الثورة / سبأ
حباً لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتذكيراً بسيرته النبيلة وتعاليم الدين الحنيف.. احتفل العالم الإسلامي أمس الأربعاء، الذي يصادف الـ12 من ربيع الأول 1445هـ بميلاد سيد البشرية أجمعين، في مناسبة دينية لها طابعُ خاص وأهمية كبرى.
وكعادته تصدّر الشعب اليمني سائر شعوب العالم الإسلامي بمسيرات كبرى مليونية في عشرات الساحات بالعاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الحُرة، لا مثيل لها في التاريخ، في احتفالاتٍ غير مسبوقة تُعدّ الأضخم في تاريخ اليمن والعالم الإسلامي، بذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وعلى آله.


وفي مثل هذا اليوم العظيم من كل عام يحتفل المسلمون في مختلف دول العالم الإسلامي بذكرى ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله سلم، ويحيون سنته ويقيمون الولائم الخاصة بما يعبر عن حبهم للرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به.
ويقف العالم الإسلامي مع إطلالة هذا اليوم، بمهابة في رحاب الذكرى السنوية لمولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مُستعيداً عظمة المناسبة وصاحبها، الذي ملأ الدنيا نورا وهدى، حتى دانت لدعوته العظيمة، الأمم شرقا وغرباً.
وتختلف عادات وطقوس إحياء المولد النبوي حسب الأقطار ما بين المشرق والمغرب بل حتى بين مختلف المناطق داخل البلد الواحد، كما تتعدد مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة وطقوس إحياء هذه الذكرى حسب المناطق المختلفة من العالم العربي.
ففي العراق شارك رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الثلاثاء، في الاحتفال المركزي المُقام بمناسبة المولد النبوي الشريف في ديوان الوقف السني بالعاصمة بغداد وسط حضور شعبي غفير.
فيما هنأ الرئيس العراقي عبداللطيف جمال رشيد، الشعب العراقي والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف.. قائلاً: «نستحضر بهذه المناسبة القيم العليا للرسالة السماوية التي عمل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ترسيخها من أجل إرساء المحبة والحوار والعدالة الاجتماعية بين الشعوب، كما نؤكد أهمية وحدة الصف للحفاظ على المكتسبات الوطنية ومواجهة التحديات».
وعلى مدى الأسبوع كله أُقيمت العديد من فعاليات الاحتفال بذكرى المولد النبوي في النجف الأشرف، والعديد من المدن العراقية بمشاركة شعراء من ثمان دول عربية.
وفي فلسطين المحتلة اعتمدت المدارس تنظيم إذاعة مدرسية كاملة عن المولد النبوي الشريف 1445-2023 مكتوبة مقدمة وخاتمة، لجميع الطلبة من أجل تقديمها عند اليوم الإذاعي الخاص بذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العالم، لأنها تعتبر من أهم المناسبات الإسلامية التي يحتفي بها المسلمون في جميع أنحاء العالم.
أما في تركيا فقد نظمت عدة ولايات فعاليات احتفالية إحياءً لذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل الأتراك المولد النبوي الشريف في المساجد بقراءة القرآن الكريم وتبادل التهاني والتبريكات بين الأصدقاء والأحباء، وتضمنت الاحتفالات قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء والتضرع إلى الله.
وأحيت كبرى مساجد إسطنبول المولد النبوي الشريف، وشارك العديد من المواطنين بما في ذلك الأطفال والنساء في هذه الاحتفالات.
فيما شهدت سوريا كمعظم البلدان الإسلامية احتفالات خاصة بمناسبة المولد النبوي الشريف، وتتضمن هذه الاحتفالات العديد من الفعاليات والأنشطة الدينية والثقافية.
وتستمر سوريا في احتفالاتها بالمولد النبوي لمدة شهر كامل، وتبرز فرق الإنشاد الصوفية في هذا اليوم، ويُشجع خلال هذه المدة على إقامة فعاليات دينية وثقافية تُخلد ذكرى المولد النبوي الشريف.
كما شارك الأردن العالمين العربي والإسلامي، الاحتفال بذكرى ميلاد سيد الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، التي شكلت نقلة نوعية في نهج الأمة العربية فنقلتها من أمة متعصبة لعادات الجاهلية إلى أمة متسامحة ومتعايشة مع الآخر.
ويحتفل الجزائريون بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث تمتلئ المساجد بعد صلاة المغرب، إذ يخصص الأئمة دروساً عن السيرة النبوية، ويحرص الكثير من الآباء على جلب أبنائهم وأطفالهم معهم، لتعلم وسماع والاقتداء بسيرة أفضل خلق الله.
فيما يعود احتفال المغاربة بمناسبة المولد النبوي الشريف، إلى عهد الموحدين الذين حكموا المغرب ما بين 500 و620هـ، والذين عملوا على تخليد مناسبة المولد النبوي للتصدي لخطر المسيحيين في بلاد الأندلس والذين كانوا يحتفلون بعيد ميلاد المسيح. وفي إندونيسيا احتفل سكان جاوة بالمولد، حيث تعد المناسبة بالنسبة لهم فرصة طيبة للدعوة لنشر الإسلام عن طريق تقديم أنواع النشاطات المحببة للشعب الجاوى والتي تعبر كلها عن حب لرسول الله وفي نفس الوقت كتعبير عن تقديرهم لجهود الأولياء التسع المعروفين باسم والى سونغو والذين كان لهم الفضل الكبير في نشر الإسلام في تلك الربوع.
واحتفلت سلطنة عمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالمولد النبوي الشريف لعام ١٤٤٥هـ على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، حيث أقيمت أمسية دينية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، واشتملت الأمسية على قصيدة شعرية بعنوان «أطهر الأبكار» وأناشيد وتواشيح دينية في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم منذ ولادته وعدد من معجزاته.
وفي مصر رعى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، احتفالية وزارة الأوقاف المصرية بمناسبة المولد النبوي الشريف، بقاعة المنارة بالقاهرة الجديدة.. وتشتهر بعض المدن والمحافظات المصرية بعادات وتقاليد مختلفة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي، ويتميز الاحتفال بالمولد النبوي داخل مصر بإقامة حلقات الذكر والجلوس والاستماع إلى المنشدين والمداحين في ساحات مساجد آل بيت رسول الله، بالإضافة إلى إخراج الصدقات، وشراء الحلوى، والاستمتاع بها، كذلك شراء عروسة المولد للفتيات والحصان للأولاد.
وفي فرنسا تختلف مظاهر احتفال المولد النبوي الشريف 2023م من مكان لآخر حيث تقوم الجاليات المسلمة بطهي الأطعمة اللذيذة وتوزيع الحلوى خاصة على الأطفال، كما يتم العمل على تحضير «الكسكسي» وتوزيعه على المساجد ودور العبادة ومنازل الجاليات المسلمة الأخرى المقيمة في مختلف المحافظات الفرنسية، وتعمل المساجد على إحياء سنة قراءة القرآن والتواشيح والدروس الدينية على مدار الـ24 ساعة طوال اليوم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

كلمات تبرد نار قلبك إذا نزل بك ابتلاء أو مصيبة

لم يتركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نواجه الابتلاءات دون أن يعلمنا كيف نتصرف؛ لذلك ورد عنه - عليه الصلاة والسلام- الكثير من الأحاديث والأدعية التي إن تمسك بها المؤمن أثناء أي بلاء عام أو وباء نجا، والبلاء لم يكن قاصرًا على أحد بعينه، فعانى منه أكثر أنبياء الله ورسوله، وإن تفاوتت مراتبهم ومراتب الناس فيه.

ويأتي على الإنسان لحظات تضيق به الحياة بما رحُبت، ولا يجد لها مخرج إلا الله سبحانه وتعالى، فلا أحد فى هذه الحياة يخلو من المشاكل والهموم والبلاء، ففي هذه الأوقات الصعبة عليه أن يلجأ الى الدعاء، لأن الدعاء سلاح المؤمن القوي، فمن يمر بضيق ومشاكل فعليه أن يدعو بدعاء سيدنا يونس «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».

كيف تخفف عن نفسك إذا أصابك ابتلاء او مصيبة؟

فى هذا الصدد قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عندما يأتي لك البلاء كيف تخفف عن نفسك؟، بأن تقول إن هذا من عند الله وهو لا يأتي منه إلا الخير حتى ولو كان شرً لك فى الظاهر فإنك لا تعرف ما وراءه من الخير والثواب.

وتابع قائلاً:" أنت لا تعرف ماذا يفتح لك عندما تسلم وترضى ولا تعلم ماذا قد دفعه عنك وصده عنك بهذا البلاء الظاهر، وإذا آمنت أن البلاء من عنده سبحانه وتعالى فتجد أن السكينة والطمأنينة قد ملأت قلبك.

وفيما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني فى مصيبتي وأخلف لى خيرًا منها إلا أخلف الله له خيرًا منها)).

وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». رواه مسلم.

دعاء النبي عند الابتلاء والحزن

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين انت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته امري إن لم يكن بك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك هي أوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل على غضبك، أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك.

دعاء ضيق الصدر والنفس

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ أعوذ بك من شر ما صنعتُ أَبُوءُ لك بنعمتك عليَّ وأَبُوءُ لك بذنبي فَاغْفرْ لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت يا رب العالمين.

« اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللهم انى اعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء».

ماذا علم النبي أصحابه عند نزول البلاء؟

ربى النبي- صلى الله عليه وسلم- أصحابه على الصبر على البلاء، كان يبث التفاؤل والثقة في قلوبهم، ويفيض عليهم مما أفاض الله عليه من أمل مشرق في انتصار الإسلام وانتشاره، فمن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: « ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر»، رواه أحمد .

كيف كان يتعامل الرسول مع البلاء

رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان له نصيب من الابتلاء، قال الله -تعالى-:« وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَأِ الْمُرْسَلِينَ»، (سورة الأنعام: الآية 34)، وقال - سبحانه-: « أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ »، (سورة البقرة: الآية 214).

وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال: « قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟، قال: الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل، فيُبْتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة»، رواه أحمد .

فتعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للكثير من الأذى والمحن والبلاءات في مواقف متعددة من حياته، وكان ذلك على قدر الرسالة التي حملها، فقريش أغلقت الطريق في وجه الدعوة في مكة، وتعرضت له ولأصحابه بالإيذاء، وحوصر مع أصحابه ثلاث سنوات في شِعب أبي طالب، حيث النصب والتعب الشديد ، وصبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليكون قدوة للمسلم في كل زمان ومكان في الصبر على البلاء.

وسنة البلاء في سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ظهرت في كثير من الأحاديث الشريفة من سيرته العطرة، فورد أن ورقة بن نوفل في أول يوم من أيام النبوة حين قال: «يا ليتني فيها جذعا -أكون حيا - إذ يخرجك قومك، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أو مخرجي هم؟!، قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك حيا أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي »، رواه البخاري .

وعن عروة بن الزبير- رضي الله عنه- قال: « سألت ابن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينا النبي -صلى الله عليه وسلم - يصلي في حِجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط، فوضع ثوبه في عنقه، فخنقه خنقا شديدا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه، ودفعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟ »، رواه البخاري .

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: « قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: « لقد أوذيتُ في الله وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليّ ثالثةٌ وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلا ما وارى إبط بلال»، رواه الترمذي .

مقالات مشابهة

  • رحلة حول العالم .. كيف يحتفل المسلمون برمضان في مختلف الدول؟
  • لاحت بشائر رمضان.. خطيب المسجد النبوي: تاج الشهور ومعين الطاعات فاغتنموه
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
  • رمضان 2025.. هنا الزاهد في مسلسل إذاعي مع نور النبوي
  • في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
  • رابطة العالم الإسلامي تعزّي الكويت في وفاة وإصابة عددٍ من أفراد الجيش
  • في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين السيد نصر الله واليمن
  • القريقري يحتفل بِزواج نجله عبدالرحيم
  • كلمات تبرد نار قلبك إذا نزل بك ابتلاء أو مصيبة