اعتقال قياديين في حزب الأمة القومي من خيمة احتفالات المولد النبوي
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
الخرطوم ـ «القدس العربي»: اعتقلت الاستخبارات العسكرية قياديين في حزب «الأمة القومي» خلال مشاركتهما في احتفالات المولد النبوي في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، فيما دعا قيادي في «الحرية والتغيير» لمواجهة «النظام السابق» الساعي إلى «العودة للسلطة ولو على جماجم كل السودانيين».
وشملت الاعتقالات عضو المكتب السياسي للحزب في ولاية سنار عباس إمام، وعضو الحزب، أحمد علي.
وطالب بإطلاق سراحهما فوراً وإطلاق كافة المعتقلين، محذرا من تنامي ظاهرة الاعتقالات التي «تعيد البلاد إلى عهد النظام السابق وتشكل انتهاكاً واضحاً وصريحاً يضاف إلى سجل الانتهاكات التي طالت المدنيين من طرفي النزاع في حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي».
وشدد على أن «محاولات تكميم الأصوات التي ترفض استمرار الحرب وتطالب بوقفها، لن تثني جماهير الشعب السوداني عن الاستمرار في المطالبة بوقفها ورفع المعاناة عن البلاد». يشار إلى القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» نفذا في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 انقلابا عسكريا ضد الحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد إطاحة الثورة السودانية بنظام الرئيس السابق عمر البشير، إلا أن الخلافات تصاعدت لاحقا بين الجانبين وصولا إلى إندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي.
وفي ظل استمرار المعارك المتواصلة بين الجانبين، دعت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، المجتمع الدولي، إلى العمل من أجل إنهاء الحرب في السودان.
وحسب السفارة الأمريكية في السودان، قالت إن الصراع الجاري في السودان المستمر منذ أشهر يتواصل بلا معنى بينما تقوم أطراف النزاع بأعمال العنف بلا هوادة والتي تسببت في الموت والدمار في جميع أنحاء البلاد. وأكدت على ضرورة أن يطالب المجتمع الدولي بإنهاء القتال، ودعم جهود التوثيق والمساءلة، وزيادة المساعدات الإنسانية للمنطقة.
قيادي في «الحرية والتغيير» يدعو لهزيمة «النظام السابق»
في الموازاة، دعا القيادي في «الحرية والتغيير» طه عثمان إسحاق، إلى اصطفاف كل القوى المدنية في السودان لهزيمة نظام الرئيس السابق عمر البشير، فيما وصفها بـ«معركته الأخيرة من أجل العودة إلى السلطة». وقال إن «الواجب هو اصطفاف كل القوى التي أسقطت نظام المؤتمر الوطني في 11 أبريل/ نيسان الماضي، بما يتضمن (تجمع المهنيين والحرية والتغيير ولجان المقاومة والمجتمع المدني والحركات المسلحة) ومن أسماهم «شرفاء القوات المسلحة والدعم السريع، لهزيمة المؤتمر الوطني- الحزب الحاكم السابق في معركته الأخيرة من أجل «العودة للسلطة ولو على جماجم كل السودانيين».
وأشار إلى أن «النظام السابق منذ الإطاحة به في عام 2019 ظل يستخدم «أذرعه في مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الأجهزة الأمنية والعسكرية من أجل قطع الطريق أمام الثورة السودانية وزراعة عناصره داخل قوى الثورة وتقسيمها».
واتهم «النظام السابق» بـ«المشاركة في جريمة فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في يونيو/ حزيران 2019 بواسطة عناصره في الأجهزة الأمنية وذلك لقطع الطريق أمام أي تقارب بين قوى الثورة المدنية والقوات المسلحة والدعم السريع، مما أدى إلى تحول الخطاب الاعلامي والسياسي إلى صراع بين المدنيين والعسكريين. المؤتمر الوطني أصبح منذ ذلك الوقت يدير المعركة من الخلف».
ولفت إلى أن «عدم تفكيك ومحاربة عناصر النظام السابق في مؤسسات الدولة بالصورة المطلوبة والمعارضة والصعوبات التي واجهت لجنة التفكيك من قوى الثورة نفسها قبل أن تكون من نظام المؤتمر الوطني بسبب الآلة الاعلامية والتضليل الاعلامي لنظام المؤتمر الوطني ومساعدة عناصره في المكون العسكري وقيادة الأجهزة الأمنية في الاحتفاظ بوجوده داخل مؤسسات الدولة».
وقال إن «المؤسسة الأمنية والعسكرية أبقت على عناصر النظام السابق داخل مؤسساتها، مما سهل عليهم مهمة إعاقة الانتقال بخلق مشاكل إثنية وقبلية في شرق السودان ودارفور وكردفان، وكذلك مشاكل بين المدنيين والعسكريين، والمدنيين مع بعضهم البعض من قوى الثورة وصولا إلى انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021».
وأشار إلى أن «الاتفاق الاطاري الموقع بين القوى المدنية وقادة الجيش والدعم السريع في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وضع الأساس السليم لإنهاء الانقلاب والعودة للمسار المدني الديمقراطي، الأمر الذي دفع عناصر المؤتمر الوطني لاستخدام كل الطرق لقطع الطريق على الوصول لاتفاق نهائي، وأنهم بعد فشل الانقلاب أشعلوا حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي بواسطة عناصرهم في القوات المسلحة ليس من أجل معركة كرامة أو جيش الواحد، وإنما من أجل السيطرة على السلطة بأي ثمن».
ميدانياً، تواصلت المعارك بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في أحياء مدينة أمدرمان القديمة، غرب العاصمة الخرطوم، حيث يحاول الجيش التقدم والانفتاح جنوبا وغربا، ويستمر في قصف مناطق تمركز «الدعم» من قاعدة كرري العسكرية.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی النظام السابق نیسان الماضی فی السودان قوى الثورة من أجل
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: الحوار هو السبيل الأوحد والأمثل لتوحيد الصف الإسلامي
قال وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني إن "التحديات الراهنة تفرض علينا جميعًا البحث عن حلول جذرية ومبتكرة تعيد للأمة مكانتها وقوتها، ولا يمكن تحقيق ذلك دون وضع آلية حوار مستدامة تكون قادرة على التعامل مع المتغيرات وتقديم رؤية موحدة لمستقبل الأمة الإسلامية"، موضحا أن الحوار هو السبيل الأوحد والأمثل لتوحيد الصف الإسلامي، وأنه لا يمكن للأمة أن تواجه تحدياتها الداخلية والخارجية دون استراتيجية واضحة تتبناها جميع مكوناتها.
وأضاف الضويني - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الخميس - أن الحوار الإسلامي ليس رفاهية فكرية، بل هو ضرورة شرعية وحضارية لضمان مستقبل أمتنا، وأن مسئولية الجميع اليوم، هي الانخراط الجاد في هذا المسار، والعمل على تفعيله ليكون قوة دافعة نحو وحدة حقيقية، تحفظ للأمة تماسكها، وتضعها في المكانة التي تستحقها بين الأمم.
وأشار إلى أن الفترة الحالية تزداد فيها التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، ويأتي مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي الذي تستضيفه مملكة البحرين برعاية الملك حمد بن عيسى تحت عنوان "أمة واحدة ومصير مشترك" والذي بدأ فعالياته أمس ويختتم أعماله اليوم ليشكل محطة فارقة على طريق إعادة لمّ الشمل وتوحيد الصفوف.
وأكد أنه “أصبح من الضروري التفاهم حول المشتركات التي تجمعنا، والتحديات التي تواجهنا كأمة واحدة، فالوحدة تعني التفاعل الإيجابي القائم على الاحترام المتبادل والإدراك العميق لحتمية العيش المشترك في إطار إسلامي جامع”.
وتابع بالقول: "إن التاريخ أظهر أن الأمة الإسلامية تزدهر عندما تتوحد قواها وتتجاوز خلافاتها، وعندما تدرك أن ما يجمعها أضعاف ما يفرقها، وهذا المؤتمر يُعد فرصة ذهبية لإعادة التأكيد على مساحات الاتفاق الواسعة بين المسلمين، وإبرازها كمنطلق للحوار بين المذاهب والمدارس الفكرية المختلفة، مما يسمح ببناء جسور تواصل مستدامة تضمن سلامة الصف الإسلامي واستقراره".
ولفت إلى أن هذا المؤتمر فرصة مهمة لإبراز دور العلماء والمرجعيات الدينية في معالجة جذور هذه الخلافات، ورأب الصدع بين الأطياف المختلفة للمجتمع الإسلامي.
ونوه إلى أن الحوار في صورته الحقيقية يجب ألا يكون مجرد لقاءات ومناقشات نظرية، بل يجب أن يتحول إلى خطة عمل دائمة، تشارك فيها القيادات الدينية، ليصبح الحوار الإسلامي آلية مستدامة تعمل على تعزيز وحدة المسلمين، وتقديم حلول واقعية للتحديات التي تواجه الأمة، وهذا المؤتمر يمكن أن يكون بداية لتأسيس منظومة علمية متخصصة في إدارة الحوار بين المذاهب الإسلامية، تضع قواعد واضحة للتعامل مع الاختلاف، وتؤسس لثقافة احترام التعددية الفكرية ضمن الإطار الإسلامي العام.
وأشار إلى دور المؤتمر في تبديد مخاوف الفرقة والانقسام، وتعزيز نهج الاحترام المتبادل ونبذ خطاب الكراهية الذي يهدد استقرار المجتمعات الإسلامية، والعلماء والمفكرين تقع عليهم مسؤولية تتعدى مجرد الدعوة للوحدة، بل تتطلب منهم العمل على تجديد الفكر الإسلامي بما يتناسب مع معطيات العصر، ومواجهة النزاعات الطائفية من خلال طرح رؤى جديدة تقوم على التعايش والتكامل، وليس الصراع والإقصاء.
ونوه إلى الدور المحوري لمملكة البحرين في تنظيم هذا المؤتمر، والذي يأتي استمرارًا لجهودها الحثيثة في نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك، مشيرا إلى أن البحرين كانت دائما نموذجا يُحتذى به في دعم قضايا الأمة، والسعي إلى تعزيز وحدة الصف الإسلامي، ومن هنا فإن هذا المؤتمر يمثل امتدادًا طبيعيًا لمساعيها النبيلة في تكريس قيم التفاهم والتعاون بين المسلمين على اختلاف مشاربهم الفكرية.