تعرف على معنى الاستئناس في قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
التدبر فى القرآن الكريم من صفات المتقين ولزيارة بصفة عامة مستحبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن عَادَ مَرِيضًا أَو زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَن طِبتَ وَطَابَ مَمشَاكَ وَتَبَوَّأتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنزِلًا» "سنن الترمذي".
ويجب شرعًا الاستئذان قبل الزيارة، ويكون بإعلام أهل البيت حتى يستعدُّوا لمقابلة الزائر؛ يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 27].
فالمراد بالاستئناس: هو الاستئذانُ في الزيارة قبل الذهاب وتحديدُ موعدٍ لها؛ وذلك عن طريق الاتصال بالهاتف ونحوه من الوسائل المعاصرة.
ونستفيد من هذا أنَّ الاستئناس هو الاستئذان، وأنَّه يجب على الزائرِ أن يستأذن قبل زيارته لأحد أقاربه أو أصدقائه، وأن يُعلِمَهم قبل مجيئه إليهم بأيّ وسيلة كانت، كالاتصال بالهاتف ونحوه من الوسائل المعاصرة؛ حتى يستعد أهل البيت لتلك الزيارة، وليعلم الزائر أنَّ العدد المسموح به في طلب الإذن بالزيارة هو ثلاث مرات، وينبغي على الزائر إن لم يأذن له أهل البيت بالزيارة أن يرجع عنها.
القول في تأويل قوله تعالى وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
أما تأويل قوله: (وإذ نجيناكم) فإنه عطف على قوله: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ . فكأنه قال: اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم, واذكروا إنعامنا عليكم -إذ نجيناكم من آل فرعون- بإنجائناكم منهم. (1)
* * *
وأما آل فرعون فإنهم أهل دينه وقومه وأشياعه.
وأصل "آل " أهل, أبدلت الهاء همزة, كما قالوا " ماء " (2) فأبدلوا الهاء همزة, فإذا صغروه قالوا: " مويه ", فردوا الهاء في التصغير وأخرجوه على أصله. وكذلك إذا صغروا آل, قالوا: " أهيل ". وقد حكي سماعا من العرب في تصغير "آل ": " أويل ". (3) وقد يقال: " فلان من آل النساء " (4) يراد به أنه منهن خلق, ويقال ذلك أيضا بمعنى أنه يريدهن ويهواهن, كما قال الشاعر:
فــإنك مــن آل النســاء وإنمـا
يَكُــنَّ لأدْنَــى; لا وصـال لغـائب (5)
وأحسن أماكن "آل " أن ينطق به مع الأسماء المشهورة, مثل قولهم: آل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وآل علي, وآل عباس, وآل عقيل. وغير مستحسن استعماله مع المجهول, وفي أسماء الأرضين وما أشبه ذلك; غير حسن عند أهل العلم بلسان العرب أن يقال: رأيت آل الرجل, ورآني آل المرأة -ولا-: رأيت آل البصرة, وآل الكوفة. وقد ذكر عن بعض العرب سماعا أنها تقول: " رأيت آل مكة وآل المدينة ". وليس ذلك في كلامهم بالفاشي المستعمل (6) .
* * *
وأما " فرعون " فإنه يقال: إنه اسم كانت ملوك العمالقة بمصر تسمى به, كما كانت ملوك الروم يسمى بعضهم " قيصر " وبعضهم " هرقل ", وكما كانت ملوك فارس تسمى " الأكاسرة " واحدهم " كسرى ", وملوك اليمن تسمى " التبابعة "، واحدهم " تبع ".
وأما " فرعون موسى " الذي أخبر الله تعالى عن بني إسرائيل أنه نجاهم منه فإنه يقال: إن اسمه " الوليد بن مُصعب بن الريان ", وكذلك ذكر محمد بن إسحاق أنه بلغه عن اسمه.
888 - حدثنا بذلك محمد بن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: أن اسمه الوليد بن مُصعب بن الريان. (7)
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
خطيب السيدة زينب: إنهاء حياة الإنسان بحبة الغلة جريمة في حق النفس.. فيديو
قال الشيخ أحمد عبد الهادي، إمام مسجد السيدة زينب بالقاهرة، إن إنهاء حياة الإنسان بحبة الغلة أو أي وسيلة أخرى جريمة في حق النفس التي أمر الله بصيانتها.
إنهاء حياة النفسوأضاف عبد الهادي، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن الله تعالى قال: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال تعالى {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ} فإذا نزل بالإنسان بلاء فيهرع إلى رب الأرض والسماء بالدعاء والرجاء.
وأشار إلى أن الله تعالى أرحم بالعبد من الأم بولدها، منوها بأن الدنيا دار بلاء والله يقول (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) ويقول النبي (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".
عمارة الأرض ونفع الغيروقال الشيخ أحمد عبد الهادي، إمام مسجد السيدة زينب بالقاهرة، إن النبي الكريم يقول في الحديث الشريف "خير الناس أنفعهم للناس" والإنسان الذي يغرس ويزرع وهو يعلم أنه لن يدرك ثمرة ما يزرعه، إنما يزرع إيمانا بالأمل وعمارة الأرض ورسالة الإنسان.
وأضاف عبد الهادي، خلال خطبة الجمعة اليوم، أن الله تعالى قال في كتابه الكريم (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) أي طلب منكم عمارتها والنفع فيها، ومن أعظم وجوه الخير بأيادينا ليأكل منه غيرنا.
وتابع خطيب مسجد السيدة زينب: يقول النبي في الحديث الشريف الذي رواه سيدنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله "ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة).
وأشار إلى أن عمر المرء لا يقاس بطول الزمان أو كثرة السنوات بل يقاس كذلك بأمور عظيمة قدمها الإنسان لخالقه وما غرسه لأبناءه وأحفاده وما نفع به أمته من العمل الجاد المتقن.
واستشهد بقوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس) منوها بأن تداول الأيام بين الناس ليس عبثا إنما هو سنة كونية إلهية تثبت لنا حقا ويقينا أن البقاء للأنفع وأن البقاء لمن قدم الخير والنفع.