ما هو خطأ أرمينيا "القاتل" في صراع ناغورني قره باغ؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
بعد عقود من الحروب والمآزق المتوترة، نزعت أذربيجان السيطرة الأرمينية على إقليم ناغورني قره باغ، بين عشيّة وضحاها.
سنوات من الجهود الدولية انتهت في 24 ساعة
وقتل عشرات الآلاف دفاعاً عن قره باغ أو ضدها، وأطاح الإقليم برئيسين، أرميني وأذري، وشكل عذاباً لجيل من الدبلوماسيين الأمريكيين والروس والأوروبيين الذين حاولوا الدفع بخطط سلام.
لكن قره باغ، الجيب الجبلي الذي أعلن دولة من جانب واحد، من دون أن يحظى باعتراف أحد، اختفى بسرعة الأسبوع الماضي، ولم يتح لسكانه المتحدرين من الإثنية الأرمينية سوى دقائق لحزم حقائبهم والتخلي عن منازلهم، والانضمام إلى هجرة جماعية بدافع الخوف من تطهير عرقي، من أذربيجان المنتصرة.
وتذكر صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها إن "جمهورية أرتساخ" داخل الحدود المعترف بها دولياً لأذربيجان صمدت أكثر من 3 عقود من حروب متقطعة وضغوط من قوى خارجية كبرى من أجل الاستسلام، أو على الأقل التواضع في الطموحات من دولة منفصلة مع رئيس مستقل وجيش وعلم وحكومة، انهارت بين عشيّة وضحاها.
وقال سلافا غريغوريان، واحد من آلاف الفارين من قره باغ، إنه كان لديه فقط 15 دقيقة لحزم حقائبه قبل أن يتوجه إلى أرمينيا، عبر طريق جبلي ضيق تسيطر عليه القوات الأذرية. وعلى الطريق، قال إنه رأى الجنود يعتقلون 4 رجال أرمينيين من قافلته ويقتادونهم بعيداً.
واصطحب غريغوريان معه بضعة قمصان وأرشيف الصور العائلية، تاركاً وراءه شقته ومنزلاً ريفياً وقفير نحل وحديقة. وآخر الأمور التي قام بها، بحسب ما قال، كان اتلاف شريط فيديو شخصي لرحلة وطنه من النصر إلى الدمار.
وفرّ سيرغي دانيلوف، الجندي السابق في "آرتساخ"، إلى أرمينيا، السبت، بعدما أبلغ المسؤول عن بلدته الجميع أن "التُرك" –وهو تعبير يشار به إلى الأذريين- يتجمعون قرب البلدة قائلاً: "سيذبحون الأطفال ويقطعون رؤوسهم".
وقال دانيلوف إنه فر من قريته، نيركين هوراتاغ، 3 مرات من قبل، بسبب تفجر القتال و"دائماً كانت هناك حروب، 30 سنة من الحروب".
ولكن الحياة صارت لا تحتمل في الأشهر الأخيرة، بسبب الحصار الأذري، وفق ما قال شقيقه فوفا، الذي أضاف: "كان هناك جوع، لا سجائر، ولا خبز، لا شيء".
After decades of wars and tense stalemates over Nagorno-Karabakh, the enclave inside Azerbaijan collapsed almost overnight. Its ethnic Armenian population had only minutes to pack before joining an exodus driven by fears of ethnic cleansing.https://t.co/fycRIvzxU6
— The New York Times (@nytimes) September 27, 2023
وحتى الأسبوع الماضي، كانت الجمهورية الصغيرة المعلنة من جانب واحد، مع تعداد سكاني أقل من 150 ألفاً، تعاني من السمة الدائمة لتغير المشهد السياسي للاتحاد السوفيتي السابق. وأرسلت روسيا، الحامي التقليدي لأرمينيا وحليفتها منذ عام 1992 في معاهدة الأمن الجماعي، قوات حفظ سلام إلى المنطقة عام 2020، ووعدت بفتح الطريق الوحيد الذي يربط الجيب بأرمينيا، الشريان الحيوي لـ"آرتساخ".
حياد روسيا
لكن موسكو، المنشغلة بالحرب في أوكرانيا والمتحمسة لتأسيس علاقات اقتصادية وسياسية أوثق مع أذربيجان وحليفتها تركيا، لم تتدخل هذه السنة عندما أقفلت أذربيجان طريق الإمداد من الطعام والوقود والأدوية. وأمر الكرملين قواته بالوقوف على الحياد خلال الهجوم الخاطف على الدفاعات الخفيفة لـ"آرتساخ" الأسبوع الماضي.
ولم يتوقع أحد، بمن فيهم الحكومة الأمريكية، هذا الانهيار السريع. وقال بنيامين بوغوسيان الرئيس السابق لوحدة الأبحاث في وزارة الدفاع الأرمينية:"نحن مصدومون. الجميع يفهمون أن هذه هي النهاية-التدمير الكامل لآرتساخ.. إن الأمر الوحيد المهم الآن هو إخراج الناس من هناك بسلام".
Great piece on Nagorno-Karabakh by Andrew Higgins and @INechepurenko https://t.co/BBFB1RMKvz
— Constant Méheut (@ConstantMeheut) September 27, 2023
وشعرت أرمينيا بالنشوة بعد انتصارها في حرب 1994، على جيش أذري سيئ التجهيز. وأُرغم ليفون تير- بيتروسيان أول رئيس لأرمينيا بعد الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، على التنحي عام 1998، بعدما أيد التوصل إلى تسوية تفاوضية حول قره باغ.
وألقى الأذريون باللوم على رئيسهم وقتذاك أبو الفضل التشيبي. وقد أُرغم على التنحي ليخلفه حيدر علييف، القائد السوفيتي لأذربيجان والرئيس السابق لجهاز الكي جي بي، والد الرئيس الحالي إلهام علييف.
وبحسب المحلل السياسي إريك هاكوبيان على قناة سيفيل نت الأرمينية الشعبية، فإن شعور أرمينيا بالتفوق عام 1994، كان خطأً مميتاً جعل "جمهورية آرتساخ" غافلة في السنوات التالية عن مدى تغير ميزان القوى. وبات الجيش الأذري قوة رهيبة، مع أسلحة جديدة تم شراؤها بأموال النفط والغاز. وأضاف أن "الغطرسة هي الخطأ الأكبر الذي تقترفه".
وذهبت أذربيجان مجدداً إلى الحرب عام 2020، وفازت فيها، واستعادت معظم الأراضي التي خسرتها قبل عقود.
ويقول مؤلف كتاب "الحديقة السوداء" الأمريكي توماس دي فال الذي يشرح 35 سنة من النزاع على كراباخ "إنها لمأساة حقيقية كيف أن سنوات من الجهود الدولية لإيجاد حل عادل للنزاع، قد انتهت في 24 ساعة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ناغورنو قره باغ قره باغ
إقرأ أيضاً:
شتائم وصراخ بالبيت الأبيض.. قصة صراع بين ماسك ووزير الخزانة
#سواليف
في ممرات الجناح الغربي من #البيت_الأبيض ارتفع الصوت وسمع الناس تبادل #الشتائم، في مؤشر على اتساع رقعة #الخلاف بين أقطاب الإدارة الأميركية.
ووفق شاهدين و3 مصادر تحدثوا لموقع #أكسيوس، حصل #شجار قوي بين رجلي الأعمال إيلون #ماسك الذي يقود وزارة الكفاءة الحكومية وسكوت #بيسنت الذي يشغل منصب #وزير_الخزانة.
كان ذلك الخميس الماضي وبحضور الرئيس دونالد #ترامب وعدد من المسؤولين.
مقالات ذات صلةيتعلق الأمر بخلاف بين ماسك وسكوت بيسنت حول من يتولى قيادة مصلحة الضرائب الأميركية.
ووفقًا للشهود، اندلع الخلاف بصوت مرتفع في ممرات الجناح الغربي، حيث تبادل الطرفان الشتائم والاتهامات وجهًا لوجه.
وقال أحدهم “كان الأمر أشبه بمصارعة بين مليارديرين في منتصف العمر”.
يشار إلى أن الخلافات بين ماسك وبيسنت بدأت خلال المرحلة الانتقالية للرئاسة، فقد ضغط ماسك لتعيين هوارد لوتنيك في منصب وزير الخزانة، إلا أن ترامب اختار بيسنت، وعيّن لوتنيك لاحقًا في وزارة التجارة.
ومنذ ذلك الحين، تصاعد التوتر بين الطرفين، لا سيما حول التعيينات داخل وزارة الخزانة.
الفشل والمبالغة
ووفق مصادر مطلعة فإن الخلاف الأخير اندلع بعد أن قرر ترامب تعيين غاري شابلي -مرشح ماسك- مفوضًا مؤقتًا لمصلحة الضرائب، بينما كان بيسنت يفضل تعيين نائبه في الخزانة، مايكل فولكيندر.
هذه المشادة الكلامية بين المليارديرين حصلت بحضور رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي كانت تزور الرئيس ترامب آنذاك.
وقد اتهم بيسنت ماسك بـالمبالغة في الوعود والفشل في خفض الميزانية، ليرد عليه ماسك باتهامه بأنه “عميل لسوروس” ويدير “صندوق تحوط فاشلا”.
وتفيد المصادر بأن أحد المساعدين تدخل للفصل بين الطرفين بعد أن تصاعدت حدة النقاش.
تعليقًا على الحادثة، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن “الخلافات أمر طبيعي في أي عملية سياسية صحية”، مؤكدة أن الجميع “يخدمون بناءً على رغبة الرئيس ترامب”.
انتصار مؤقت
وفي تطور لاحق، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز أن غاري شابلي قد تم استبعاده، وتم تعيين فولكيندر بدلًا منه في رئاسة مصلحة الضرائب.
ووفق مراقبين فإن هذا الإجراء يشكل انتصارًا لبيسنت في هذه الجولة من الصراع.
وقال موقع أكسيوس إنه ليس من المتوقع حدوث مصالحة قريبة بين الطرفين، “وسط تساؤلات في أروقة البيت الأبيض حول من سيوجه الضربة التالية”.
واعتبر مصدر مطلع أن “بيسنت فاز في هذه الجولة، لكن لا أحد يرغب في أن يكون ماسك عدوه”.
يذكر أن ماسك قائد أعمال متمرد على التقاليد، وشخصية مشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي. أما بيسنت فهو خبير مالي يوصف بأنه متحفظ ويفضل الابتعاد عن الظهور في الأخبار.