تفاجأت الأوساط الإقليمية والدولية الإثنين الماضي، بهجوم الطيران المسير الذي استهدف قوات التحالف العربي المرابطة على الحد الجنوبي للسعودية، وأودى بحياة ثلاثة من القوات البحرينية المشاركة في التحالف.

وكانت المفاجأة أن الهجوم جاء بعد أيام قليلة من عودة الوفد الحوثي، من العاصمة السعودية الرياض، بعد نقاشات أجراها مع مسؤولين سعوديين استمرت لأربعة أيام، ووُصفت تلك النقاشات بالإيجابية والجادة، في طريق عملية السلام في اليمن.

وتزامن العملية الهجومية على الأراضي السعودية، مع المشاروات التي كانت جارية بين المملكة وجماعة الحوثي، اثار العديد من التساؤلات حول الجهة المنفذة والمستفيدة ومن يقف وراء ذلك.

تيار إيران داخل الجماعة

اقرأ أيضاً روسيا تكشف تفاصيل الهجوم الذي نفذه الحوثيون على القوات البحرينية داخل الأراضي السعودية مقتل ثالث جندي من القوات البحرينية إثر الهجوم الحوثي على السعودية تفاصيل اتصال ولي العهد السعودي بملك البحرين عقب الهجوم الحوثي على القوات البحرينية البحرين توجه طلبًا هامًا للمليشيات الحوثية عقب الهجوم على قواتها في السعودية مسؤول يمني يقلل من تداعيات الهجوم الحوثي الأخير على السعودية.. والتحالف يكشف عن استهداف منشآت بيان قوي للخارجية السعودية يصف الحوثيين بـ”المليشيات الإرهابية” عقب الهجوم الغادر على قوات التحالف بالحدود المبعوث الأممي إلى اليمن يدعو لاتخاذ خطوات حاسمة عقب تصعيد المليشيا على الحدود السعودية في ذكرى ثورة سبتمبر.. الفريق علي محسن الأحمر يوجه رسالة مهمة لليمنيين وهذا ما قاله عن المبادرة السعودية إمام الحرم المكي السابق ‘‘عادل الكلباني’’ في مشهد ترويجي لموسم الرياض برفقة لاعب نادي الهلال (فيديو) عقب الهجوم على السعودية.. طارق صالح: لهذا السبب تعجز مليشيا الحوثي عن الالتزام بعهدها عاجل: اعتذار حوثي للسعودية عقب الهجوم الغادر الذي استهدف قوات بحرينية أول رد سعودي عاجل على الهجوم الحوثي الذي استهدف قوات بحرينية جنوبي المملكة

وبشأن ذلك، قال الباحث السياسي ورئيس مركز البلاد للدراسات والإعلام، حسين الصوفي، إن هناك ”صراع حقيقي وانقسامات عميقة بين هذه العصابة الحوثية، وتتعزز الانقسامات بشكل مستمر، ولأسباب متعددة بعضها بنيوية داخلية وبعضها نتيجة التيه وتذبذب الوجهة”.

واشار بحسب ”يمن ديلي نيوز”، إلى أن السعوديين ”نجحوا في التأثير على القرار الحوثي والذي يتعارض مع مصلحة الجهة المصنعة الإيرانية باعتبار جذر الحوثية ايراني صرف“.

ويقول إن السبب وراء هذه العملية التي تأتي بعد عودة وفد الجماعة من الرياض يعود إلى “وجود تيارات داخل الجماعة تتبع ايران ترى أن التفاهمات مع السعودية يضعف التبعية لطهران”.

ويرى الباحث السياسي أن القصف ”نتاج هذه الفوضى كلها، ونتيجة الصراع داخل الجماعة، وقد يكون نتيجة خدمة طرف ثالث لم تروقه التطورات الاخيرة”، مؤكدا بأن هذه العملية بالمجمل نتيجة “الضغط الإيراني وهي – أي إيران – من تقف وراء هذه العملية“.

وخلال الأشهر الماضية شهدت العلاقات السعودية الإيرانية تطورات كبير حيث ثم تبادل السفراء وافتتاح السفارات وايضا الزيارات المتبادلة الأمر الذي تسبب بانزعاج بعض من قيادات مليشيات الحوثي وتسبب في وجود توترات داخل الجماعة.

سيناريوهين ورسالة للبحرين

من جانبه، يرى المحلل العكسري الدكتور علي الذهب، أن هناك سيناريوهين محتملين للعملية، مشيرا إلى أن السيناريو الأول يحتمل أن الأمر ”عرضي“ كون أن الإشتباكات لاتزال موجودة بشكل متقطع في مناطق الحدود، ومواجهات لإحباط محاولات تسلل حوثية.

ويقول “الذهب” في حديث لـ”يمن ديلي نيوز“، إن الحوثيين يتخذون من عمليات التسلل محاولة للإقتراب والإستطلاع بالقوة وقد تكون مثل هذه الأعمال واردة ضمن مايطلق عليه الحوثيين ”العمليات الإيذائية“، والتي تكون في أرض الخصم.

أما السيناريو الثاني، وفقا للمحلل العسكري “علي الذهب“ متعلق ”بضلوع إيران في الموضوع بهدف إيصال رسالة للقوات البحرينية لمغادرة الحدود السعودية، ورفع ماتبقى من قواتها داخل الأراضي اليمنية، سواء في محور صعدة أو حجة أو في شبوة، حيث تعتبر تلك القوات متخصصة في المدفعية وكانت ضرباتها سديدة.

ويضيف “القوات البحرينية لم تتعرض طوال سنوات الحرب لأي أضرار بشرية، الأمر الذي دفع الحوثيين ومن ورائهم إيران ك لاستهداف هذه القوات حتى لاتخرج إلا وقد نالها من الحرب مانال الإماراتيين والسعوديين من خسائر خاصةً الخسائر البشرية، وهو الإحتمال الوارد”.

ويلفت “الذهب“ إلى أن قناعتة تذهب إلى السيناريو الثاني، مضيفا “في كل الأحوال هي رسالة ومحاولة للضغط لتحقيق مطلب خروج قوات التحالف العربي والذي يطلق عليهم الحوثيين القوات الأجنبية”.

إعلان الجيش البحريني

وكانت البحرين قد أعلنت في وقت سابق، مقتل عسكريين إثنين وسقوط عدد من الجرحى، خلال هجوم على قواتها المرابطة جنوبي السعودية، ضمن قوات التحالف العربي.

وأمس أعلنت، مقتل ثالث جندي من جنودها المصابين في الهجوم الذي شنّته طائرات مسيرة تابعة للحوثيين على منطقة جنوب السعودية قرب الحدود مع اليمن.

ونعت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، الوكيل أول آدم سالم نصيب، موضحة أنه "استشهد متأثرا بجروحه الخطيرة نتيجة الهجوم العدائي الحوثي الغادر، الذي جرى يوم الاثنين".

وأشار بيان القيادة إلى أن الجندي الراحل كان يؤدي "واجبه الوطني المقدس ضمن قوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن" المشاركة في عمليات "إعادة الأمل" والمرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة للدفاع عن حدودها"، حسبما نقلت وكالة الأنباء البحرينية.

وكان الجيش البحريني قد أعلن الاثنين أن "العمل الإرهابي الغادر جرى عبر إرسال الحوثيين طائرات مسيّرة هجومية على مواقع قوة الواجب البحرينية المرابطة بالحدّ الجنوبي على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة"، مشيرا إلى أنّ الهجوم أسفر أيضا عن سقوط "عدد من الجرحى".

وأشار البيان ذاته إلى أن الهجوم جاء في الوقت الذي تتكثّف فيه المحادثات بين المتمرّدين اليمنيين والسعودية من أجل إرساء هدنة مستدامة بعد نحو عام ونصف العام على اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.

وتُعتبر هذه العملية أول هجوم للحوثيين عابر للحدود منذ أبريل 2022، وجاءت بعد أيام من إجراء وفد الحوثيين المفاوض نقاشات ولقاءات لعدة ايام في الرياض.

وكان المتحدث الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، توعد في بيان مساء الإثنين الماضي بالرد في الوقت والزمان المناسبين.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: القوات البحرینیة الهجوم الحوثی داخل الجماعة قوات البحرین قوات التحالف هذه العملیة عقب الهجوم إلى أن

إقرأ أيضاً:

بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟

 

قسمت استعادة الجيش السوداني غالب أجزاء العاصمة الخرطوم ظهر قوات الدعم السريع، بعد أن كانت تتمدد في مفاصل العاصمة ومواقعها الإستراتيجية قرابة العامين. وكان وجودها في مواقع حساسة -بينها القصر الرئاسي ومباني الإذاعة والتلفزيون- بحكم المشاركة في تأمينها، قد أتاح لها الفرصة لتستولي عليها فور بدء القتال العنيف منتصف أبريل 2023.

التغيير ـــ وكالات

ويتفق خبراء عسكريون على أن استعادة الجيش القصر الرئاسي يوم 21 مارس/آذار الماضي مثلت الضربة الأقوى لقوات الدعم السريع، خاصة أن ذلك تحقق بعد نحو ستة أيام من إعلان قائد تلك القوات محمد حمدان دقلو “حميدتي” يوم 15 آذار الماضي أنهم لن يغادروا القصر، وستبقى قواته في المقرن وفي الخرطوم.

وظهر حميدتي وقتها لأول مرة مرتديًا الكدمول -غطاء الرأس- مع الزي العسكري، متحدثًا عن أن الدعم السريع قد تغير تمامًا وأصبح لديه تحالفات سياسية وعسكرية، مهددًا بأن القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفًا “ومن كل فج عميق”. لكن الوقائع أثبتت أن قوات حميدتي لم تصمد أمام هجمات الجيش وحلفائه.

بداية الحصار

كثف الجيش السوداني والقوات المساندة له الحصار على الدعم السريع في الخرطوم منذ إطلاق الهجوم البري الواسع يوم 26 سبتمبر  2024، وتمكن خلاله من الاستحواذ على رؤوس الجسور الرئيسية في شمال وغرب العاصمة، وهي جسر الحلفايا وجسر الفتيحاب وجسر النيل الأبيض الرابط بين أم درمان والخرطوم والموصل إلى منطقة المقرن القريبة من وسط الخرطوم، حيث دارت مواجهات شرسة امتدت لأسابيع طويلة.
بالتوازي مع ذلك، كان الجيش يحقق انتصارات متوالية في ولايات السودان الوسطى التي كانت خاضعة لقوات الدعم السريع، حيث تمكن من تحرير جبل موية بولاية سنار في أكتوبر  الماضي، ليشكل هذا التقدم علامة فارقة في مسارح العمليات العسكرية المباشرة، تفككت بعدها قدرات الدعم السريع وقوته الصلبة، مع استعادة الجيش مدن الدندر والسوكي وسنجة عاصمة ولاية سنار وغيرها من المناطق، لتتراجع قوات الدعم السريع جنوبًا حتى حدود دولة جنوب السودان، وشمالًا نحو ولاية الجزيرة.
وبعد تحرير الجزء الأكبر من ولاية سنار، واصل الجيش تقدمه حتى تمكن من استعادة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، في يناير  الماضي، وأعقب ذلك إبعاد قوات الدعم السريع من مدن وقرى الولاية، وصولًا إلى جسر سوبا شرقي الخرطوم.

ويقول قائد قوات العمل الخاص بمحور سنار فتح العليم الشوبلي للجزيرة نت إن اكتمال عملية تحرير الجزيرة أسهم في فرض حصار على الدعم السريع داخل الخرطوم، وكانت إحدى مفاتيح تحريرها.

ويضيف “القوات التي حررت الجزيرة هي التي أحكمت الخناق على الدعم السريع داخل الخرطوم ورفعت من وتيرة تحركات الجيش وتحرير مواقع كانت تحت سيطرة المليشيا، حيث تم تطويق الدعم السريع من ثلاثة محاور، وهي: شرق النيل (سوبا شرق)، وجنوب الخرطوم (الباقير)، ومحور جبل أولياء”.

تضييق الخناق

بالتزامن مع تلك التحركات، ظلت قوات الجيش القادمة من أم درمان غربًا تتقدم ببطء بهجمات برية مسنودة بالطيران والمسيرات والقصف، حتى تمكنت من إنهاء قبضة الدعم السريع على الخرطوم بحري، وربط القوات مع سلاح الإشارة، ثم التقدم صوب مقر القيادة العامة بالخرطوم.

ومع تمكن الجيش من فك الحصار عن القيادة العامة، بدأ التحضير سريعًا لخطة تحرير القصر الرئاسي والوزارات المهمة التي تحيط به، وعلى رأسها الخارجية ومجلس الوزراء.
وبحسب مصدر عسكري من القوات المساندة للجيش تحدث للجزيرة نت، فإن قادة الجيش وضعوا خطة محكمة للسيطرة على وسط الخرطوم، الذي كان يتسم بخطورة كبيرة بحكم انتشار قناصة الدعم السريع في مبانيه العالية المحيطة بالقصر وحتى البعيدة نسبيًا عنه كقاعة الصداقة وبرج الفاتح، لافتًا إلى أن القناصة كانوا مزودين بأسلحة متطورة وصواريخ موجهة.

ويشير المصدر العسكري إلى أن القوات القادمة من أم درمان واجهت مقاومة شرسة في منطقة المقرن، وهي من المواقع الحاكمة في التوجه صوب القصر.

ويؤكد أن الجيش ومسانديه من القوات الأخرى فقدوا أعدادًا كبيرة من المقاتلين في هذه الجبهة، حيث تم استهدافهم على يد عناصر الدعم السريع بأسلحة القنص، ومع ذلك كان الإصرار متعاظمًا وسط قوات الجيش للتقدم، مسنودًا بقصف المسيرات والمدفعية، وفقما يقول.

المعركة الفاصلة

بعد الحصار المطبق على عناصر الدعم السريع وسط الخرطوم والقصر الرئاسي، لم تستسلم قوات الدعم السريع بسهولة، بل دفعت بقوات كبيرة من جنوب الخرطوم حاولت فتح الطريق لخروج القوة المحاصرة في القصر وسحبها باتجاه الجنوب.

وبالفعل دارت معارك عنيفة يومي 18 و19 الماضي في شارع القصر، لكن موقف الجيش تعزز وقتها بالتقاء جنود سلاح المدرعات بالقيادة العامة، مما قاد لترجيح كفة الجيش بقوة ليستمر في التقدم باتجاه القصر.

يقول المصدر العسكري إن هذه المواجهة الشرسة كسرت شوكة قوات الدعم السريع، وتلقت خلالها ضربات قوية، حيث تم تدمير ما لا يقل عن 100 عربة وقتل حوالي 600 من عناصر الدعم، بعد أن لعب الطيران المسيّر دورًا محوريا في الحسم، واستهداف القوة الصلبة والدفاعات المتقدمة للدعم السريع وسط الخرطوم.

الانهيار الكامل

مهدت هذه المعركة الحاسمة لتمكين الجيش من استلام القصر الرئاسي يوم 21 مارس وانهارت بعدها دفاعات قوات الدعم السريع، وبدأت تلك القوات في الانسحاب تباعًا من المواقع الحيوية في شرق الخرطوم وجنوبها.
ولم تشهد المقار التي كانت تحتلها وتتخذ منها مراكز للقيادة والسيطرة في ضاحية الرياض، والمدينة الرياضية، وحي المطار، وجامعة أفريقيا العالمية، أي قتال بعد أن اختارت ما تبقى من قوات الدعم السريع الانسحاب جنوبًا ومغادرة الخرطوم.

يُشار إلى أن الجيش لم يعلن حتى الآن رسميًا تحرير الخرطوم، حيث لا تزال المواجهات العسكرية محتدمة في غرب أم درمان، مع تقدم ملحوظ للجيش الذي أعلن المتحدث باسمه اليوم الثلاثاء عن التمكن من “سحق وتدمير شراذم مليشيا آل دقلو” -في إشارة للدعم السريع- في مناطق الصفوة والحلة الجديدة وقرية الصفيراء ومعسكر الكونان، مشيرًا إلى “استمرار ملاحقة وتصفية ما تبقى من جيوب محدودة” في المنطقة.

المصدر : الجزيرة

 

الوسومالجزيرة الجيش الخرطوم الدعم السريع سنار

مقالات مشابهة

  • المحللون: الجماعات الجهادية وراء اختطاف المواطنة السويسرية بأغاديز
  • بعد عامين من الحرب .. تفاصيل سيطرة الجيش السوداني على الخرطوم؟
  • وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب بالبحرين يستقبل سفير خادم الحرمين لدى البحرين ويؤكد على متانة العلاقات السعودية البحرينية
  • منصور بن زايد يستقبل سفير مملكة البحرين لدى الدولة
  • منصور بن زايد يبحث العلاقات الأخوية مع سفير البحرين لدى الدولة
  • قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري: القوات المسلحة هى الحصن المنيع والدرع الواقي
  • السعودية: نثمن الإجراءات التي اتخذتها الأردن لإحباط مخططات المساس بأمنها
  • شبوة بعد حضرموت.. ما الذي تعد له السعودية في الجنوب ..! 
  • ما الذي يحدث في مدينة الفاشر وما حولها؟
  • الكشف عن مواعيد مواجهتي الأخضر أمام البحرين وأستراليا