بقلم أياد السماوي ..

لم تكن دعوة سعد البزاز للتطبيع مع إسرائيل هي الأولى سنيّا ولن تكون الأخيرة ، فقد سبقت هذه الدعوة دعوات وزيارات سرّية منّظمة إلى إسرائيل منذ سنوات عديدة ، ولعلّ زيارة مثال الآلوسي الشهيرة إلى إسرائيل هي الزيارة الوحيدة المعلنة ، فقد سبقتها زيارات واتصالات سريّة كثيرة للعديد من الشخصيات السنيّة في محافظة الأنبار .

. وقبل بضعة سنوات روى لي وزير الكهرباء الأسبق السيد قاسم الفهداوي معلومات صادمة عن هذه الاتصالات وكيف أرادوا مساومته حين كان محافظا للأنبار .. أنا شخصيا لا استبعد أن يكون البزاز قد زار اسرائيل منذ مدّة بعيدة ، ولا أستبعد أنّه وراء تبّني حزب تقدّم لشعار الإقليم السنّي ..
فالإقليم السنّي في العراق هو هدف استراتيجي بالنسبة إلى إسرائيل وأمريكا ، وإذا ما نجحت القوى السياسية التي تطالب بإنشاء الإقليم السنّي ( حزب تقدّم ) ، فإنّ هذا الإقليم سيكون أكبر قاعدة لإسرائيل في المنطقة ، وستكون القضية الفلسطينية قد وضعت أوزارها ، ومشكلة توطين اللاجئين الفلسطينيين في محافظة الأنبار قد انتهت هي الأخرى ، ناهيك عن كون هذا الإقليم سيكون العازل بين سوريا ولبنان من جهة ، وإيران من جهة أخرى ..
فالتطبيع الذي دعا له سعد البزاز يبدأ من الإقليم السنّي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه ، وإذا ما فاز حزب تقدّم في الانتخابات المحلية القادمة في محافظة الأنبار والمحافظات الغربية ، حينها لا أحد يستطيع أن يعرقل إنشاء هذا المشروع المهم والخطير أمريكيا وإسرائيليا ..
ولست مبالغا إذا قلت إنّ أهمية إنشاء هذا الإقليم بالنسبة لأمريكا وإسرائيل ، تفوق بكثير كلّ ما قامت به إسرائيل من تطبيع مع كافة البلدان العربية ، وقد يسأل سائل وأين هم قادة الشيعة من هذا المخطط الجهنمي ؟ وماذا أعدّوا لمواجهته ؟ فالمعلومات التي عندي أنّ أغلب هذه القيادات قد توّرطت بصفقات مشبوهة مع القيادات السنيّة التي تدعوا لإنشاء الإقليم السنّي .. فسعد البزاز أراد من خلال هذا التصريح هو توجيه رسالة لأمريكا وإسرائيل مفادها ، ادعمونا كي نحقق لكم إنشاء الإقليم السنّي الذي سيكون عازلا بين إيران وسوريا ولبنان ، ادعمونا كي نلتحق بإقليم شمال العراق ونقطع الهلال الشيعي الذي يمر من إيران والعراق وسوريا ولبنان ..
ومع خطورة هذا المخطط الجهنمي ، هنالك الكثير جدا من أبناء سنّة العراق في الرمادي والموصل وصلاح الدين من الوطنيين الأقحاح والعروبيين الذين يعون خطورة هذا المخطط ويعملون لإجهاضه ..
في الختام أقول .. أنّ قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل هو اليوم على المحك بعد تصريحات المسخ سعد البزاز ..
في ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٣

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟

بينما كان أعضاء حزب الله وأنصاره محتشدين في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت يوم الأحد لدفن زعيمهم حسن نصر الله، الذي قُتل في قصف لسلاح الجو الإسرائيلي في سبتمبر(أيلول)، تردد هدير بين الحشد.

لى الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول

اخترقت أربع طائرات مقاتلة إسرائيلية سماء الملعب في تحليق نقل رسالة واضحة تردد صداها في العالم. كانت الرسالة هي أن الطائرات هي المسؤولة عن مقتل نصر الله، وأن إسرائيل لن تتردد في ضرب قادة حزب الله الآخرين إذا اقتضت الضرورة، حسب ياكوف كاتز، باحث في معهد سياسة الشعب اليهودي.
وضمت المقاتلات طائرتان نفاثتان من الجيل الخامس من طراز إف-35، واسمهما بالعبرية "أدير"، الذي يعني "القوة"، أما الطائرتان الأخريان فمن طراز إف-15 بعيدة المدى، والمعروفتان بـ "ثاندر" أي رعد.

#Hezbollah daily says #Lebanon government is preparing for normalization with #Israel, and threatens with civil war if the state chooses peace.
No mincing of words here.
Hezbollah and Lebanon cannot exist. One must die for the other to live.https://t.co/IfJzHBoaE1

— Hussain Abdul-Hussain (@hahussain) February 27, 2025

وكما ذكر الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق، كان العرض بمنزلة "رعد قوي" سُمع صداه في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
كان هذا التحليق الدرامي أكبر من مجرد لفتة رمزية. قبل اندلاع الحرب بـ16 شهراً، لم تكن إسرائيل لتحلق فوق تجمع لحزب الله للاستعراض. كان الظن الأول أن يؤدي احتمال شن ضربة انتقامية إلى صراع أوسع نطاقاً.
وفي هذا الإطار، أوضح ياكوف كاتز، في موقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن سبب قدرة إسرائيل على ذلك اليوم هو أن المنطقة تغيرت في أعقاب الحرب التي أُجبرت إسرائيل على خوضها بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وقرار حزب الله اللاحق بالانضمام إلى المعركة.


تراجع حزب الله ووكلاء إيران

يشهد الشرق الأوسط الآن حالة وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله، الذي من المفترض أن يبقى خارج جنوب لبنان. تم القضاء على قيادة حزب الله، وتعرضت بنيته التحتية في جنوب لبنان لتدمير واسع النطاق. وتحولت مراكز القيادة ومرافق تخزين الأسلحة، التي كانت تشكل العمود الفقري لقدراته العملياتية، إلى أنقاض.
وفي غزة، في حين ما تزال حماس في السلطة، فإنها ما تزال بلا شك ظلاً لما كانت عليه في السادس من أكتوبر (تشرين الأول). وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، وأصبحت إيران ــ الممول الرئيس لحزب الله ــ في وضع ضعيف على نحو متزايد.
وأدى فقدان وكلاء حزب الله، إلى جانب القصف الإسرائيلي الذي دمر أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة، إلى جعل إيران أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى.
ويقدم هذا الوضع، خاصةً في لبنان، للغرب فرصة فريدة من نوعها. ويبدو أن القيادة الجديدة في بيروت ملتزمة ظاهرياً على الأقل بمواجهة حزب الله ومنعه من إعادة التسلح.

????????????️????????????️????????????️????????????️????????????️????????
A Unique Opportunity for Israel to Normalize Ties With Lebanon https://t.co/TQRvs4plAb

— Carlos Abadi (@NewSamawal) February 28, 2025

 وأعرب الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام عن رغبتهما في تقليص النفوذ الإيراني على لبنان وتفكيك قوة حزب الله غير المتناسبة في هذا البلد الممزق.
على سبيل المثال، حظرت الحكومة الجديدة الرحلات الجوية من إيران إلى لبنان بعد أن هددت إسرائيل بإسقاط أي طائرات يشتبه في استخدامها لتهريب المواد المحظورة إلى البلاد.
في الوقت نفسه، يخضع الشعور العام في لبنان إلى نوع من التحول. فقد تزايدت الانتقادات الموجهة لحزب الله، وتشعر وسائل الإعلام اللبنانية التي كانت حذرة ذات يوم بالجرأة للتشكيك في الرواية التي طالما تبناها التنظيم بأنها حامية للشعب اللبناني.
وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بدعوات لتفكيك حزب الله، بل إن بعض اللبنانيين يدعون إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي كان يبدو مستحيلاً قبل بضعة أشهر.


الدور الأمريكي في تطبيع لبنان

 

وتتمتع الولايات المتحدة وأوروبا بنفوذ كبير للمساعدة في تحقيق ذلك، لكنهما لا تستطيعان القيام بذلك بمفردهما؛ وسوف يتطلب أي تقدم شجاعة دبلوماسية في القدس وبيروت.
ويسعى عون إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، التي تقدم بالفعل دعماً كبيراً للقوات المسلحة اللبنانية من خلال المساعدات المالية وإمدادات الأسلحة وبرامج التدريب.
وبوصفه قائداً سابقاً للقوات المسلحة اللبنانية، يدرك عون أن تحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية وضمان قدرتها على مواجهة حزب الله بفعالية يتطلب المزيد من المعدات الحديثة والدعم الاستراتيجي. وهذا يمنح الإدارة الأمريكية نفوذاً في المفاوضات.
لكن على الجبهة الإسرائيلية، فإن التوتر المستمر في غزة وتهديد تجدد الصراع يجعل من الصعب تحقيق التقدم، حسب الكاتب. وكما تنتظر المملكة العربية السعودية انتهاء الحرب، لا يمكن أن يحدث الكثير مع لبنان قبل انتهاء القتال.
ورأى الكاتب أن الرئيس دونالد ترامب في وضع فريد يسمح له باغتنام هذه اللحظة. فهو يهدف إلى أن يُنظَر إليه باعتباره صانع صفقات وصانع سلام، ومع مرور الشرق الأوسط بواحدة من أكثر لحظاته تحولاً في تاريخه المتقلب، هناك الآن فرصة لبدء عصر جديد من التعاون والاستقرار الإقليمي.


على الشعب اللبناني أن يساعد نفسه

في نهاية المطاف، يقول الكاتب، يقع العبء الحقيقي للتغيير على عاتق الشعب اللبناني نفسه. ويقع على عاتقه مواصلة الضغط على حزب الله وأن يضمن عدم إعادة تسليح الجماعة.
لفترة طويلة، قدم حزب الله نفسه كمدافع عن الشعب اللبناني. وبعد سنوات من الخراب المالي والآن حرب أخرى، يدرك الشعب اللبناني زيف هذه الرواية. وهم وحدهم القادرون على تغيير مستقبلهم.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "يقف لبنان عند مفترق طرق. وإذا اغتنم قادته وشعبه هذه اللحظة، فسوف يتمكنون من تحرير أنفسهم من عقود من الحرب. ويتعين على الغرب أن يتصرف بشكل استراتيجي لدعم هذا التحول. ويتوفر الخيار والفرصة الآن".

مقالات مشابهة

  • «تنفيذي البحيرة» يوافق على 31 خريطة مخططات تفصيلية بالقرى والمراكز
  • نزعة إسرائيل التوسعية تضع دول الإقليم على المحك
  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • ما الذي تريده إسرائيل من سوريا الجديدة؟
  • "المنظمات الأهلية الفلسطينية": قرار إسرائيل بوقف المساعدات لغزة سيكون له تداعيات خطيرة
  • هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
  • ولاد الشمس الحلقة 1.. اكتشاف حقيقة صاحب الدار الذي يجعل الأطفال يعملون في المخدرات
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة
  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض
  • إذا قصفت إسرائيل إيران... هكذا سيكون ردّ حزب الله