حيدر العبادي .. أنت آخر من يتكلّم
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
بقلم أياد السماوي ..
استمعت إلى لقاءك في برنامج بالمختزل على قناة السومرية ، وعندي اعتراض على جلّ ما جاء في حديثك في هذا البرنامج .. لكنّي لست في معرض الرّد على كامل الحديث الذي جاء مخالفا للحقيقة في الكثير منه ، بل أردت التوّقف عند نقطتين مهمتين .. الأولى وهي الأخطر هو تصريحك بأنّ الاتفاق السياسي الذي أبرمه الإطار التنسيقي عند تشكيل الحكومة الحالية قد تضمن عدم ملاحقة عناصر داعش الإرهابية واعتبار قتلاهم شهداء ، أنا شخصيا لا اعتبر هذا التصريح هو نوع من الخبل أو نوع من التهريج ، بل أنظر له من زاوية أخرى باعتباره تحريض على حكومة الإطار التنسيقي التي انبثقت من خلال هذا الاتفاق السياسي ، وهو فعلا تحريض على الفوضى ، فليس هنالك عراقيا واحدا سيقبل بمثل هذا الاتفاق الخياني لدماء الشهداء و التضحيات الجسام التي قدّمها العراقيون في الحرب مع داعش ، فأنت بهذا التصريح قد اتهمت كلّ قادة الإطار التنسيقي بالخيانة .
الأمر الثاني ( الخرط ) والذي تحاول تسويقه في كلّ لقاء تلفزيوني ، هو موضوع المسخ مصطفى الكاظمي ، ومحاولاتك المتكررة لإبعاد المسؤولية عن هذه الجريمة الكبرى .. معتقدا أنّك بهذا الخطاب الساذج ستتخلص من المسؤولية التاريخية بوصول هذا المسخ الى رئاسة الوزراء وما قام به هو وعصابته من جرائم ونهب للمال العام العراقي ، سيبقى البلد يعاني منها لسنين .. فالكاظمي المسخ أنت من جاء به وفتح له الأبواب ، ولا أحد غيرك ، وعندما سئلت في اجتماع رسمي للمكتب السياسي لحزب الدعوة عن مؤهلاته ، قلت بالحرف الواحد الأمريكان فرضوه عليّ .. والحقيقة هي أنت الذي فرضه واختبأت وراء هذا التبرير .. فقولك أنّ الكتل السياسية لم تعترض على تعيينه ، فأعتقد هذا تبرير لا يقبل به أحد ، فمتى اعترضت الكتل السياسية على أمثاله حتى تعترض عليه ؟ فهل شاورت هذه الكتل على تعييه قبل أن تصدر الأمر الديواني بالتعيين ؟ .. نصيحتي لك وللآخرين الذين أبقوه وساندوه ورشحوه بعد ذلك لرئاسة الوزراء ، أن تصمتوا جميعا وتنزووا بعيدا عن العمل السياسي ، عسى أن ينسى العراقيون ما تسببتم به من آلام لهذا الشعب عندما سلّطتم هذا المسخ وعصابته على رقاب ومقدرات الشعب العراقي .. بالشعبي ( صم حلگك واصمت ) ..
في ٢٤ / ٩ / ٢٠٢٣
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الكباش السياسي مستمرّ… لا هدوء على المدى المنظور
على وقع نغمة الاستقرار الداخلي في لبنان وبدء مسار عمل الحكومة اللبنانية، وفي ظلّ التنسيق المقبول بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ممثّلاً "الثنائي الشيعي" ورئيس الجمهورية جوزاف عون في ملفّ التعيينات، يبدو أن هناك محاولة لتسيير أمور البلد واستبعاد أي كباش سياسي من شأنه أن يعطّل الحكومة والعهد الجديد.لكن مصادر مطّلعة تؤكّد أن هذا العهد سيواجه صعوبة في الموازنة بين "الثنائي" وبين علاقاته الخارجية، إذ إنّ هناك تباعد كبير بين ما تُريده الولايات المتحدة الاميركية تحديداً والغرب عموماً، وبين ما يمكن أن يقدّمه "الثنائي" من تنازلات أو يقبل به. وعليه قد تتّجه الأمور بالأمر الواقع نحو تعقيدات تؤدي بطبيعة الحال إلى اشتباك بين الطرفين مع تمرير التعيينات التي لا يبدو أنّ برّي سيغضّ النظر عن مرورها من دون أن يكون له رأي كبير فيها.
وبالتوازي مع قبول العهد وتفهمه ، الى حدّ ما، لفكرة إشراك برّي وتالياً "الثنائي" في التعيينات وتحديداً التعيينات الشيعية التي ستكون من حصّة "الثنائي" بشكل شبه كامل، فإنّ الكباش الكبير قد يولد نتيجة عوامل أخرى وعناوين سياسية مختلفة لم تُطرح حتى الآن.
رُبّما يكون الغليان الإقليمي جزءاً من المشهدية السياسية والإعلامية التي ستخيّم على لبنان في الفترة المقبلة، خصوصاً إذا ما كان التعامل العسكري مع إيران وارداً أو اذا كان التفلّت الأمني في سوريا سيأخذ اتجاهات خطيرة ما من شأنه أن يؤثر بشكل مباشر على الواقع السياسي العام.
لكنّ الأكيد أن كل التوترات السياسية الحاصلة ستكون سيدة الموقف من الآن وحتى الانتخابات النيابية المقبلة التي ستشهد نوعاً من إعادة تشكيل التوازنات السياسية الداخلية وقد تُعيد، بغضّ النظر عن نتائجها، الاستقرار النّسبي على الساحة اللبنانية خصوصاً إذا اتخذت الدول الغربية والاقليمية قراراً حاسماً بتهدئة الأوضاع في لبنان.
المصدر: خاص- "لبنان ٢٤"