قال تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" إنه من غير المرجّح أن تطبّع إندونيسيا العلاقات مع إسرائيل في أي وقت قريب نظرًا لالتزامها المستمر منذ عقود بدعم القضية الفلسطينية، إلى جانب المخاوف من إثارة غضب شعبها.

ويضيف التقرير الذي كتبه راندي موليانتو، أن نزعة التطبيع فقدت زخمها في نهاية ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد أن أقامت البحرين والإمارات والمغرب والسودان علاقات رسميّة مع إسرائيل.

لكن في الأسابيع الأخيرة، أثارت تقارير حول اقتراب السعودية أكثر من أي وقت مضى من تطبيع العلاقات مع إسرائيل سؤالاً حول الدولة التالية التي ستسير على المنوال نفسه.

ومع ذلك، قال خبراء ومحللون للموقع البريطاني إنه بينما من المرجح أن تتوسع العلاقات بين المملكة وإسرائيل في المستقبل القريب، فإن إندونيسيا -أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم- ستخالف هذا الاتجاه في الوقت الحالي.

وأوضح مدير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الإندونيسية باجوس هندرانينج كوبارسيه أن إندونيسيا "ليس لديها أي نية" لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدا "لن نفعل ذلك حتى تحصل فلسطين على استقلالها".

في حين أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل وإندونيسيا خلال اجتماعه في ديسمبر/كانون الأول 2021 مع وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مرسودي في جاكرتا.

وعندما طُلب منه التعليق على إمكانية تطبيع العلاقات، قال يوسف زيلبرمان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للموقع إن "إسرائيل تسعى لتحقيق السلام وإنشاء صداقة مع جميع دول العالم، بما في ذلك إندونيسيا أيضًا".

مسلمون إندونيسيون خلال مسيرة تظهر دعمهم للفلسطينيين (رويترز-أرشيف) دعم إندونيسيا لفلسطين

ولفت الموقع إلى رأي محللين بأن القضية الرئيسية التي يمكن أن تعرقل أي اتفاق تطبيع محتمل هي المشاعر المؤيدة للفلسطينيين، التي تمتد بشكل عميق في جميع أنحاء إندونيسيا ويعود تاريخها إلى عهد الأب المؤسس لإندونيسيا سوكارنو، الذي امتنع عن دعوة إسرائيل إلى المؤتمر الآسيوي الأفريقي الأول، الذي عُقد في عام 1955 وناقش القضية الفلسطينية. ورفضت إندونيسيا كذلك مشاركة إسرائيل في دورة الألعاب الآسيوية الرابعة التي أقيمت في جاكرتا عام 1962.

وأشار الكاتب إلى أن شريحة كبيرة من السكان تتبنى مثل هذه الآراء، حيث يرفض العديد من الإندونيسيين صراحة التطبيع.

وحسب أكنولت كريستيان باكباهان، وهو محاضر العلاقات الدولية في جامعة باراهيانجان الكاثوليكية في باندونغ بمقاطعة جاوا الغربية الإندونيسية، فإن "موقف إندونيسيا، باعتبارها دولة ذات قوة متوسطة، إستراتيجي للغاية لتقديم الدعم لفلسطين".

وأكد أن "إندونيسيا نفسها بدأت حاليًا تنصيب نفسها دولة مؤثرة جديدة على الصعيد الدولي"، في إشارة إلى استضافتها قمة مجموعة العشرين في بالي العام الماضي.

علاقات دبلوماسية

وبصرف النظر عن دعم الحكومة الإندونيسية منذ مدة طويلة للشعب الفلسطيني، فإن العديد من الإندونيسيين لديهم أيضا آراء سلبية تجاه إسرائيل. فقد ذكرت ممتازة تجاترادينينغرات، التي تعيش في جاكرتا، أنها "تعارض بشدة" فكرة التطبيع.

ووفقًا لاستطلاع وطني أجرته مؤسسة سيف موجاني للأبحاث والاستشارات في مايو/أيار 2022، فإن 69% من الإندونيسيين يكرهون إسرائيل، في حين أن 20% فقط لديهم انطباع إيجابي عنها.

وفي المقابل، تعتقد مؤسسة منظمة هداسا غير الربحية مونيك ريكرز أن "الوقت قد حان لكي تنضم إندونيسيا إلى اتفاقيات أبراهام". وقالت للموقع إنه "ينبغي لإندونيسيا التركيز على رفاهية إندونيسيا نفسها. ولحل القضية الفلسطينية، يجب أن تقيم جاكرتا علاقات دبلوماسية. لا تستطيع إندونيسيا أن تفعل أي شيء من بعيد".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تطبیع العلاقات مع إسرائیل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: متفائل للغاية بمستقبل العلاقات بين مصر وتشاد

قال الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية، إنّ هناك طموح كبير في دفع العلاقات بين مصر وتشاد في كل المجالات، كما أجرت الشركات المصرية اليوم لقاءات مهمة بحضوره مع وزير البنية التحتية التشادي، بالإضافة إلى وزراء قطاعيين مثل وزارة الاتصالات ووزارة الصحة.

وزير الخارجية والهجرة يزور فرع جامعة الإسكندرية في تشاد مصر وتشاد تتفقان على إنشاء طريق يربط بحيرة تشاد بالمتوسط هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون مع تشاد

وأضاف عبد العاطي في لقاء مع الإعلامي همام مجاهد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، على هامش زيارته دولة تشاد: «هناك إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون مع تشاد، ولدينا مدينة الدواء المصرية، ويتم الحديث عن دخول الدواء المصري السوق التشادي، فهو مشهور بأنه رخيص الثمن وعالي الجودة".

وتابع وزير الخارجية: «أنا متفائل للغاية بمستقبل العلاقات بين مصر وتشاد، وسوف تكون هناك لجنة مشتركة يرأسها وزيرا خارجية البلدين وعضوية الوزراء الفنيين من البلدين ستجتمع في القاهرة بشهر مارس القادم لمراجعة المشروعات والعمل على تنفيذها، وثمة أفكار مبتكرة لمعالجة التمويل، مثل الصفقات المتكافئة، وغيرها من الأفكار لتوفير خطوط لتمويل وتنفيذ هذه المشروعات».

وذكر وزير الخارجية، إنّ ثمّة فرص كبيرة في السوق التشادي، وبخاصة لقطاعات الزراعة والطاقة الجديدة المتجددة والتعمير والبناء والتشييد.

 زيارة الرئيس التشادي الأخيرة لمصر

وأضاف عبد العاطي على هامش زيارته دولة تشاد: «خلال زيارة الرئيس التشادي الأخيرة لمصر وتشرفه بمقابله الرئيس السيسي تم الاتفاق على مشروع الربط البري، وهو مشروع ضخم كبير وطموح وممر كبير للتنمية».

وتابع وزير الخارجية: «هذا المشروع يربط بين ميناء سفاجا المصري على البحر الأحمر ومدينة أم جرس في شمال تشاد مرورا بالأراضي الليبية، ونسعى إلى تنفيذ هذا المشروع وستتولى شركة المقاولون العرب الجزء الأكبر من عملية التنفيذ عبر التحالف مع الشركات الأخرى».

نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين مصر وتشاد

وأكد، أن تنفيذ هذا المشروع سيمثل نقلة نوعية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين مصر وتشاد، مشددًا، على أنه ممر للتنمية وسيكون بجواره ربط من خلال شبكة الألياف الضوئية لإحداث ثورة في الاتصالات وثورة في الإنترنت داخل تشاد، وسيتم إقامة العديد من المشروعات العمرانية والمجتمعات الزراعية على جانبي هذا الطريق.

مقالات مشابهة

  • مع قرب تطوير العلاقات مع كابل.. قرار عاجل لـ بوتين بشأن عمل المنظمات الإرهابية
  • تعرف على قائمة السيارات التي يمكنك اقتناؤها دون ضريبة استهلاك (صور)
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي مع نظيره الجابوني
  • العلاقات العراقية السورية كيف يجب ان تكون
  • وزير الخارجية السوداني: الثقة الكبيرة التي نوليها للرئيس التركي هي الأساس
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي نظيره الجابوني
  • وزير الخارجية: متفائل للغاية بمستقبل العلاقات بين مصر وتشاد
  • أمريكا وروسيا والصين.. علاقات استراتيجية مع مصر قائمة على المصالح والتعاون المشترك
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات التي تربط بين مصر وتونس