أسرار طمس آثار جريمة كبرى!
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
اليابان – على الرغم من أنها تعد أكبر جريمة في العصر الحديث، إلا أن الحديث عنها رسميا يبنى دائما على المجهول ولا يجرؤ أحد على ذكر اسم الفاعل المعلوم. لم تكن جريمة حرب وحسب بل ومزدوجة.
جريمتا الحرب تتمثلان في إلقاء الولايات المتحدة قنبلة “اليورانيوم” على هيروشيما اليابانية في 6 أغسطس عام 1945، وبعد ثلاثة أيام إسقاطها قنبلة أقوى من “البلوتونيوم” على ناغازاكي، لتهلك مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء وتحرق الأرض تحتهم.
خبير يدعى غاري جي كولز يصف جانبا يتحاشى الكثيرون الإشارة إليه كي لا يثيروا انزعاج الولايات المتحدة بقوله، إن الجريمتين اللتين ارتكبتا وهما من جرائم الحرب الكبرى تكمن المفارقة فيهما أنهما قضتا “على المجتمع المسيحي في ناغازاكي الذي نجا من الاضطهاد الياباني على مدى طويل”.
الباحث يتحدث بشكل عام، إلا أن قصة كاتدرائية أوراكامي، يمر بها معظم الصحفيين والكتاب سريعا دون التوقف أمامها والحديث عن تفاصيلها، ربما تفاديا للمتاعب!
انفجرت القنبلة النووية الثانية المحشوة بالبلوتونيوم فوق كاتدرائية أوراكامي في وسط مدينة ناغازاكي، فانهارت الكنيسة ودمرت المدينة وقتل الآلاف من سكانها “بوميض صامت”.
قوة ذلك الانفجار الرهيب كانت تعادل انفجار 21 ألف طن من المتفجرات التقليدية حول في لحظة الكاتدرائية التي تعد أكبر كنيسة ليس في اليابان فقط بل وفي الشرق بأسره، إلى أطلال.
كاتدرائية أوراكامي التي كانت تتربع على بعد 500 متر شمال شرق مركز المدينة، لم يبق منها بعد التفجير النووي إلا جدران متداعية قليلة .
يوشياكي فوكوما يروي في كتابه “ذاكرة الأرض المحروقة” أن كاتدرائية أوراكامي التي انهارت في انفجار لقنبلة النووية بقيت في حالة خراب لفترة من الوقت، وفي نهاية عام 1946 تم بناء كاتدرائية مؤقتة خشبية من طابق واحد مكانها.
في وقت لاحق في عام 1949 تمت إزالة أنقاض الكاتدرائية، ولم يتبق سوى جانب من واجهتها إضافة إلى جانبها الأيمن.
جرى التفكير في إعادة بناء كاتدرائية أوراكامي، وشكلت السلطات الكنسية لجنة مختصة بهذا الشأن. بهدف جمع الأموال، زار الأسقف أيجيرو ياماغوتشي وهو من أبرشية ناغازاكي التي تتولى الإشراف على محافظة ناغازاكي، الولايات المتحدة وكندا.
حين تعالت الأصوات المنادية بهدم ما تبقى من أطلال الكنيسة الكاثوليكية وإزالتها تماما، عارضها مجلس بلدية ناغازاكي قائلا إنه يجب أن يكون “مصدرا تاريخيا ينقل رعب القنبلة النووية”.
السلطات الكنسية تجاهلت قرار مجلس البلدية، وشرعت في أعمال الهدم، وفككت الأطلال وأزيلت البقايا وتم بناء كنيسة جديدة من الخرسانية المسلحة، فيما نقل قسم فقط من الجدار الخارجي إلى حديقة “هايبوسنتر”.
فيما كانت عمليات الهدم وإزالة الأنقاض جارية، قال الأسقف ياماغوتشي: “إن أنقاض القنبلة النووية ليست من أجل السلام، ولكنها أكثر من الضروري لذكريات الماضي المأساوي. يجب تدمير هذا النوع من المباني التي تثير الكراهية في أسرع وقت ممكن”.
في البداية وقف رئيس السلطات المحلية في مدينة ناغازاكي العمدة تسوتومو تاغاوا الذي كان انتخب في عام 51، مع الإبقاء على أطلال الكاتدرائية لتكون شاهدة على الجريمة، إلا أنه غير رأيه تماما بعد أن زار الولايات المتحدة في عام 1955، وجرى حينها توأمة ناغازاكي مع مدينة سانت بول عاصمة ولاية مينيسوتا الأمريكية.
يعتقد الكثير من الخبراء اليابانيين أن الولايات المتحدة كنت تقف وراء جهود عمدة المدينة تاغاوا والأسقف ياماغوتشي، بشأن إزالة آثار القنبلة النووية تماما وطمس الجريمة.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة القنبلة النوویة
إقرأ أيضاً:
بوتين يشير إلى إمكانية استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة
روسيا – أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أنه لا يمانع في تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن كل شيء يتغير في العلاقات الدولية إلا “مصالح روسيا وشعبها”.
وقال بوتين خلال مقابلة مع الصحفي الروسي بافل زاروبين، إن روسيا مستعدة لإعادة علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الغربية ولكن ليس على حساب المصالح الروسية، مشيرا إلى أن استعادة العلاقات الأمريكية الروسية “ممكن إذا تواجدت الرغبة”.
وأضاف الزعيم الروسي أن كل شيء يتغير في العلاقات الدولية، فقط المصالح تبقى ثابتة، وفي هذه الحالة “مصالح روسيا وشعبها”، لافتا إلى أنه “إذا رأينا أن الوضع يتغير بطريقة تجعل هناك فرصا وآفاقا لبناء علاقات مع الدول الأخرى، فنحن مستعدون”، كما أشار إلى أن “المسألة لا تتعلق بنا، بل بهم ولكن ليس على حساب مصالح روسيا”.
واستشهد بوتين خلال حديثه عن التغيرات في العلاقات الدولية، بمثالين من القرن الـ19 والـ20، مشيرا على وجه الخصوص إلى أنه بعد حرب القرم 1853-1856، عندما فرض عدد من القيود على روسيا، كتب الكثيرون أن روسيا عزلت نفسها ولا تتفاعل مع المظالم التي تحدث بالعالم. وتابع الرئيس الروسي، أنه ردا على ذلك أرسل وزير خارجية الإمبراطورية الروسية آنذاك ألكسندر غورتشاكوف رسالة كتب فيها: “روسيا ليست غاضبة، روسيا تركّز (ذهنها)”، وأشار الرئيس إلى أنه “وبالتدريج، مع تركيز روسيا، استعادت الإمبراطورية الروسية كل حقوقها في البحر الأسود وتعززت (هذه الحقوق) أيضا، وهكذا دواليك”، كما لفت إلى أن الكثير من المؤرخين يطلقون اسم “الحرب العالمية الصفرية” على حرب القرم، حيث شاركت فيها جميع القوى الأوروبية تقريبا ضد روسيا، غير أن الوضع تغير بعد ذلك، ففي الحرب العالمية الأولى كانت تلك الدول حليفة لروسيا، واختتم بوتين حديثه مكررا: “كل شيء يتغير المصالح فقط هي التي تبقى دون تغيير”.
المصدر: تاس