صبر الدول الخمس ينفد.. كيف تُفهَم تصريحات الموفد الفرنسي؟!
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
كمن يقرع "جرس الإنذار"، بدا الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي كسر "الصمت" الذي طبع زياراته الثلاث إلى لبنان، بتصريحات صحافية لا تخرج عن "دبلوماسيته" المعهودة، لكنّها تبتعد عن "الرمادية"، ولا سيما بدعوته الصريحة للأفرقاء اللبنانيين إلى تحمّل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإيجاد حل وسط عبر "خيار ثالث" يضع حدًا لأزمة الرئاسة، التي وصفها بأنّها "لا تُطاق".
لم يكتفِ لودريان بذلك، بل عبّر عن "سلبيّة شديدة" من تمادي المسؤولين السياسيين في لبنان بعدم تحمّل المسؤولية، حين قال إنّ "الدول الخمس منزعجة للغاية"، بل إنّ "صبرها ينفد"، وذلك في إشارة إلى المجموعة الخماسية المعنية بلبنان، والتي تضمّ ممثلين عن كل من فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية مصر، بل إنّه ألمح إلى أنّ هذه الدول تتساءل عن "جدوى استمرار تمويل لبنان".
وفي حين حرص لودريان على تأكيد "وحدة الموقف" بين الدول الخمس، وهو ما فسّره البعض محاولة للتقليل من شأن ما حكي عن تباينات واختلافات في مقاربة هذه الدول للأزمة اللبنانية، فتحت تصريحاته الباب أمام علامات استفهام حول "ترجمتها" على الواقع الرئاسي، وسط ترقّب لزيارته الرابعة، التي لا يتوقَّع أصلاً أن تُحدِق "خرقًا"، خصوصًا بعد "سحب" رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته الحواريّة من التداول بشكل أو بآخر.
كلام لودريان "ليس بجديد"؟
بالنسبة إلى العارفين، فإنّ المواقف التي أدلى بها الموفد الرئاسي الفرنسي ليست بجديدة، وهي لم تفاجئ المعنيّين بالشأن الرئاسي، خصوصًا أنّه أبلغها للمسؤولين الذين التقاهم في زيارته الأخيرة إلى بيروت، وقد تمّ تسريبها عبر الإعلام، خصوصًا في ما يتعلق بطيّ صفحة المرشحين السابقين، وضرورة البحث عن "خيار ثالث"، وهو الموقف الذي نقله بعض النواب عنه، في إشارة أرادوها ضمنيّة إلى انتهاء "المبادرة الفرنسية" بصيغتها القديمة.
مع ذلك، يرى كثيرون في صدور هذه المواقف علنًا عن الموفد الرئاسي دلالات تتجاوز هذا البُعد، خصوصًا أنّ لودريان "مدّد" قبل أيام فقط "مدّة صلاحية" المسعى الذي يقوده في لبنان، بعدما كان الانطباع السائد أنّ زيارته لبيروت كان يفترض أن تكون "وداعية"، فيما يضعها آخرون في سياق رغبته بعكس "تناغم" الدول الخمس المعنيّة بشأن لبنان، في ضوء الاجتماع الأخير الذي عقدته، والذي أعقبته أجواء "سلبية" في الإعلام.
ثمّة من يربط أيضًا بين مواقف لودريان و"سقوط" مبادرة الرئيس بري، ولا سيما أنّ من تابع جولة الموفد الرئاسي الأخيرة، شعر أنّ الرجل "يعوّل" على هذا الحوار، وليس على أيّ شيء آخر، حتى إنه أوحى لمن التقاهم بأنّ رئيس البرلمان سيمضي في مبادرته رغم مقاطعة بعض القوى لها، على طريقة "حوار بمن حضر"، علمًا أنّ هناك من يرى أنّ "تراجع" بري لم يحصل إلا بعدما لمس عدم وجود "ضغوط" على المعرقلين من شأنها "تليين" موقفهم بالحدّ الأدنى.
"مسؤولية" القادة اللبنانيين
مع ذلك، يشير العارفون إلى بعض النقاط "الجوهرية" في كلام لودريان، لا بدّ من التوقف عندها، خصوصًا بحديثه عن "انزعاج" الدول الخمس، وعن "نفاد صبرها"، وتلويحه ببحث هذه الدول "الاستمرار بتمويل لبنان"، وكلّها عوامل تصبّ في خانة "الضغط" على الأفرقاء اللبنانيين لتحمّل مسؤولياتهم، والكفّ عن المماطلة والتسويف، والعمل جدّيًا على حلّ أزمة الرئاسة، بعيدًا عن منطق "التعنّت والتصلّب" الذي طبع المرحلة السابقة.
يُفهَم كلام لودريان هذا من أكثر من زاوية، فهو قد يكون "توطئة" لإعلان الانكفاء والانسحاب، وفق مبدأ أنّه "أدّى قسطه للعلى"، تمامًا كما فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وأنّ الأفرقاء الآخرين لم يسهّلوا عمله، وعقّدوا مهمّته، بعدما حاصروها بالشروط والشروط المضادة، كما يمكن أن يُفهَم من باب "الضغط" أنّ عدم التجاوب السريع معه سيضع اللبنانيين في موقف أصعب، ولا سيما بعدما حُكي عن "مهلة" مُنِحت له لإنجاز ما يصبو إليه.
صحيح أنّ هناك من يعتقد أنّ الفرنسيّ يستعدّ بذلك لـ"تسليم الراية" إلى الدوحة التي كثّفت مساعيها خلف الكواليس، تمهيدًا لزيارة يقال إنّها قريبة لوزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي إلى بيروت، ولو أنّها "غير مجدولة" بشكل رسمي حتى الآن، ولكن هناك من يدعو إلى عدم "استبعاد" أن يكون على "أجندة" الدول الخمس، إعادة اعتبار لـ"الإجراءات" التي سبق أن لوّحوا بها ضدّ المعطّلين، والتي قد توضَع على الطاولة قريبًا جدًا.
بين تصريحات لودريان، التي قد يُستبطَن منها بعض "التشاؤم"، ولو غُلّف بـ"ضغوط" ربع الساعة الأخير، قبل انتهاء "مدّة الصلاحية" المعطاة للمبادرة الفرنسية، وبين "سقوط" مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية، التي كان يفترض أن يكون "المدخَل الوحيد" للحل، أو بالحدّ الأدنى "تجميدها"، يبدو أنّ أبواب "الانفراج" تقفل بدل أن تنفتح، أقلّه بانتظار الحراك القطري، الذي لن ينجح إذا لم يتأمّن له ما يطلبه لودريان أساسًا، أيّ تحمّل اللبنانيين لمسؤولياتهم!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الموفد الرئاسی الدول الخمس خصوص ا
إقرأ أيضاً:
اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻤﺴﺎﻧﺪة اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ واﻟﻤﻄﻮﻓﻴﻦ اﻟﺴﻌﻮديين
سامية سامى: ضرورة الالتزام بالضوابط التى أصدرتها الوزارة والعمل على تقديم أفضل الخدمات لحجاج السياحة غرفة الشركات: اختيار أفضل المربعات بمشعرى منى وعرفات لتكون فى مقدمة النفرة وقربها من جسر الجمرات بحث الاستعدادات بمخيمات حج الخمس نجوم والبرى مع شركة الطوافةمجموعات عمل مشتركة لتحسين مستوى المخيمات واختيار أفضل مراكز خدمة الحجاجبرامج توعية مشتركة ومبكرة للحجاج وخدمات إعاشة متميزة بالبرى والارتقاء بتميز الخمس نجوم
أكدت سامية سامى رئيس اللجنة العليا للحج والعمرة بوزارة السياحة والآثار ورئيس الإدارة المركزية للشركات بالوزارة على حرص الوزارة على تقديم كافة التسهيلات لخدمة حجاج السياحة، كما طالبت الجانبين بضرورة الالتزام بالضوابط التى أصدرتها الوزارة لتنظيم الحج السياحى هذا الموسم، وضرورة العمل على تقديم أفضل الخدمات لحجاج السياحة، مؤكدة استعداد الوزارة للتدخل ومساعدة الشركات المصرية والمطوفين السعوديين لحل أية مشاكل تواجههم.
جاء ذلك خلال اللقاء المهم الذى عقدته مع مسئولى شركة مشارق الماسية السعودية لخدمات الحجاج، وهى المطوف السعودى الذى فاز بعقد خدمة حجاج برامج الحج السياحى الخمس نجوم، وكذلك برامج الحج البرى بحضور وفد غرفة شركات السياحة المشارك فى مؤتمر ومعرض الحج المقام بمدينة جدة السعودية استعداداً لموسم الحج واستضافة حجاج الشركات والاتفاق على الخدمات المقدمة لهم خاصة بالمشاعر المقدسة.
وتم خلال اللقاء استعراض كافة تفاصيل الاستعدادات لموسم الحج والإجراءات التى اتخذتها شركة الطوافة لخدمة الحجاج المصريين.
كما بحث وفد الغرفة ومسئولو شركة الطوافة السعودية الخطوات المقبلة من إجراءات تنفيذ الحج بعد توقيع العقد بين الجانبين وإعلان نتيجة قرعة الحج السياحى، وقد أكد مسئولو الغرفة خلال الاجتماع الاهتمام الكبير الذى يوليه القطاع السياحى بكافة برامج الحج خاصة الحج البرى المنوط به شريحة من المواطنين من متوسطى الدخل، وطالبوا بضرورة تقديم خدمات متميزة لحجاج البرى بمخيمات منى وعرفات، ومن جانبهم أعرب مسئولو الشركة السعودية عن سعادتهم بخدمة الحجاج المصريين لأول مرة رغم عملهم منذ سنوات فى مجال الطوافة وخدمة الحجاج، مؤكدين أن الحج المصرى ذو طبيعة خاصة ويعد عملا مهما لأى شركة طوافة سعودية.
شارك فى الاجتماع من الجانب المصرى كل من ناصر تركى نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية وعضو اللجنة العليا للحج والعمرة، ويسرى السعودى ووليد خليل عضوى اللجنة العليا للحج والعمرة وعضوى مجلس إدارة غرفة شركات السياحة وأسامة عمارة المدير التنفيذى للغرفة وساهر سليم مسئول السياحة الدينية بالغرفة، وشارك من الجانب السعودى كل على حسين بندقجى رئيس شركة مشارق الماسية لخدمة الحجاج وبندر عبدالرحمن دمنهورى نائب رئيس الشركة ومحمود عقيل دمنهورى عضو مجلس الإدارة ومستشار الشركة وعماد فيصل فطانى عضو مجلس الإدارة وريان ميمنى مدير المسار الإلكترونى وأحمد سليمانى مدير قطاع النقل بالشركة.
وقد اتفق الجانبان خلال الاجتماع على عدة بنود مهمة يبدأ تنفيذها المرحلة المقبلة، منها إنشاء مجموعات عمل من الجانبين فى كافة الخدمات لفتح حوار وتشاور مستمر خاصة فيما يخص اختيار مراكز خدمة الحجاج التى ستعمل فى مخيمات السياحة، والاتفاق على التحرك الفورى والعاجل لحل أي مشاكل تواجه استلام الأرض المخصصة لحجاج السياحة وتوفير الأماكن التى تقدمت لها الغرفة مبكراً نظراً لتميزها، كما تم الاتفاق على وضع برامج مشتركة من الجانبين لتوعية الحجاج على ان تبدأ التوعية من مصر وقبل سفر الحجاج.
وفيما يخص الحج البرى اتفق الجانبان على ضرورة تميز مخيماتهم بمنى وعرفات من حيث مكان المخيم وحداثة الخيام من مادة صنعها وأجهزة التكييف وعدد دورات المياه وجودتها، بجانب تميز خدمات الإعاشة من وجبات ساخنة ومشروبات وخلافه.
وفيما يخص برامج الحج السياحى الخمس نجوم والتى تقوم بتنفيذها أيضا شركة مشارق الماسية فقد اتفق الجانبان على تحديث كافة الخدمات المقدمة بتلك البرامج بما يتناسب مع سمعتها وتكلفتها، واختيار أفضل المربعات بمشعرى منى وعرفات لتكون فى مقدمة النفرة بعرفات وقريبة من جسر الجمرات بمنى، وأن يراعى فيها تلافى أية سلبيات حدثت المواسم السابقة، كما تم الاتفاق كذلك على اختيار أفضل وأشهر مراكز خدمة الحجاج للعمل بمخيمات الخمس نجوم وأن تكون تلك المراكز ذات خبرة معروفة وتميز فى خدمة الحجاج.