وما المال والاهلون إلا ودائع .. ولابد يوماً أن تسترد الودائع
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
حقل اخضر يانع عناقيده متدلية حان قطافها ، وبدأ العد التنازلي لعملية الحصاد والفرحة تملأ أقطار النفس والسعادة بلا حدود ، وفجأة وعلي حين غرة ومن غير إنذار اختفي قرص الشمس واظلمت الدنيا في منتصف النهار ولم يجرؤ أحد على النظر إلي أعلي من شدة الروع ، تكونت في الأفق غلالة صفراء آخذة في الاتساع بوتيرة تجعل الأنفاس تلهث وترمومتر الهلع يأخذ في الارتفاع لدرجة الاختناق والجسم يتصبب عرقا والقلب له وجيب !!.
نزل بلاء ماحق بضربة موجعة وعلي مد البصر وفي لمحة اقل من كسر الثانية ومثل الزلزال المدمر رحلت الغلالة الصفراء وخلفت وراءها عيدان يابسة وبقايا اوراق ممزقة اربا اربا والعناقيد رحلت في بطون الجراد الصحراوي الشره الذي ليس في قاموسه رحمة ولا شفقة ولا يهمه أن مات الناس جوعا أو حلت بهم صدمة أو نكبة أو حتي لو وصلوا لحافة الجنون وهاموا علي وجههم من غير هدي وقد ضاعت عليهم معالم الطريق !!..
هؤلاء المزارعون وقد اجتهدوا مطبقين كل أساليب الزراعة الناجحة ورأوا بعينهم ثمرة جهدهم ماثلة أمامهم مثل لوحة رائعة تدخل البهجة والسرور عليهم وترسم علي محياهم الغبطة والفرحة الغامرة مثل شلال من المياه المتدفقة من أعالي الجبال !!..
نعم لقد اوفوا نفسهم حقها وإمامهم صيد وفير وخير عميم وشمروا عن ساعد الجد لجني المحصول الذي به يتم المأمول فتكتنز الخزائن بالمال وتتحقق الآمال والعيش الرغيد ... لكن وياللحسرة والألم والضياع فقد نسي أصحاب الحقول الواعدة إن هنالك حق لاخوة لهم في الإنسانية والعقيدة لم يوفوا به وهذا الحق مواعيده كلما حال الحول وهي نسبة معلومة ومحددة إذا أخرجت ووزعت علي مستحقيها تكون حصنا وأمانا لكافة الزروع والأموال والممتلكات من الآفات فلا طير يتجرأ علي سرقة حبة قمح ولا جراد يلتهم الذرة ولا أي كائن من كان يمكن أن تمتد يده بالخراب والحرق والنهب والسرقة والاغتصاب لو ان الزكاة لمستحقيها تخرج في مواعيدها وبكامل الرضا !!..
الحكومة الظالمة الآثمة تضيق علي المواطن الغلبان وتأخذ منه الزكاة عنوة ومن غير ميزان ولا توزعها بالعدل والمساواة علي المحتاجين ولقد رأينا بمال الزكاة تشيد الابراج العالية وتتوسع مشاريع الإستثمار وصارت المسألة شطارة وتجارة ولم تعد حقا للفقراء والمساكين وفوق كل ذلك تفرض الحكومة الضرائب الموجعة علي الأثرياء غير الموالين وتعفي أهل الثقة من كل رسوم وهذا عينه مايحصل في مصلحة الجمارك وقد صار فيها الأمر عبارة عن تأديب لغير أهل الحظوة أما أبناء المصارين البيض وأبناء الكبار فينعمون بالاعفاءات وقد فعلها وزير المالية شخصياً مع ابن أخيه وصدق له بإعفاء كبير ولما انكشف المستور لا هو استقال وطبعا لم تتم إقالته لأن هذه الأدبيات ليست مضمنة في قاموسنا الشفاف !!..
طالما أن الحكومة تتحصل الزكاة ، الضرائب لزوما شنو ... الزكاة ياسادة ياكرام في الاسلام هي الإلزامية ولا ضريبة معها وتصرف على الفئات الثمانية المعلومة ومنها تشيد المدارس والمساجد والمستشفيات وتصرف في كل أوجه الخير وبما يعود علي المواطنين بالخير والعافية !!..
ايها السودانيون لقد لقد هبط علينا الجنجويد مثل الجراد الصحراوي الشره وحولوا العاصمة الي حطام وشردوا الأهالي وارتكبوا أسوأ الآثام ... لأننا لم نحصن مالنا وزرعنا وضرعنا وعشيرتنا بالزكاة المفروضة علينا بواسطة الشرع الحنيف وتمادينا في هذا الخطأ سنين وسنين ونحن نسمع انات المساكين ونعطيهم آذانا صماء ونحن مشغولون بالتطاول في البنيان واحتكار السلع وزيادة الاسعار حتي في شهر رمضان المبارك ونتلاعب بالاراضي عن طريق السماسرة وفي بيع السيارات حتي فاقت أسعارها أسعار القطارات !!..
والحكومة ليست مسؤولة عن صحة ولا تعليم ولا اصحاح بيئة فصار التعليم باعلي الأثمان والعلاج مستحيل لمحدودي الدخل وصار المال مكدس عند الأغنياء وياليتهم اخرجوا زكاته ... ولأنهم لم يؤدوا هذا الواجب الشرعي صار المال في يد الجنجويد !!..
( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
لاجئ بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المؤسسة الوطنية للنفط تشيد بجهود فرق الإطفاء في السيطرة على حريق مصفاة الزاوية
ليبيا – أعرب مدير إدارة الصحة والسلامة والبيئة بالمؤسسة الوطنية للنفط، المهندس خالد بوخطوة، عن شكر وتقدير واعتزاز رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة لعناصر الأمن والسلامة والإطفاء في مصفاة الزاوية، وكل من ساهم في إخماد الحرائق التي اندلعت في عدد من خزانات المصفاة فجر الأحد الماضي. وأشاد بتضحياتهم الجسيمة ومجهوداتهم الكبيرة في حماية الأرواح والممتلكات داخل المصفاة ومحيطها.
تفقد الأضرار بالمصفاة
وخلال زيارته لمقر المصفاة، تفقد بوخطوة الأضرار والإصابات التي لحقت بعدد من الخزانات، وذلك برفقة فريق من المختصين من إدارة المؤسسة وأعضاء من لجنة الطوارئ بالمنطقة الغربية والجنوبية. واطّلع على حجم الخسائر والإجراءات التي تم اتخاذها لضمان سلامة المنشأة والعاملين بها.
تقدير لجهود العاملين في مواجهة الحريق
أكد بوخطوة أن الجهود المبذولة من قبل فرق الإطفاء والسلامة كانت مثالاً يُحتذى به في مواجهة الأزمات، مشدداً على أهمية دعم هذه الفرق وتزويدها بالإمكانات اللازمة لضمان الاستجابة السريعة والفعالة في المستقبل.