الموت مناسبة لإلتقاط الصور والكذب فاجعة الحمدانية.. فليسقط الجميع
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
لم يعد الموت حدثا جسيما تختلط فيه مشاعر الأسى لدى ذوي الراحل، أو أصدقائه والمقربين منه، وفي الغالب تحول الى مناسبة للحضور الإجتماعي بطريقة مشابهة لحضور المؤتمرات والندوات وحفلات الأعراس والمناسبات الدينية وسواها، وسرعان مايتم تجاوز الأمر، ونسيان الحدث بعد تبادل مسجات الهواتف النقالة ومواقع التواصل الإجتماعي.
المجتمع يتبلد شيئا فشيئا، والحاجة الى المال، والإنغماس في الملذات والشهوات، والركض وراء المكاسب والحصول على المكاسب عوامل أساسية في تحول الناس عن الحزن الحقيقي المخالط للقلب والوجدان والضمير، وصار الغالب من الناس يستحوذ عليهم شعور اللامبالاة. وسرعان ماينسى الراحل، ويضيع في زحمة الذكريات وكأننا منحناه هدية ليومين، أو ثلاثة أيام، وكأنه إعلان مدفوع الثمن يتم فيه عرض مكارم ومنجزات الراحل، والحديث عن غزواته وبطولاته وتحدياته في السياسة والأعمال والرياضة والدين وعمل البر وإنفاق الأموال، مع إنه في الحقيقة كان قبيل موته يمارس رياضة التنافس على الحياة والملذات والمكاسب حاله حال البقية خاصة المعزين وملتقطي الصور.
كثر من الأشخاص يحضرون هذه المناسبات لتوثيق لحظات مشاركتهم فيها، وإلتقاط الصور، ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي.
أتحدث لهولاء عن ذلك، وعن رغبتهم في الظهور والشهرة على حساب ميت قد يكون في تلك اللحظات يتلقى سيلا من الأسئلة القاسية من ملائكة الحساب، ويتعرض لربما لبعض الإحراج بسبب الأسئلة تلك، وحين يستعرض له ملائكة الحساب الفضائح التي كان منغمسا فيها في الدنيا، والأعمال السيئة، والسباق مع الزمن لكسب المزيد من المال والجاه، وإبتعاده عن قيم الأخلاق والدين والمسؤولية الإجتماعية، وفي الواقع فالأمر يتعدى فكرة الحديث مع شخص بعينه حين يندمج الناس كلهم، أو الغالب منهم في ذلك السباق البغيض في الدنيا، ويتناسون الموت والرحيل الأخير، ويعيشون على بقايا نظريات بائسة عن الدنيا وملذاتها والرغبة في ممارستها والتلذذ بها كيف كانت دون ضوابط خاصة مع سيطرة الفكر المادي، وكثرة الأموال عند غالب الناس الذين لايلتفتون الى الفقراء، ويبدأون في ممارسة سلوكيات شهوانية مرتبطة بالمال والطعام والجنس والسفر والسهر واللهو والإستمتاع حتى تتسع الفجوة بين أغنياء وسراق، وإنتهازيين غير مبالين وفئات إجتماعية محرومة، خاصة حين تكون الأموال عبارة عن سرقات ورشا محرمة ينزاح نحوها كثر ممن يملكون النفوذ والقرار والسيطرة على الموارد دون خوف من الرب والقانون لأنهم جميعا متصلون مع سيدهم الشيطان.
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الدويري: الاحتلال لن ينجح فيما فشل به سابقا والمقاومة تنتظر لحظة مناسبة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن توسيع الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزة لا يُعد تحولا نوعيا في موازين المعركة، بل يأتي ضمن محاولات مكررة لم تحقق أهدافها في السابق، متوقعًا أن تفشل مجددا.
واعتبر الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن ما تقوم به حكومة الاحتلال من وعود بشأن استعادة الأسرى عبر الضغط العسكري ليس إلا محاولة لتضليل الرأي العام الإسرائيلي وتبرير استمرار العمليات العسكرية، مؤكدا أن هذا النهج جرب مرارا ولم يسفر عن نتائج حاسمة على الأرض.
وأوضح أن جيش الاحتلال سبق أن اقتحم مناطق كالشجاعية وبيت لاهيا أكثر من 5 مرات خلال الشهور الماضية، دون أن يتمكن من تحقيق اختراق فعلي أو استعادة أي من الأسرى المحتجزين لدى المقاومة.
وكان أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قد أعلن أن نصف الأسرى الأحياء موجودون في مناطق طلب الاحتلال إخلاءها مؤخرا، مؤكدا أن الكتائب لم تقم بنقلهم وتخضعهم لإجراءات أمنية صارمة، مما يزيد من خطورة استمرار العمليات الإسرائيلية.
ورأى اللواء الدويري أن الفشل المتكرر للاحتلال في تحقيق نتائج من خلال القوة، يثبت أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي موجه أساسا للداخل، ولا يمكن ترجمته إلى إنجازات ميدانية فعلية.
إعلانوبيّن أن العمليات الإسرائيلية تمر حاليا بمرحلتين واضحتين: الأولى تهدف للسيطرة على 25% من مساحة القطاع، تليها مرحلة توسعية إن فشلت الأولى، في محاولة لإحياء مقاربة رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.
تقطيع أوصال القطاعوأشار إلى أن هذا التوجه يذكّر بما حدث عقب اتفاق كامب ديفد، حين عمد شارون إلى تقطيع أوصال القطاع عبر 4 ممرات، مشيرا إلى أن الممر الجديد الذي يتحدث عنه الاحتلال يُعيد تفعيل ما يعرف بـ"ممر نتساريم".
وبحسب الدويري، فإن الاحتلال يسعى من خلال هذه الممرات للسيطرة على نحو 30% من القطاع، لكنه أكد أن جميع هذه الممرات كانت قائمة قبل تنفيذ خطة فك الارتباط عام 2005 وتم التخلي عنها بسبب تكاليفها الأمنية الباهظة.
وأوضح أن الغاية حاليا ليست حماية المستوطنات، بل تفتيت القطاع جغرافيا واجتماعيا واقتصاديا، للضغط على المقاومة ودفعها للرضوخ، مؤكدا أن هذه الإجراءات موجهة للمجتمع الغزي وليس للمقاتلين.
وأشار إلى أن غياب المعارك البرية التقليدية لا يعود إلى قرار سياسي، بل يعكس حقيقة ميدانية وهي أن جيش الاحتلال عاجز عن خوض اشتباكات واسعة داخل مناطق مكتظة ومعقدة.
وأكد أن قدرات المقاومة تراجعت جزئيا بفعل الحصار وطول المعركة، لكنها ما زالت تحتفظ بعناصر القوة، وخاصة في أسلوب القتال الذي تختاره هي وتوقيت المعركة الذي تراه مناسبا.
وكشف أن المقاومة اعتمدت في المراحل السابقة على كمائن قصيرة المدى باستخدام مضادات دروع لا تتجاوز 130 مترا، إلا أن تموضع الاحتلال حاليا يعيق شن هذه النوعية من العمليات.
وأضاف أن المقاومة تنتظر اللحظة المناسبة لتدفع الاحتلال إلى دخول المناطق المبنية، حيث تجهز لمعركة "صفرية" تُخاض بشروطها وليس وفقًا لتكتيكات الجيش الإسرائيلي.
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما، في حين تنصلت إسرائيل في 18 مارس/آذار من الدخول في المرحلة الثانية وعاودت حربها على القطاع، والتي خلّفت أكثر من 50 ألف شهيد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلان