صداقة عربية أميركية فاشلة
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
آخر تحديث: 28 شتنبر 2023 - 9:59 صبقلم: فاروق يوسف لا يحلم العرب بأن تغير الولايات المتحدة موقفها من إسرائيل حين تراها على حق في كل شيء حتى لو حولت حياة الفلسطينيين القابعين تحت احتلالها المباشر وغير المباشر إلى جحيم. أكثر ما يحلم به العرب أن تتخلى حليفتهم الإستراتيجية عن دعم إسرائيل في واحدة على الأقل من جرائمها.
لم تفعلها الولايات المتحدة مرة واحدة عبر هذا الزمن الذي يُشك فيه أن دولا عربية سحقتها مؤامرات أدارتها الولايات المتحدة من أجل أمن إسرائيل الذي هو جزء من الأمن القومي الأميركي. أما أمن الحلفاء العرب فهو آخر ما يطرأ على الذهن السياسي الأميركي. صداقة الولايات المتحدة للعرب هي من النوع المكلف والثقيل وغير المجدي في الأزمات. فهي حطمت العراق ووزعته بين الطوائف وهي تعرف مكانته في الأمن القومي العربي، وتدخلت في سوريا لتبقيها ممزقة وتؤجل سيادتها على أراضيها، وأسقطت نظام العقيد القذافي في ليبيا من غير أن تعين الليبيين على إقامة دولة ديمقراطية بديلة وتركتهم للفوضى التي هي من بقايا الجماهيرية، وهي أيضا لم تشترط على إيران من أجل توقيع الاتفاق النووي أن تكفّ يدها عن اليمن والعراق ولبنان وسوريا. وإذا ما كانت المعادلات الأمنية قد شهدت تحولا جوهريا حيث صار الخطر الذي يهدد الدول العربية يأتي من إيران وليس من إسرائيل فإن موقف الولايات المتحدة لم يتغير. كما لو أنها ترحب بأيّ خطر تتعرض له الدول العربية من أجل أن ترى موضوعا للفرجة. لم يُظهر الحليف الأميركي أي شعور بالمشاركة. يتذكر العرب صداقة الاتحاد السوفييتي السابق وكم كانت حقيقية وصلبة ومؤثرة في السياسة والاقتصاد. لم تكن صداقة شكلية وليست مجرد التقاط صور بين الزعماء في الكرملين ولم يبتز الاتحاد السوفييتي دولة عربية حليفة له، بل كان يضع خدماته ين أيدي أصدقائه وهي خدمات تبدأ من أصغر الاحتياجات إلى الحماية العسكرية وهو ما بدا واضحا في ما قامت به روسيا وهي وريثة السلوك السوفييتي من حماية للنظام السوري من السقوط في مواجهة الهجمة متعددة الجنسيات التي تعرضت لها سوريا والتي كانت بزعامة الولايات المتحدة. يوما ما كان أصدقاء أميركا من العرب متفائلين بتلك الصداقة. وضعوا كل إمكانياتهم في خدمة تلك الصداقة التي تبين في ما بعد أنها لن تثمر عن شيء إيجابي لصالحهم. ضمنوا للولايات المتحدة مصالحها في المنطقة وأثروا شركاتها من غير أن تظهر أيّ اهتمام بهم لا على مستوى التفكير في الإنسان ولا على مستوى التطوير الحضاري. لقد انحصر تفكير الأميركان في ما يمكن أن يحصلوا عليه من مال يعتبرونه مالا سائبا في حين أن الصديق العربي كان ينتظر منهم ما أثبتوا أنهم غير مستعدين لتقديمه. من الصعب أن يُقال إن العلاقة العربية – الأميركية قد انتهت إلى الفشل. ذلك فشل أدرك العرب أنّ لا علاج له. في حقيقتها فإن الصداقة التي ربطت العرب بالولايات المتحدة قد جرتهم إلى ارتكاب الكثير من الأخطاء الفادحة وفي مقدمتها خطأ التدخل في أفغانستان، وهو الخطأ الذي قاد في ما بعد إلى احتضان وتمويل المنظمات والجماعات الإرهابية التي قاتلت في سوريا. كانت خسارة الطرف العربي واضحة أما الربح الأميركي فقد صار على العرب أن يدفعوا كلفته. وهو ما يؤكد أن الأميركي هو عدو بقناع صديق. أهو العدو الذي ما من صداقته بدُ؟ ليس الأمر كذلك تماما. فعالم اليوم ليس عالم تسعينات القرن العشرين يوم انفردت الولايات المتحدة قطبا وحيدا. في لحظة إلهام سياسي استثنائية أدرك العرب أن العالم الذي يتغير من حولهم في حاجة إلى رؤية عربية تتجاوز الماضي الذي بُني على أساطير القوة الأميركية التي كان يعتقد الكثيرون أنها ستكون نافعة إذا ما استجابت للصداقة. تخطّى العرب العقدة الأميركية ومن السذاجة اعتبار التطبيع مع إسرائيل نوعا من العودة إلى تلك العقدة. تلك مسألة مختلفة اكتشف العرب من خلالها أن الولايات المتحدة ماضية في مشروعها الذي يتجاوز حماية إسرائيل والحفاظ على أمنها. ما صار واضحا أن إسرائيل ليست هي عقدة الولايات المتحدة في المنطقة. لا لشيء إلا لأنها لم تكترث بما مارسته إيران من سياسات عدوانية في المنطقة.بعد تجارب مؤلمة يولّي العرب اليوم وجوههم في اتجاهات ليس من بينها الولايات المتحدة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الولایات المتحدة العرب أن الذی ی
إقرأ أيضاً:
تحالف “أوبك+” قلق من زيادة إنتاج النفط الأميركي
18 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: عبّر ممثلو دول تحالف أوبك+ عن مخاوفهم من ارتفاع جديد في إنتاج الولايات المتحدة من النفط مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث قد يؤدي ذلك إلى تقليص حصة التحالف في السوق وتقويض جهوده لدعم الأسعار.
تنتج مجموعة أوبك+، التي تشمل دول منظمة أوبك ومنتجين مستقلين مثل روسيا، حوالي نصف الإنتاج العالمي من النفط. وكان التحالف قد قرر في وقت سابق من هذا الشهر تأجيل زيادة مقررة للإنتاج حتى أبريل نيسان، ومدد بعض التخفيضات الإنتاجية إلى نهاية عام 2026 بسبب ضعف الطلب وارتفاع الإنتاج من دول خارج المجموعة، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي السابق، قللت أوبك من شأن تأثير الزيادة في إنتاج النفط الأميركي، خاصة خلال ذروة إنتاج النفط الصخري، الذي جعل الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم بمساهمة تقدر بخمس الإمدادات العالمية، وفقاً لرويترز.
لكن في الوقت الراهن، أصبح بعض ممثلي أوبك+ أكثر صراحة بشأن التحديات التي يمثلها النفط الأميركي، خصوصاً مع ارتباط تلك الزيادة المحتملة بعودة ترامب. إذ ركزت حملته الانتخابية على الاقتصاد وخفض تكلفة المعيشة، متعهداً بتبني سياسات تحرر قطاع الطاقة.
وقال ممثل لإحدى الدول الحليفة للولايات المتحدة في أوبك+: “عودة ترامب قد تكون إيجابية لقطاع النفط بسبب السياسات الأقل تشدداً تجاه البيئة، لكنها قد تؤدي إلى زيادة إنتاج النفط الأميركي، وهو أمر مقلق بالنسبة لنا”.
أي ارتفاع في إنتاج النفط الأميركي قد يعرقل خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج تدريجياً اعتباراً من أبريل نيسان 2025 دون التسبب في انخفاض حاد بالأسعار قد يضر باقتصادات الدول الأعضاء.
ومن جانبه، قال ريتشارد برونز، رئيس قسم الشؤون الجيوسياسية في “إنرجي أسبكتس”: “هناك معضلة محتملة بين الجانبين. تحالف أوبك+ يواجه تحدياً كبيراً بسبب الزيادة المستمرة في الإنتاج الأميركي، والتي تقلل من نفوذه في السوق”.
وفي المقابل، يرى مصدر آخر في أوبك+ أن سياسات ترامب قد تعزز الطلب على النفط، وهو ما قد يكون إيجابياً للتحالف، على الرغم من أن ارتفاع الإمدادات الأميركية يشكل تهديداً مستمراً. وأضاف المصدر: “الخطر الأكبر لأوبك+ هو زيادة إنتاج النفط الأميركي، مما يقلل اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد ويزيد من صادراتها”.
ووفقا لتقرير أوبك الأسبوع الماضي، من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأميركي بنسبة 2.3% العام المقبل. في المقابل، تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن النمو في الإنتاج الأميركي قد يصل إلى 3.5%، وهي وتيرة أعلى مما تتوقعه أوبك.
ومع ذلك، يشكك بعض الخبراء التنفيذيين والمحللين في إمكانية حدوث زيادة كبيرة في الإنتاج الأميركي خلال عهد ترامب. وصرح مسؤول في إكسون موبيل أن شركات النفط الصخري لن تزيد إنتاجها إلا إذا كانت تلك الخطوة مربحة، وهو أمر يصبح صعب التحقيق في ظل انخفاض الأسعار.
ومن جانبه، قال بوب ماكنالي، رئيس مجموعة “رابيدان إنرجي” والمسؤول السابق في البيت الأبيض: “الولايات المتحدة لا تمتلك طاقة إنتاج فائضة. يعتمد مستوى الحفر والاستكشاف الأميركي على قرارات تُتخذ في فيينا وليس في واشنطن”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts