حقل اخضر يانع عناقيده متدلية حان قطافها ، وبدأ العد التنازلي لعملية الحصاد والفرحة تملأ أقطار النفس والسعادة بلا حدود ، وفجأة وعلي حين غرة ومن غير إنذار اختفي قرص الشمس واظلمت الدنيا في منتصف النهار ولم يجرؤ أحد على النظر إلي أعلي من شدة الروع ، تكونت في الأفق غلالة صفراء آخذة في الاتساع بوتيرة تجعل الأنفاس تلهث وترمومتر الهلع يأخذ في الارتفاع لدرجة الاختناق والجسم يتصبب عرقا والقلب له وجيب !!.

.
نزل بلاء ماحق بضربة موجعة وعلي مد البصر وفي لمحة اقل من كسر الثانية ومثل الزلزال المدمر رحلت الغلالة الصفراء وخلفت وراءها عيدان يابسة وبقايا اوراق ممزقة اربا اربا والعناقيد رحلت في بطون الجراد الصحراوي الشره الذي ليس في قاموسه رحمة ولا شفقة ولا يهمه أن مات الناس جوعا أو حلت بهم صدمة أو نكبة أو حتي لو وصلوا لحافة الجنون وهاموا علي وجههم من غير هدي وقد ضاعت عليهم معالم الطريق !!..
هؤلاء المزارعون وقد اجتهدوا مطبقين كل أساليب الزراعة الناجحة ورأوا بعينهم ثمرة جهدهم ماثلة أمامهم مثل لوحة رائعة تدخل البهجة والسرور عليهم وترسم علي محياهم الغبطة والفرحة الغامرة مثل شلال من المياه المتدفقة من أعالي الجبال !!..
نعم لقد اوفوا نفسهم حقها وإمامهم صيد وفير وخير عميم وشمروا عن ساعد الجد لجني المحصول الذي به يتم المأمول فتكتنز الخزائن بالمال وتتحقق الآمال والعيش الرغيد ... لكن وياللحسرة والألم والضياع فقد نسي أصحاب الحقول الواعدة إن هنالك حق لاخوة لهم في الإنسانية والعقيدة لم يوفوا به وهذا الحق مواعيده كلما حال الحول وهي نسبة معلومة ومحددة إذا أخرجت ووزعت علي مستحقيها تكون حصنا وأمانا لكافة الزروع والأموال والممتلكات من الآفات فلا طير يتجرأ علي سرقة حبة قمح ولا جراد يلتهم الذرة ولا أي كائن من كان يمكن أن تمتد يده بالخراب والحرق والنهب والسرقة والاغتصاب لو ان الزكاة لمستحقيها تخرج في مواعيدها وبكامل الرضا !!..
الحكومة الظالمة الآثمة تضيق علي المواطن الغلبان وتأخذ منه الزكاة عنوة ومن غير ميزان ولا توزعها بالعدل والمساواة علي المحتاجين ولقد رأينا بمال الزكاة تشيد الابراج العالية وتتوسع مشاريع الإستثمار وصارت المسألة شطارة وتجارة ولم تعد حقا للفقراء والمساكين وفوق كل ذلك تفرض الحكومة الضرائب الموجعة علي الأثرياء غير الموالين وتعفي أهل الثقة من كل رسوم وهذا عينه مايحصل في مصلحة الجمارك وقد صار فيها الأمر عبارة عن تأديب لغير أهل الحظوة أما أبناء المصارين البيض وأبناء الكبار فينعمون بالاعفاءات وقد فعلها وزير المالية شخصياً مع ابن أخيه وصدق له بإعفاء كبير ولما انكشف المستور لا هو استقال وطبعا لم تتم إقالته لأن هذه الأدبيات ليست مضمنة في قاموسنا الشفاف !!..
طالما أن الحكومة تتحصل الزكاة ، الضرائب لزوما شنو ... الزكاة ياسادة ياكرام في الاسلام هي الإلزامية ولا ضريبة معها وتصرف على الفئات الثمانية المعلومة ومنها تشيد المدارس والمساجد والمستشفيات وتصرف في كل أوجه الخير وبما يعود علي المواطنين بالخير والعافية !!..
ايها السودانيون لقد لقد هبط علينا الجنجويد مثل الجراد الصحراوي الشره وحولوا العاصمة الي حطام وشردوا الأهالي وارتكبوا أسوأ الآثام ... لأننا لم نحصن مالنا وزرعنا وضرعنا وعشيرتنا بالزكاة المفروضة علينا بواسطة الشرع الحنيف وتمادينا في هذا الخطأ سنين وسنين ونحن نسمع انات المساكين ونعطيهم آذانا صماء ونحن مشغولون بالتطاول في البنيان واحتكار السلع وزيادة الاسعار حتي في شهر رمضان المبارك ونتلاعب بالاراضي عن طريق السماسرة وفي بيع السيارات حتي فاقت أسعارها أسعار القطارات !!..
والحكومة ليست مسؤولة عن صحة ولا تعليم ولا اصحاح بيئة فصار التعليم باعلي الأثمان والعلاج مستحيل لمحدودي الدخل وصار المال مكدس عند الأغنياء وياليتهم اخرجوا زكاته ... ولأنهم لم يؤدوا هذا الواجب الشرعي صار المال في يد الجنجويد !!..
( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«بيت الزكاة والصدقات» يطلق حملة لدعم حفظة القرآن الكريم في 5 محافظات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تفقد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، محتويات الهدايا التي سيتم توزيعها على الأطفال من حفظة القرآن الكريم بالكتاتيب في القرى الأكثر احتياجًا، وذلك ضمن حملة تبدأ من محافظة سوهاج بصعيد مصر.

«بيت الزكاة والصدقات»

وأوضح بيان صادر عن «بيت الزكاة والصدقات»، اليوم الخميس الموافق 17 أبريل 2025م، أن الحملة تشمل كميات كبيرة من الملابس، والأحذية، والمصاحف، والأدوات المكتبية، والحلوى، سيتم توزيعها على الأطفال الملتحقين بحلقات التحفيظ في خمس محافظات: سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، والبحر الأحمر.

وتأتي هذه الحملة في إطار حرص الأزهر الشريف على توفير بيئة محفزة لتحفيظ القرآن الكريم، ودعم الأطفال المتميزين في الكتاتيب بالقرى الأكثر احتياجًا، تعزيزًا لوعيهم الديني والمعرفي، وتأكيدًا على دور بيت الزكاة والصدقات في دعم المشاريع التعليمية والدينية التي تسهم في تنمية المجتمع.

1000094886 1000094884 1000094882

مقالات مشابهة

  • أصحاب الودائع الكبيرة يحضّرون للمعركة
  • إعلامي: علاقة زيزو والزمالك تاريخية.. ولابد أن تنتهي بشكل يليق بذلك
  • بيت الزكاة يطلق حملة لدعم حفظة القرآن الكريم بـ 5 محافظات
  • «بيت الزكاة والصدقات» يطلق حملة لدعم حفظة القرآن الكريم في 5 محافظات
  • حل أزمة الودائع يبدأ من السراي.. لا من واشنطن
  • قانون الأحوال الشخصية الجديد في الإمارات.. شروط الخطبة وكيف تسترد الهدايا؟
  • قبل اجتماع المركزي المصري.. ودائع مدفوعة العائد مقدماً في 5 بنوك
  • وظائف شاغرة بهيئة الزكاة والضريبة والجمارك
  • هل يجوز صرف أموال الزكاة في إصلاح أسقف بيوت الفقراء؟.. الإفتاء تجيب
  • 555 يوما على الإبادة.. حاضر كارثي ومستقبل مخيف في غزة