ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد مخاوف من شح الإمدادات العالمية
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
سبتمبر 28, 2023آخر تحديث: سبتمبر 28, 2023
المستقلة/- تواصل أسعار النفط “بخطى ثابتة” الارتفاع في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس، بعد أن صعدت إلى أعلى مستوى في 2023 في الجلسة السابقة، إذ تفاقمت المخاوف من شح الإمدادات العالمية في ظل الانخفاض الحاد في مخزونات الخام الأميركية والتي وصلت لمستويات حرجة.
وأظهرت بيانات حكومية أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت خلال الأسبوع الماضي بنحو 2.2 مليون برميل، لتصل إلى 416.3 مليون برميل. ويتجاوز التراجع بشكل كبير توقعات المحللين، وذلك في استطلاع أجرته رويترز، بانخفاض قدره 320 ألف برميل تقريبا.
وجاء ذلك في أعقاب تخفيضات إنتاج طوعية بلغت 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام من السعودية وروسيا.
ويواصل خام برنت الاقتراب من مستويات 100 دولار للبرميل إذ يتم تداوله في التعاملات المبكرة في آسيا الخميس فوق مستويات الـ 97 دولارا بزيادة نسبتها 0.9 بالمئة، وهي أعلى مستوى منذ نوفمبر الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من دولار إلى 94.70 دولار مسجلا أعلى مستوى منذ أغسطس /آب 2022، وكان الخام الأميركي قد قفز بنسبة 3.6 بالمئة عند التسوية الأربعاء، وهي أكبر مكاسبه منذ أوائل مايو/ آيار.
وانخفضت المخزونات في كاشينغ بولاية أوكلاهوما – نقطة التسليم للخام الأميركي – إلى أقل بقليل من 22 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2022 وقريب من الحد الأدنى التشغيلي.
وقالت أمريتا سين، المؤسس المشارك ورئيس قسم الأبحاث في شركة Energy Aspects: “ما أخشاه في هذا السوق هو أننا قمنا بتخفيض الكثير من المخزون.. في الوقت الحالي، ما يحدث في الولايات المتحدة – (جفاف للمخزونات في كوشينغ) “، بحسب بلومبرغ.
هل تصل أسعار النفط إلى 100 دولار قريبا؟
وقفز خام غرب تكساس الوسيط بنحو الثلث منذ نهاية يونيو/ حزيران، وهو في طريقه لتحقيق أكبر مكسب فصلي منذ أوائل عام 2022، مما أدى إلى زيادة التضخم وتسبب في مشاكل جديدة للبنوك المركزية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توقعت أوبك عجزًا يصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام في الربع الرابع. ومع إثبات الطلب في الولايات المتحدة والصين مرونة، يرى كثيرون في السوق الآن أن سعر النفط بقيمة 100 دولار أمر لا مفر منه، حتى مع ارتفاع الدولار واستمرار المخاوف بشأن ارتفاع أسعار الفائدة العالمية.
وصعد الدولار إلى أعلى مستوى في عشرة أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، الأربعاء، ليرسل اليورو إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر، ويتسبب في تزايد احتمالات التدخل لدعم الين
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات، إلى 106.7، وهو أعلى مستوى منذ 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، إن توقعاتنا لأسعار النفط تم تعديلها للأعلى بعد الدعم القوي الذي تلقته الأسعار من الشرق الأوسط من ناحية مواصلة خفض الإنتاج.
“اعتقد ببساطة أن أوبك تتوقع عجزا كبيرا في المعروض خلال الربع الأخير من العام بالتزامن مع إبقاء السعودية للخفض الطوعي الأمر الذي سيبقي الأسواق في حالة تشديد في الأشهر المقبلة وبالتالي خطر وصول أسعار النفط لمئة دولار لا يزال قائما”. بحسب تعبير هانسن.
هل يستطيع العالم الاستغناء عن النفط؟
غير أن أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك نوه إلى أن بعض دول العالم تتجه نحو ركود تضخمي مما يعني أن آفاق الطلب في عام 2024 ستكون محفوفة بالتحديات.
كما شدد على أن أعضاء أوبك يعرفون تماما أن أسعار النفط المرتفعة ستقتل الطلب وهذا ليس من مصلحتهم.
من جانبه، قال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في شركة ING Groep NV: “إنها مسألة وقت فقط قبل أن يتخطى خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل”. “ومع ذلك، نعتقد أن أي اختراق سيكون قصير الأجل نسبيًا، نظرًا للضغوط المتزايدة التي من المرجح أن تُمارس على أوبك + لتخفيف تخفيضات الإمدادات”.
يذكر أن المخزونات في كاشينغ انخفضت لمدة سبعة أسابيع متتالية ويعتبرها العديد من التجار أنها بالفعل عند أدنى المستويات التي تسمح للصهاريج بالعمل بشكل طبيعي. أصبحت إمدادات اللحظة الأخيرة من مراكز التخزين باهظة الثمن على نحو متزايد، وأصبح الخام الأميركي باهظ الثمن للغاية بالنسبة للمشترين الأجانب.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: أسعار النفط ملیون برمیل أعلى مستوى
إقرأ أيضاً:
«آي صاغة»: 680 جنيهًا ارتفاعًا في أسعار الذهب بالأسواق المحلية خلال الربع الأول من 2025
ارتفعت أسعار الذهب بالسوق المحلية نحو 18% خلال تعاملات الربع الأول من 2025، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 19%، لتسجل أكبر مكسب ربع سنوي له منذ 39 عامًا، وذلك بفعل الطلب القوي على الذهب، كملاذ آمن، نتيجة حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ووفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بقيمة 565 جنيهًا خلال تعاملات الربع الأول من العام الجاري، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات مع بداية شهر يناير عند مستوى 3740 جنيهًا، ولامس مستوى 4425 جنيهًا، واختتم التعاملات مع نهاية شهر مارس عند مستوى 4420 جنيهًا.
بينما ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنحو 502 دولارات خلال تعاملات الربع الأول، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2624 دولارًا، ولامست مستوى 3128 دولارًا كاعلى مستوى في تاريحها في 31 مارس، واختتمت التعاملات عند مستوى 3126 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5051 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3789 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2947 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 35360 جنيهًا.
وقال المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» إن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 9 %، وبقيمة 370 جنيهًا خلال شهر مارس، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4050 جنيها، واختتم التعاملات عند مستوى 4420 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بنسبة 9.4%، وبقيمة 268 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2858 دولارًا، واختتمت عند 3126 دولارًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنسبة 35 جنيهًا خلال تعاملات أمس، الاثنين، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4385 جنيهًا، ولامس مستوى 4425 جنيهًا، واختتم التعاملات عند 4420 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية، بقيمة 41 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 3085 دولارًا، ولامست مستوى 3128 دولارًا يوم 31 مارس، كأعلى مستوى في تاريخها، واختتمت التعاملات عند 3126 دولارًا.
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق، عند 3128 دولارًا، مدفوعة بالطلب المرتفع جراء تزايد المخاوف من استمرار التضخم وحالة عدم اليقين بشأن التجارة العالمية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، ما دفع المستمرين للذهب كوسيلة للتحوط.
وذكر أن هذه الزيادة الأخيرة في الأسعار في الوقت الذي تستعد فيه الإدارة الأمريكية لتطبيق تعريفات جمركية جديدة على منتجات متنوعة من دول متعددة، بما في ذلك كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، وقد أطلق الرئيس ترامب على يوم 2 أبريل اسم "يوم التحرير".
ولفت إلى أن استمرار التوترات الجيوسياسية وظهور حالة عدم اليقين الاقتصادي، تزداد جاذبية الذهب كملاذٍ آمن، ما يُمهّد الطريق لتحقيق المزيد من المكاسب في الأشهر المقبلة، حيث يتزايد قلق المستثمرين بشأن التأثير المحتمل لرسوم دونالد ترامب الجمركية، خشية أن تؤدي هذه السياسات إلى انخفاض النمو، وارتفاع التضخم، وتراجع التجارة الدولية، وضعف القدرة على التنبؤ بالنظام العالمي.
وأشار إلى أن التهديدات الأمريكية باتخاذ إجراءات انتقامية وانقطاعات في الإمدادات العالمية عززت مخاوف التضخم وتباطؤ النمو، وهي ظروف دفعت تاريخيًا أسعار الذهب إلى الارتفاع، ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي انخفض فيه مؤشر مورجان ستانلي كابيتال إنترناشيونال MSCI العالمي بنسبة 1.2%، ما يعكس تحولًا من الأصول الخطرة إلى الملاذ الآمن.
وأضاف أن الدولار لا يزال تحت الضغط، حيث تُغذي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ قريبًا في خفض أسعار الفائدة مجددًا، حيث تشهد الأسواق مزيدًا من التوقعات بخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
في الأسبوع الماضي، رفع محللون من جولدمان ساكس وسوسيتيه جنرال وبنك أوف أمريكا توقعاتهم للأسعار، محددين مستوى 3300 دولار كهدف رئيسي تالي بنهاية العام.
في حين أطلقت أكبر أربع شركات تأمين في الصين، والتي تدير أصولًا مجمعة بقيمة 13 تريليون ين، برنامجًا تجريبيًا لشراء الذهب، مع تدفقات متوقعة تعادل 183 طنًا، ويمثل ذلك ما يقرب من نصف مشتريات البنوك المركزية العالمية العام الماضي، ويعكس هذا التحول الاستراتيجي توجهًا مؤسسيًا أعمق نحو الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم وموازنة للمخاطر الجيوسياسية، وإلى جانب الطلب الثابت على صناديق الاستثمار والتراكم المستمر من البنوك المركزية، توفر هذه الموجة المؤسسية دعمًا قويًا لهذا الارتفاع.
في سياق متصل، تترقب الأسواق تطبيق إدارة ترامب للرسوم الجمركية على التجارة العالمية يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف غير الزراعية لشهر مارس يوم الجمعة، حيث يحذر المحللون من أن كلا الأمرين قد يعززان جاذبية الذهب كملاذ آمن، وتشمل البيانات البارزة الأخرى مؤشر مديري المشتريات التصنيعي ISM وفرص العمل المتاحة في JOLTS يوم الثلاثاء، ومؤشر التوظيف ADP يوم الأربعاء، ومؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM وطلبات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.