رام الله - خاص - صفا

منذ وقف نفاذ قانون الضمان الاجتماعي عام 2019 الذي ألغاه الرئيس محمود عباس، عقب احتجاجات عمالية وشعبية، تداعت العديد من اللجان لمناقشة القرار لتعديل بنوده.

وأثار القرار جدلاً واسعًا في الشارع الفلسطيني، وفي أوساط غالبية القطاعات العمالية، لما يشكله من إجحاف للعمال وعدم ضمان أموال صندوق الضمان الاجتماعي.

وكان وزير العمل نصري أبو جيش أعلن في تصريحات سابقة، أنه سيتم إقرار وإصدار قانون الضمان الاجتماعي المعدل قبل نهاية العام الجاري، وإعادة تفعيل مؤسسة الضمان مطلع العام القادم، حسب أنظمة وبنود جديدة.

كما أعلن عن تعديل 42 مادة من المواد السابقة، وتم الاستعانة بخبراء من الأردن ومنظمة العمل الدولية، وجرى التوافق والتوقيع عليها من قبل أطراف الانتاج الثلاثة (العمال، أصحاب العمل، الحكومة).

انعدام الثقة

وعن ذلك، يقول الناشط عامر حمدان إن موضوع الضمان الاجتماعي سيبقى شائكًا بين المواطن والحكومة، لأن الأول يرى أن حكومته صاحبة الحماية لهذه المؤسسة والمراقبة عليها.

ويضيف حمدان لوكالة "صفا" أن انعدام الثقة سيبقى حاضرًا بين القطاعات العمالية، وممثلي الحكومة في مؤسسة الضمان وستظل تخوفات من ضياع الأموال كما حصل في الصناديق السابقة كصندوق التقاعد و"وقفة عز"، والتبرعات التي تحدث في المساجد.

ويوضح حمدان بوجود خشية من عدم استغلال هذه الأموال بشكل صحيح أو إحداث تغييرات في إدارة مؤسسة الضمان بقوله: "لا يوجد سلطة على من أصدر القرار بقانون تمنعه من اصدار أي تعديلات بخصوص القرار بقانون الجديد"، لافتا إلى أن ذلك يعزز من نظرية الخوف التي تنتاب المواطن تجاه الحكومة أو أي شيء قريب من الحكومة.

ويبين الناشط أن هذا القانون وما يشابهه من اقتطاع الأموال من رواتب الموظفين أو المواطنين، يجب أن يصدر من خلال مجلس تشريعي.

وفيما يخص تطبيق القانون في قطاع غزة، يلفت حمدان إلى تدني أجور العمال دون الحد الأدنى، متسائلا عن قدرة الجهات في غزة على تطبيقه، الأمر الذي يعزز من تكريس الانقسام.

ويرى حمدان وجود إشكاليات كبيرة وتحديات أمام الحكومة لإقناع العمال بالانضمام لمؤسسة الضمان، رغم أن القانون سيكون إجباريًا.

ويتطرق إلى العلاقة بين أصحاب رأس المال والشركات الكبيرة والقائمين على الضمان، لافتًا إلى وجود علاقة تماهٍ ستضع العامل أمام أزمة حقيقية، بحيث يكون أمام خيارين أحلاهما مر، بقوله: "إما أن يذهب العامل لمؤسسة الضمان ويقع في إشكال مع مشغليه أو لا يذهب وإما أن تتم إقالته".

وعن ممثلين العمال من اتحاد عام ونقابات، يشكك حمدان بوجود تمثيل حقيقي للعمال، نظرًا لعدم اختيار من يمثلهم بصورة سليمة وديمقراطية.

ويرى الناشط أن الفرصة مهيئة للمواطنين للضغط باتجاه عقد انتخابات للمجلس التشريعي، وأن يكون هذا القانون صادر عن المجلس، لأنه يشكل حماية للمواطنين، وخلافًا لذلك يكون رأي العمال بالتوجه للشارع وتوجيه رسالة برفض القانون الجديد.

بدوره، يقول منسق الحراك العمالي في جنوب الضفة صهيب زاهدة إن: "المشكلة ليست في قانون الضمان الاجتماعي أو أيا من بنوده أو فكرته، وإنما في تشكيلة النظام السياسي وغياب المجلس التشريعي الضامن لمثل هذه القرارات.

ويوضح زاهدة لـ "صفا" أن الضمان يأتي من خلال قرار بقانون، وحسب المادة 43 يمنع الرئيس من إصدار قرارات بقوانين إلا في حالات الطوارئ، واللافت أن الرئيس يصدر قرارات بقوانين بكثرة، وفوق ذلك انتهاء المدة القانونية لولاية الرئيس منذ ١٢ سنة.

ويشير زاهدة إلى عدم وجود أرضية قانونية لتطبيق قانون الضمان في ظل الاستفراد بالقرارات، وعدم وجود ضامن لذلك، في ظل غياب المجلس التشريعي.

ويتطرق إلى حجم الظلم الواقع على العمال من خلال الحد الأدنى للأجور، والذي هو أقل من خط الفقر، وغياب التمثيل الحقيقي للعمال الذي من المفترض أن يدافع عن حقوقهم وقضاياهم.

ويؤكد زاهدة أن القضية بحاجة إلى ترتيب وإعادة تأهيل في النظام السياسي وانتخاب المجلس التشريعي الذي يشكل دور الرقيب على مثل هذه القرارات.

ويقول إن المواطن لن يثق بصندوق مؤسسة الضمان، مثلما جرى في صندوق "وقفة عز" وصندوق مستشفى خالد الحسن للسرطان.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الضمان الاجتماعي الضمان الاجتماعی قانون الضمان مؤسسة الضمان

إقرأ أيضاً:

السكوري: التفاوض بين العمال والمشغل هو الأساس والإضراب حل أخير

زنقة 20 ا الرباط

كشف وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، أن “عدد الملفات المتداولة في المحاكم المتعلقة بالخلافات بين العمال والمشغلين ارتفع خلال سنة 2024 خصوصا في الشق المتعلق بعرقلة حرية العمل”.

وأضاف السكوري، في كلمة له ياللقاء الدراسي الذي عقد اليوم الأربعاء بمجلس المستشارين بلجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية حول مشروع قانون الإضراب، أن ” العدد المسجل في قضايا عرقلة حرية العمل بالمحاكم بلغ 419 ملفا في سنة 2024، وعدد الملفات الرائجة 755 ملفا، وتم الحكم في 613 ملفا في يزال 142 متبقيا”.

وأكد السكوري أنه “لتفادي وصول هذه الملفات بهذه الأعداد إلى المحاكم مستقبلا لابد من التفكير خلال مناقشة مشروع قانون الإضراب بمجلس المستشارين في آلية تلزم الأطراف (العمال والمشغل) في التفاوض أولا لأنه في التفاوض توجد الحلول والتوافقات ، ومن ثم إن تعذر ذلك يمكن المرور للإضراب كحل أخير”.

وشدد السكوري على أن “قانون الإضراب لابد أن يتضمن في نصوصه آليت تشجيع التفاوض أولا وترك خيار الإضراب هو الأخير”، مؤكدا أنه “ليس من مصلحة أحد أن تكون الأرقام الرائجة في المحاكم حول عرقلة حرية العمل بهذا الشكل”.

وأشار الوزير السكوري إلى أنه “من الواجب علينا كحكومة أن ننصت وأن نأخذ بالمقترحات ووجهات النظر بما فيها النواحي المذهبية”.

من جهة أخرى سجل السكوري، أن “العديد من التعديلات التي طالت مواد مشروع القانون حضيت بالإجماع، “ولاسيما المادة الأولى التي تقوم مقام الديباجة، أو الفئات التي يحق لها ممارسة الحق في الإضراب، وذلك لكي يكون حق الاضراب في متناول شرائح واسعة من المجتمع المغربي على عكس ما كان عليه الأمر في المشروع المودع أصليا”.

وأكد  السكوري أن “هذا القانون حرص على حماية الحق في العمل من خلال احترام حق العمال غير المضربين، وتعزيز حقوق المضربين، بحيث أصبح ممنوعا على المشغل أن يطرد مضربا أو أن يقوم بإجراء تمييزي ضده”.

مقالات مشابهة

  • قانون الضمان الاجتماعي.. تعرف على حالات وقف الدعم النقدي
  • الضمان الاجتماعي: أعلى راتب تقاعدي 22 ألف دينار
  • السكوري ينفي تدخل الحكومة في فرض مواد بمشروع قانون الإضراب
  • قانون الضمان الاجتماعي| إعفاء أبناء الأسر الفقيرة من المصروفات الدراسية (تعرف على التفاصيل)
  • ضوابط جديدة للتعيينات بـ مشروع قانون العمل| تفاصيل
  • السكوري: التفاوض بين العمال والمشغل هو الأساس والإضراب حل أخير
  • إنذارات وفسخ عقود مع مستشفيات كبرى.. هذا ما أعلنه الضمان الاجتماعي
  • محافظ حفر الباطن يشدد على تبسيط إجراءات خدمات الضمان الاجتماعي
  • الصبيحي : مجزرة الاحالات الى التقاعد المبكر.. قرار غير متّسق مع القانون يا أمانة عمّان!
  • بعد موافقة النواب نهائيًا.. متى يسقط الحق في صرف الدعم النقدي بقانون الضمان الاجتماعي؟