عربي21:
2025-02-02@07:03:26 GMT

هل تستغل إيطاليا كارثة درنة لزيادة نفوذها في ليبيا؟

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

هل تستغل إيطاليا كارثة درنة لزيادة نفوذها في ليبيا؟

أثار قرار إيطاليا بالتدخل في ليبيا وإعلان حالة الطوارئ من أجل المساعدة في كارثة السيول هناك بعض التساؤلات عن أهداف الخطوة وتداعياتها، وما إذا كانت ذريعة للتدخل هناك والتواجد عسكريا عبر فرق الإنقاذ وغيرها.

وقرر مجلس الوزراء الإيطالي إعلان حالة الطوارئ لـ"التدخل في الخارج"، ومنها ليبيا نتيجة للأحداث الاستثنائية التي شهدتها الأراضي الليبية من سيول وفيضانات، ما أدى إلى وضع خطير للغاية على سلامة الناس وسلامة الأصول العامة والخاصة".



"5 مليون يورو"
وأكدت الحكومة أن قرار التدخل جاء بناء على اقتراح من وزير الحماية المدنية الإيطالي، وأن مجلس الوزراء خصص بالفعل مبلغ 5 ملايين يورو للتدخل من الصندوق الوطني للطوارئ، بحسب وكالة "نوفا" الإيطالية.

ولم يصدر أي رد فعل رسمي من المسؤولين الليبيين على الخطوة الإيطالية، والتي جاءت في ظل دعوة كل من المجلس الرئاسي الليبي والحكومة المكلفة من البرلمان شرقا لعقد مؤتمر دولي من أجل إعمار درنة، ومطالبة حكومة "عبد الحميد الدبيبة" بتسييل الأموال الليبية المجمدة بعد مقتل القذافي من أجل الإعمار وهو ما رفضه "الرئاسي".

لكن السؤال: ما أهداف إيطاليا الحقيقية من هذه الخطوة؟وهل تتخذها ذريعة للتدخل عسكريا وزيادة نفوذها؟ ومع من تنسق هناك؟


"تأثير في مؤتمر الإعمار الدولي"
من جهتها، أكدت رئيس لجنة التنمية المستدامة بمجلس النواب، ربيعة بوراص أن "أزمة درنة جاءت بمثابة فرصة إنسانية للعديد من الدول والأطراف المحلية لبناء مواقع سياسية وأمنية واقتصادية وعسكرية جديدة في المشهد الليبي، أما قضايا مثل الغاز والطاقة والاتفاقيات البحرية الاقتصادية والهجرة فهي تلعب دورا هاما في تعاطي بعض الدول مع الأزمة في ليبيا ومنها دولة إيطاليا".

وأشارت في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "إيطاليا من الدول المتواجدة اقتصاديا بقوة في ليبيا لذلك سيكون لها دور في المؤتمر الدولي لإعمار درنة خاصة إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية هي من يشرف على هذا المؤتمر ويتلقى الدعم الحاصل منه كونها حكومة حليفة لروما"، وفق قولها.

وبخصوص العلاقة بين الحكومة الإيطالية وحفتر فرأت بوراص أنها ليست علاقة سيئة بل هناك علاقة مصالح متبادلة بين الطرفين وعند تولي "ميلوني" رئاسة الحكومة الإيطالية كان حفتر أحد الأشخاص الذين قامت بدعوتهم واللقاء معه في روما".

"الهدف الهجرة غير الشرعية"
في حين قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة إن "هذا الإجراء يخص الهجرة الغير شرعية وليس له علاقة بالتدخل العسكري في ليبيا، كون كارثة درنة ربما يفتح أبواب الهجرة على مصرعيها لأن الجهات الأمنية الليبية مشغولة بالكارثة التي حلت بالمدينة وبالتالي وجود الكثير من المهاجرين الأفارقة في ليبيا والذين يتحينون الفرصة لركوب البحر بإتجاه جنوب أوروبا وبالأخص إيطاليا".

وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "هذا الأمر هو الذي جعل الحكومة الإيطالية ترصد مبلغ 5 مليون يورو وهو مبلغ زهيد لا يعكس القيام بعمليات عسكرية داخل التراب الليبي ولكنه موجه في حقيقته نحو المنظمات غير الحكومية التي تجوب البحر لالتقاط المهاجرين وتحويل وجهتهم إلى إيطاليا وكذلك محاولة إرجاع هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية"، وفق تقديراته.


"تدخل عسكري وشيك"
الناشطة التونسية المتخصصة في الملف الليبي، كوثر الدعاسي قالت من جهتها إن "الحكومة الإيطالية تسعى للتدخل في الشؤون الليبية منذ سنوات عديدة، وإعلان حالة الطوارئ بعد كارثة السيول ما هو إلا تصريح بالتدخل العسكري الخارجي، وللعلم ليبيا ليست بحاجة للإعانات بقدر احتياجها  لموقف دولي واضح وصريح لإيقاف نزيف الحرب وإجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية تفرز حكومة وطنية بمعايير دولية".

وأضافت لـ"عربي21": "أعتقد أن هذا التدخل وبهذه الطريقة سيكون مثمرا خاصة في ظل الضبابية التي تعيشها الدبلوماسية الليبية والخلافات الواضحة بين إيطاليا وشمال أفريقيا عامة بسبب ما يسمي بـ" أزمة الحرقة " أي الهجرة غير الشرعية للأفارقة جنوب الصحراء إلى إيطاليا وغيرها من البلدان الأوروبية"، كما رأت.

وتابعت: "من الطبيعي أن تسعى الحكومة الإيطالية إلى حماية حدودها بشتى الطرق، لذا من الأسلم أن تكون هذه الخطوة الإيطالية مرفوقة بخطة أوروبية شاملة وتوافق دولي واسع لحل الأزمة الليبية من جذورها وليس عبر مجموعة إعانات من الممكن أن تضيع وسط المهاترات السياسية"، وفق تعبيرها.


"علاقة سيئة مع حفتر"
وبدوره أكد الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر أن "هذا الإعلان يعكس رغبة إيطاليا في تقديم المساعدة الإنسانية وتخفيف المعاناة التي تعاني منها ليبيا، وقد يؤدي هذا الإعلان إلى زيادة التعاون بين إيطاليا وليبيا في المجالات الإنسانية والاقتصادية، ولكنه لا يشير إلى التدخل العسكري".

ورأى أن "العلاقة بين إيطاليا وحفتر لم تكن جيدة في السابق، لكن مع ذلك، فإن العلاقات الدولية قد تتغير وتتطور، ومن الممكن حدوث تحسن في العلاقة بين الجانبين، أما بخصوص تأثير تحالف إيطاليا مع الدبيبة على الموقف الدولي فيما يتعلق بمؤتمر إعمار درنة، فإن ذلك يعتمد على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".

وختم حديثه بالقول: "قد يتأثر الموقف الدولي بتوجهات إيطاليا وتحالفاتها في المنطقة، ولكن لا يمكننا التنبؤ بالتأثير الدقيق الذي ستكون له هذه العوامل على المؤتمر المذكور"، كما صرح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية ليبيا الطوارئ درنة الهجرة ليبيا طوارئ درنة الهجرة سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الإیطالیة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

دينا هويدي: قصور الثقافة لم تستغل بعد بالشكل الأمثل في عصر التكنولوجيا

 

قالت الدكتورة دينا هويدي، مدير عام ثقافة المرأة والمدير التنفيذي لمشروع أهل مصر للفتيات، إن قصور الثقافة لم تستغل بعد بالشكل الأمثل، فهي تلعب دورًا كبيرًا في التوعية الثقافية، خاصة في عصر التكنولوجيا، حيث أصبح العالم مفتوحًا من خلال الهواتف الذكية.

جاء ذلك خلال لقاء خاص معها على هامش فعاليات الملتقى الـ 19 لثقافة وفنون الفتاة والمرأة بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، والذى أقيم ضمن برامج وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، و تستمر الفعاليات حتى 29 يناير الحالي.

وأضافت المدير التنفيذي لمشروع أهل مصر للفتيات، أن قصور الثقافة يجب أن تكون نقاط التقاء للمحافظات المختلفة لتعزيز التواصل الثقافي بينها.

واوضحت انها تتولى رئاسة إدارة المرأة منذ ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة، حققنا نجاحات كبيرة في قطاع تمكين المرأة. نحن نهتم بملف المرأة والفتاة من سن 18 عامًا فما فوق في جميع المجالات.


نعمل وفق رؤية واضحة وضعناها مسبقًا، ونواصل تطويرها أنا وزملائي، والحمد لله، فقد تمكنت الإدارة العامة لثقافة المرأة من تحقيق إنجازات ملموسة وواضحة في كل مكان. أشعر بسعادة كبيرة حيال ذلك، وأرحب بكم في الملتقى التاسع عشر لثقافة الفتاة والمرأة.
من أهم أنشطتنا جمع الفتيات من المحافظات الحدودية، وأسعد كثيرًا بلقائهن.

وعن الرؤية الاستراتيجية العامة لإدارة ثقافة المرأة؟ وكيف يتم ترجمتها على أرض الواقع، قالت :
أنا مؤمنة بأن كل مدير يعمل وفق منظومة محددة وليس بشكل فردي. لذلك، لا بد من وجود أطر تنظيمية واضحة.
وأشارت إلى أنه لتحقيق إنجازات في ملف المرأة والفتاة، لا بد من تحديد مجموعة من المحاور الأساسية وعدم العمل بعشوائية.
أولًا، هناك رؤية مصر 2030، وهي ملف مهم جدًا. ثانيًا، الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وهي إحدى الاستراتيجيات التي نضعها في الاعتبار.
ثالثًا، الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، وهي رؤية مهمة للدولة، تهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا، اجتماعيًا، ثقافيًا، وإبداعيًا في جميع المجالات.
لكن هل التمكين يعني فقط موافقة المرأة؟ بالطبع لا، فالمرأة جزء من المجتمع، الذي يتكون من الرجل والمرأة معًا.
بناءً على هذه الاستراتيجيات، نضع خططًا وننفذها، مع متابعة التحديات التي نواجهها والعمل على إيجاد حلول لها.
كما أن ملف التنمية المستدامة يعد من المحاور الأساسية، فجميع أنشطة الملتقى تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، مثل مكافحة البطالة والفقر من خلال تعليم الفتيات الحرف اليدوية.

 

أقرب المشاريع إلى قلبي

وعن دور مشروع أهل مصر في دعم الفتاة والمرأة، قالت:
يؤدي المشروع دورًا بالغ الأهمية، وهو من أقرب المشاريع إلى قلبي، حيث أستمتع بالتفاعل مع الفتيات والنساء.
أول مرة أصرح بهذا، ولكن هذا الملتقى له مكانة خاصة لدي.
نحن نقابل فتيات في عمر الزهور، مقبلات على الحياة، ونساعدهن في تحقيق أحلامهن، خاصة الفتيات من المحافظات الحدودية.
فكرة جمع فتيات من المحافظات الحدودية في مكان واحد، حيث يتشاركن الطعام والأنشطة والحوارات، هي فكرة عبقرية.
تأمين الحدود لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يجب أن يتم من خلال التوعية الثقافية للفتيات والنساء.
كما أن الملتقى يتيح تبادل الثقافات والتعرف على عادات كل محافظة.
مصر من أكثر الدول التي تمتلك تنوعًا ثقافيًا غنيًا، وكل منطقة لها طابعها المميز.
الصعوبات الأساسية التي نواجهها هي كيفية تجميع الفتيات، كيفية تفاعلهم مع بعضهن البعض، وكيفية المحافظة على التواصل بينهن بعد انتهاء الملتقى.
لكننا ننجح في تكوين روابط قوية بين الفتيات، وهو دليل على أن المحافظات الحدودية ليست منسية، بل هي جزء أساسي من عملية التنمية.

وعن أهم الإنجازات التي حققها الملتقى منذ انطلاقه، أوضحت أن الأهم من الأرقام هو التأثير الفعلي الذي يتركه الملتقى.
لكن من ناحية الأعداد، فقد استفاد الكثيرون من الملتقيات السابقة. ومع ذلك، فإن التأثير الحقيقي يتمثل في نشر الوعي والمعرفة.
كل شخص يكتسب معلومات جديدة من الملتقى ينقلها إلى أسرته ومجتمعه،  يحقق فائدة أكبر.
أما من حيث الإنتاج، ففي كل ملتقى يتم إنتاج ما بين 200 و 300 قطعة يدوية.

طريقة اختيار الفتيات المشاركات في ملتقى أهل مصر، كانت ضمن الحديث معها حيث قالت:
في أنشطة الإدارة، لدينا فئات نوعية نعمل معها، ويتم اختيار المشاركات وفقًا لمعايير محددة. فعلى سبيل المثال، لدينا قوافل ثقافية تبدأ من سن 18 عامًا فما فوق، وتستهدف تقديم برامج تدريبية وتوعوية.
لكن ما يميز ملتقى أهل مصر هو أنه لا يقتصر على طالبات الجامعات فقط، بل يشمل جميع الشرائح، سواء الحاصلات على التعليم الابتدائي أو الإعدادي أو الثانوي، بالإضافة إلى رائدات الأعمال.
كان هناك تخوف في البداية من اختلاف مستويات التعليم بين الفتيات، ولكن لاحظنا أن وجودهن معًا خلق انسجامًا طبيعيًا، لأن اهتماماتهن المشتركة كانت العامل الأساسي في الدمج بينهن.

وعن النماذج الناجحة التي خرج بها الملتقى، أشارت هويدي إلى أن النماذج الناجحة التي خرجت من الملتقيات هي أكثر ما يسعدني.
في البداية، كانت بعض الفتيات غير متحمسات للعمل أو غير مدركات لأهمية إنشاء مشاريع خاصة بهن.
لكنني أطلب من كل مدرب في الملتقى إعداد قائمة بالمتميزات في الورش المختلفة، ويتم متابعة هؤلاء الفتيات ببرامج خاصة.
بعد انتهاء الملتقى، تحاول كل فتاة تطبيق ما تعلمته، وبعضهن يصلن إلى مستوى عالٍ من الاجتهاد، مما يمكنهن من الترقي من متدربات إلى مساعدات مدربات، ثم إلى مدربات محترفات.
وفي كل افتتاح لملتقى جديد، نقوم بتكريم الفتيات اللواتي نجحن وأصبحن مدربات أو رائدات أعمال، بهدف تحفيز باقي المشاركات.

وقدمت المدير التنفيذي لمشروع أهل مصر للفتيات، مجموعة من النصائح للفتيات هى:
أولًا، اهتممن بأنفسكن جيدًا، واقرأن كثيرًا، لأن القراءة هي سلاح قوي يساعد على تنمية العقل.
ثانيًا، السفر مهم جدًا، فهو يتيح لكِ اكتساب خبرات جديدة والتعرف على ثقافات مختلفة.
ثالثًا، حافظي على أسراركِ، ولا تلقي بها لأي شخص بسهولة.
وأخيرًا، تعلمي لغات جديدة، فهي تفتح لكِ آفاقًا أوسع في الحياة.


 

مقالات مشابهة

  • الحاجي: تصريحات الحكومة عن اقتراضها من المصرف المركزي تتناقض مع ادعاءات استقرار الاقتصاد الليبي
  • أوحيدة: إيطاليا سلمت “انجيم” تجنبا لكشف علاقتها بالمليشيات الليبية
  • تقرير إيطالي: ارتفاع مفاجئ في أعداد المهاجرين إلى إيطاليا بسبب الفراغ الأمني على السواحل الليبية
  • دينا هويدي: قصور الثقافة لم تستغل بعد بالشكل الأمثل في عصر التكنولوجيا
  • الحويج: الحكومة الليبية تتخذ سياسة “صفر مشكلات” مع دول الجوار
  • “بتروغاز ليبيا”: خطط لزيادة الابتكار وتحقيق نمو مستدام في قطاع النفط
  • رويترز: المحكمة الجنائية الدولية تطالب إيطاليا بتفسير إعادة نجيم إلى ليبيا
  • العبيدي: زيارة ناجي عيسى إلى درنة تعكس التزام ليبيا بالوحدة الوطنية
  • التكبالي: إيطاليا تراعي مصالحها في ليبيا وتتجنب توترات مع المجموعات المسلحة
  • رئيس الجمهورية الإيطالية يستقبل الأمينَ العام لرابطة العالم الإسلامي