عربي21:
2024-07-03@05:05:27 GMT

هل تستغل إيطاليا كارثة درنة لزيادة نفوذها في ليبيا؟

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

هل تستغل إيطاليا كارثة درنة لزيادة نفوذها في ليبيا؟

أثار قرار إيطاليا بالتدخل في ليبيا وإعلان حالة الطوارئ من أجل المساعدة في كارثة السيول هناك بعض التساؤلات عن أهداف الخطوة وتداعياتها، وما إذا كانت ذريعة للتدخل هناك والتواجد عسكريا عبر فرق الإنقاذ وغيرها.

وقرر مجلس الوزراء الإيطالي إعلان حالة الطوارئ لـ"التدخل في الخارج"، ومنها ليبيا نتيجة للأحداث الاستثنائية التي شهدتها الأراضي الليبية من سيول وفيضانات، ما أدى إلى وضع خطير للغاية على سلامة الناس وسلامة الأصول العامة والخاصة".



"5 مليون يورو"
وأكدت الحكومة أن قرار التدخل جاء بناء على اقتراح من وزير الحماية المدنية الإيطالي، وأن مجلس الوزراء خصص بالفعل مبلغ 5 ملايين يورو للتدخل من الصندوق الوطني للطوارئ، بحسب وكالة "نوفا" الإيطالية.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من المسؤولين الليبيين على الخطوة الإيطالية، والتي جاءت في ظل دعوة كل من المجلس الرئاسي الليبي والحكومة المكلفة من البرلمان شرقا لعقد مؤتمر دولي من أجل إعمار درنة، ومطالبة حكومة "عبد الحميد الدبيبة" بتسييل الأموال الليبية المجمدة بعد مقتل القذافي من أجل الإعمار وهو ما رفضه "الرئاسي".

لكن السؤال: ما أهداف إيطاليا الحقيقية من هذه الخطوة؟وهل تتخذها ذريعة للتدخل عسكريا وزيادة نفوذها؟ ومع من تنسق هناك؟


"تأثير في مؤتمر الإعمار الدولي"
من جهتها، أكدت رئيس لجنة التنمية المستدامة بمجلس النواب، ربيعة بوراص أن "أزمة درنة جاءت بمثابة فرصة إنسانية للعديد من الدول والأطراف المحلية لبناء مواقع سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية جديدة في المشهد الليبي، أما قضايا مثل الغاز والطاقة والاتفاقيات البحرية الاقتصادية والهجرة فهي تلعب دورا هاما في تعاطي بعض الدول مع الأزمة في ليبيا ومنها دولة إيطاليا".

وأشارت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "إيطاليا من الدول المتواجدة اقتصاديا بقوة في ليبيا لذلك سيكون لها دور في المؤتمر الدولي لإعمار درنة خاصة إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية هي من يشرف على هذا المؤتمر ويتلقى الدعم الحاصل منه كونها حكومة حليفة لروما"، وفق قولها.

وبخصوص العلاقة بين الحكومة الإيطالية وحفتر فرأت بوراص أنها ليست علاقة سيئة بل هناك علاقة مصالح متبادلة بين الطرفين وعند تولي "ميلوني" رئاسة الحكومة الإيطالية كان حفتر أحد الأشخاص الذين قامت بدعوتهم واللقاء معه في روما".

"الهدف الهجرة غير الشرعية"
في حين قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة إن "هذا الإجراء يخص الهجرة الغير شرعية وليس له علاقة بالتدخل العسكري في ليبيا، كون كارثة درنة ربما يفتح أبواب الهجرة على مصرعيها لأن الجهات الأمنية الليبية مشغولة بالكارثة التي حلت بالمدينة وبالتالي وجود الكثير من المهاجرين الأفارقة في ليبيا والذين يتحينون الفرصة لركوب البحر بإتجاه جنوب أوروبا وبالأخص إيطاليا".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "هذا الأمر هو الذي جعل الحكومة الإيطالية ترصد مبلغ 5 مليون يورو وهو مبلغ زهيد لا يعكس القيام بعمليات عسكرية داخل التراب الليبي ولكنه موجه في حقيقته نحو المنظمات غير الحكومية التي تجوب البحر لالتقاط المهاجرين وتحويل وجهتهم إلى إيطاليا وكذلك محاولة إرجاع هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية"، وفق تقديراته.


"تدخل عسكري وشيك"
الناشطة التونسية المتخصصة في الملف الليبي، كوثر الدعاسي قالت من جهتها إن "الحكومة الإيطالية تسعى للتدخل في الشؤون الليبية منذ سنوات عديدة، وإعلان حالة الطوارئ بعد كارثة السيول ما هو إلا تصريح بالتدخل العسكري الخارجي، وللعلم ليبيا ليست بحاجة للإعانات بقدر احتياجها  لموقف دولي واضح وصريح لإيقاف نزيف الحرب وإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية تفرز حكومة وطنية بمعايير دولية".

وأضافت لـ"عربي21": "أعتقد أن هذا التدخل وبهذه الطريقة سيكون مثمرا خاصة في ظل الضبابية التي تعيشها الدبلوماسية الليبية والخلافات الواضحة بين إيطاليا وشمال أفريقيا عامة بسبب ما يسمي بـ" أزمة الحرقة " أي الهجرة غير الشرعية للأفارقة جنوب الصحراء إلى إيطاليا وغيرها من البلدان الأوروبية"، كما رأت.

وتابعت: "من الطبيعي أن تسعى الحكومة الإيطالية إلى حماية حدودها بشتى الطرق، لذا من الأسلم أن تكون هذه الخطوة الإيطالية مرفوقة بخطة أوروبية شاملة وتوافق دولي واسع لحل الأزمة الليبية من جذورها وليس عبر مجموعة إعانات من الممكن أن تضيع وسط المهاترات السياسية"، وفق تعبيرها.


"علاقة سيئة مع حفتر"
وبدوره أكد الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر أن "هذا الإعلان يعكس رغبة إيطاليا في تقديم المساعدة الإنسانية وتخفيف المعاناة التي تعاني منها ليبيا، وقد يؤدي هذا الإعلان إلى زيادة التعاون بين إيطاليا وليبيا في المجالات الإنسانية والاقتصادية، ولكنه لا يشير إلى التدخل العسكري".

ورأى أن "العلاقة بين إيطاليا وحفتر لم تكن جيدة في السابق، لكن مع ذلك، فإن العلاقات الدولية قد تتغير وتتطور، ومن الممكن حدوث تحسن في العلاقة بين الجانبين، أما بخصوص تأثير تحالف إيطاليا مع الدبيبة على الموقف الدولي فيما يتعلق بمؤتمر إعمار درنة، فإن ذلك يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".

وختم حديثه بالقول: "قد يتأثر الموقف الدولي بتوجهات إيطاليا وتحالفاتها في المنطقة، ولكن لا يمكننا التنبؤ بالتأثير الدقيق الذي ستكون له هذه العوامل على المؤتمر المذكور"، كما صرح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا الطوارئ درنة الهجرة ليبيا طوارئ درنة الهجرة سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الإیطالیة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

تعاون مصري إيطالي لتطوير البنية التحتية والنقل المستدام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وقع الفريق كامل الوزي وزير النقل وسفير إيطاليا بالقاهرة ميكيلي كواروني مذكرتي تفاهم في مجالات التدريب الفني والمهني للميكاترونكس والطب الحيوي وذلك خلال مؤتمر الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي ومصر الذي يُعقد حاليًا في القاهرة، وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. 
 وخلال مراسم التوقيع، أعلن السفير الإيطالي عن إطلاق مبادرات هامة في مجال البنية التحتية والنقل المستدام، وفقًا لخطة ماتي لأفريقيا.

ووقعت شركة Arsenale S.p.A الإيطالية مع هيئة سكك حديد مصر اتفاقية لإنشاء أول قطار سياحي فاخر مصنوع في إيطاليا، والذي سيعمل بين القاهرة وأسوان بدءًا من عام 2027. القطار، الذي يحمل اسم "حارس النيل"، يتسع لـ 80 راكبًا عبر 40 كابينة فاخرة، ويعد خطوة مهمة لتعزيز السياحة الفاخرة والتعاون بين البلدين.

كما أبرمت شركة Mermec S.p.A الإيطالية مع هيئة سكك حديد مصر عقدًا بقيمة 130 مليون يورو لتطوير نظام إشارات السكك الحديدية على خط "الفردان - بئر العبد/بالوظة - ميناء شرق بورسعيد"، بهدف تحسين السلامة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وقامت مؤسسة SACE الإيطالية بتوقيع مذكرتي تفاهم مع وزارة النقل المصرية والبنك التجاري الدولي (CIB) لدعم مشروعات النقل البيئي بقيمة إجمالية تبلغ 920 مليون يورو.

وأخيرًا، وقعت شركة Movyon الإيطالية مذكرة تفاهم مع شركة السويدي لتطوير وسائل نقل ذكية ومستدامة، تشمل إنشاء شركة جديدة لإدارة صيانة وتشغيل أنظمة النقل الذكي على الطرق المصرية.

صرح سفير إيطاليا بالقاهرة، ميكيلي كواروني، أن هذه المشروعات تعكس التزام إيطاليا بدعم تطوير البنية التحتية المصرية وتعزيز الاستدامة البيئية والابتكار التكنولوجي، في إطار خطة ماتي التي أطلقتها رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الحكومة الليبية تعيد فتح منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس
  • مصادرة شحنة أسلحة وطائرات بدون طيار تابعة لحفتر في إيطاليا
  • إيطاليا توقع اتفاقيات تعاون مع مصر بهدف نشر اللغة الإيطالية والتعليم المهني
  • إيطاليا.. مقتل سائق توصيل وسرقة مقتنيات بقيمة 500 ألف دولار
  • هل يؤسس حفتر لحكم وراثي بعد ترقية 3 من أبنائه في الشرق الليبي؟
  • أنسا: إيطاليا تعتقل 4 ضباط إيطاليين وضابط ليبي بخفر السواحل بتهمة تهريب السجائر
  • تعاون مصري إيطالي لتطوير البنية التحتية والنقل المستدام
  • ترقية أبناء حفتر.. هل يمهد المشير للتوريث في ليبيا؟
  • صحف إيطاليا: المنتخب «الفاشل» يعود إلى «نقطة الصفر»!
  • ترقية أبناء حفتر.. هل يُمهد المشير للتوريث في ليبيا؟