ألقى "معهد دول الخليج العربية في واشنطن" ما يمكن اعتباره نظرة تحليلية شاملة على اتفاقية التكامل الأمني والازدهار الشاملة، والتي وقعتها البحرين مع الولايات المتحدة مؤخرا، والتي تضفي الطابع الرسمي على التعاون الأمني بين البحرين والولايات المتحدة وتعززه، معتبرا أنها مناسبة للبحرين، لكن لا يتوقع أن تنضم السعودية والإمارات إليها، حيث تطالبان باتفاقيات أكثر تشددا ووضوحا مع واشنطن.

ويحاول التحليل، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن يضع أطرا لتلك الاتفاقية، التي وقعها ولي عهد البحرين ووزير الخارجية الأمريكي في 13 سبتمبر/أيلول الجاري، والتي يعتبرها شديدة الأهمية ومتناسبة مع مكانة البحرين، كالبلد الذي تستضيف مقر الأسطول الخامس الأمريكي وأول دولة خليجية حصلت على صفة الحليف الرئيسي من خارج الناتو في عام 2002.

ويرى التحليل أن الاتفاقية، والمعروفة باسم C-SIPA لا تتضمن بعناية أي ضمانات للدفاع المشترك من النوع 5 الخاصة بحلف شمال الأطلسي، إلا أنها تقترب من الحد الأقصى لمثل هذه الالتزامات، ويعززها كبار المسؤولين في الإدارة الذين يوضحون على خلفية أن الاتفاقية هي اتفاقية ملزمة قانونًا سيتم إخطار الكونجرس بها.

اقرأ أيضاً

تكامل دون دفاع مشترك.. بايدن يغازل بن سلمان باتفاقية البحرين

حقوق الإنسان

وبينما تقتصر الاتفاقية على الإشارة إلى احترام مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، أوضحت صحيفة حقائق البيت الأبيض وكذلك بلينكن، في تصريحاته العلنية، أن "قضية حقوق الإنسان تظل أولوية أمريكية وستستمر، لتكون جزءًا منتظمًا من الحوار الاستراتيجي مع البحرين".

وينصب التركيز في الاتفاقية، وخاصة في المادة الثانية، على الردع والتنسيق والتشاور في حالة وجود أي تهديد خارجي، وخفض التصعيد، جنبًا إلى جنب مع تعزيز القدرات الأمنية وتبادل المعلومات الاستخبارية.

ردع إيران

ولا يشير الاتفاق ولا صحيفة حقائق البيت الأبيض حوله إلى إيران على وجه التحديد، حسبما ذكر مسؤول أمريكي كبير، مشيرا إلى أن الاتفاق لم يكن "موجها إلى إيران بالأساس"، لكنه أوضح أنه يهدف إلى المساعدة في ردع "التهديدات من إيران"،  بما في ذلك الميليشيات المدعومة من إيران و"الطبيعة العدوانية والتهديدات الإيرانية".

اقرأ أيضاً

توقيع اتفاقية شاملة للتكامل بين أمريكا والبحرين.. ماذا يعني؟

وأشار التحليل إلى انتقادات خبراء للمادة الثانية من الاتفاقية،  زاعمين أنها لا ترقى إلى مستوى الالتزام الدفاعي المتبادل القوي وتقليلها إلى أدنى حد باعتبارها مجرد إضفاء الطابع الرسمي على الالتزامات الأمنية القائمة.

هنا، يرى التحليل أن الجزء من المادة الثانية الذي يتناول بالتفصيل التزامات الولايات المتحدة مضمن في اللغة الرسمية للالتزامات المتبادلة والإشارات المتكلفة إلى الأطراف، وينص على أن: "سياسة الأطراف هي العمل معًا للمساعدة في ردع ومواجهة أي عدوان خارجي"، وينص أيضًا على أن الجانبين "يجب... أن يطورا وينفذا ردودًا دفاعية ورادعة مناسبة... بما في ذلك في المجالات الاقتصادية والعسكرية و/أو السياسية".

وقد أكد أحد المشاركين البحرينيين الرئيسيين في المناقشات وزيارة ولي العهد، ربما للرد على المتشككين، أن الاتفاقية تكرس "سلك تعثر جديد وأكثر حساسية" لردع الخصوم المحتملين.

إشارات منسوجة بإحكام

ويشيد التحليل بما وصفه  سلسلة الإشارات المنسوجة بإحكام في جميع أنحاء الوثيقة إلى نية الولايات المتحدة العمل مع البحرين لتعزيز قدراتها الدفاعية والأمنية، وتحسين قابلية التشغيل البيني، وتعزيز قدرات الردع، بما في ذلك الجوية والبحرية.

اقرأ أيضاً

ولي عهد البحرين يصل واشنطن ويوقع اتفاقية أمنية مع بلينكن (صور)

انضمام دول خليجية أخرى

ويشير "معهد دول الخليج العربية في واشنطن" إلى أن الاتفاقية الأمريكية البحرينية جاءت بالتزامن مع سعي السعودية والإمارات إلى الحصول على مجموعة ملزمة من الالتزامات الأمنية  الأكثر وضوحا وتشددا من الولايات المتحدة، وبناء عليه، لا يتوقع أن تنضم الرياض وأبوظبي للاتفاقية الأخيرة بين واشنطن والمنامة، رغم أن نص الاتفاقية والمبادئ التي وقعت عليها، وكبار المسؤولين الأمريكيين والبحرينيين، التطلع إلى أن تمثل الاتفاقية نموذجًا لترتيبات أمنية معززة مع الولايات المتحدة يمكن أن تنضم إليها دول أخرى في الخليج أو الشرق الأوسط الأوسع.

وبحسب ما ورد، فإن السعوديين، الذين يستخدمون نفوذا تولد لهم بسبب رغبة الإدارة الأمريكية بتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل، يطالبون بالتزام دفاعي مشترك بشروط أقرب إلى المادة 5 من معاهدة الناتو.

كما أوضح الإماراتيون رغبتهم في الحصول على التزامات أمريكية "مقننة وغير متناقضة" تجاه أمن البلاد.

ويختم التحليل بالقول إن كل هذه الجهود إلى ديناميكيات أوسع تطورت منذ فترة طويلة في الخليج، حول طبيعة النفوذ الأمريكي والصيني والروسي في تلك المنطقة، ويتوقع أن تضيف تلك الاتفاقية والاتفاقيات المستقبلية المتوقعة مع دول خليجية أخرى بعدا جديدا للنفوذ الأمني الأمريكي الهائل بالخليج، مقارنة بالجهود الأمنية المتواضعة من الصين في تلك المنطقة.

المصدر | معهد دول الخليج العربية في واشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات البحرينية الأمريكية اتفاقية أمنية تعاون دفاعي دول الخليج الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

MEE: عملاء الموساد يحاولون إفشال المحادثات الأمريكية مع إيران

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا ذكر فيه أن حلفاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقولون إن عملاء الموساد ومحرضي الحرب يحاولون إفشال المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران.

ونقل الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" عن شخصيات إعلامية مقربة من ترامب، أن "الانعزاليين يتعرضون لهجوم من أصوات مؤيدة لإسرائيل"، مضيفا أن "عملاء الموساد يدفعون الولايات المتحدة إلى صراع مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية".

وأكد التقرير أن "هذه التصريحات لا تأتي من وكالات الأنباء الحكومية في طهران، بل من بعض أقرب حلفاء ترامب وداعميه من وسائل الإعلام"، منوها إلى أنه في الأسبوع الماضي استضاف مقدم البرامج الحوارية المحافظ تاكر كارلسون مسؤولًا كبيرًا في وزارة الدفاع، زعم أنه أُقيل لأنه اعتُبر عقبة أمام قصف الولايات المتحدة لإيران.

وأوضح أن "دان كالدويل كبير مستشاري وزير الدفاع بيت هيغزيث، أقيل من البنتاغون في وقت سابق من هذا الشهر، بتهمة تسريب معلومات سرية حول استخدام هيغزيث لمحادثة سيغنال، وفقا لعدة وسائل إعلام أمريكية"، مستدركا: "لكن كارلسون، الذي يتمتع بوصول لا مثيل له إلى ترامب لم يُعلن عن ذلك".



وبحسب ما أورده "ميدل إيست آي"، فإن كارلسون لكالدويل قال: "ربما ارتكبتَ خطأً مهنيًا واحدًا بإجراء مقابلات مسجلة تصف فيها آرائك في السياسة الخارجية (..)، وهي آراء بعيدة عن التيار السائد بين دعاة الحرب في واشنطن"، مضيفًا: "ثم قرأتُ فجأةً أنك خائن".

يوم الأحد الماضي، قال كلايتون موريس، وهو مذيع بودكاست محافظ آخر، ومذيع سابق في "فوكس نيوز"، إن الأصوات المؤيدة لإسرائيل "تعمل بجد"، لتدمير "الفريق المناهض للحرب" الذي شكله ترامب في البنتاغون.

وقال موريس، في إشارة إلى برنامجه: "علمنا هنا في ريداكتد أن عملاء سابقين في الموساد الإسرائيلي يعملون بجد على وسائل التواصل الاجتماعي وخلف الكواليس، في محاولة لتشويه سمعة وزير الدفاع بيت هيجسيث"، ولم يذكر أسماء من يُسمّون العملاء السابقين.

وتنقسم إدارة ترامب بين الجمهوريين الأكثر تقليدية، مثل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والانعزاليين من أصحاب شعار "أمريكا أولاً" مثل رئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد.

ومن أبرز المدافعين عن ترامب في وسائل الإعلام، والذين يمارسون نفوذًا غير مسبوق في إيصال رؤيته للعالم، شخصيات إعلامية مثل كارلسون والمستشار السابق ستيف بانون.



وبحسب "ميدل إيست آي"، يبدو أن إقالة كالدويل ومسؤولين كبيرين آخرين في البنتاغون قد عززت من عزيمة الانعزاليين من أصحاب شعار "أمريكا أولاً". إن انتقادهم للأصوات المؤيدة لإسرائيل وعملاء الموساد السابقين أمر غير مسبوق داخل الحزب الجمهوري. ويعكس هذا مدى ابتعاد ترامب بالحزب عن رؤيته العالمية المتشددة تقليديًا.

وأشار إلى أن شخصيات إعلامية مؤيدة لترامب وجهت انتقادات خاصة لميراف سيرين، المرشحة لرئاسة ملف إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض.

وُلدت سيرين في حيفا وعملت في وزارة الجيش الإسرائيلية. في برنامجه، قال موريس، الذي شارك هيجسيث في تقديم برنامج إخباري صباحي على قناة فوكس، إن "مايك والتز، المحافظ الجديد، قد وظّف الآن مواطنًا مزدوج الجنسية ومسؤولًا سابقًا في الجيش الإسرائيلي للعمل تحت إمرته".

وتعكس هذه التغطية اتجاهًا متزايدًا في الولايات المتحدة نحو النظر إلى إسرائيل بعين الريبة، وهو اتجاه تفاقم منذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ووفقًا لاستطلاع رأي أجراه مركز بيو ونُشر في نيسان/ أبريل، يُعبّر 53% من الأمريكيين الآن عن رأي سلبي تجاه إسرائيل، بزيادة عن 42% في آذار/ مارس 2022.

وكان هذا التحول في المشاعر السلبية ملحوظًا بين الجمهوريين الشباب دون سن الخمسين، والذين يميلون أكثر إلى متابعة برامج البودكاست مثل برنامج "ريداكتد" لموريس وبرنامج كارلسون.

وتأتي هذه الانتقادات في الوقت الذي يحاول فيه ترامب التوفيق بين غرائزه القوية في السياسة الخارجية، وتعهده بالامتناع عن إشعال حروب جديدة في الشرق الأوسط. وفيما يتعلق بإيران، وجد أقرب مبعوثي ترامب أنفسهم في تناقض.

وألمح ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، والذي برز كحلٍّ عالميٍّ موثوقٍ له، في وقتٍ سابق من هذا الشهر إلى أن واشنطن ستسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة. وبعد ردود فعل عنيفة من الأصوات المؤيدة لإسرائيل، غيّر ويتكوف موقفه، قائلاً إن طهران "يجب أن توقف وتقضي" على برنامجها للتخصيب النووي بالكامل.

هذا الأسبوع، صرّح وزير الخارجية روبيو بأن الولايات المتحدة قد تعود إلى اتفاق يضمن لإيران الاحتفاظ ببرنامجها النووي المدني، شريطة أن توقف التخصيب، وأن تستورده من الخارج.

واجتمعت فرق فنية أمريكية وإيرانية في عُمان يوم السبت لعقد الجولة الثالثة من المحادثات، وصرح ترامب للصحفيين يوم الاثنين بأن المحادثات تسير "بشكل جيد للغاية" وأن "اتفاقًا سيُبرم هناك". وقال: "سنحصل على شيء ما دون الحاجة إلى إلقاء القنابل في كل مكان".

مقالات مشابهة

  • إيران تندد باستمرار العقوبات الأمريكية "غير القانونية" وتشكك بجدية واشنطن في المفاوضات
  • خيمة صفوان: حينما التقى الكبرياء العراقي بالإملاءات الأمريكية – القصة الكاملة لاتفاقية أنهت حرب الخليج
  • إيران تكشف سبب تأجيل جولة المفاوضات الجديدة مع واشنطن
  • أول تعليق من إيران على العقوبات الأمريكية الجديدة
  • مدير مركز دراسات: الاتفاقية بين واشنطن وأوكرانيا محاولة للسيطرة على كل موارد كييف
  • ستدفعون الثمن.. وزير الدفاع الأمريكي يهدد إيران برد حاسم على دعم الحوثيين
  • «الخزانة الأمريكية»: توقيع اتفاقية شراكة اقتصادية مع أوكرانيا
  • MEE: عملاء الموساد يحاولون إفشال المحادثات الأمريكية مع إيران
  • الخزانة الأمريكية: واشنطن جاهزة لتوقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا اليوم
  • الرئيس السيسى يوافق على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات