عصب الشارع -
يجب على البرهان ولجنته الأمنية والفلول الإعتراف بأنهم قد خسروا هذه الحرب مادياً وعسكرياً وسياسياً والعمل على إيقافها والقبول بالذهاب إلى منبر جده حفاظاً على ماتبقى لهم من (كرامة) فلو أنها إستمرت أكثر من هذا فإنها بكل تأكيد ستستأصلهم تماماً من أرض السودان فالعالم كله يعمل علي ذلك بناء علي تجاربه مع حركات التطرف الإسلامية في أفغانستان وسوريا وحزب الله اللبناني وحركة الشباب الصومالي والنهضة التونسية وبوكو حرام وغيرهم من تلك الحركات التي تقدم القتل والدم والدمار علي الأعمار والسلام والمحبة .
والشواهد التاريخية تقول بأن الخيارات أمام البرهان صارت محدودة فإما أن يهرب ويلجأ الى أحدى الدول ويموت بحسرته هناك كما فعل العديد من الدكتاتوريين قبله فقد هرب شاه إيران الي مصر عقب اندلاع الثورة الإيرانية و هرب عيدي امين الى السعودية كما هرب بن علي وغيرهم او يموت أشنع ميتة اذا ما أصر على الإستمرار حتى يصل الى مصير معمر القذافي وصدام حسين والخيار الأخير أمامه أن يدمر السودان ويجلس على أنقاضه كما يفعل بشار الأسد في سوريا اليوم
الخيار العقلاني بين هذه الخيارات واضح إن كان للرجل عقل وهو التسليم والقناعة بأن خيار إستمراره في الحكم صار معدوماً الا اذا ما أراد أن يجلس على انقاض دولة وشعب ليحكم وأن عليه أن ينتهز الفرصة المتاحة له حالياً وأن يتخلى عن (أحلام والده) ويذهب بلا تردد الى جده لإيقاف الحرب والتوقيع على الوثيقة الدستورية لتسليم البلاد الى سلطة مدنية والحصول على مخرج آمن له وحاشيته قبل أن تسوء الأحوال أكثر وتتغير المعادلة وعليه أن يدرك بانه مجرد ورقة (مرحلية) يتعامل بها الكيزان وقد يهدرون دمه في أية لحظة ان كان ذلك يخدم عودتهم ..
لم يكن هتلر جبان عندما قرر الانتحار بعد سقوط برلين وليس من الضروري أن يكون الإنتحار بتجرع السم أو رصاصة في الرأس فقد يكون انتحاراً جباناً ب(التردد) ومحاولة الحصول على مخرج حتى تقع الطامة الكبرى كما فعل صدام حسين فيموت المرء ذليلا علي يد الآخرين وعلى البرهان أن يحسم أمر نهايتة وأن يكون شجاعاً وهو يطوي اخر صفحاته فليس من العيب أن تخطيء ولكن العيب والغباء ان تظل متمسكاً بذلك الخطأ حتى أنفاسك الأخيرة وليعلم البرهان بأنه مهما فعل فهناك من يلفظ أنفاسه الأخيرة هو .. او الوطن وله الخيار بينهما
والثورة أبداً لن تتوقف
والقصاص يظل أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء..
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مقال رأي بالجارديان: يتعين أن يكون الشعب السوري حرا في رسم مساره الخاص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكر الكاتب الصحفي البريطاني سايمون تيسدال، أن روسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة ــوهم اللاعبون الخارجيون الرئيسيون في الدراما السورية المستمرة منذ فترة طويلة ــ اتفقوا جميعا على أن "سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها" لابد وأن تُحترم وتصان، وأعلنت ذلك كل دولة منهم على حدة الأسبوع الماضي بعد انهيار نظام بشار الأسد المفاجئ.
وقال تيسدال وهو محرر الشئون الخارجية الخارجية بصحيفة الجارديان -في مقال للرأي نشرته الصحيفة- إنه حتى إسرائيل -التي تقصف سوريا بتهور في أكبر عملية عسكرية تشنها على الإطلاق- أنكرت تدخلها في الشؤون الداخلية للبلاد، مضيفا أن مثل هذا الأمر الباعث على السخرية يثير الدهشة أيضا.
وأضاف أن القوى الأجنبية التي وصفها ب"المزعجة" لديها أيضا هذا القاسم المشترك: فهي لا تستطيع على ما يبدو أن تتحمل فكرة قيام الشعب السوري برسم مستقبله بشكل مستقل، مشيرا إلى أن جماعة هيئة تحرير الشام ليست الخيار المثالي لقيادة البلاد.
ولكن بعد 13 عاما من الإخفاقات في سوريا، لم يُطلَب رأي المجتمع الدولي. وأدت التدخلات الخارجية الأنانية وما وصفه الكاتب ب"التهرب الغربي " إلى تقويض أو المساعدة على هزيمة القوى المؤيدة للديمقراطية.
وأشار الكاتب إلى أنه يتعين على القوى الأجنبية -التي كان تدخلها سببا كبيرا في دفع الحرب الأهلية الطويلة في سوريا- أن تتجنب تكرار الخطأ. ولكن في الوقت الحالي لا يوجد خيار سوى العمل مع السلطات الجديدة، كما تقول مجموعة الأزمات الدولية.
وأوضح الكاتب أن إسرائيل لم تكن منزعجة من الأسد. والآن -وبشكل مفاجيء- زعمت أنه ثمة تهديد وجودي لها لتصبح هذه هي الذريعة التي تبرر بها الاستيلاء غير القانوني على الأراضي الحدودية داخل سوريا، والتي أدانتها الأمم المتحدة باعتبارها مزعزعة للاستقرار، فضلا عن مئات الهجمات على "أهداف استراتيجية ".
واستشهد الكاتب بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أعرب فيها عن قلقه قائلا: "إذا هاجمتنا (هيئة تحرير الشام)، فسنرد بقوة"، مشيرا إلى أنه ليس من المستغرب أنه لا يسعد نتنياهو بما يحدث في سوريا، قائلا "كما يعلم العالم أجمع، فإن السلام ليس من شأن نتنياهو".
ولكن من خلال مهاجمة سوريا غير المحمية بشكل انتهازي والاستيلاء على أجزاء من الأراضي، فإن نتنياهو يدعو إلى النتيجة التي أراد تجنبها بشدة وهي: العداء طويل الأمد بين إسرائيل وسوريا. وقال الكاتب إنه "ربما لا يريد تجنب ذلك. وكما يعلم العالم كله، فإن نتنياهو يحب الحرب".
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قد هدد في الماضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا. لكن ماركو روبيو، الذي اختاره لمنصب وزير الخارجية، يزعم أن هذه القوات يجب أن تبقى لمنع عودة ما وصفه ب"التهديد الإرهابي". ولكن حتى الآن، تصدر قيادة هيئة تحرير الشام أصواتا إيجابية بشأن الانتقال السياسي السلمي وترتيبات أمنية جديدة، وحماية الأسلحة الكيميائية واحترام الأقليات، بحسب المقال.
واختتم الكاتب البريطاني مقاله قائلا إنه ينبغي تقديم المساعدات الإنسانية إلى سوريا دون قيد أو شرط، مشيرا إلى أنه من شأن تخفيف العقوبات أن يساعد في هذا. ولكن "كم سيكون من الجيد لو تم الوثوق ولو لمرة واحدة في شعب تحرر حديثا برسم طريقه الخاص نحو الديمقراطية والعدالة والمصالحة وإعادة الإعمار، بعيدا عن التدخل الخارجي" ولهذا "فليقرر السوريون ما يحتاجون إليه، وما هو نوع المستقبل الذي يريدونه" مؤكدا أنه لحين تحقيق ذلك "يتعين أن تتراجع القوى الأجنبية وتتوقف عن التدخل".