نديم الجميل مُكرّما من التقدمي الإشتراكي- أميركا: علينا التصدي لفرض هوية جديدة على لبنان
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
شارك النائب نديم الجميل خلال جولته الأميركية في لقاء نظّمه سامي القاضي ممثل الحزب التقدمي الإشتراكي في الولايات المتحدة في منزله، تكريما للجميل خلال جولته الأميركية، في حضور النائبين راجي السعد وأديب عبد المسيح وفاعليات من طائفة الموحدين الدروز. بداية ألقى صاحب الدعوة كلمة تمنّى فيها "قيامة جديدة للبنان من خلال الانتهاء من الشغور في سدة رئاسة الجمهورية لينتظم العمل التشريعي والمؤسساتي"، شاكرًا للجميل تلبيته دعوته التي أكد فيها حبه للتلاقي والأخوة والتعاون بين أبناء الوطن الواحد".
ثم ألقى النائب الجميل كلمة جاء فيها: "منذ دخولي هذا البيت الكريم بيت الصديق سمير القاضي ممثل الحزب التقدمي الإشتراكي في الولايات المتحدة، شعرت أنني في بيت تسيطر على أفراده وأصدقائه الإلفة والمحبة والمودة. هذا هو لبنان الذي نريده. لبنان الذي يلتقي فيه المسيحي مع المسلم والدرزي على المحبة والإحترام والأخوة. نحن هنا اليوم في الولايات المتحدة مع زميلي راجي السعد وأديب عبد المسيح، لنؤكد على أن التواصل قائم بين لبنان الوطن والأرض ولبنان الإنتشار ولبنان المغتربين والمهاجرين الذين ما زالوا يحملون لبنان في قلوبهم لبنان الوطن الذي سيبقى البلد السيد الحر الديمقراطي مهما عصفت التحديات به ونحن سنظل نعمل للمحافظة عليه".
وقال: "من هذا البيت الكريم لا بد من توجيه تحية إلى وليد بك جنبلاط ولنؤكد على الروابط التي تربط أهالي الجبل أهالي جبل لبنان ككل ببعضهم، هي أساس بنيان لبنان وديمومته. هي الثابتة التي يجب المحافظة عليها من أجل مستقبل بلدنا الذي حلم به أجدادنا وآباؤنا ونحن نحلم به من أجلنا ومن أجل أولادنا وعلينا أن نحمي وجودنا ونفعّل حضورنا في وطننا. الأوضاع دقيقة جدًا في لبنان، وتتطلب منّا وعيًا ويقظة ومتابعة مستمرة. الذي نعيشه اليوم في لبنان ليس فقط فراغًا رئاسيًا أو أزمة حكومية، بل هو قضية خيار وهوية أي لبنان نريد. وهناك جهة في لبنان بسلاحها وقوتها تحاول فرض هوية جديدة على لبنان وتغيير معالمه الأساسية الثقافية والحضارية. وهذا يتطلّب تصديًا له ووقفة واضحة وصريحة لمواجهته لنقول للناس ليس هذا لبنان الذي نريده. نحن نريد لبنان التاريخ والحضارة والقيم والديموقراطية وليس لبنان ولاية الفقيه وليس لبنان إيران وليس لبنان الذي يدخل في محاور لا تمت إليه بصلة. نحن نعرف ما هو دورنا. دورنا هو العلاقات على قاعدة الاحترام المتبادل بين الدول التي تحترم القرارات الدولية التي تعني لبنان. دورنا الحفاظ على العلاقات الطيبة والجيدة وتاريخ دوره الإقليمي مع إخوته العرب وهناك من يحاول أن يُبعدنا عنهم، لا بل هناك مَن يحاول أن يجعلنا أعداءً للعرب. نحن علينا مواجهة كل ذلك من خلال المحافظة على القيم التي يتغنى بها لبنان منذ آلاف السنين. جوهر لبنان ووجوده مرهون بعلاقاته الدولية والعربية ومرهون بدوره الثقافي والتربوي في الشرق الأوسط".
ختم: "هذه هي قضيتنا اليوم، خصوصًا أن هناك مَن يخييرنا بين مشروعين. مشروع لا علاقة لنا به ولا يُشبهنا ومشروع نحن والكثير من اللبنانيين المقيمين والمغتربين نؤمن به، وهو مشروع لبنان البعيد عن أية أجندة كانت. وسنواجه، بإذن الله، مع المؤمنين بلبنان السيد الحرّ المستقل، كل المحاولات التي ستفقد لبنان هويته الحقيقية، وهذا يتطلب رصًا للصفوف، كما حصل في 14 أذار 2005 الحلم الذي حرّر لبنان من السوريين ولكن الأهم كان بداية مشروع مشترك يعني كل اللبنانيين. فبغياب المشروع المشترك وليس على التناقضات، لا يمكننا أن نبني لبنان الذي يريده اللبنانيون المؤمنون بأرضهم ووطنهم ودولتهم. المشروع المشترك كان موجودًا ولكن للأسف، نجح المخطط بضرب هذا المشروع من خلال شرذمتنا وتفريقنا".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لبنان الذی
إقرأ أيضاً:
«طوفان الأقصى» يفضح إخفاقات جيش الاحتلال| اعترافات إسرائيلية بالفشل الأمني والعسكري في التصدي للهجوم المباغت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت تحقيقات الجيش الإسرائيلي حجم الإخفاقات الأمنية والعسكرية التي تعرض لها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر، حيث نشر الجيش، مساء الاثنين، نتائج تحقيق موسّع حول ما جرى في مستوطنة "كفار عزا" وقاعدة "ناحل عوز" العسكرية. وأظهر التحقيق سلسلة من الثغرات العملياتية والاستخباراتية التي استغلّتها المقاومة الفلسطينية خلال تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والأسرى في صفوف المستوطنين والجنود.
وكشف التحقيق عن نقص حاد في عدد جنود الجيش المسلحين داخل القاعدة، إلى جانب "فشل استخباراتي كبير" تمثل في عدم إصدار أي تحذيرات من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجهاز الأمن العام قبل الهجوم.
كما وثق التحقيق تفاصيل دقيقة عن سير المعارك في "كفار عزا" و"ناحل عوز"، مُسلطًا الضوء على الأخطاء القيادية، وسوء التنسيق بين القوات، والارتباك الذي ساد صفوف الجيش أثناء المواجهات.
تفاصيل الإخفاقات في "كفار عزا"
أكد التحقيق أن نحو 250 مقاتلًا من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اقتحموا مستوطنة "كفار عزا"، واستمرت المعارك هناك لمدة ثلاثة أيام.
وأشار التحقيق إلى "سلسلة من الإخفاقات القيادية" التي ساهمت في تعقيد الوضع الميداني، موضحًا أن "إدارة القتال في كفار عزا شهدت أخطاء فادحة، إلى جانب غياب التنسيق بين القوات.
كما كشف التحقيق أن "مقاتلي حماس تمكنوا من السيطرة على كفار عزا خلال الساعة الأولى من الهجوم"، بسبب النقص الحاد في عدد الجنود المتواجدين داخل المستوطنة، وحالة الفوضى التي سادت المنطقة مع بدء العملية العسكرية.
اجتياح قاعدة "ناحل عوز" وسقوطها في ساعات
أوضحت التحقيقات أنه في تمام الساعة 7:08 صباحًا، تمكن أكثر من 40 مقاتلًا من حماس من اختراق خط الدفاع الضعيف للموقع، وبدأوا في تمشيط المباني بالنيران. وأشار إلى أن ضابطة المراقبة شير إيلات، التي رصدت اقتراب المقاتلين من مركز القيادة، أصدرت أوامرها وفقًا للإجراءات العسكرية بإخلاء الموقع، ما أدى إلى بقاء عدد محدود من الضباط داخله دون المشاركة في القتال، حتى اجتاح مقاتلو حماس القاعدة بالكامل عند الساعة 08:54 صباحًا.
وكشف التحقيق عن تفاصيل صادمة، منها أن "جنديًا واحدًا فقط من الدرجة الثالثة كان يحرس قاعدة ناحل عوز"، بينما توزّع عدد قليل من الجنود داخلها لحراسة المناطق الداخلية خشيةً من السرقات، وأضاف التقرير أن "فرقة الاحتياط المكلّفة بحماية القاعدة لم تضم سوى قائد وثلاثة جنود"، مؤكدًا أن "التراخي في تنفيذ القواعد العسكرية وانعدام السيطرة داخل القاعدة كانا سائدين حتى قبل السابع من أكتوبر".
معلومات استخباراتية دقيقة لدى المقاومة
وتضمن التحقيق تفاصيل عن الوضع داخل معسكر "ناحل عوز"، حيث كان يتمركز في صباح يوم الهجوم 162 جنديًا، بينهم 81 مقاتلًا فقط.
وأشار التحقيق إلى أن حماس "كانت تمتلك معلومات استخباراتية دقيقة عن القاعدة، بما في ذلك أماكن نوم القادة، وموقع غرفة الطعام، والمسارات الزراعية التي يمكن أن تؤخر تقدمها".
وأضاف التحقيق أن "خطة الاقتحام التي وضعتها المقاومة استهدفت السيطرة على القاعدة خلال 15 دقيقة فقط، وهو ما كاد أن يتحقق رغم مقتل قائد سرية النخبة خلال المواجهات".
وأوضح أن نصف القوة التي اقتحمت القاعدة قُضي عليها خلال القتال، بينما تمكن باقي المقاتلين من الانسحاب إلى غزة.
أما بخصوص مستوطنة "كفار عزا"، فقد كشف التحقيق أن "العشرات من مقاتلي حماس من القوة الأولى كانوا في مركباتهم على أهبة الاستعداد مقابل الحدود منذ الساعة 6:00 صباحًا، بانتظار الضوء الأخضر"، وهو ما تحقق مع إطلاق وابل من 960 صاروخًا وقذيفة هاون في الساعة 6:29 على مواقع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ووفق التحقيق، فإن "السياج المحيط بالمستوطنة تم اختراقه في ثلاث نقاط بين الساعة 6:35 و6:43، ما سمح للمقاتلين بالتوغل سريعًا".
وذكر التقرير أن "نصف عناصر كتيبة ناحل عوز، المكلّفة بحماية كفار عزا، كانوا في إجازة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى تأخير وصول القوة العسكرية الأولى إلى الكيبوتس لساعتين كاملتين، رغم أن المسافة بين القاعدة وكفار عزا لا تتجاوز ثلاثة كيلومترات". وأضاف أن "هذا التأخير منح المقاومة ميزة كبيرة، حيث تمكنت قوة من النخبة التابعة لحماس، قوامها أكثر من 200 مقاتل، من السيطرة الكاملة على الكيبوتس قبل وصول أي تعزيزات إسرائيلية".
كما أشار التحقيق إلى أن معظم سكان كفار عزا وجدوا أنفسهم محاصرين خلال اليومين الثاني والثالث من القتال. وأضاف أن "تعامل الجيش الإسرائيلي مع السكان في بعض المناطق كان غير مناسب، حيث لم يتم إنقاذ المصابين إلا عند مدخل المستوطنة، كما أن جثث القتلى لم يتم إخلاؤها إلا في وقت متأخر".
ووثّق التحقيق أن "عمليات الإجلاء كانت غير منظمة وغير آمنة"، ما اضطر الناجين إلى مشاهدة مشاهد مروعة أثناء الإخلاء، في ظل حالة من الفوضى التي عكست عمق الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية خلال الهجوم.
وأشار إلى أن الإخفاقات العسكرية التي واجهها الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 7 أكتوبر ليست سوى جزء صغير من أزمة أعمق تعصف بالمؤسسة العسكرية.
وأكد أن ما تم الإعلان عنه لا يشكل سوى 10% فقط من حجم الفشل الحقيقي، مشير إلى أن نقاط الضعف هذه متجذرة في بنية الجيش وتمتد لعقود.