلح. سوف ترد (تستعيد) الفرقة الضعين ونيالا والفاشر والجنينة بإذن الله”.
المصدر: رويترز
الوسومالسودان القيادة العامة للقوات المسلحة حرب الجيش والدعم السريع