الأردن إلى أين … نبحث عن إجابات !؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
#الأردن إلى أين … نبحث عن إجابات !؟
#هشام_الهبيشان
ليس بعيداً عن الجدل المثار في #الشارع_الأردني حول التعديل الوزراي الأخير ، فالواضح أنه لا يزال الأردن، حتى يومنا هذا، يعاني من أزمة قديمة جديدة مستعصية وهي أزمة #توريث #المناصب الوزارية ووظائف الدولة العليا بالتقادم، فأزمة التوريث هذه استفحلت وباتت عصيّةٌ على الحلّ، وقد أصبح بعض المناصب متوارثاً لأبناء بعض العائلات عن أسلافهم بكلّ سهولة وقد ورّثوها، بدورهم لمن خلفهم، ليستمر مسلسل التوريث والخاسر الوحيد من كلّ هذا هو الشعب العربي الأردني الذي نراهُ اليوم يتحمّل عبء كلّ ما يجري في هذه البلاد.
وعلى محور آخر وهامّ، يعلم كلّ متابع ومراقب للشأن الأردني الداخلي في هذه الأيام حجم التساؤلات التي يطرحها المجتمع الأردني قلقاً وتوجُّساً من المستقبل قاتم المعالم للدولة الأردنية داخلياً وخارجياً، خصوصاً في ظلّ الحديث عن تفاهمات كبرى تجري اليوم لترتيب ملفات المنطقة من جديد، وأجزم أنّ الأردن سيتأثر سلباً وبشكل كبير من مسار هذه التفاهمات، خصوصاً في ظلّ الحديث عن مبادرة تقودها بعض الأنظمة العربية وبالتنسيق مع قوى غربية بهدف تصفية القضية الفلسطينية، ويبدو أنّ ما يجري الحديث عنه اليوم في بعض الأوساط الأردنية والفلسطينية من فيدرالية أوكونفدرالية بين الأردن وفلسطين بمجموعه يصبّ في خانة التصفية الكاملة للقضية على حساب الأردن وتضحيات شعبه المقاوم الرافض لكلّ هذه المشاريع.
مقالات ذات صلة في ذكرى مولد السراج المنير والشاهد والمبشّر والنذير 2023/09/27واليوم وأمام الكثير من التحديات التي يعيشها شعبنا في الأردن، تكثر تساؤلات الأردنيّين عن الآتي من الأيام وعن مستقبلهم وهم يستشرفون بألم طبيعة هذا المستقبل، ويتساءلون: هل سيتحسّن الوضع الاقتصادي والمعيشي؟ هل سيجد مئات الآلاف من الشباب الأردني الذين هرموا مبكراً فرص عمل؟.. يتساءل الأردنيون بألم عن مصير أبطال مسلسلات الفساد في الأردن، والذين يتنعّمون بأموال الأردنيين، ويمارسون طقوس شهواتهم القذرة على حِساب دماء ومستقبل الأردنيين، الأردنيون يتكلمون بألم ويتساءلون عن مصير هؤلاء وحجم ثرواتهم التي تراكمت، يتساءلون عن مستقبل أبنائهم وبناتهم الذين باتوا عالةً عليهم، فقر، بطالة، تهميش، جوع، إقصاء. تركة الفاسدين الثقيلة للشعب. مديونية مرتفعة تجاوزت حاجز الـ 43 مليار دولار، يتحمّل أعباءها الآن1.500.000 من الشباب العاطلين عن العمل أو الذين يعملون بأجورٍ زهيدة جدّاً.
لا نعلم …هل هذه سياسة مُمنهجة مفروضة على الأردنيين!؟ ما زلنا نبحث عن إجابات مقنعة!؟، فـ أزمات الأردن وشعبه اليوم، دخلت في بداية نفقٍ مظلم، ولا نعرف ما هي النهاية التي سيوصلنا إليها هذا النفق والتي ستكون حتماً مأساوية، فاليوم لم تعد تُجدي نفعاً سياسة تكميم الأفواه، ولا ممارسة الترهيب والتخويف الأمني، أو سياسة إرضاء «س» وحرمان «ص»، هذه السياسات بمجموعها لم تعد تُجدي، فتراكم هذه الأزمات بدأ يمسّ هوية الوطن الأردني وبنية المجتمع وهيكلية المفاهيم الوطنية الثابتة، لهذا فإنّ الصمت على كلّ هذه الممارسات في هذه المرحلة، هو خطيئةٌ كبرى بحقّ الأردن وشعبه.
أزمات الأردن تتراكمُ أزمةً فوق أزمة، وللأسف مازال البعض، يتعامى عن رؤية هذه الأزمات ويقف عاجزاً عن وضع رؤى للحلول، ولا يزال غارقاً في أزمات المنطقة التي حمّلت الأردن أكثر مما يحتمل، ويستمرّ مسلسل استنزاف الدولة الأردنية ومقدّراتها بتبديل الوجوه والإبقاء على نفس النهج، والهدف هو إشغال وإلهاء الشعب عن قضايا هامة يجب أن يتنبّه لها في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة كلها،المؤلم هنا هو حال الشباب الأردني اليوم فهو يعيش «فعلياً حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه، وذلك نتيجةً لارتباطه بمتغيّرات وإفرازات المجتمع الذي ينشأ فيه، وكلّ ذلك بسبب سياسات ملتبسة تفرض عليه، ولا تزال أزمة البطالة تلاحقه في كلّ مكان وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن، وهذا على الأقلّ سبب كافٍ لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهؤلاء الشباب، في ظلّ عدم حدوث أيّ تغيير حقيقي في ظروفهم الاقتصادية وأحوالهم المعيشية، واتساع المسافة بينهم وبين خطط المسؤولين .
وهنا تبرز ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب، وهي أخطر ما يمكن أن يواجهه المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المُعاش وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية، فقد انتشرت بين الكثير من الشباب الأردني، حالة الإحباط جرّاء البطالة والفقر وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد البعض وسيلة للخلاص إلا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي، واليوم نرى حالة غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف وانتشار آفة المخدرات بين الشباب، ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر عنف مجتمعي، عنف جامعي، ازدياد حالات الانتحار، الأزمات الأخلاقية إلخ… وهي مشكلات مستعصية تنخر في جسد المجتمع الأردني، وأخصّ فئة الشباب منه.
ختاماً، على كل مواطن عربي أردني أن يدرك بشكل كامل، أنّ الدولة الأردنية تعيش اليوم بكلّ مكوناتها واقعاً خطيراً جداً وبظواهر لا يمكن أن يُسكت عنها، لأنّ السكوت عنها في هذه المرحلة خطيئة وجريمة كبرى لا تغتفر بحقّ الأردن وشبابه ومجتمعه وأرضه ومستقبله وهويته.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الشارع الأردني توريث المناصب فی هذه
إقرأ أيضاً:
"بحضور وكيل الرياضة" تفاصيل لقاء محافظ أسيوط مع عددا من الكيانات الشبابية بالمحافظة
التقى اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط اليوم الإثنين مع مجموعة من الشباب من مختلف الفئات العمرية التي تمثل الكيانات الشبابية بالمحافظة وذلك ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية التي يعقدها المحافظ مع مختلف فئات المجتمع لتعزيز الحوار والتواصل وتوحيد الرؤى نحو مستقبل أفضل وفي إطار رؤية المحافظة لتعزيز التواصل مع الشباب وتفعيل دورهم في بناء المجتمع، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بدعم وتمكين الشباب إيمانًا بدورهم في تحقيق التنمية وبناء الوطن ونهضته وفقًا لرؤية مصر 2030
وجاء ذلك بحضور الدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس القومي للأمومة والطفولة ووفد المجلس المرافق لها والذي انضموا للقاء خلال زيارتهم للمحافظة والدكتور مينا عماد نائب المحافظ وسكرتير عام المحافظة والسكرتير العام المساعد وأحمد سويفي وكيل وزارة الشباب والرياضة وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة
وحيث بدأ محافظ أسيوط اللقاء بالترحيب بالشباب، وتأكيده أن القيادة السياسية تولي أهمية كبيرة لدور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة وقيادة المستقبل مشيدًا بمبادراتهم المختلفة التي تسهم في دعم المجتمع وتحقيق أهداف التنمية مشيرًا إلى أهمية دور الشباب في مواجهة التحديات التي تواجه المجتمع، مشددًا على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي ومحاربة الأفكار الهدامة حيث أن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن، ولا بد من تمكينهم وإتاحة الفرص لهم للمشاركة الفعالة في مختلف المجالات قائلًا الوعي هو خط الدفاع الأول ضد الأفكار السلبية التي قد تؤثر على إستقرار المجتمع، ونحن نعوّل على وعي شبابنا في بناء مستقبل مشرق لوطننا
وأوضحت الدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس القومي للأمومة والطفولة، دور المجلس في حماية حقوق الأطفال والأمهات، وتوفير بيئة داعمة للنشء والشباب مشيرة إلى جهود المجلس في تنفيذ برامج توعوية تستهدف تعزيز قيم المواطنة والتنمية البشرية، مع التركيز على دعم الشباب ليصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع كما استعرضت أبرز المبادرات التي ينفذها المجلس، مثل برامج الحماية من العنف ضد الأطفال، ودعم الأمهات العاملات، وتعزيز المشاركة المجتمعية للأطفال والشباب ودعت الشباب الحاضرين إلى التعاون مع المجلس في نشر الوعي بقضايا الأمومة والطفولة والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
وشهد اللقاء حوارًا مفتوحًا بين المحافظ والشباب، حيث تم مناقشة عدد من القضايا المهمة، منها تعزيز فرص العمل، تحسين الأوضاع الإجتماعية والخدمية كما تم مناقشة التحديات التي تواجه الشباب، بالإضافة إلى استعراض أهم الأفكار والمبادرات التي يمكن تنفيذها لتعزيز دور الشباب في التنمية المحلية.
وأشار اللواءهشام أبوالنصر إلى أن المحافظة تعمل على تنفيذ ودعم مجموعة من المشروعات التنموية التي توفر فرص عمل للشباب، بالإضافة إلى برامج تدريبية لتأهيلهم لسوق العمل مستعرضًا بعض المشروعات الصغيرة التي يتم تنفيذها في القرى وتعمل المحافظة على دعمها وتطويرها مثل تدوير مخلفات الموز لإنتاج السماد السائل بديل للأسمدة الأزوتية وصناعة الألياف والتي تستخدم في صناعة المنسوجات فضلًا عن تدوير مخلفات البلاستيك وصناعة المنتجات اليدوية من ألياف النخيل بالإضافة إلى صناعة الأثاث من جريد النخيل مؤكدًا دعم القدرة التنافسية والاقتصادية، مما ينتج عنه خلق فرص عمل جديدة من جانب القطاع الخاص، وتحسين بيئة الأعمال على مستوى المحافظة، والخدمات المقدمة للمواطنين كما تم التطرق إلى التحديات التي تواجه الشباب، مثل قلة فرص العمل، والحاجة إلى دعم أكبر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
واختتم المحافظ اللقاء بتوجيه الشكر للشباب الحاضرين مؤكدًا أن أبواب المحافظة مفتوحة دائمًا لتلقي الأفكار والمبادرات من الشباب، مشيرًا إلى دعمه الكامل لمقترحاتهم ورؤيتهم المستقبلية، وتطلعه إلى تحقيق تعاون مثمر بين جميع الأطراف لصالح الوطن داعيًا الجميع إلى التحلي بروح المسؤولية والمشاركة الإيجابية في مواجهة التحديات، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود والعمل الجماعي لتحقيق التنمية المستدامة
كما أعرب الشباب الحاضرين عن شكرهم لمحافظ أسيوط لاهتمامه بآرائهم ودعمه المستمر لهم، مؤكدين استعدادهم الكامل للمشاركة الفاعلة في تطوير المحافظة وتحقيق التقدم والازدهار.