الكشف عن اسم الدولة التي تقف وراء قصف قوات البحرين في السعودية وعلاقة ذلك بزيارة الوفد الحوثي الأخيرة للرياض
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
تفاجأت الأوساط الإقليمية والدولية الإثنين الماضي، بهجوم الطيران المسير الذي استهدف قوات التحالف العربي المرابطة على الحد الجنوبي للسعودية، وأودى بحياة ثلاثة من القوات البحرينية المشاركة في التحالف.
وكانت المفاجأة أن الهجوم جاء بعد أيام قليلة من عودة الوفد الحوثي، من العاصمة السعودية الرياض، بعد نقاشات أجراها مع مسؤولين سعوديين استمرت لأربعة أيام، ووُصفت تلك النقاشات بالإيجابية والجادة، في طريق عملية السلام في اليمن.
وتزامن العملية الهجومية على الأراضي السعودية، مع المشاروات التي كانت جارية بين المملكة وجماعة الحوثي، اثار العديد من التساؤلات حول الجهة المنفذة والمستفيدة ومن يقف وراء ذلك.
تيار إيران داخل الجماعة
اقرأ أيضاً روسيا تكشف تفاصيل الهجوم الذي نفذه الحوثيون على القوات البحرينية داخل الأراضي السعودية مقتل ثالث جندي من القوات البحرينية إثر الهجوم الحوثي على السعودية تفاصيل اتصال ولي العهد السعودي بملك البحرين عقب الهجوم الحوثي على القوات البحرينية البحرين توجه طلبًا هامًا للمليشيات الحوثية عقب الهجوم على قواتها في السعودية مسؤول يمني يقلل من تداعيات الهجوم الحوثي الأخير على السعودية.. والتحالف يكشف عن استهداف منشآت بيان قوي للخارجية السعودية يصف الحوثيين بـ”المليشيات الإرهابية” عقب الهجوم الغادر على قوات التحالف بالحدود المبعوث الأممي إلى اليمن يدعو لاتخاذ خطوات حاسمة عقب تصعيد المليشيا على الحدود السعودية في ذكرى ثورة سبتمبر.. الفريق علي محسن الأحمر يوجه رسالة مهمة لليمنيين وهذا ما قاله عن المبادرة السعودية إمام الحرم المكي السابق ‘‘عادل الكلباني’’ في مشهد ترويجي لموسم الرياض برفقة لاعب نادي الهلال (فيديو) عقب الهجوم على السعودية.. طارق صالح: لهذا السبب تعجز مليشيا الحوثي عن الالتزام بعهدها عاجل: اعتذار حوثي للسعودية عقب الهجوم الغادر الذي استهدف قوات بحرينية أول رد سعودي عاجل على الهجوم الحوثي الذي استهدف قوات بحرينية جنوبي المملكةوبشأن ذلك، قال الباحث السياسي ورئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي، إن هناك ”صراع حقيقي وانقسامات عميقة بين هذه العصابة الحوثية، وتتعزز الانقسامات بشكل مستمر، ولأسباب متعددة بعضها بنيوية داخلية وبعضها نتيجة التيه وتذبذب الوجهة”.
واشار بحسب ”يمن ديلي نيوز”، إلى أن السعوديين ”نجحوا في التأثير على القرار الحوثي والذي يتعارض مع مصلحة الجهة المصنعة الإيرانية باعتبار جذر الحوثية ايراني صرف“.
ويقول إن السبب وراء هذه العملية التي تأتي بعد عودة وفد الجماعة من الرياض يعود إلى “وجود تيارات داخل الجماعة تتبع ايران ترى أن التفاهمات مع السعودية يضعف التبعية لطهران”.
ويرى الباحث السياسي أن القصف ”نتاج هذه الفوضى كلها، ونتيجة الصراع داخل الجماعة، وقد يكون نتيجة خدمة طرف ثالث لم تروقه التطورات الاخيرة”، مؤكدا بأن هذه العملية بالمجمل نتيجة “الضغط الإيراني وهي – أي إيران – من تقف وراء هذه العملية“.
وخلال الأشهر الماضية شهدت العلاقات السعودية الإيرانية تطورات كبير حيث ثم تبادل السفراء وافتتاح السفارات وايضا الزيارات المتبادلة الأمر الذي تسبب بانزعاج بعض من قيادات مليشيات الحوثي وتسبب في وجود توترات داخل الجماعة.
سيناريوهين ورسالة للبحرين
من جانبه، يرى المحلل العكسري الدكتور علي الذهب، أن هناك سيناريوهين محتملين للعملية، مشيرا إلى أن السيناريو الأول يحتمل أن الأمر ”عرضي“ كون أن الإشتباكات لاتزال موجودة بشكل متقطع في مناطق الحدود، ومواجهات لإحباط محاولات تسلل حوثية.
ويقول “الذهب” في حديث لـ”يمن ديلي نيوز“، إن الحوثيين يتخذون من عمليات التسلل محاولة للإقتراب والإستطلاع بالقوة وقد تكون مثل هذه الأعمال واردة ضمن مايطلق عليه الحوثيين ”العمليات الإيذائية“، والتي تكون في أرض الخصم.
أما السيناريو الثاني، وفقا للمحلل العسكري “علي الذهب“ متعلق ”بضلوع إيران في الموضوع بهدف إيصال رسالة للقوات البحرينية لمغادرة الحدود السعودية، ورفع ماتبقى من قواتها داخل الأراضي اليمنية، سواء في محور صعدة أو حجة أو في شبوة، حيث تعتبر تلك القوات متخصصة في المدفعية وكانت ضرباتها سديدة.
ويضيف “القوات البحرينية لم تتعرض طوال سنوات الحرب لأي أضرار بشرية، الأمر الذي دفع الحوثيين ومن ورائهم إيران ك لاستهداف هذه القوات حتى لاتخرج إلا وقد نالها من الحرب مانال الإماراتيين والسعوديين من خسائر خاصةً الخسائر البشرية، وهو الإحتمال الوارد”.
ويلفت “الذهب“ إلى أن قناعتة تذهب إلى السيناريو الثاني، مضيفا “في كل الأحوال هي رسالة ومحاولة للضغط لتحقيق مطلب خروج قوات التحالف العربي والذي يطلق عليهم الحوثيين القوات الأجنبية”.
إعلان الجيش البحريني
وكانت البحرين قد أعلنت في وقت سابق، مقتل عسكريين إثنين وسقوط عدد من الجرحى، خلال هجوم على قواتها المرابطة جنوبي السعودية، ضمن قوات التحالف العربي.
وأمس أعلنت، مقتل ثالث جندي من جنودها المصابين في الهجوم الذي شنّته طائرات مسيرة تابعة للحوثيين على منطقة جنوب السعودية قرب الحدود مع اليمن.
ونعت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، الوكيل أول آدم سالم نصيب، موضحة أنه "استشهد متأثرا بجروحه الخطيرة نتيجة الهجوم العدائي الحوثي الغادر، الذي جرى يوم الاثنين".
وأشار بيان القيادة إلى أن الجندي الراحل كان يؤدي "واجبه الوطني المقدس ضمن قوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن" المشاركة في عمليات "إعادة الأمل" والمرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة للدفاع عن حدودها"، حسبما نقلت وكالة الأنباء البحرينية.
وكان الجيش البحريني قد أعلن الاثنين أن "العمل الإرهابي الغادر جرى عبر إرسال الحوثيين طائرات مسيّرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحدّ الجنوبي على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة"، مشيرا إلى أنّ الهجوم أسفر أيضا عن سقوط "عدد من الجرحى".
وأشار البيان ذاته إلى أن الهجوم جاء في الوقت الذي تتكثّف فيه المحادثات بين المتمرّدين اليمنيين والسعودية من أجل إرساء هدنة مستدامة بعد نحو عام ونصف العام على اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وتُعتبر هذه العملية أول هجوم للحوثيين عابر للحدود منذ أبريل 2022، وجاءت بعد أيام من إجراء وفد الحوثيين المفاوض نقاشات ولقاءات لعدة ايام في الرياض.
وكان المتحدث الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، توعد في بيان مساء الإثنين الماضي بالرد في الوقت والزمان المناسبين.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: القوات البحرینیة الهجوم الحوثی داخل الجماعة قوات البحرین قوات التحالف هذه العملیة عقب الهجوم إلى أن
إقرأ أيضاً:
جنسية وراتب.. هذه المزايا التي تقدمها أوكرانيا للمتطوعين الأجانب
بالتزامن مع حراك سياسي مكثف تقوده الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، يبدو أن دولا أوروبية تسارع الخُطا نحو مشاركة عسكرية، تضمن استمرار أي هدنة أو اتفاق.
وأوكرانيا، التي لطالما أكدت قدرتها على الصمود والقتال بالدعم المالي والعسكري لا بالقوات، ترحب اليوم بهذه "المبادرة" التي تأتي كطوق نجاة، مع دخول الحرب عامها الرابع.
ويقول وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها، إن بلاده تتحرك بنشاط نحو "تنفيذ نظام جديد للضمانات الأمنية، وتناقش فعلا عدد القوات وجغرافيا انتشارها وأدوارها وحجم صلاحياتها".
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا عدة اجتماعات حول هذا الشأن، آخرها كان في 17 مارس/آذار الجاري بمشاركة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وفيه أُعلن عن تشكيل ما يسمى "حلف الدول الراغبة".
ويرفض الناتو أن تكون هذه المبادرة رسمية باسمه، وتحت القيادة الأميركية التي لن تشارك، حتى وإن كانت معظم الدول "الراغبة" التي أبدت استعدادها، أوروبية وجزءا من الحلف الأطلسي.
ووفقا لما قاله مسؤولون أوكرانيون وغربيون، فإن دول هذا الحلف تنوي إرسال ما لا يقل عن 30 ألف جندي، وتضع فعلا خططا عملية لهذا الغرض، الأمر الذي يدل على أن نشر القوات الأوروبية أمر جدّي بات وشيكا.
إعلانلكن زيلينسكي طمع في زيادة هذا الرقم إلى 200 ألف جندي قبل أسابيع، ثم تراجع ليقول إن "هناك حاجة إلى 100 ألف لضمان السلام في أوكرانيا".
ورغم حديث مسؤولين عسكريين في بولندا عن وضع خطط "أ" و "ب" لعمل تلك القوات، يرى مراقبون أنه من السابق لأوانه الحديث عن أدوار كبيرة ستقوم بها.
ويرى الخبير العسكري في "المعهد الأوكراني للمستقبل"، والمستشار السابق لشؤون الأمن العسكري في البرلمان الأوكراني إيفان ستوباك في حديث للجزيرة نت أن فكرة إرسال هذه القوات ما زالت مادة خامًا وتحتاج إلى أطر محددة لتنفيذها.
وقال ستوباك "إن هذه القوات ستكون بقيادة أممية لا أوروبية، خاصة وإن روسيا ترفض وجودها رفضا قاطعا وترى فيها تصعيدا، كما أن دورها لن يكون إجبار الأوكرانيين أو الروس على شيء، وإنما ضمان ومراقبة وقف إطلاق النار، لأن تعدادها لا يسمح بغير ذلك أصلا".
وأضاف أنه ليس واضحا بعد أين ستنتشر تلك القوات، وهل ستكون قريبة من خطوط الاشتباك أم بعيدة عنها؟ وما إذا كانت ستتركز في المدن أم قرب المواقع والمنشآت الحساسة.
ومع ذلك، يعتقد ستوباك أن "حضور القوات الغربية قد يكون مقدمة لموجة تسليح وإمداد كبيرين، فتمويلها سيكون بالمليارات، لا نستطيع وصفها بقوات حفظ سلام وفق المفهوم التقليدي، لأن موسكو تعارضها، ولأنها لا تضم قوات تمثل الدول الداعمة لروسيا".
فكرة نشر قوات أجنبية تأتي في وقت لا يتزامن فقط مع مفاوضات وقف إطلاق النار، بل مع أزمة تعبئة تواجه أوكرانيا الطامحة إلى بناء جيش يقارب قوامه مليون جندي أيضا.
ويبدو أنها وجدت حلا بعيدا عن المبادرات الرسمية والعلاقات الدولية، يقضي بتوسيع مشاركة "المتطوعين الأجانب" في قوام الجيش، الأمر الذي بدأ عمليا في أحداث الشرق الانفصالي عام 2014، وتوسع ليشمل نحو 5-7 آلاف أجنبي مع بداية الحرب الراهنة، معظمهم أوروبيون".
حينها، أصدر الرئيس الأوكراني قانونا سهل دخول المتطوعين الأجانب الأراضي الأوكرانية، والقتال دفاعا عنها، وكان معظمهم من دول أوروبية، كبريطانيا وبولندا ودول البلطيق، وكذلك من جورجيا وأذربيجان.
إعلانبَيد أن مجلس الوزراء أقر مشروع قانون يقضي بإنشاء وكالة تابعة لوزارة الدفاع، تعمل على استقدام و"توظيف" الأجانب وعديمي الجنسية من دول بعيدة نسبيا، وقد دخل القانون حيز التنفيذ فعلا في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.
وبحسب موقع مركز توظيف الأجانب الذي يمثل تلك الوكالة، فإن قرابة 5 آلاف متطوع جاؤوا من دول أميركا اللاتينية وغيرها خلال السنوات الماضية، وانخرطوا في مهام الجيش، ضمن 9 ألوية وأفواج وفيالق دولية، أو ضمن ألوية أوكرانية تضم مقاتلين أجانب.
مرتزقة أم مؤيدون؟ظاهر هذا الاستقطاب يرسم صورة عملية ارتزاق تستغل حاجة المتطوعين في دول فقيرة نسبيا، لكن القائمين على الأمر يرسمون صورة مغايرة.
في حديث خاص مع الجزيرة نت، قال ممثل وزارة الدفاع الأوكرانية، أوليكسي بيجيفيتس إن جميع المتقدمين يخضعون لمقابلة عبر الإنترنت ويتلقون معلومات حول الخطوات التالية، موضحا أن هناك متطلبات تتعلق بالحالة البدنية لكل مرشح، ويجب ألا يكون لديه سجل جنائي، فيما لا يشترط وجود خبرة عسكرية سابقة، فكل متطوع يخضع للتدريب والإعداد اللازمين في أوكرانيا.
وشدد بيجيفيتس على أن الحرب كشفت تعاطفا عالميا كبيرا مع أوكرانيا، نافيا أن يكون المتطوعون من الفقراء فقط، وقال "لا ندفع أحدا نحو الموت، لسنا بحاجة إلى مقاتلين أجانب على الجبهات الساخنة حصرا، الكثير منهم يأتون دون خبرة قتالية ويتدربون محليا، ثم يوزعون على مهام قتالية أو خدمية ولوجستية بحسب الحاجة والإمكانية".
وحول مزايا التي يخولها التطوع في الجيش الأوكراني، قال بيجيفيتس إن راتب الجندي المتطوع يصل إلى 3 آلاف دولار أو أكثر، وهذا يتساوى مع راتب أي جندي أوكراني آخر، تماما كما تتساوى الحقوق والواجبات أثناء الخدمة وبعدها، والتعويضات عن الإصابة والوفاة، التي تصل إلى 15 مليون هريفنيا (نحو 360 ألف دولار)، مع حق المتطوع الأجنبي في الحصول على الجنسية الأوكرانية.
إعلان وماذا عن السلام؟وعند سؤال بيجيفيتس عن إمكانية تعارض هذه التعبئة مع جهود وقف إطلاق النار وإحلال السلام القائمة، قال "من حقنا بناء جيش كبير قوي يدافع عن البلاد أثناء الحرب، ويحميها من أي عدوان آخر في المستقبل".
وتابع، "نعلم أن روسيا استقطبت مرتزقة من عدة دول آسيوية واستخدمتهم كوقود لحربها الظالمة بمبالغ طائلة، ومشاركة أولئك هي التي تخرق القانون الدولي، أما أوكرانيا فتدافع عن نفسها بشهادة العالم، ومن حقها فتح الباب أمام الراغبين بمساعدتها، ومكافأتهم على ذلك".