بوابة الفجر:
2024-11-26@07:36:00 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: أتمنى عودة "الكليم" إلى مصر !!

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT



هذه الصناعة الحرفية اليدوية إشتهرت فى بعض بلاد الشرق الأوسط والأدنى وأيضًا فى جنوب شرق أسيا لكن يعود شهرة السجاد الإيرانى إلى بعض مدن ومراكز حرفية أيرانية سميت بها العقدتين الرئيسيتين فى السجاد وهى عقدة "سينا" وعقد "جورديس" وهذه العقد فى السجاد هى المكونة للوبرة –وهى أيضًا التى تميز سجادة عن أخرى وبزيادة عدد العقد فى السنتيمتر الواحد يزداد قيمة السجادة ولعل مدينة "سينا" ومدينة "جورديس" فى إيران هم أصل هذه الصناعة الوطنية القديمة وإنتقلت إلى بقية مدن وقرى الشرق الأوسط وكانت لمصر شهرة كبيرة فى صناعة السجاد اليدوى وخاصة فى الوجه البحرى "فوه، وقرية أبى شعرة، وقرى المحلة الكبرى ومطروح وأيضًا فى "بورتوس" "شبين القناطر" وفى الجنوب حيث إشتهرت بعض المدن مثل أخميم وأسيوط والخارجة بالوادى الجديد وأخيرًا الباشندى فى الواحة الداخلة وتعتمد صناعة السجاد اليدوى على الصوف البلدى من الماشية وكذلك من خيوط القطن أو الكتان الحاملة للوبر أو (العقد) كما تعتمد على الأطفال المتدربين على تلك الصناعة ولعل إشتهار بعض المدن المصرية بهذه الصناعة  أرتبطت أيضًا بالرسامين والملقنين للأولاد من لوحات المربعات المرسوم عليها التصميم المراد تنفيذه كسجادة يدوية ولعل المتحف البريطانى (فيكتوريا أند ألبرت) يقتنى إحدى عشر سجادة صنعت فى القاهرة الأيوبية من أروع التصميمات وتميزت بحبكة الصناعة فيها.

 

ولكن صناعة الكليم فهى تعود كالتاريخ المسجل عن هذه الصناعة تعود للمصريين حيث القبط المصريين سموا هذا المنتج بالقباطى المصرية أى إستمد الكليم أو طريقة نسجه إسمه من إسم مصر  " COPET" وهو الإسم القديم قبل دخول الإسلام مصر.
ولعل المتحف القبطى بمنطقة مارى جرجس بمصر القديمة يحتوى على مئات الآلاف من قطع النسيج المسماة قباطى والتى تحتفظ بألوانها وزخارفها حتى اليوم ولعل من أشهر القصص الدالة على أن مصر كانت الأعظم فى إنتاج الكليم هو إهداء المقوقس العظيم ملك مصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم غطاء للكعبة وعشرون عبائة من قباطى مصر ضمن هديته إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أى أن أعظم الهدايا لأعظم  خلق الله من ملك مصر كانت تلك المنتجات المصرية الشهيرة فى هذا الزمن وهى (قباطى مصر)  منسوجات مصرية ولعل فى زمن الإضمحلال إبان الحكم العثمانى لمصر فقد أنتج الكليم من قصاقيص القماش وهو المعروف بكليم القصاقيص حينما إختفى الصوف وإختفت هذه الصناعة فى ذلك الزمن برحيل المهرة من الصناع المصريين على يد سليم الأول إلى الأستانة بغية إنشاء عاصمة متحضرة للدولة العثمانية  أتمنى عودة الكليم إلى مصر !!


  Hammad [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هذه الصناعة

إقرأ أيضاً:

لا لتعميم الأحكام الظالمة

كلام الناس
نورالدين مدني
ما ان فرغت من كتابة كلام الناس بعنوان لن يستطيعوا تحقيق أهدافهم الاجرامية حتى فجعت بمقال محبط في قروب منبر بلاك تاون بعنوان لايجتمع السودانيين الا على كراهية بعضهم البعض.
المقال منسوب للدكتور فضل الله أحمد عبدالله لكن هذا العنوان مأخوذ من حكم احد رموز الاستعمار البريطاني الكولينول ارنست جاكسون حول أسباب سير السودان عكس إتجاه الزمن.
جاء في إفادة جاكسون عن السودانيين أنهم شعب عظيم لكنهم عديموا الوطنية
وقال أن بعض السودانيين كانوا يقدمون تقارير سالبة عن أبناء جلدتهم وأضاف الدكتور فضل الله بعض الشهادات السالبة ضد السودانيين .
مثل مانسبه لمحمد المهدي مجذوب عن تفشي القطيعة وسط السودانيين وقول الدكتور عبدالله الطيب أنه لم يدرك حسد الاكاديمين إلا بعد أن أصبح مديرا لجامعة الخرطوم.
اضاف الدكتور فضل الله قائلا ان المتعلمين والنخب السودانية توارثوا ثقافة الدسايس والمكايد والاحقاد والحسد وأن ثقافة الشلليات والطموحات الشخصية انتقلت للاحزاب العقائدية خاصة بين الشيوعيين والإخوان المسلمين.
إننا لاننكر وجود بعد السلوكيات السالبة في حياتنا السياسية والثقافية والمجتمعية مثل وجود بعض الخونة والعملاء والانتهازيين والمتسلقين كما تنتشر ظاهرة القطيعة في جلسات السمر والإنس وأن هناك بعض الانحرافات في مجال التنافس الحزبي لكن كل ذلك لا يبرر تعميم هذه الحالات على مجمل السودانيين.
لذلك ظللنا نطالب بضرورة دفع استحقاقات الإصلاح المؤسسي في كل مجالات العمل العام المدنية والعسكرية.  

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "التــــدنى" فى الأمانى !!
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.. "عدم عودة حزب الله للحدود"
  • لا لتعميم الأحكام الظالمة
  • د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين
  • عزيز رباح يكتب..زيارة الرئيس الصيني للمغرب عندما يقتنع الكبار بمصداقية وطموح المغرب
  • عودة: حان وقت إنهاء المغامرة بهذا البلد من أجل أهداف لا تخصه
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • عبد الله بوصوف يكتب..النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام
  • يوسف ومحمد.. أصغر عارضين في «أيادي مصر» يكشفان سر السجاد اليدوي
  • وزير الصناعة: مواصلة تقديم الدعم للأشقاء في السودان والعمل على عودة الاستقرار