لم تستسلم السودان لآثار الحرب الحالية التي تدور بأرضها، واحتفلت أحد أهم ولاياتها وهي الولاية الشمالية التي توجد بها أهرام السودان باليوم العالمي للسياحة، حيث عقدت ورشة عمل السياحة والاستثمار الأخضر في دنقلا عاصمة الولاية، وهي إحدى الولايات الآمنة التي لا تدور بها معارك، وذلك تحت إشراف المجلس الأعلى للسياحة بالولاية الشمالية.

وخرجت الورشة التي انعقدت في اليوم العالمي للسياحة بعدد من التوصيات أبرزها زيادة عدد الحدائق والمنتزهات والمنتجعات بالولاية لتتوافق مع النمو السكاني المتصاعد، وعمل خطط واضحة للتنمية، ووجود قاعدة بيانات إحصائية دقيقة تساعد المستثمر علي عمليات اتخاذ القرار.

كما ناقشت الولاية عددا من قضايا الاستثمار السياحي في السودان ومساهمة القطاع الخاص في الاستثمارات السياحية بالولاية، والعمل على تشجيع السياسات التمويلية للمؤسسات المصرفية.

كما دعت إلى تجهيز مواقع الجذب السياحي وتوفير الخدمات السياحية الضرورية التي يحتاجها السائح الأجنبي والمحلي، وعمل تنسيق قوي بين السياحة ومؤسسات الولاية المختلفة، وتأهيل مجال القطاع السياحي.

وتعتبر الولاية الشمالية أحد أهم الولايات الأثرية في السودان، والتي تضم عددا كبيرا من الآثار لا سيما التي ترجع إلى حضارات النوبة، ومنها أهرامات السودان وتتألف أهرامات النوبة من حوالي 220 هرما، أطلق عليها اسم الأهرامات الكوشية، حيث تم تشييدها في ثلاث مناطق من النوبة كأضرحة لملوك وملكات نبتة ومروي الذين حكموا مملكة كوش.

كما تحتوي مدينة دنقلا التي شهدت الورشة على الكثير من الآثار والتي ترجع بعضها للحضارة المصرية القديمة، ومنها معبد وسط المدينة للإله آمون، قام ببنائه الملك المصري القديم تحتمس الرابع، وحوله مدافن وأضرحة تسمى لدى السودانيين بـ”الكفوف” وترجع للحضارة الكوشية.

بوابة فيتو

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایة الشمالیة

إقرأ أيضاً:

غزة شاهدة على الظلم والطغيان العالمي

 

 

 

◄ الدماء التي سالت من خلف تلك الجدران المتهدمة ستبقى دليلًا على الطغيان والمعاملة اللاإنسانية التي أظهرها الغرب

 

محمد بن سالم التوبي

 

من يرى حجم الدمار الشامل الذي خلَّفه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، يقف عاجزًا أمام هذه الأهوال المُريعة التي لم تُبق ولم تذر، فقد قضت على الأخضر واليابس، ودمرت كل شيء على وجه تلك الأرض، والعالم شاهدٌ على حجم المأساة التي باتت عارًا على جبين الإنسانية، والتي ارتضت أن تشهد وتُعين الكيان ليفعل ما فعل في تلك البقعة من الأرض، من وحشية وإجرام وخراب لم تخلفه الآلة الإسرائيلية وحدها، وإنما تسببت فيه الدول الكبرى التي أعانت إسرائيل على فعل ما لا تستطيع فعله، لولا وقوفها سندًا لتفعل كل ذلك.

الدماء التي سالت من خلف تلك الجدران المتهدمة ستبقى دليلًا على الطغيان والتباين في المعاملة اللاإنسانية التي أظهرها الغرب تجاه كل الدماء التي أريقت وقد ضرب عرض الحائط بكل المواثيق والسنن والأعراف الدولية التي سنت من أجل حماية الإنسان في حال الحرب، أيُعقل أن تكون هذه الحرب بهذه الوحشية التي تعاملت بها الدول الكبرى مع مدينة صغيرة مثل غزة التي قضت فيها الصواريخ الغربية على كل شيء من غير رحمة ولا دمعة لطفل أو امرأة أو شيخ كبير معزول عن السلاح؟!

أتساءل آلاف المرات عن الضمير العالمي الذي كنَّا نحسبه حيًّا ولكن كشفت لنا هذه الحرب أن الضمير الغربي وحتى العربي ضمير في عداد الموتى إلا من الشعوب الحرة التي ما زال ضميرها ينبض بشيء من الرحمة لهؤلاء الأطفال والشيوخ والنساء الذين آلمهم الوضع الذي مرَّت به غزة وأهلها من ظلم وقتل وسفك للدماء لم تشهده الإنسانية في عصرنا الحديث حتى في الحروب التي شهدتها أفغانستان أو العراق أو حتى البوسنة والهرسك والحرب الحالية بين روسيا والمعسكر الغربي فهناك احترام للمعاهدات والأعراف الدولية المتعارف عليها في حال نشوب الحرب.

حصيلة الحرب من الشهداء تُقارب 50 ألفًا، جُلُّهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وما يزيد من 110 آلاف جريح في غضون 15 شهرًا من حرب الإبادة المتواصلة، لم يستطع، أو لم يحاول بالأحرى أي من الدول الكبرى الوقوف في وجه الكيان الإسرائيلي حتى من منطلق إنساني أو قانون دولي رادع، على الرغم من كل المحاولات التي قامت بها المحكمة الدولية أو الأمم المتحدة فعبثًا كل الذي قيل، ففي كل مرة كانت الدول الكبرى هي من يحمي حمى إسرائيل في كل جرائمها وإباداتها وفتكها المخالف للقيم والمبادئ العالمية.

من يتابع حجم الخراب في قطاع غزة يجد أنها حرب وحشية خلفت دمارًا يحتاج لسنوات طويلة، وسيظل شاهدًا على حجم المُعاناة التي يواجهها القطاع في العيش الكريم وكُلفة التعامل مع هذه الجبال من الركام والمخلفات التي ستحتاج إلى موارد مالية كبيرة للتعامل معها وإعادة الحياة إلى القطاع وعودة الناس إلى الحياة بشكل مقبول يكفل لهم الأسباب الرئيسية للعيش، وكيف للإنسان أن يعيش في هذا الدمار المسبب للأمراض والذكريات المؤلمة التي واجهها أهل غزة بدمائهم وصدورهم عزلاً لا يملكون من الحياة إلا أنفاسهم وأرواحهم التي بذلوها من أجل تراب وطنهم العزيز.

حتى وإن سلمنا جدلا أن الحرب المستعرة قد خفت أوارها فلم يبق شيء على الأرض يمكن أن يذهب إلى إسرائيل بمسمى الحرب فقد أكلت صواريخها وطائراتها كل شيء يمكن أن يختفي تحته مخلوق واحد، فأيُّ حرب ضروس هذه الحرب وأي مجتمع إنساني يحكم هذه الأرض وقد تبلج الظلم واستبيح الإنسان وتبلدت المشاعر، وتبدلت المفاهيم وأهينت الكرامة الإنسانية بكل الأشكال ورمى العرب عرضهم وكرامتهم ليلغ فيه أسوأ من خلق الله وباعوا دينهم بدنياهم وآخرتهم بدراهم معدودة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الـ”جارديان”: الإمارات هي من تأجج الحرب في السودان
  • غزة شاهدة على الظلم والطغيان العالمي
  • اليوم.. ملك إسبانيا وزوجته يفتتحان معرض "فيتور" السياحي
  • اليوم.. وزير السياحة والآثار يُشارك في فعاليات المعرض السياحي الدولي بمدريد
  • أمير الحدود الشمالية يُكرّم الطالب سعد الجارد لتحقيقه المركز الأول في مؤتمر دوفات العالمي 2025
  • ما هو أثر العقوبات الأمريكية على الحرب السودانية؟
  • هل يرث دواعش البراء بن مالك السودان؟
  • القتل على أساس الهوية في السودان
  • نعم للتضامن لاللانكسار
  • راشد عبد الرحيم: فتن الجنوب