بوابة الفجر:
2024-10-05@05:52:19 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: أتمنى عودة "الكليم" إلى مصر !!

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT



هذه الصناعة الحرفية اليدوية إشتهرت فى بعض بلاد الشرق الأوسط والأدنى وأيضًا فى جنوب شرق أسيا لكن يعود شهرة السجاد الإيرانى إلى بعض مدن ومراكز حرفية أيرانية سميت بها العقدتين الرئيسيتين فى السجاد وهى عقدة "سينا" وعقد "جورديس" وهذه العقد فى السجاد هى المكونة للوبرة –وهى أيضًا التى تميز سجادة عن أخرى وبزيادة عدد العقد فى السنتيمتر الواحد يزداد قيمة السجادة ولعل مدينة "سينا" ومدينة "جورديس" فى إيران هم أصل هذه الصناعة الوطنية القديمة وإنتقلت إلى بقية مدن وقرى الشرق الأوسط وكانت لمصر شهرة كبيرة فى صناعة السجاد اليدوى وخاصة فى الوجه البحرى "فوه، وقرية أبى شعرة، وقرى المحلة الكبرى ومطروح وأيضًا فى "بورتوس" "شبين القناطر" وفى الجنوب حيث إشتهرت بعض المدن مثل أخميم وأسيوط والخارجة بالوادى الجديد وأخيرًا الباشندى فى الواحة الداخلة وتعتمد صناعة السجاد اليدوى على الصوف البلدى من الماشية وكذلك من خيوط القطن أو الكتان الحاملة للوبر أو (العقد) كما تعتمد على الأطفال المتدربين على تلك الصناعة ولعل إشتهار بعض المدن المصرية بهذه الصناعة  أرتبطت أيضًا بالرسامين والملقنين للأولاد من لوحات المربعات المرسوم عليها التصميم المراد تنفيذه كسجادة يدوية ولعل المتحف البريطانى (فيكتوريا أند ألبرت) يقتنى إحدى عشر سجادة صنعت فى القاهرة الأيوبية من أروع التصميمات وتميزت بحبكة الصناعة فيها.

 

ولكن صناعة الكليم فهى تعود كالتاريخ المسجل عن هذه الصناعة تعود للمصريين حيث القبط المصريين سموا هذا المنتج بالقباطى المصرية أى إستمد الكليم أو طريقة نسجه إسمه من إسم مصر  " COPET" وهو الإسم القديم قبل دخول الإسلام مصر.
ولعل المتحف القبطى بمنطقة مارى جرجس بمصر القديمة يحتوى على مئات الآلاف من قطع النسيج المسماة قباطى والتى تحتفظ بألوانها وزخارفها حتى اليوم ولعل من أشهر القصص الدالة على أن مصر كانت الأعظم فى إنتاج الكليم هو إهداء المقوقس العظيم ملك مصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم غطاء للكعبة وعشرون عبائة من قباطى مصر ضمن هديته إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أى أن أعظم الهدايا لأعظم  خلق الله من ملك مصر كانت تلك المنتجات المصرية الشهيرة فى هذا الزمن وهى (قباطى مصر)  منسوجات مصرية ولعل فى زمن الإضمحلال إبان الحكم العثمانى لمصر فقد أنتج الكليم من قصاقيص القماش وهو المعروف بكليم القصاقيص حينما إختفى الصوف وإختفت هذه الصناعة فى ذلك الزمن برحيل المهرة من الصناع المصريين على يد سليم الأول إلى الأستانة بغية إنشاء عاصمة متحضرة للدولة العثمانية  أتمنى عودة الكليم إلى مصر !!


  Hammad [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هذه الصناعة

إقرأ أيضاً:

  الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور

قال الله تعالى: «الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» [إبراهيم: 1].

وكلمة (إليك) فى قوله سبحانه وتعالى: «أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ» تدل على أن الوحى انتهى إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إلى غيره، فهو لا يُؤخذ إلا منه صلى الله عليه وسلم، ولا يُدرك إلا بواسطتِهِ صلى الله عليه وسلم.

وقد انبنى على هذا قوله سبحانه وتعالى: «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، حيث أُسند إخراج الناس من الظلمات إلى النورِ إلى سيدِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالهداية لا تكون إلا باتباعِه هو صلى الله عليه وسلم، والاستنان بسُنته والتمسك بهَديه.

وكان من الممكن -من حيث الصياغة اللغوية- أن تكون الآية: لِيَخرج الناسُ، بحيث تفيد أنه بوُسعِ كلِّ واحد من الناس أن يهتدىَ بالكتاب، ويخرج نفسه بنفسه من الظلمات إلى النور بمجرد قراءته وفهمه الخاص للقرآن الكريم دون الرجوع إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها لم تأتِ كذلك؛ لأن هذا المعنى غير صحيح، وغير مراد.

فهذه الكلمة الربانية «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ» تبين دون أدنى شكٍّ أنه ليس دورُ سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم هو مجرد تلاوة آيات القرآن الكريم على مسامع الناس فقط.

وقد جاءت آيات أخرى توضح هذا فى جلاء لا خفاء فيه، قال الله تعالى: «وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً» [النساء: 113]، وهذه الآية صريحة فى أن الله تعالى أنزل عليه صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم وأنزل عليه الحكمة أيضاً، وعطف الحكمة على الكتاب يقتضى المغايرة بينهما، والذى يغايرُ الكتابَ هو ما يُبلغُه صلى الله عليه وسلم من تشريع بقوله، أو بفعله، أو بتقريره -أى: عدم اعتراضِه على فعل بحضرته- فالسُّنّة وحى كالقرآن تماماً، وتفسير بعض العلماء للحكمة بأنها النبوة لا يناقض هذا المعنى، بل يؤيده ويقويه، فالحكمة نبوة ووحى زكى قسيم لكتاب الله تعالى، جاءت مبينة له، وموضحة لأحكامه، بل استقلت ببيان بعض الأحكام الشرعية.

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذن لم يكن مجرد مبلغ لآيات القرآن الكريم، بل كان يعلم الناس القرآن والحكمة، وقد جاء هذا صريحاً فى غير موضع من كتاب الله تعالى، من هذا قوله سبحانه: «كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» [البقرة: 151]، وقوله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» [آل عمران: 164]، وقوله عز وجل: «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِى الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ» [الجمعة: 2]، فهذه الآيات جميعاً نصَّت على أنه صلى الله عليه وسلم يعلِّم الكتاب والحكمة؛ أى: ما أوحاه الله تعالى إليه من القرآن الكريم ومن السنة المطهرة.

وجَلىٌّ فى هذه الآيات المباركات أن تعليم الكتاب والحكمة جاء معطوفاً على تلاوته صلى الله عليه وسلم آيات الله تعالى؛ وسبقت الإشارة إلى أن العطف يقتضى المغايرة، فتعليم الكتاب شىء غير تلاوة آياته وتبليغها للناس، ومن صور هذا التعليم ما كان يراه الصحابة الكرام من سلوكه وأخلاقه التى هى صورة عملية لكتاب الله تعالى، فلما قال أحدُهم للسيدة عائشة رضى الله عنها: يا أمَّ المؤمنين أنبئينى عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: «ألستَ تقرأُ القرآن؟» قال: بلى، قالت: «فإن خُلقَ نبى الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن» [رواه مسلم].

وهذا معناه أنه لا بد من أن نأخذ بالسنة المطهرة، فبها يكون الانتقال من الظلمات إلى النور، وهى الحكمة التى بدونها يتخبط الناس فى دنياهم، والتى لا يصح أخذ القرآن الكريم بعيداً عنها، فالقرآن الكريم يدل على أنه لا يُؤخذ إلا من خلال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه هو الذى يعلمه، وتعليمه صلى الله عليه وسلم هو سنته المطهرة.

مقالات مشابهة

  •   الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: لتُخرج الناس من الظلمات إلى النور
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: هناك أرض تكفي للجميع
  • لاصيفر: الأسعار ستواصل الارتفاع أكثر إذا لم تذهب ليبيا نحو حل الأزمة السياسية والأمنية
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عقوق الوالدين وعقوق الوطن والدين
  • د.حماد عبدالله يكتب: الغراب والقوة الشيطانية
  • د. عبدالمنعم السيد يكتب: الرقمية الصناعية وجذب الاستثمارات
  • شمشون يكتب نهايته في لبنان.. قراءة في كتابات إسرائيلية وغربية
  • شركة نجوم التنظيف
  • د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»