الإقليم السنّي هو الخطوة الأولى نحو التطبيع
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
بقلم أياد السماوي ..
لم تكن دعوة سعد البزاز للتطبيع مع إسرائيل هي الأولى سنيّا ولن تكون الأخيرة ، فقد سبقت هذه الدعوة دعوات وزيارات سرّية منّظمة إلى إسرائيل منذ سنوات عديدة ، ولعلّ زيارة مثال الآلوسي الشهيرة إلى إسرائيل هي الزيارة الوحيدة المعلنة ، فقد سبقتها زيارات واتصالات سريّة كثيرة للعديد من الشخصيات السنيّة في محافظة الأنبار .
فالإقليم السنّي في العراق هو هدف استراتيجي بالنسبة إلى إسرائيل وأمريكا ، وإذا ما نجحت القوى السياسية التي تطالب بإنشاء الإقليم السنّي ( حزب تقدّم ) ، فإنّ هذا الإقليم سيكون أكبر قاعدة لإسرائيل في المنطقة ، وستكون القضية الفلسطينية قد وضعت أوزارها ، ومشكلة توطين اللاجئين الفلسطينيين في محافظة الأنبار قد انتهت هي الأخرى ، ناهيك عن كون هذا الإقليم سيكون العازل بين سوريا ولبنان من جهة ، وإيران من جهة أخرى ..
فالتطبيع الذي دعا له سعد البزاز يبدأ من الإقليم السنّي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيقه ، وإذا ما فاز حزب تقدّم في الانتخابات المحلية القادمة في محافظة الأنبار والمحافظات الغربية ، حينها لا أحد يستطيع أن يعرقل إنشاء هذا المشروع المهم والخطير أمريكيا وإسرائيليا ..
ولست مبالغا إذا قلت إنّ أهمية إنشاء هذا الإقليم بالنسبة لأمريكا وإسرائيل ، تفوق بكثير كلّ ما قامت به إسرائيل من تطبيع مع كافة البلدان العربية ، وقد يسأل سائل وأين هم قادة الشيعة من هذا المخطط الجهنمي ؟ وماذا أعدّوا لمواجهته ؟ فالمعلومات التي عندي أنّ أغلب هذه القيادات قد توّرطت بصفقات مشبوهة مع القيادات السنيّة التي تدعوا لإنشاء الإقليم السنّي .. فسعد البزاز أراد من خلال هذا التصريح هو توجيه رسالة لأمريكا وإسرائيل مفادها ، ادعمونا كي نحقق لكم إنشاء الإقليم السنّي الذي سيكون عازلا بين إيران وسوريا ولبنان ، ادعمونا كي نلتحق بإقليم شمال العراق ونقطع الهلال الشيعي الذي يمر من إيران والعراق وسوريا ولبنان ..
ومع خطورة هذا المخطط الجهنمي ، هنالك الكثير جدا من أبناء سنّة العراق في الرمادي والموصل وصلاح الدين من الوطنيين الأقحاح والعروبيين الذين يعون خطورة هذا المخطط ويعملون لإجهاضه ..
في الختام أقول .. أنّ قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل هو اليوم على المحك بعد تصريحات المسخ سعد البزاز ..
في ٢٦ / ٩ / ٢٠٢٣
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مستقبل قضية فلسطين واتفاقات التطبيع خلال ولاية ترامب الثانية
ومع دخول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولايتها الثانية، تبرز تساؤلات حول مستقبل هذه الاتفاقات وتأثيرها على القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق، ناقشت حلقة (2025/1/30) من برنامج "من واشنطن" التحديات والفرص التي تحيط بهذه الاتفاقات، مع تحليل لتوجهات الإدارة الأميركية الجديدة وانعكاساتها على الاستقرار الإقليمي.
وبدأت الحلقة بمقابلة مع عامر غالب، عمدة مدينة هامتراميك القريبة من ديترويت في ولاية ميشيغان، والذي صوّت لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتحدث غالب عن تقييمه لأداء ترامب في الأيام العشرة الأولى من ولايته الثانية، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي يعمل على تنفيذ برنامجه الانتخابي بوتيرة سريعة.
وشدد على أن إيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كان من أولويات ترامب خلال الحملة الانتخابية، معتبرا أن الرئيس الأميركي أوفى بوعوده في هذا الصدد.
تهميش القضية الفلسطينية
وناقشت الحلقة مستقبل القضية الفلسطينية في ظل إدارة ترامب، إذ تم استعراض آراء خبراء ومحللين حول تأثير اتفاقات أبراهام على القضية الفلسطينية والتي أبرمت خلال ولاية ترامب الأولى، وشهدت تطبيعا بين إسرائيل ودول عربية مثل الإمارات والبحرين والمغرب.
إعلانومع ذلك، يتهم منتقدو ترامب إدارته بمحاولة تهميش الفلسطينيين، معتبرين أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان نتيجة منطقية لتلك السياسات.
كذلك، تناولت الحلقة انتقادات واسعة لسياسة ترامب تجاه الفلسطينيين، وأشار بعض المحللين إلى أن إدارته حاولت تجاوز القضية الفلسطينية من خلال اتفاقات أبراهام.
وقال المحاضر في جامعة جورج تاون خالد الجندي لـ"من واشنطن" إن التطبيع من دون حل القضية الفلسطينية لن يجلب الاستقرار للمنطقة.
التكامل الإقليمي
وتطرقت الحلقة أيضا إلى مفهوم التكامل الإقليمي الذي روجت له إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وقال المستشار الأول السابق للتكامل الإقليمي بوزارة الخارجية الأميركية دان شابيرو إن التكامل الإقليمي يهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة في مجالات مثل الأمن والاقتصاد والطاقة النظيفة.
واعتبر شابيرو، في حديثه للبرنامج، أن المشاركة الفلسطينية في هذه المنتديات أمر ضروري لتحقيق الاستقرار.
وناقشت الحلقة في ختامها إمكانية توسيع اتفاقات التطبيع في ظل ولاية ترامب الثانية، واستعرض مقدم الحلقة عبد الرحيم فقراء مقالا لدانيال ديفيد في مجلة "نيوزويك" الأميركية تساءل فيه عن إمكانية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وأشار ديفيد إلى أن مثل هذا التطبيع غير ممكن من دون إنهاء الحرب في قطاع غزة بشكل دائم، وتبني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فكرة إنشاء دولة فلسطينية مستقلة.
وقدمت الحلقة تحليلا شاملا للتحديات والفرص التي تواجه الشرق الأوسط في ظل السياسات الأميركية الحالية، انطلاقا من تقييم أداء ترامب وصولا إلى مستقبل القضية الفلسطينية واتفاقات أبراهام.
وخلصت إلى أن المنطقة لا تزال تشهد تحولات جذرية تتطلب حلولا دبلوماسية وإستراتيجية متوازنة.
إعلان 30/1/2025