بقلم: هادي جلو مرعي ..

لم يعد الموت حدثا جسيما تختلط فيه مشاعر الأسى لدى ذوي الراحل، أو أصدقائه والمقربين منه، وفي الغالب تحول الى مناسبة للحضور الإجتماعي بطريقة مشابهة لحضور المؤتمرات والندوات وحفلات الأعراس والمناسبات الدينية وسواها، وسرعان مايتم تجاوز الأمر، ونسيان الحدث بعد تبادل مسجات الهواتف النقالة ومواقع التواصل الإجتماعي.


المجتمع يتبلد شيئا فشيئا، والحاجة الى المال، والإنغماس في الملذات والشهوات، والركض وراء المكاسب والحصول على المكاسب عوامل أساسية في تحول الناس عن الحزن الحقيقي المخالط للقلب والوجدان والضمير، وصار الغالب من الناس يستحوذ عليهم شعور اللامبالاة. وسرعان ماينسى الراحل، ويضيع في زحمة الذكريات وكأننا منحناه هدية ليومين، أو ثلاثة أيام، وكأنه إعلان مدفوع الثمن يتم فيه عرض مكارم ومنجزات الراحل، والحديث عن غزواته وبطولاته وتحدياته في السياسة والأعمال والرياضة والدين وعمل البر وإنفاق الأموال، مع إنه في الحقيقة كان قبيل موته يمارس رياضة التنافس على الحياة والملذات والمكاسب حاله حال البقية خاصة المعزين وملتقطي الصور.
كثر من الأشخاص يحضرون هذه المناسبات لتوثيق لحظات مشاركتهم فيها، وإلتقاط الصور، ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعي.
أتحدث لهولاء عن ذلك، وعن رغبتهم في الظهور والشهرة على حساب ميت قد يكون في تلك اللحظات يتلقى سيلا من الأسئلة القاسية من ملائكة الحساب، ويتعرض لربما لبعض الإحراج بسبب الأسئلة تلك، وحين يستعرض له ملائكة الحساب الفضائح التي كان منغمسا فيها في الدنيا، والأعمال السيئة، والسباق مع الزمن لكسب المزيد من المال والجاه، وإبتعاده عن قيم الأخلاق والدين والمسؤولية الإجتماعية، وفي الواقع فالأمر يتعدى فكرة الحديث مع شخص بعينه حين يندمج الناس كلهم، أو الغالب منهم في ذلك السباق البغيض في الدنيا، ويتناسون الموت والرحيل الأخير، ويعيشون على بقايا نظريات بائسة عن الدنيا وملذاتها والرغبة في ممارستها والتلذذ بها كيف كانت دون ضوابط خاصة مع سيطرة الفكر المادي، وكثرة الأموال عند غالب الناس الذين لايلتفتون الى الفقراء، ويبدأون في ممارسة سلوكيات شهوانية مرتبطة بالمال والطعام والجنس والسفر والسهر واللهو والإستمتاع حتى تتسع الفجوة بين أغنياء وسراق، وإنتهازيين غير مبالين وفئات إجتماعية محرومة، خاصة حين تكون الأموال عبارة عن سرقات ورشا محرمة ينزاح نحوها كثر ممن يملكون النفوذ والقرار والسيطرة على الموارد دون خوف من الرب والقانون لأنهم جميعا متصلون مع سيدهم الشيطان.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: الأعياد مناسبة للفرح والمراجعة الروحية

أكد القمص موسى إبراهيم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الأعياد تعد فرصة مميزة للفرح والتأمل الروحي للجميع.
وأوضح إبراهيم، خلال لقائه في برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، أن الأعياد الدينية المسيحية تهدف إلى مساعدة الإنسان على مراجعة ذاته والتأمل في حياته. 

كما شدد على أهمية إدراك الإنسان لدعوته العظيمة من الله، والتي تنعكس على أفعاله ومعاملاته اليومية.

وأشار إلى أن الغاية من هذه المناسبة الروحية هي أن يكون الإنسان مصدر تشجيع وراحة للآخرين من خلال كلماته وتصرفاته، مما يعزز المحبة والسلام في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • أشهرهم الأهرامات.. 3 أماكن من عجائب الدنيا السبع
  • فيل يهاجم حشدا من الناس أثناء مهرجان في الهند
  • البيسري: أتمنى من الجميع سحب إسمي من التداول
  • “طول عمري نجمة” .. نانسي عجرم تكشف عن مفاجأة خاصة
  • دعاء قبل النوم في رجب.. 11 كلمة تكفر ذنوبا بعدد أيام الدنيا كلها
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: الأعياد مناسبة للفرح والمراجعة الروحية
  • بيرم عن تفتيش المسافرين: ليطبق القانون على الجميع
  • الموت يخطف ممرضة من بين أحضان أولادها بدمياط.. تناولوا وجبة مسمومة
  • حزب الكرامة: لا يحق لأحد إعطائنا دروسا فنحن أساتذة الدنيا وسادتها
  • رامي رضوان يشكر فريق عمل “مكسرة الدنيا”