صراحة نيوز:
2024-09-17@09:57:22 GMT

قرار هام تتناقله الحكومات ولا ينفذ؛ فما هو؟

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات

لا نستطيع اليوم في الأردن وتحت أي ظرف الإستمرار بالإعتماد على الطريقة التقليدية في تشغيل حافلات النقل الجماعي (باصات الكوستر والباصات الكبيرة) سواءا الخطوط الداخلية بين الأحياء أو الخطوط الخارجية بين المدن والقرى؛ حيث تدار وتشغل من خلال المالكين ولا تلتزم غالبا بالضوابط والأحكام التي من شأنها تنظيم عمليات نقل الركاب، وتعاني العشوائية، حيث نقرأ عن مخالفاتها يوميا وتكون غالبا خطيرة، ونشاهد ذلك في شوارعنا، آخر هذه المخالفات أن سائقا غير مرخص يقود حافلة وفوق ذلك تحمل فوق سعتها 26 راكبا زيادة، وأن بعض هذه الحافلات يسير بسرعات جنونية قاتلة.

هنالك عزوف كبير لدى المواطنين عن التنقل بهذه الوسائل، وعلى الرغم مما تشهده من أزمة وتدافع للصعود إليها، ومن حمولات مخالفة تصل ضعفي الطاقة الاستيعابية لعدد الركاب.

في الدول المتقدمة وحتى معظم دول العالم الثالث تجد هذا القطاع منظم والكل يقبل عليه، حيث تسير الحافلات بترددات تنطلق وتصل وتتوقف وتنزل وتحمل بخطة وقتية محكمة بالدقيقة، وتجد المسارات مزودة بمحطات توقف عصرية ومراقبة لغايات التحميل والتنزيل فيها شاشة تبين مسار الباص وأين صار ومتى يصل بالضبط، بينما تتسم هذه الحافلات بالسعة والنظافة والراحة، ويتم جمع الأجرة بطرق مبتكرة.

لا تسير هذه الباصات بسرعات جنونية كما هو الوضع لدينا، ولا يتسابق سائقا حافلتين على الخطوط الخارجية كما هو الحال لدينا، ولا تجد فيها كنترول يهين الركاب كما هو الحال لدينا، ولا يلعب سائقان لعبة الموت بالتلاقي بحافلات محملة بالركاب الأبرياء على ذات المسار بسرعات جنونية والبطل من يتابع ولا يحذف كما هو الحال لدينا، ولا يشغل السواق المجوز كما هو الحال لدينا، والحافلات نظيفة عكس الحال لدينا، وكراسيها مريحة وغير ممزقة عكس الحال لدينا، والسائق لا يدخن بالحافلة مع الكنترول كما هو الحال لدينا… لن أزيد فالوضع مؤلم، ومن يعترض على وصفي للحال فعليه العودة لسجلات المخالفات لدى الأمن العام بهذا الخصوص.

دمج الخطوط بشركة واحدة سيضمن ويحقق ما يلي:

تحويل تدريجي لكل الكوستر إلى باصات ذات سعة أكبر مريحة وآمنةإيجاد سائق مدرب ملتزم بهندام رسمي قادر ومسؤول عن قيادة وتشغيل وإدارة حافلة فيها أرواح بريئةتحقيق نقل جماعي مراقب بكاميرات داخلية لضبط الجودة، يسير وفقا لخطط وقتية معلومة ودقيقة، بالانطلاق والوصول والتوقف على محطات التحميل والتنزيلإنشاء محطات توقف وتحميل وتنزيل عصرية ومراقبة على كافة المساراتصيانة دورية تضمن السلامة العامة والنظافة ومراعاة الراحة والذوق العامإيجاد غرف عمليات ذكية تراقب وتدرس الذروات وتوجه الحافلات المزودة بشاشات خارجية تبين مسارها لخدمة الخطوط التي تشهد أعداد من الركاب ينتظرونإقبال كبير من المواطنين على التنقل بوسائل النقل العصري الجماعية ( طلبة مدارس وجامعات وموظفين وأهالي وأسر)الحد من إزدحام الشوارع حيث أن الحافلة الواحدة كبيرة الحجم تحل مكان نحو 50 سيارةالحد من الحوادث الناجمة عن الازدحامالحد من الضجيج الناتج عن كثرة السياراتالحد من التلوث وغازات الدفيئة الناتجة عن كثرة السيارات، والمساهمة بالحد من أسباب التغير المناخينمو هذا القطاع وزيادة الأرباح لتعود بالفائدة على المالكين والمشغلينتوحيد المرجعيات لهذه الحافلات، وزيادة الموثوقيةيساهم القرار بتحسين الأمن المالي للأسرة الأردنية التي تدفع كثيرا للتنقل بالتكاسي أو ثمن البنزين للسيارةيساهم القرار بتعزيز أسباب التنمية، وتحسين واقع المدن والقرى وتحويلها إلى مدن وقرى ذكية

هنالك دراسة وقرارات وضعتها وزارة النقل سابقا، تهدف إلى تنظيم هذا القطاع المبعثر وشبه العشوائي، ويجب أن ينفذ تدريجيا كما نقترح بموعد أقصاه النصف الأول من العام القادم 2024، على أن يضمن ويعزز ويشجع ويحفز مالكي هذه الخطوط والحافلات على التعاون لتنفيذ الدمج.

لا نستطيع في المملكة أن نتحدث دائما عن مؤتمرات وورشات عمل وزيارات لكبار المسؤولين للخارج، ويرون بأعينهم في كل دول العالم تقدم هذا القطاع وعصرنته، بينما تنزل قبل أشهر مسنة تريد المستشفى من الحافلة بعشوائية لتدوسها مركبة خلاط… فمن يتحمل وزر ذلك؟ ولصالح من نبقى بهذا الحال؟ وهل هنالك قوى نفوذ تمنع الرقي بقطاع النقل الأردني؟

نتمنى على حكومة دولة بشر الخصاونة المضي قدما بتنفيذ الدمج دون تردد، وضمن خطة تبدأ بالتوعية ووضع المسوغات، وتقدم الحلول مقابل حوافز مشجعة جدا للمالكين، وأن يكون الحزم سيد المشهد.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة هذا القطاع

إقرأ أيضاً:

لا فانوس لدينا في هذا الملح

(1)

أمواجه عاتية، وخضراء، وموجعة، هذا الجبل الأجرد.

(2)

مدينتنا لا تزال تبحث عن اللُّقطاء والسَّبايا.

(3)

كلُّ شاردة واردة. كلُّ قولٍ مذبحة. كلُّ مذبحة عقيدة. كلُّ عقيدة نحنُ. كلُّ «نحنُ» سراب ومقابر جماعيَّة خارج الذَّاكرة. كلُّ ذاكرة سراب. كلُّ سراب حبل. كلُّ دَلْوٍ رصاصة. كلُّ قصَّة لا نعرف فيها أحدًا غير البطل. كلُّ بداية سرد. كلُّ سردٍ خسارة.

(4)

تضيق به لواعج البركان، ولا تتكهَّن الرئة بالشِّريان، ولا بالملائكة.

(5)

سيعالجها في هذه الليلة أيضًا بآخر لوعة في الشَّفق الرَّمادي الذي لا يزال يخفرُ الجثمان. يريد التَّمكن من تلك البوَّابة في هذه الليلة بالضبط وبالذات (كل بوَّابة تفضي إلى سماء ناقصة).

(6)

كلُّهم في الوداع (وأنتِ وحدكِ في الفراق).

(7)

التَّبَطُّل أفضل مواهب الكابوس في الفعل (حين في الليالي الفائتات والقادمات، في الرُّكبة المطحونة والضِّلع المُهَشَّم، في الزَّند المأسور، في قُبلَةٍ تَهِمُّ من خارج المشهد، وحين تغرق الأمهات في الفناجين).

(8)

لا أحد

لا سماء تحت المخدَّة

لا نبيذ في الفواتير

لا شيء سوى مصنع كبير للذُّباب، وأقراص النوم، والسَّاعات المُنَبِّهة، وجِرار كبيرة وكثيرة فيها خلٌّ حاذقٌ وأرانب ميتة

لا أحد

لدى قدميكِ يتردَّد الاستغفار مثل ملاك أو خطيئة في طور الزَّغب

يَحِلُّ اليقين البوذيُّ على شبه الجزيرة

يطير الحمام نازفًا على أحلام سكَّان الإسكيمو

تذهب الحارات إلى الخَبَّاز

وتصبح آسيا أكثر القارَّات حزنًا

لا أحد.

(9)

يضيِّع عليَّ الاكتئابُ الحزن. أكابدُ الدِّبَبَة، والغربان، ومريم، والأفاعي، وكل ما كان، وكل ما سيتبقى.

(10)

تخلَّى عنه الأهل والأرحام (لا تتخلَّ عن خصومك والذين ليست الرَّحمة من سجاياهم).

(11)

في كل تمسيدة تَجُسُّك اللحود وينتابك الأديم، ولا تدري مقبرة الورود شيئًا عن الطُّعم والرَّائحة.

(12)

لا أحد يتذكر تلك السَّهرة المُتْخَمَة، وخمورها الوافرة، وعطورها الغزيرة، وسحرها الوافر المسموم (إلا أنتِ وأنا).

(13)

الكلام صنيعةٌ يوميَّة مُقَلَّدة (ينبغي وصفها بطريقة أفضل من هذه).

(14)

في مخزن المسدَّس المُزَوَّد بكاتمٍ للصوت رصاصة واحدة فقط (لكن ليس هذا زمن الاستعارات والكنايات).

(15)

ضيوفي في هذه الليلة ينتزعون الأحشاء، والبنفسج، والإسفنج.

(16)

سينام الإثم، ويحدث أقصى اليقظة في الآثام.

(17)

لا ينتظرون كي نلقي اللوم على الانتظار.

(18)

يحتربون في السَّرَّاء (وترقبهم الكواسر).

(19)

القبر ليس معنيّا بالموت، والموت مجرَّد قبرٍ آخر (لكن هذا لا يحدث إلا بعد إشعارات، وإشارات).

(20)

أيُّها الطِّفل البَكَّاء الخَشِن في ليلة العيد: هل تتذكرني؟ من سيقول الرواية؟

(21)

المجنون يَعرف ولا يَعرف (ولكنه يَضحك في كل الأحوال).

(22)

أيها العار: أنت على كتفيه بالإيجار.

(23)

الموجة لا تستقيم، والبحر ينتظر تَعُّوب الكحَّالي.

(24)

الغروب، حيث لا ينجو أحد من احتمالاتٍ كبيرة أو الكثير من المشقَّة.

(25)

كارثة جديدة: لم تعد التفاهة حكرًا على التافهين.

كارثة أكبر: صار لزامًا علينا أن نعبأ بالتَّافهين والذين لم يعودوا يعبؤون بالحكر.

(26)

قالت له الأم: انتظرني في السّرادق. هناك سترى ثلاث جثث.

يجيبُ الأم: وماذا أفعل بعد ذلك؟

(27)

ريشةٌ، نظرةٌ، لوعةٌ، حلقومٌ، والاكتئاب لا يهدهد الشَّمس.

(28)

البطش عاهة، ولم يعد الأب ولا الأرانب في وارد الجُحر أو الجزَر.

(29)

لا كُحْل للموت، لا صبر للصَّخرة.

(30)

لا أنفعُ، لا أُرْتَجَى، لا أنسدل، ابتسامتي متواضعة الانفراج على الفصول، ومغلقة مثل قلبكِ وقلبي، وكئيبة كما شِفاهنا.

(31)

لا تَجْثُ في المعبد أكثر مما تفعل ترتيلة نسيتها الصَّلاة القائمة.

(32)

لا أزال أحبكِ (لكن بخجل أكثر في هذه المرة، لدرجة الشَّك في المرَّة الأولى).

(33)

الكتابة: «وجعلنا من بين أيديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون» (سورة يس). «تتعهَّد الكارثة كل شيء» (موريس بلانشو، «كتابة الكارثة»).

(34)

ينتابُ الشَّقيقُ الأبَ، وتصير الأمُّ أختًا أخرى (وهكذا دواليك).

(35)

أغفو في الضُّحى وأنتِ الصَّيف.

(36)

اطمئن أيها النهر: لا يوسف، ولا إخوته، ولا روزا لكسمبورغ، ولا المجدليَّة هنا.

(37)

ليتني تصورتكِ قبل أن أراك في مغادرة الصُّور (ليت حلم البارحة ما كان، وليتني ما غادرت المغارة).

(38)

يتوشحون بالخفافيش في الطَّريق، وفي الطَّريقة.

(39)

العالم يتكرر، لكن هناك ما هو أسوأ من ذلك بكثير: الأرض لا تزال تدور.

(40)

سأخشى عليهم مما كان قبل يوم أمس.

(41)

حيوانٌ مَنَوِيٌّ سخيف، واحدٌ فقط، يكمن خلف كل هذه الوحوش في الغابة، وفي أبراج المدينة.

(42)

أخذته الدُّودة، لم تُعِدْهُ الفَراشة، قتلته الفِراسة.

(43)

أسير نحوكِ إلى الفَلاة. أجِدُ خلفكِ فلاة وقصيدة بدويَّة أخرى، ولا أجدكِ.

(44)

أراكِ في الغيبوبة، وأسهو حين أفيق، ولا أنسى الصُّور.

(45)

يشيخُ، وفؤاده يُشَرِّبُ رأسه بالحليب، والحنين، والقبور البيضاء (عليه أيضًا ملاحظة أنه كلما استخدم مفردة «قبور» في النُّصوص ازداد امتعاض الأموات).

(46)

لا فانوس لدينا في هذا الملح، ولا ملح عندنا لهذا الجرح. لا طريق لهذا التَّذكُّر سوى المقبرة، ولا بد أن تمر الجنازة ببيتنا.

تصير الصَّلاة، وينبغي البحث عن قبر ضائع منذ حوالي خمسين عامًا من صراخ الليمون.

ما من قصص لدينا، ولا مكوس، أو كركم، ولا كؤوس خَلّ، ولا ورود معصورة من الجبل الأخضر تحت حطام الطَّائرة.

لا بأس في أن الحب قد خذلنا، ولا بأس في أننا لا نبحث عن يأس، أو سرير، أو تبرير.

لدينا عشبة ضريرة تنازع على جانب كل طريق «وحَسُنَ أولئك رفيقا»، سورة النِّساء.

عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني

مقالات مشابهة

  • عربات قطار بأمريكا تستبدل الركاب بالشعاب المرجانية والسلاحف
  • ضمن مناطق وشوارع بيروت... إليكم جدول بالمحطات وتوقيت رحلات حافلات الخط الجديد (صور)
  • إدعموا مؤسساتنا الصحفية ياوزارة الإعلام
  • يومٌ آمن بحافلاتنا المدرسية
  • الرئيس الإيراني يتبرأ من الحكومات السابقة.. ويغازل الولايات المتحدة
  • حافلات المدارس.. تحديات ومعاناة لا تنتهي
  • لا فانوس لدينا في هذا الملح
  • زوجة تطلب الطلاق بعد 7 أشهر زواج وتتهم زوجها بالاستيلاء على 120 جرام ذهب
  • أخنوش: الحكومة قامت بعمل جدي واشتغلت في ظل تماسك مكوناتها عكس الحكومات السابقة
  • "ربنا يهدّي الحال" بيومي فؤاد يكشف عن إمكانية تصالحه مع محمد سلام