متى تُفرِج طهران عن المفتاح؟
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": يقوم القطريون اليوم بإكمال المهمّة التي أداها الفرنسيون. وبذلك، تكون الوساطة الفرنسية مستمرة عملياً، من خلال الوسيط القطري، كما هي من خلال جان إيف لودريان العائد قريباً إلى بيروت، قبل أن ينصرف إلى موقعه الوظيفي الآخر في المملكة العربية السعودية، ضمن مشروعها الإنمائي الطموح للعام 2030.
الإيرانيون يتركون لحلفائهم الممسكين بالسلطة والنفوذ في لبنان أن يعبّروا في شكل غير مباشر عن موقف طهران. وبهذا الأسلوب هم يستطيعون الاحتفاظ لأنفسهم بهامش واسع من المرونة في المفاوضات. كما يترك الإيرانيون جزءاً كبيراً من مواقفهم غامضاً أو مستتراً، بهدف إبقاء المجال واسعاً للمناورة.
بالخبرة، يدرك القطريون كيفية التعاطي مع طهران. وهم يراهنون على النجاح في التوفيق بين المصالح السعودية والإيرانية، خصوصاً أنّ اتفاق بكين أزال مناخ الخصومة التقليدي بين الجارتين المسلمتين. ويطمح القطريون إلى تتويج مهمّتهم بإعلان تسوية سياسية جديدة في لبنان، من خلال مؤتمر يكون «الدوحة 2»، ومهمّته تغطية متطلبات المرحلة لبنانياً، أي خلق حال من الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، تشكّل أرضية مريحة للانطلاق في مشروع استخراج الغاز والنفط من المياه اللبنانية، بدءاً بتجربة البلوك 9، التي يُفترض أنّها باتت أمام امتحان حسّاس، بعد أسابيع قليلة.
عملياً، ستكون مفاوضات القطريين مع إيران بالنيابة عن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وفي الموازاة، هم سيجهدون لضمان مصالح فرنسا في التسوية اللبنانية، نظراً إلى خصوصية العلاقة التي تربطها بلبنان، وإلى المصالح التي تمثلها. ولذلك، تحظى الوساطة القطرية بدعم أركان اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، إضافة إلى إيران، ما يعني أنّ الخلية التي تتولّى الإعداد للتسوية في لبنان باتت واقعياً تضمّ ستة أركان، بشمولها إيران، ولو عن بُعد.
وثمة اعتقاد بأنّ للمبادرة القطرية حظوظاً في النجاح، تفوق تلك التي يتمتع بها الفرنسيون، نظراً إلى الرصيد الذي تحظى به الدوحة لدى المفاوضين جميعاً، من إيران إلى الولايات المتحدة مروراً بالسعوديين والفرنسيين. لكن التوصل إلى نتائج عملية مرهون باقتناع الأطراف الأقوى نفوذاً، بأنّ مصالحها قد باتت مضمونة. وهذه الوضعية لا تبدو ناضجة حالياً أو قيد النضج في المدى المنظور.
عموماً، هناك تقاطعات واضحة بين أركان اللجنة الخماسية حول التسوية السياسية في لبنان، أي تركيبة السلطة ومواصفات رئيس الجمهورية العتيد والحكومة ورئيسها وبرنامجها، لكن الهوة باقية مع إيران التي تمتلك عملياً مفتاح التسوية. ويعبّر عن هذا الموقف «حزب الله» الذي يبدي الاستعداد للمرونة، لكنه حتى اليوم لم يكشف عن أي تبديل في مرتكزات موقفه السياسي المعلن. ويعتبر البعض أنّ هذا الموقف يكرّس «ستاتيكو» المراوحة في لبنان إلى أجل غير مسمّى، أي إلى حين بروز معطيات جديدة على خطوط التفاوض الكثيرة المفتوحة في الشرق الأوسط، في اتجاهات مختلفة:
من الحوارالسعودي- الحوثي حول مصير اليمن، إلى التطورات المتعلقة بمستقبل سوريا، إلى «الحوار الناعم» الشامل بين طهران وواشنطن، إلى الشروط التي تتمسّك بها المملكة العربية السعودية للقبول بالتطبيع مع إسرائيل. وهذا الانتظار، إذا طال كما هو متوقع، سيكون متعباً وموجعاً في لبنان، حيث الانهيار يتعمّق منذ 4 سنوات، بل أكثر بكثير.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
إيران رداً ترامب: نتحرك وفق المصلحة والحكمة
قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، اليوم الأربعاء، إن السياسة الخارجية لطهران تحركها مبادئ الكرامة والحكمة والمصلحة.
وجاء ذلك رداً على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن واشنطن ستتواصل مع طهران.
وقالت المتحدثة خلال مؤتمر صحافي لدى سؤالها عن رد الفعل على استعداد ترامب عقد محادثات مع نظيره الإيراني: "ما يحرك سياستنا الخارجية على الدوام هو المبادئ التالية: الكرامة لبلادنا وشعبنا والحكمة... والمصلحة".
وتابعت قائلة "الحكمة تعني النظر لما خلف الكواليس وفهم الأمور بشكل سليم".
Iran says its foreign policy driven by interests after Trump voices readiness to talk https://t.co/NIhV6VilGW
— The Straits Times (@straits_times) February 5, 2025واستأنف ترامب أمس الثلاثاء حملة لممارسة "أقصى الضغوط" على إيران بما في ذلك إجراءات تؤدي لخفض صادراتها النفطية حتى تتوقف تماما لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية.
ولدى توقيعه على المذكرة الرئاسية، وصفها ترامب بأنها قاسية وقال إنه كان متردداً.
ترامب وإيران.. معركة المصالح والضغوط - موقع 24قال تشارلي غاميل، مؤرخ ودبلوماسي بريطاني سابق عمل في مكتب إيران بوزارة الخارجية، إن ثمة جدلاً ساخناً بين السياسيين في إيران – سواء كانوا من المتشددين أو الإصلاحيين – يدور حول سؤال مصيري مفاده: هل يجب على طهران أن تدخل في مفاوضات مع دونالد ترامب؟وأضاف أنه منفتح على التوصل لاتفاق مع إيران وعبر عن استعداده للتحدث مع الرئيس مسعود بزشكيان.