ثقة في منجزات مبتكرة.. استناداً إلى نجاحات المونديال.. «إكســـبو 2023» علامــة فارقــة
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
كان يوم التاسع من أكتوبر عام 2019، شاهدا على حدث بارز ومنجز جديد يضاف لسلسلة نجاحات دولة قطر، حيث تسلم سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية والبيئة آنذاك رسميا، راية تنظيم معرض البستنة الدولي من جمهورية الصين الشعبية، وذلك بحضور كبار المسؤولين لجمعية البستنة العالمية وممثلي المكتب الدولي للمعارض والأجنحة، لتبدأ أولى خطوات «إكسبو 2023 الدوحة» في التشكل.
وإذ يعكس تسلم دولة قطر حق استضافة هذا الحدث، الثقة الدولية بجهودها وحسن تنظيمها للفعاليات العالمية الكبرى على مختلف الأصعدة فإنه يشير أيضا إلى دورها المحوري في تنسيق الجهود العالمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ولم تفوت دولة قطر فرصة المشاركة في معرض (إكسبو 2019 بكين) قبل أربع سنوات، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك وأرسلت رسالة واضحة من هناك بعد فوز جناحها بالمركز الأول في الأداء المتميز، مفادها أن معرض «إكسبو الدوحة» سيكون علامة فارقة في التميز بإقامة هذا الحدث العالمي، بشكل يتسق مع الاشتراطات الدولية والمعايير العالمية من حيث حسن التنظيم ودقة المواعيد.
وشاءت الأقدار أن يتأجل المعرض العالمي لعامين جراء الإغلاق العام بسبب جائحة فيروس كورونا، ليعلن عن الموعد الجديد لـ»إكسبو الدوحة» في الفترة من 2 أكتوبر 2023 وحتى 28 مارس 2024.
ومنذ عامين لم تتوقف عجلة العمل، حيث تستنفر كوادر الجهات المعنية بالدولة جهودها وتسابق آلياتها وطواقمها الزمن، مدفوعة بدعم القيادة الرشيدة التام ومساندة الوزارات المعنية، لإخراج الحدث بأبهى حلة تليق بسمعة دولة قطر التي باتت معلما في جودة التنظيم لا يختلف عليه اثنان.
ويأتي «إكسبو 2023 الدوحة» بعد أشهر من اختتام واحدة من أنجح التظاهرات العالمية التي احتضنتها قطر وهي بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، فكانت حديث الساعة، والكل مازال يستذكر اللحظات الجميلة واللمسات المتقنة التي توجت بها دولة قطر سنوات من الجهود المضنية والخبرات المكتسبة والمشاريع الضخمة، التي كانت محل إشادة دولية واسعة من مختلف الأطراف التي تشرفت بحضور ومتابعة المونديال العالمي.
تجاوز التحديات
وتعكس هذه النجاحات تجاوز دولة قطر للعديد من التحديات وانطلاقها نحو فضاءات واسعة لتصبح نقطة مضيئة على مختلف الصعد، حيث أثبتت قيادتها وكوادرها البشرية أنها جاهزة لأكبر الأحداث العالمية، بأذرع مفتوحة وأياد سخية ممدودة نحو القريب والبعيد، لتخط اسمها في قائمة الفخر والإنجاز بحروف بارزة ومساهمات ملموسة لا تخطئها العيون.
وتدرك دولة قطر أنها أول دولة ذات مناخ صحراوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تستضيف معرضا دوليا للبستنة من تصنيف A1، وهذا ما يظهر مستوى الرهان على النجاح وسط التحديات المتوقعة، من بينها استقطاب مئات الآلاف من الزوار الذين يبحثون عن الجديد من الابتكارات الجديدة والمشاريع المنتظرة في وقت يواجه فيه العالم تهديدات مناخية متعددة أكثر من أي وقت مضى، ويتطلع لحلول غير مسبوقة في ملف الاحتباس الحراري وتغيرات المناخ العالمي الذي يلقي بظلاله الوخيمة على المنطقة الإقليمية في الآونة الأخيرة، من حيث ارتفاع مساحة التصحر وازدياد مواسم الجفاف وانحسار المساحات الخضراء.
لمسات من التاريخ
والتراث القطري
ولاشك أن دولة قطر وسط هذا المحفل العالمي تضع نصب عينيها، إضفاء لمسة من تاريخها وصور من تراثها، بما يعكس عراقة هويتها وانتمائها كما عودتنا، ولذا استلهم تصميم الجناح القطري في (إكسبو 2023 الدوحة) من أهم معالمها الجغرافية وهو «رأس بروق»، وهي شبه جزيرة تتشكل من منحدرات بيضاء نحتتها الرياح وعوامل التعرية الطبيعية، تقع على الساحل الغربي لدولة قطر، وكانت تضم بقايا استقرار بشري يعود إلى عصور ما قبل التاريخ بحسب المؤرخين، مما يعكس حرص المنظمين على نموذج يجمع بين التراث والتصميم العصري، حيث يتجسد التصميم الراقي والفن القطري.
وسيقام المعرض الدولي للبستنة (إكسبو 2023 الدوحة)، تحت شعار: «صحراء خضراء.. بيئة أفضل»، على أرض تبلغ مساحتها 1.7 مليون متر مربع، ضمن حديقة البدع في قلب العاصمة «الدوحة»، بالتزامن مع اكتمال معظم البنى التحتية والمنشآت اللازمة.
ويتوقع المنظمون أن يجذب المعرض ثلاثة ملايين زائر من أكثر من ثمانين دولة، في تجربة لن تنسى عبر 179 يوما تقريبا من الفعاليات اليومية والأنشطة الأسبوعية، بما يتناسب مع تنوع ثقافات الزوار الذين سيحضرون من مختلف دول العالم
تراكم الخبرات
إن التصميم على اجتياز التحدي بصورة مشرقة، ينبع من تراكم خبرات مكتسبة من تنظيم أحداث عالمية متلاحقة خلال السنوت القليلة الماضية، تكللت بنجاحات متواصلة تتسق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي تضع الإدارة البيئية والتنمية المستدامة على رأس قائمة الأهداف والأولويات، مع الالتزام بتقديم تجربة فريدة من نوعها للمجتمع الدولي ومواطني قطر والمنطقة الخليجية، حيث يجمعهم هاجس واحد وغاية نبيلة أن حياتنا باتت تتوقف على تحسين جودة المناخ والماء والتربة، فهي أساسيات لا غنى عنها، لكنها في ذات الوقت موارد مهددة بالنضوب ويتوجب الحفاظ عليها.
ولا تتميز دولة قطر بروعة الشكل في مهرجاناتها ومؤتمراتها العالمية فحسب، بل إن مضامينها كانت أشد روعة، فالبحث عن الحلول المبتكرة في معرض (إكسبو 2023 الدوحة) للبستنة، سيكون من أهم التحديات التي يترقب الخبراء مقدار إسهامها في تحويل المناظر الطبيعية القاحلة في مناطق مختلفة من العالم إلى بيئات مفعمة بالحيوية وصديقة للبيئة بجانب زيادة الرقعة الخضراء، فثمة أسئلة كبيرة عن مستقبلنا، يحاول معرض البستنة العالمي الإجابة عنها، عبر استعراض الوسائل الحديثة للشركات العالمية الرائدة في مجال الطاقة البديلة والبيئة والزراعة والبستنة، وتصنيع أفضل المنتجات واستخدام أهم الأساليب التي تراعي مفاهيم الاستدامة والوعي البيئي، بالاعتماد على التكنولوجيا المتطورة، وآخرها الذكاء الصناعي الذي بدأ يدخل مجالات حياتية كثيرة.
وإذ ترنو أنظار المؤسسات الدولية الحكومية الرسمية لـ»إكسبو 2023 الدوحة» للتوصل لأفكار مبتكرة وحديثة تتفوق على المخاطر البيئية الجسيمة الآخذة بالاتساع، فإن القائمين على المعرض سيتيحون فرصا ومساحات للمنظمات غير الحكومية لتقديم رسائلها ومنتجاتها لمجموعة كبيرة وواسعة من الزوار، حيث إن ناشطي البيئة والزراعة المستدامة يترقبون المساهمة بأي اتفاقات أو أنشطة تصدر عن فعاليات المعرض الدولي، فيما يتعلق بخفض الانبعاثات الكربونية وتطوير البيئة والزراعة والمحافظة على الغابات المطيرة ونظافة المياه ونقاوة الهواء والتربة ومكافحة التلوث في الكرة الأرضية، بما يكفل الوصول إلى عتبة الأمان في سبيل تحقيق الأمن الغذائي للأجيال القادمة على مدى العقود المقبلة على أقل تقدير.
وتؤكد الجهات المنظمة أن «إكسبو 2023 الدوحة» يعبر عن مدى الالتزام بتعزيز النمو الاقتصادي لدولة قطر ومحيطها الإقليمي، ودعم الابتكار، وتعزيز الروابط الثقافية وخلق نقطة تلاقي بين الأشخاص والأفكار المتنوعة عالميا، لتسريع وتيرة الإبداع والبحث والتقدم العلمي في مجال التقنيات الرقمية المتعلقة بالزراعة الحديثة لإنتاج غذاء آمن ومستدام وبأسعار معقولة لجميع سكان العالم الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم، يدا بيد مع كل وسيلة ممكنة للحد من الأثر المناخي على كوكبنا.
ويأمل القائمون على الحدث العالمي أن يجعلوا من هذا المعرض الدولي منصة جذب لزوار من مختلف قارات العالم بما يولده من فرص لتعميق التعاون الدولي وتعزيز شراكات جديدة، ناهيك عن أنه سيكون ولاشك نقطة جذب سياحي رئيسية للزوار من دول الخليج والمنطقة العربية على نطاق أوسع، بما يعزز مكانة قطر السياحية الإقليمية بصورة أكبر ويساهم في بناء مجتمع قائم على الاستدامة في جميع أنحاء دول الخليج، في ظل امتلاكها بنية متكاملة من المطارات والموانئ والفنادق وشبكات الطرق المصنفة على أعلى المستويات العالمية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر إكسبو الدوحة 2023 إکسبو 2023 الدوحة دولة قطر
إقرأ أيضاً:
20.33 مليار درهم استثمارات موانئ أبوظبي في 5 سنوات
يوسف العربي (أبوظبي)
أخبار ذات صلةبلغت النفقات الرأسمالية لمجموعة موانئ أبوظبي نحو 20.33 مليار درهم خلال الفترة من 2020 إلى 2024، وفق البيانات الصادرة عن المجموعة.
وتوزعت هذه الاستثمارات بواقع 2.91 مليار درهم خلال عام 2020، و3.12 مليار درهم في عام 2021، ونحو 5.52 مليار درهم في عام 2022، و4.7 مليار درهم في عام 2023، وأخيراً 4.08 مليار درهم في عام 2024.
وتركزت الاستثمارات بشكل رئيس في قطاع الموانئ وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، وخلال عام 2024 نجحت المجموعة في استكمال عمليات الدمج والاستحواذ التي أبرمت مؤخراً، محققةً مستوى جديداً من الكفاءة، وترسيخ مكانتها الدولية، وأقصى قدر من التآزر المالي من توحيد الشركات المستحوذ عليها.
وشهدت المجموعة حضوراً عالمياً أكبر، وأصبحت أكثر تكاملاً وربحية، ووسعت رقعة انتشارها في أكثر من 50 دولة عبر خمس قارات، توازياً مع تخصيصها استثمارات ضخمة في بنيتها التحتية الأساسية في أبوظبي، مما يضعها في طليعة التجارة العالمية، وجهود تعزيز التنوع الاقتصادي لدولة الإمارات، ودعم نمو اقتصاد أخضر ومستدام.
المنطقة اللوجستية
وبلغت النفقات الرأسمالية الموحدة خلال عام 2021 ما مجموعه 3.125 مليار درهم، وتركزت الاستثمارات بشكل رئيسي في قطاع الموانئ وقطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، وترتبت النفقات الرأسمالية الكبيرة بشكل خاص على أعمال الرصيف الجنوبي في ميناء خليفة، والمنطقة اللوجستية لميناء خليفة، والمستودعات، والمخازن المبردة، وتوسيع أسطول السفن.
توسعة الأسطول
وبلغت النفقات الرأسمالية الموحدة خلال عام 2022 نحو 5.521 مليار درهم عبر الاستثمار في القطاع البحري، وقطاع الموانئ وقطاع المدن الاقتصادية والمدن الحرة بشكل أساسي، وتركزت أبرز النفقات الرأسمالية في مشاريع توسعة أسطول السفن (الحاويات والشحنات السائبة والخدمات البحرية)، وتوسعة ميناء خليفة «سي أم إيه تيرمينالز» ومحطة الاتحاد للقطارات، والأصول المخصصة، والمستودعات، والقطاعات الصناعية المتخصصة، ومجمع المعادن، ومركز بيع الأغذية بالجملة، ومركز السيارات.
وفي إطار خططها لإنفاق مصاريف رأسمالية عضوية تقدر بنحو 15 مليار درهم خلال الفترة الممتدة بين عامي 2023 و2027 عبر مختلف القطاعات لتوسعة ميناء خليفة والأسطول البحري والمدن الاقتصادية، وغيرها من المشاريع العديدة، تواصل مجموعة موانئ أبوظبي تحقيقها للنمو، فيما تعمل على الارتقاء بمنظومتها الفريدة لأداء الأعمال من خلال الاستفادة من مجالات التآزر، والتعاون ما بين قطاعات المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، وقطاع الموانئ، والقطاع اللوجستي، والقطاع البحري، والقطاع الرقمي.
ميناء خليفة
وفي عام 2023، بلغت النفقات الرأسمالية لمجموعة موانئ أبوظبي 4.7 مليار درهم في عام 2023، بانخفاض قدره 825 مليون درهم عن عام 2022، تماشياً مع برنامجها للإنفاق الرأسمالي العضوي بقيمة 15 مليار درهم بين عامي 2023 - 2027. وتركزت أبرز النفقات الرأسمالية في مشاريع توسعة ميناء خليفة ضمن قطاع الموانئ، والأصول المخصّصة، والمستودعات، والقطاعات الصناعية المتخصصة في قطاع المدن الاقتصادية والمناطق الحرة، إضافة إلى مشاريع توسعة أسطول السفن، بما في ذلك الحاويات والشحنات السائبة والخدمات البحرية في القطاع البحري والشحن.
وفي المجمل، أبرمت المجموعة خمس صفقات دمج واستحواذ بقيمة بلغت 2.2 مليار درهم في عام 2023 (مقابل 5.9 مليار درهم في عام 2022)، مع التركيز على عمليات الاستحواذ المتكاملة والصغيرة ومتوسطة الحجم، مثل شركتي «تي تيك» و«سيسيه للخدمات اللوجستية للمركبات»، بالإضافة إلى عقود امتياز لتطوير موانئ جديدة وأخرى قائمة منها ميناء سفاجا المصري، وميناء بوانت نوار في الكونغو برازافيل، ومحطة بوابة كراتشي المحدودة في باكستان.
استحواذات جديدة
شهد عام 2024 صفقة الاستحواذ على نسبة 100% من «آيه بي ام تيرمينالز قسطليون» في إسبانيا، وإبرام ثلاث اتفاقيات امتياز لمحطات سفن سياحية لمدة 15 عاماً مع الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر في كل من سفاجا والغردقة وشرم الشيخ.
وشهد العام نفسه إبرام اتفاقية امتياز لمدة 25 عاماً في محطة البضائع السائبة والعامة في ميناء كراتشي (محطة بوابة كراتشي متعددة الأغراض) في باكستان، بالإضافة إلى الاستحواذ على حصة 60% في دبي للتكنولوجيا، وهي شركة لتطوير حلول التجارة والنقل، ومقرها في دبي، والاستحواذ على حصة 60% في ميناء تبليسي الجاف، وهو مركز لوجستي رئيسي في جورجيا.
وخلال العام الماضي، تم امتلاك حصة 81% في مشروع مشترك قام بتوقيع اتفاقية امتياز لمدة 20 عاماً لتشغيل وتحديث محطة ميناء لواندا متعددة الأغراض في أنغولا، وامتلاك حصة 30% في المشروع المشترك مع «موانئ أداني» و«إيست هاربور تيرمينالز ليمتد» للاستحواذ على 95% من الشركة المالكة لعقد امتياز لمدة 30 عاماً في ميناء دار السلام في تنزانيا.
وخلال العام ذاته، تم الاستحواذ على حصة 70% في شركة «سفينة للشحن»، المزود الرائد لخدمات الوكالة البحرية والشحن في مصر، بالإضافة إلى تدشين محطة «سي أم أيه تيرمينالز ميناء خليفة»، والتي ستزيد الطاقة الاستيعابية الإجمالية لمناولة الحاويات في ميناء خليفة والتي بلغت 7.8 مليون حاوية نمطية في 2024، بأكثر من 33%، بما يعادل 2.6 مليون حاوية نمطية.
أبرز مستجدات الأعمال في عام 2025
- الحصول على حصة 51% في مشروع مشترك لتطوير محطة حبوب جديدة في ميناء كوريك بكازاخستان.
- بدء عمليات الموانئ والخدمات اللوجستية في ميناء لواندا بأنجولا
- الحصول على حصة 49% في مشروع مشترك مع مجموعة «سي إم إيه سي جي إم»، لتطوير وإدارة وتشغيل محطة «نيو إيست مول» متعددة الأغراض في بوانت نوار بجمهورية الكونغو، وذلك في أعقاب حصول مجموعة موانئ أبوظبي على امتياز لتشغيل المحطة لمدة 30 عاماً قابلة للتمديد في يونيو 2023.