أوتاوا وموسكو-سانا

قدّم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خالص اعتذاراته أمام البرلمان بعد فضيحة تكريم أحد المحاربين القدامى الأوكرانيين الذين قاتلوا مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية أثناء زيارة رئيس النظام الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى كندا.

واعتبر ترودو “أن ما حدث خطأ وانتهاك مروع لذكرى ملايين الأشخاص الذين عانوا بقسوة في ظل النظام النازي”، مشيراً إلى شعور كبير بالإحراج العميق لكندا وللبرلمان.

وتم تقديم المحارب السابق في القوات النازية ياروسلاف هونكا على أنه “مناضل في سبيل استقلال أوكرانيا في الحرب العالمية الثانية”، وكرمه النواب الكنديون وترودو بالتصفيق في حين أنه كان عضواً في الفرقة التطوعية “إس إس 14” النازية التي اشتهرت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وفي موسكو طالب المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف السلطات الكندية بتسليم المجرم هونكا للعدالة.

وقال بيسكوف: “إن رئيس البرلمان الكندي استقال وتحمل هذه المسؤولية، ولكن ماذا نقول عن البرلمان نفسه الذي وقف وصفق لهذا الفاشي، المنطق يتطلب إدانة النازية”.

بدورها طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا حكومة ترودو بالتوقف عن تقديم الدعم المالي للنظام النازي في كييف.

وقالت زاخاروفا: “إن ترودو وصف الحادث بأنه إساءة شنيعة لذكرى ضحايا النازيين، ولكن بلاده كندا لن تتوقف عن منح الأموال للدولة التي رفعت المتعاونين مع الجيش النازي إلى مرتبة الأبطال”.

من جهته، وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي اعتذار ترودو عن فضيحة تكريم النازي العجوز في البرلمان بأنها “ثرثرة تبرير مثيرة للشفقة”.

وقال سلوتسكي: “إن اعتذار ترودو المتأخر عن فضيحة تكريم النازي هونكا في البرلمان الكندي يبدو وكأنه ثرثرة مبررة مثيرة للشفقة، ومن الواضح أن رئيس الوزراء الكندي، اتخذ مثل هذه الخطوة بسبب سخط المجتمع الدولي، ولم يندم بجدية على ما حدث”.

وأضاف سلوتسكي: “بجانب النازي هونكا كان يقف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي المؤيد الأيديولوجي للأيديولوجية النازية، لقد صفقوا له، ونتيجة لما حدث ما زالوا يعتزمون الاستمرار في رعاية ودعم نظام النازيين الجدد في كييف، وعلى أي حال، لا ينبغي السماح لما حدث أن يمر دون أن يلاحظه أحد، ويجب أن تحظى حادثة دعوة هونكا إلى البرلمان الكندي بتقييم قضائي دولي باعتبارها جريمة لإعادة تأهيل النازية”.

في حين دعا نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي كندا إلى تأييد مشروع القرار الروسي ضد تمجيد النازية إذا كانت أوتاوا تريد الاعتذار عن تكريمها للنازي الأوكراني.

وقال بوليانسكي: “سيكون اعتذاراً حقيقياً إذا دعمت كندا قرارنا السنوي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدين تمجيد المتعاونين مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية”.

وأشار إلى أنه في العام الماضي تم اعتماد مشروع قرار مكافحة تمجيد النازية والنازية الجديدة والممارسات الأخرى التي تساهم في تصعيد الأشكال الحديثة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب بأغلبية الأصوات، ولكن صوتت كندا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وجورجيا ومولدوفا واليابان وأوكرانيا ضده.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

كندا تترقب زعيم «الحزب الليبرالي»

تورونتو (وكالات) 

أخبار ذات صلة 2030.. «ثلث العالم» في «المونديال»! قرار ترامب المفاجئ بشأن الرسوم الجمركية على السيارات

من المتوقع أن تعلن الحكومة الليبرالية في كندا عن خليفةٍ لرئيس الوزراء جاستن ترودو، صباح اليوم، بينما تواجه البلاد تهديدات الرسوم الجمركية من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الاتحادية. 
ويبدو أن أعضاء «الحزب الليبرالي» الحاكم على وشك اختيار مارك كارني، الحاكم السابق للبنك المركزي، ليكون زعيماً جديداً للحزب ورئيساً مقبلاً للوزراء في كندا، في تصويت يجري صباح اليوم. وواجه كارني (59 عاماً) أزمات اقتصادية عندما كان على رأس بنك كندا، وقد حظي تعيينه بإشادة واسعة بعد تعافي كندا من الأزمة المالية لعام 2008 قبل من العديد من الدول الصناعية الكبرى الأخرى. 
 وكانت المعارضة المحافظة تأمل أن تجعل الانتخابات استفتاء على ترودو، الذي تراجعت شعبيته بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والسكن وزيادة معدلات الهجرة. وأعلن ترودو استقالته في يناير، لكنه سيظل في منصبه حتى يتم اختيار خلف له ويؤدي اليمين الدستورية رئيساً للوزراء.
 وتفرض قوانين الانتخابات الكندية إجراء انتخابات عامة قبل الخريف، لكن من المتوقع إجراؤها هذا الربيع. وقد حصد كارني تأييداً واسعاً من الوزراء وأعضاء البرلمان منذ إعلان ترشحه في يناير الماضي. فهو خبير اقتصادي رفيع المستوى، يتمتع بخبرة في «وول ستريت»، وكان يسعى منذ فترة طويلة لدخول عالم السياسة، وتولي منصب رئيس الوزراء، لكنه يفتقر للخبرة السياسية المباشرة. 
 أما المرشحة الأخرى الأبرز لزعامة «الليبراليين»، فهي كريستيا فريلاند، نائبة رئيس الوزراء السابقة. وكان ترودو قد أبلغ فريلاند في ديسمبر الماضي أنه لم يعد يريدها وزيرةً للمالية، لكنه عرض عليها البقاء في منصب نائبة رئيس الوزراء والمسؤولة عن ملف العلاقات الأميركية الكندية. غير أن فريلاند استقالت بعد فترة وجيزة، ونشرت رسالةً لاذعة انتقدت فيها الحكومة، مما جاء بمثابة الضربة القاضية لترودو. 

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء كندا المقبل يتعهد بإقامة علاقات تجارية جديدة
  • 5 تحديات أمام الزعيم الجديد للحزب الليبرالي الكندي
  • مارك كارني سيصبح رئيس وزراء كندا المقبل خلفا لجاستن ترودو
  • خليفة ترودو: كندا لن تصبح الولاية الأميركية الـ51
  • الحزب الحاكم في كندا يعلن خليفة ترودو
  • كندا.. الحزب الحاكم يعلن خليفة ترودو
  • كندا.. انتخاب مارك كارني زعيما للحزب الليبرالي ليحل محل ترودو
  • كندا تترقب زعيم «الحزب الليبرالي»
  • في خضم الحرب التجارية ضد واشنطن..كندا تستعد لطي صفحة ترودو
  • رئيس الوزراء الكندي يصف نفسه بـالصهيوني (شاهد)