قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكية، الجمهوري، مايك ماكول، إن احتمالات نجاح جهود واشنطن لبيع طائرات مقاتلة من طراز F-16 إلى تركيا أصبحت أفضل بعد استقالة السيناتور، بوب مينينديز، من رئاسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على أثر اتهامه بالفساد والعمل لصالح مصر.

وأوضح ماكول، أن مينينديز منع بيع الطائرات بسبب ما عتبره عدوانا تركيا على جيرانها وقمعا داخليا يمارسه نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، لكن ذلك ليس سوى قطعة واحدة من "حل اللغز"، حسبما أورد تقرير لموقع "بوليتيكو" ترجمه "الخليج الجديد".

فالولايات المتحدة لا تستطيع بيع الطائرات الحربية دون موافقة كبار الجمهوريين والديمقراطيين في لجنتي العلاقات الخارجية في كلا المجلسين، النواب والشيوخ، ولا يزال هناك الكثير من المعارضة لهكذا بيع في المجلسين.

وفي السياق، قال مكول: "أعتقد أنه من المرجح أن تتم الموافقة عليه (بيع الطائرات لتركيا) ولكن يجب قبول السويد في حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، مضيفا: "نقول إننا لن نأخذ الأمر في الاعتبار إذا كان اللعب بقوة ضد السويد".

وتسعى تركيا للحصول على 40 طائرة مقاتلة من صنع شركة لوكهيد مارتن، وقال مسؤولون في البيت الأبيض، في يوليو/تموز الماضي، إنهم يخططون للمضي قدمًا في نقلها إلى حليف الناتو، بعد يوم من تعهد أنقرة بالموافقة على عضوية السويد في الحلف.

وقالت الإدارة الأمريكية آنذاك إن القضيتين غير مرتبطتين، لكن نواب بالكونجرس قالوا إن على تركيا أيضًا إصلاح علاقاتها مع اليونان بعد عدة اشتباكات قبل السماح بالبيع.

وبعد أن التقى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، قال ماكول إنه يتوقع مسارًا واضحًا بشأن هذه القضية، مضيفا: "لا أرى أن ذلك يعيق العملية".

وقال أردوغان، في تصريحات أدلى بها للصحفيين على متن رحلة عودته من أذربيجان يوم الثلاثاء الماضي، إنه يرى، مع استقالة مينينديز، أن "الفرصة افضل لتسريع العملية المتعلقة بطائرات F16"، من خلال مزيد من المحادثات بين وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره التركي، هاكان فيدان.

وأضاف: "كانت إحدى أهم مشاكلنا فيما يتعلق بطائرات إف-16 هي أنشطة السيناتور الأمريكي بوب مينينديز ضد بلدنا (..) لكن مسألة طائرات إف-16 ليست قضية تعتمد على مينينديز فقط".

وعارض ماكول ومينينديز وعضو العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جيم ريش (جمهوري من أيداهو)، وعضو الشؤون الخارجية في مجلس النواب، غريغوري ميكس (ديمقراطي من نيويورك)، بيع الطائرات إلى أنقرة لأسباب متداخلة، وكان مينينديز هو الأكثر صراحة بشأن مطالبته بأن تهدئ تركيا التوترات مع جيرانها.

شروط للموافقة

ولايزال ميكس يشترط تصديق البرلمان التركي أولا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تواصل تركيا تهدئة التوترات مع جيرانها، وأن تعمل مع حلف شمال الأطلسي لمواجهة التدفقات المالية الروسية غير المشروعة.

وقال ميكس في مقابلة تليفزيونية: "أريد أن أتأكد من أن لدينا حليف حقيقي وقوي في الناتو موجود حتى نتمكن من العمل معًا"، وأضاف: "إنها لعبة الانتظار والترقب الآن".

وقال ريش، يوم الأربعاء، إن شيئا لم يتغير بشأن معارضته لعمليات نقل طائرات F-16، ورفض التعليق على وضع مينينديز أو تعليقات أردوغان بشأنه، لكنه قال إنه " محبط للغاية" من الرئيس التركي.

اقرأ أيضاً

أردوغان: استقالة مينينديز تمنح تركيا ميزة بملف طائرات إف-16

وأوضح: "كان بإمكان أردوغان حل هذه المشكلة منذ وقت طويل. لقد أخبرتهم بشكل مباشر أنه حتى تنضم كل من فنلندا والسويد إلى الناتو، فإن طائرات F-16 لن تتحرك".

وفيما يتعلق بمسألة العلاقات بين تركيا واليونان، قال ريش إنه "راضٍ عن عمل الطرفين بحسن نية لخفض حدة التوتر"، وأشاد "بالتقدم الكبير" في هذا الشأن.

ورفض السيناتور بن كاردين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، الذي سيحل محل مينينديز رئيسا للعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يوم الأربعاء، أن يخبر الصحفيين كيف سيتعامل مع الأمر بمجرد توليه منصبه.

موقف متشدد

واتخذ مشرعون ديمقراطيون خارج قيادة اللجان المشرفة على السياسة الخارجية الأمريكية موقفًا متشددًا للضغط على إدارة الرئيس، جو بايدن، ورغم أنهم ليسوا مؤثرين مثل قادة لجنة العلاقات الخارجية، إلا أن هؤلاء المشرعين ضغطوا من أجل إصدار تشريع لتقييد أيدي الإدارة في عملية بيع الطائرات الحربية إلى تركيا.

وفي الياق، قال السيناتور كريس فان هولين (ديمقراطي من ولاية ماريلاند)، وهو من أشد منتقدي تركيا، في بيان: "عندما يتعلق الأمر بحصول تركيا على طائرات F-16، لم يتغير شيء".

وأضاف: "لن يقبل الكونجرس الأمريكي أي عملية بيع إلا بعد استيفاء شروط معينة. سأواصل الضغط لضمان عدم حصول تركيا على طائرات F-16 حتى يتم قبول السويد في الناتو وحتى نرى التزامًا من تركيا باحترام المجال الجوي اليوناني ووقف عدوانها تجاه حلفائنا الأكراد السوريين".

وهنا يشير "بوليتيكو" إلى استمرار المقاومة لبيع المقاتلات في مجلس النواب الأمريكي، مشيرا إلى أن نواب المجلس منعوا، في العام الماضي، مسعى بايدن لبيع طائرات إف-16 إلى تركيا في مشروع قانون السياسة الدفاعية، الذي يقوده الديمقراطيون في المقام الأول.

وفرض النواب بندا كان من شأنه أن يمنع نقل الطائرات ما لم تصدق الإدارة الأمريكية أمام الكونجرس بأن البيع أمر بالغ الأهمية للأمن القومي الأمريكي وأن الطائرات الحربية لن تستخدم لانتهاك المجال الجوي اليوناني.

وتعهد النائب كريس باباس (ديمقراطي من ولاية نيو هامبشاير)، وهو راعي قرار مجلس النواب بالحد من عملية بيع الطائرات الحربية لتركيا، بمواصلة العمل لمنعه.

وقال باباس في بيان: "بغض النظر عمن يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، فإن حقيقة الأمر هي أن مجلسي النواب والشيوخ أوضحا معارضتهما لهذه المبيعات".

وأردف: "سأواصل العمل جنبًا إلى جنب مع زملائي لمنع المضي قدمًا في هذه المبيعات. طالما استمرت تركيا في انتهاك سيادة اليونان، وتقويض الناتو، وتأخير انضمام السويد للحلف".

اقرأ أيضاً

السيناتور الأمريكي روبرت مينينديز يرد على اتهامه بتلقي رشى من مصر.. ماذا قال؟

المصدر | بوليتيكو/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر مينينديز تركيا أردوغان العلاقات الخارجیة الخارجیة بمجلس مجلس الشیوخ مجلس النواب دیمقراطی من طائرات إف 16 طائرات F 16

إقرأ أيضاً:

بينما تصنع تركيا طائرات حربية٬ نحن لا نستطيع صناعة برغي.. ما علاقة السعودية

 

أثار الادعاء بأن المملكة العربية السعودية تعتزم شراء الطائرة الحربية التركية من الجيل الخامس “قآن” ردود فعل واسعة في اليونان، حيث نقلت الصحافة اليونانية هذا الادعاء تحت عنوان: “بينما تصنع تركيا طائرات حربية من الجيل الخامس، نحن لا نستطيع حتى صناعة برغي.”

الصحافة اليونانية وجهت انتقادات لحكومة بلادها لعدم اتخاذ خطوات كافية لدعم وتحفيز صناعة الدفاع، معترفةً بتقدم تركيا السريع في هذا المجال.

وفي تقرير نشره موقع “ميلتير” العسكري، أُشير إلى أن تركيا، عندما بدأت الإعلان عن نيتها تصميم وتصنيع طائرات حربية، كانت تواجه شكوكًا كبيرة حول نجاح المشروع، خاصة في اليونان، حيث توقع بعض المحللين فشل تركيا وعزلها. لكن التقرير لفت إلى أن تركيا لم تقتصر على تقدم برنامج صناعة الطائرات الحربية من طراز “كان”، بل بدأت أيضًا محادثات مع المملكة العربية السعودية لبيع 100 طائرة من هذا الطراز.

وأشار التقرير إلى أن التقدم السريع في صناعة الدفاع التركية يثير تساؤلات حول تصريحات وزير الدفاع اليوناني نيكوس دينديا بشأن المشاريع الكبرى، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ خطوات أكثر فاعلية لزيادة قدرة الدفاع الوطني في اليونان.

من جانبه، استخدم موقع “إيكفراسي” عنوانًا ساخرًا قائلًا: “بينما تصنع تركيا طائرات حربية من الجيل الخامس من طراز كان، نحن لا نستطيع حتى صناعة برغي.” وأوضح الموقع أنه في حال تم بيع طائرات “كان” إلى المملكة العربية السعودية، فستكون هذه الصفقة بمثابة رقم قياسي في صادرات تركيا، مما يثبت مكانتها كمورد دفاعي رئيسي في المنطقة.

اقرأ أيضا

اليونان تصعّد: سنقضي على نفوذ تركيا في المنطقة

الجمعة 27 ديسمبر 2024

كما أشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية قد اشترت بالفعل الطائرة المسيرة التركية “بايرقدار أكينجي” والمركبات المدرعة “إيجدر يالشن” من تركيا، مما يعكس عمق التعاون الدفاعي بين البلدين.

 

بدوره  أعلن نائب وزير الدفاع اليوناني يانيس كيفالويانيش أن بلاده تعمل على تطوير نظام دفاع جوي جديد في بحر إيجة.

وفي تصريحات له عبر قناة “سكاي تي في”، أشار كيفالويانيش إلى أن النظام سيصبح جاهزًا في غضون عامين بعد إتمام المناقصات، موضحًا أن هذا النظام سيكون قادرًا على التصدي لأي نوع من الهجمات الجوية.

مقالات مشابهة

  • اشتباك الأحد.. توقيع على نهاية عصر حاملات الطائرات الأمريكية
  • بينما تصنع تركيا طائرات حربية٬ نحن لا نستطيع صناعة برغي.. ما علاقة السعودية
  • استقالة تثير الجدل في تركيا
  • فلسطين.. طائرات الاحتلال الحربية تشن غارة على جباليا البلد شمال قطاع غزة
  • شاهد | ليلة النيران الصديقة: سقوط العمود الفقري لجناح حاملات الطائرات الأمريكية
  • سامح عسكر*: حقيقة سقوط الطائرة الأمريكية في البحر الأحمر
  • طائرات مسيرة بأشعة الليزر.. هل تغير الصين قواعد الحرب؟
  • بعد تلقيها ضربات يمنية موجعة.. حاملات الطائرات الأمريكية “ترومان” تغادر البحر الأحمر
  • البحرية الأمريكية كادت أن تسقط مقاتلة أخرى فوق البحر الأحمر
  • كيف تفاعل الأكاديميون والسياسيون العرب مع إسقاط طائرة f 18 الأمريكية في البحر الأحمر؟