مؤتمر اللغة العربية واللسانيات التطبيقية ينطلق في أبوظبي
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
انطلقت، أمس في أبوظبي، أعمال مؤتمر «اللغة العربية واللسانيات التطبيقية: الفرص والتطلعات» الذي ينظمه مركز التميز في اللغة العربية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وذلك ضمن مبادرات الجامعة العلمية والأكاديمية، وحرصها على إثراء مجال البحوث والدراسات في حقول اللغة العربية، إلى جانب تجسيد رؤية القيادة الرشيدة في الاهتمام باللغة العربية، وإبراز دورها باعتبارها الوعاء الناقل للحضارة العربية والإسلامية.
ويشارك في أعمال المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم الخميس، نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم. ويأتي في إطَارِ اهتمام جامعةِ محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالبحثِ العلميّ والنهوضِ باللغةِ العربية واستخداماتِها في حقلِ اللسانياتِ التطبيقيةِ والمجالات الحديثة، وتعزيز حضورها عالمياً، وتنسيق الجهود البحثية لخدمتها على النحو الأمثل، هذا إلى جانب تفعيل دور اللغة العربية في المجتمع كوسيلة للتواصل بين البشر، وإثباتاً لقدرة اللغة العربية على مجاراة الاحتياجات والتوجهات المجتمعية.
أداة فعَّالة
وقال الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، إن اللغة العربية تواجه في وقتنا الحاضر تحدياتٍ كبيرةً، خصوصاً في ظِلِّ التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الحديثة، فصار هذا الموضوعُ مُثيراً للتساؤلات من جوانب كثيرة، ويحتاجُ مِنَّا لقاءاتٍ وفعالياتٍ كثيرة لأن اللغةَ العربيةَ أضحت أداةً فَعَّالةً في وسائلِ الاتصال والإعلام في عصرِ العولمةِ والتكنولوجيا.
وأضاف الظاهري: «حَظِيَت اللغةُ العربيةُ إلى جانبِ اللغاتِ العالَميَّة بعنايةٍ كبيرةٍ لدى الدارسين المتخصِّصِين، لاسِيَّما في حقولِ اللسانياتِ التطبيقية والوصول إلى منجزاتٍ متسارعةٍ في هذا الحقل المعرفي المُهِمّ»، وتابع: «يشارك في أعمال المؤتمر 40 باحثاً ومختصاً في اللغة العربية من 22 دولة من 26 جامعة حول العالم، وذلك لاستعراضِ أحدثِ الدراساتِ والبحوث الأكاديمية والتطبيقية، واستشرافِ آفاقِ البحث والتطبيق في مجالِ اللسانيات التطبيقية»، مشيراً إلى أن أهمية المؤتمر تنبعُ مِنْ كَوْنِ اللسانياتِ التطبيقية أصبحت حقلاً علميّاً رصيناً، يُسهم في ترقيةِ الحصيلةِ اللغوية العلمية والمعرفية من خلال صلته بالعالم الفعلي، وعبر التركيز على مستوياتِ استعمالِ اللغةِ وارتباطها بحقولٍ معرفية أخرى، كعِلْمِ النفس وعِلم الاجتماع وعِلم التربية التي تُعد مسارات متطورة، تُطَبَّق فيها الأفكار والتصورات اللغوية المختلفة مِنْ أجلِ استثمارها في تطبيقات عدة.
وأشار الظاهري إلى أن «هذه العوامل تضع باحثي اللسانيات، خصوصاً اللغة العربية، أمام تحدياتِ مواكبة التطورات البحثية والتطبيقية المتسارعة والنهوض بالبحث اللساني في اللغةِ العربية».
كما تحدث في الجلسة الافتتاحية معالي الدكتور عمرو عزت سلامة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا الأسبق في جمهورية مصر العربية، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الذي أكد أهمية تعزيز دور اللغة العربية في العلوم الحديثة وتطبيقاتها، سواء على المستوى التعليمي أو البحثي. وأشاد بتنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تسهم في تبادل الخبرات والأبحاث بين المشاركين.
جهود متصلة
من جانبه، أكد الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، دعم الجامعة الكامل لجميع الأبحاث والدراسات التي تخدم العلوم الإنسانية واللغة العربية. إلى ذلك، قال الدكتور هيثم زينهم، مدير مركز التميز في اللغة العربية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن المؤتمر يمثل ثمرة جهود متصلة بين إدارات الجامعة المختصة، وهو النسخة الثانية آخذاً بعين الاعتبار توصيات ومقترحات النسخة الأولى. وشكر المشاركين والباحثين من كل جامعات العالم، وثمّن حرصهم على الحضور والمشاركة، مؤكداً أنَّ ما يميزُ هذا المؤتمرَ هو مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين والطلبة الذين هم في مقتبل مسيرتهم البحثية، حيثُ يشاركُ في المؤتمر مجموعةٌ من طلبة البحث العلمي في الجامعات العربية والغربية، سواء أكانوا بمفردهم أم بإشراف أساتذتهم، وهذا أهمُّ ثمرةٍ لهذا المؤتمر، بناءُ الأجيال بناءً علمياً وبحثيّاً صحيحاً.
جلسات اليوم الأول
وعقدت خلال اليوم الأول للمؤتمر ثلاث جلسات علمية، قدم فيها الباحثون، خلاصة أوراقهم العلمية، حيث تولى رئاسة الجلسة الأولى الدكتور مايكل كوبرسون من جامعة كاليفورنيا، مؤكداً أهمية اللسانيات التطبيقية في خدمة المجتمعات، وهذا ما تناولته الأوراق العلمية الأربع، حيث قدم الأستاذ الدكتور باترك ميرفي من جامعة وسط فلوريدا بحثاً بعنوان «شمولية وتعقيدات البحث اللغوي المعاصر»، متناولاً عدداً من الصعوبات التي تواجه البحث اللغوي واتساع اتجاهاته.
وقدمت الدكتورة أسماء عبدالرحمن، نائب مدير جامعة المدينة العالمية للبحث والابتكار في ماليزيا، ورقة تناولت استراتيجيات تعليم اللغة العربية بمهارات التفكير، الميتافيزيقيا، لعام 2023، وأثر ذلك في الناطقين بغير اللغة العربية عبر دراسة وصفية مسحية. أما الورقة الثالثة، فكانت للدكتور إيجور مافير من جامعة ليو بلينا سلوفينيا، ودارت حول chat gpt4 وماذا في المستقبل؟
واختتمت الجلسة الأولى ببحث للدكتورة ندى غنيم، والأستاذة خلود الجلاد حول التعليم العميق من تصنيف علائق الاستدلال الثلاثية في اللغة، وشهدت الجلسة حواراً ونقاشاً وأسئلة من الباحثين والحضور.
مسارات البحث العلمي
أما الجلسة الثانية، فترأسها الدكتور سامي بودلاعة من جامعة الإمارات، وأكد خلالها أهمية مسارات البحث العلمي المتعدد في اللسانيات التطبيقية، وربطها بالواقع والترجمة، وبدأت الجلسة ببحث للدكتور دايتر فوكس من جامعة فيينا في النمسا، وتناول التحول الثقافي في دراسات الترجمة، ثم جاءت الورقة العلمية الثانية من جامعة أليكانتي بإسبانيا للدكتور ميغل تولوسا حول تحديد أخطاء الترجمة، تبعتها ورقة من جامعة محمد الخامس من المغرب للدكتورة حكيمة خمار حول إعادة صياغة المحتوى للنص الآلي ومعالجة اللغة العربية آلياً. أما الورقة الرابعة فكانت للدكتورة تيفاني ليفيك من جامعة تولوز جان جوريس بفرنسا، ودارت حول التغيير والتبديل في نموذج القواعد والترجمة في اللغات التطبيقية في فرنسا، وكانت ورقة إدوارد كارلسلي من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية حول استراتيجيات فعالة لتوجيه الطلاب خلال رحلة اكتساب اللغة في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وجاءت الورقة السادسة للدكتورة مارتا بينتو من جامعة لشبونة بالبرتغال حول مساهمة استقبال الأعمال باللغة العربية في البرتغال دراسة حالة للترجمة التعاونية.
اللسانيات الحاسوبية
أما الجلسة الثالثة، فترأسها عميد كلية الآداب بالجامعة الدكتور محمد الظريف الذي شدد على أهمية التمسك بالنحو وأصوله مع الحرص على تطويره من منظور متجدد، وقد كانت الورقة العلمية الأولى للدكتور محمد العمريني من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية الذي تحدث فيها عن النحو الوظيفي وأثره في اللسانيات التطبيقية، وتلتها ورقة ثانية للدكتور عبدالله أحمد جاد من وزارة التعليم العالي بمصر حول دروس النحو التفاعلية التطبيقية الإلكترونية الإيجابيات والتحديات، وتبعتها ورقة الدكتورة بث يانغ من جامعة وسط فلوريدا حول تطبيقات الاستخدام اللغوي في معجم صموئيل جونسون للغة الإنجليزية، كما قدم المعهد العالي للدراسات التطبيقية بتونس بوساطة د. عواطف السمعلي ورقة حول الأصلي والزائد في الأفعال الرباعية المولدة بالإقحام قي ضوء اللسانيات الحاسوبية.. إشكالات وحلول.
وكان ختام الجلسة ورقة علمية للدكتور عثمان احمياني من جامعة محمد الخامس بالمغرب حول «تصورات حول طبيعة لغة الإشارة ورتبة مكونات جملها الفعلية البسيطة.. دراسة مقارنة».
ندوتان وأوراق بحثية
كما تم تنظيم ندوتين الأولى عن المفهوم الخلدوني لاكتساب اللغة لمايكل كوبرسون من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، أدارها الدكتور عبدالدائم السلامي من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وتلتها ندوة تعريفية عن مجلتي «اللسانيات التطبيقية» و«قراءات»، حيث تحدث في هذه الندوة د. رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية ود. شكري المبخوت رئيس الهيئة التحريرية للمجلة ود. هيثم زينهم، عضو الهيئة التحريرية للمجلة.
وتستمر أعمال المؤتمر اليوم، حيث ستتم مناقشة عدة أوراق بحثية تقدمها نخبة متميزة من المختصين في اللغة العربية واللسانيات التطبيقية.
يذكر أن مؤتمر اللغة العربية واللسانيات التطبيقية يهدف إلى إتاحة الفرصة لإقامة شراكات علمية ودراسات بينية في مجال حوسبة اللغة، واستعراض الدراسات والبحوث اللسانية الأكاديمية والتطبيقية الحديثة التي تخدم المجتمع، وتحديد معالم التحديات المتعلقة بتوظيف التقنية في الحقول المعرفية الإنسانية واللغوية، والإفادة من الدراسات اللسانية الحديثة في تدريس اللغة العربية، إلى جانب استشراف آفاق البحث والتطبيق في مجال اللسانيات التطبيقية، وتطوير الدرس اللساني العام والعربي تحديداً وفق مجالات البحث في الدراسات البينية، وطرح الأفكار والرؤى حول تطوير تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وطرح رؤى بحثية مستقبلية لعلاقة اللسانيات بالعلوم الأخرى المختلفة.
أهداف المؤتمر
يهدف مؤتمر اللغة العربية واللسانيات التطبيقية إلى إتاحة الفرصة لإقامة شراكات علمية ودراسات بينية في اللسانيات والعلوم الإنسانية واستشراف آفاق البحث والتطبيق في مجالات اللسانيات التطبيقية، وكذلك استعراض الدراسات والبحوث اللسانية الأكاديمية والتطبيقية التي تخدم المجتمع، بالإضافة إلى الإفادة من الدراسات اللسانية الحديثة في تدريس اللغة العربية لأبنائها. وتحديد معالم التحديات المتعلقة بتوظيف التقنية في الحقول المعرفية الإنسانية واللغوية.
كما يهدف أيضاً إلى تطوير الدرس اللساني العام والعربي تحديداً وفق مستجدات البحث في المجالات البينية والتواصل بين المتخصصين والباحثين في حقل اللسانيات، خصوصاً التطبيقية على نطاق العالم العربي والعالم أجمع، ودراسة الإمكانات من أجل الاستفادة من الأبحاث النظرية في خدمة المجتمعات العربية وطرح الأفكار والرؤى حول تطوير تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وكذلك طرح رؤى بحثية مستقبلية لعلاقة اللسانيات بالعلوم الأخرى المختلفة لم تستثمر من قبل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي اللغة العربية الثقافة جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية جامعة محمد بن زاید للعلوم الإنسانیة اللغة العربیة واللسانیات التطبیقیة اللسانیات التطبیقیة فی اللغة العربیة من جامعة محمد البحث العلمی إلى جانب فی مجال
إقرأ أيضاً:
عبد الصادق يعلن تدشين جامعة القاهرة "قاموس القاهرة العصري للشباب العربي"
أعلن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، تدشين " قاموس القاهرة العصري للشباب العربي"، وذلك ضمن فعاليات مشاركة الجامعة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 56 بقاعة المؤسسات بلازا( ١) وتحت إشراف الدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبالتعاون بين كليتى الحاسبات والذكاء الإصطناعي ودار العلوم.
حضر فعاليات التدشين، الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، والدكتور رضا عبد الوهاب الخريبي عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، والدكتور صفوت علي صالح وكيل كلية دار العلوم لشئون الدراسات العليا والبحوث، والمدير العلمي للمشروع، والدكتور حافظ شمس الدين عضو مجمع اللغة العربية، والدكتورة أسماء أحمد عثمان المدرس بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي،والمدير التقنى للمشروع، والدكتور أحمد الشيمي المدرس بكلية دار العلوم، والمدير التنفيذى للمشروع،والذى أداراللقاء باقتدار، لإعلان تدشين المشروع، فى حضور لفيف من قامات اساتذة جامعة القاهرة وكلية دار العلوم والطلاب المتميزين المشاركين في تنفيذه.
وفى كلمته عبر الدكتور محمد سامي عبد الصادق، عن بالغ سعادته بمشاركته في تدشين مشروع قاموس "القاهرة العصري للشباب العربي" والذي يأتى فى إطار المبادرات التى اطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تولي اهتماما بالغا بتطوير التعليم والتكنولوجيا، كما يعكس رؤية جامعة القاهرة التي تقوم علي الدمج بين التراث اللغوي العربي والمستجدات وتطورات التكنولوجيا الحديثة ويُلبي استراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعي، كما يتوافق مع المبادرات الرئاسية التي أُطلقت لتحفيز الإبتكار والإبداع وتعزيز الهوية والثقافة العربية بوجه عام، مؤكًدا أن القاموس يُلبي إستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مارس ٢٠٢٣ وتقوم على محاور عدة من بينها التكامل والتعاون.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن القاموس يعكس تعاونًا بين كليتي دار العلوم والحاسبات والذكاء الاصطناعي ويؤكد التكامل بين اللغة العربية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مؤكدًا أن جامعة القاهرة لها السبق والريادة في تدشين أول قاموس بهذا المحتوى المتفرد يصدر من مؤسسة تعليمية مصرية وعربية، لافتًا إلى أن القاموس الجديد يساعد علي تسهيل تعلم اللغة واستخدام أدواتها ويؤكد أن للجامعة دور بارز في إعلاء قيمة اللغة العربية والاهتمام بها في العصر الرقمي الذي نعيشه، موجهًا الشكر لفريق العمل الذي ساهم بفضل جهوده في إخراج هذا القاموس الذكي التفاعلي.
وقال الدكتور محمد سامي عبد الصادق، إن القاموس يُعد مصنفا جماعيا محميا وفق قواعد الملكية الفكرية ويتمتع بالحماية لما له من ابتكار، مشيرًا إلي ضرورة الإستفادة من هذا القاموس من خلال التعاقد مع "شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية" التي تم انشاؤها مؤخرًا، وبين القائمين علي إعداد هذا القاموس من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي وكلية دار العلوم والطلاب الذين شاركوا في صناعته ليصبح هذا القاموس هو أول نشاط تقوم به شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن تدشين مشروع القاموس يتواكب مع إستراتيجية الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الجامعة، مؤكدًا حرص الجامعة على إطلاق مشروعات قومية تدعم الهوية وتنشر الوعي الثقافي وتُظهر ثراءها بالكفاءات القادرة على استثمار مقومات العصر في التخطيط اللغوي والتطور التكنولوجي في صناعة المعاجم الحديثة.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن القاموس هو مشروع تتبناه الجامعة لرفع الكفاءة اللغوية لدي الشباب سواء في المرحلة الجامعية أو ما قبلها، لافتًا إلي سهولة استخدام القاموس لكونه قاموسًا ذكيًا تفاعليًا يسهل تداوله.
ومن جانبه، قال الدكتور عبد الوهاب الخريبي عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، إن حضور اللغة العربية وتواجدها في محافل العلم والثقافة ليس بالأمر الجديد، مشيرًا إلى أن لوائح الكلية اشتملت علي مجموعة من المقررات الدراسية في اللغة العربية مثل مقرر معالجة اللغات الطبيعية، ومعالجة الأنماط العلمية الذي يمنح التعرف علي الكتابة بالخط العربي، مؤكدًا أن القاموس هو باكورة لدعم اللغة العربية بتقنيات الذكاء الاصطناعي بإعتبار أن اللغة العربية على رأس أولويات العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي.
و قال عميد كلية الحاسبات والذكاء الإصطناعي: إن القاموس سيكون متاحًا على شبكة الانترنت ومن خلال تطبيق سهل الاستخدام من كافة الأعمار، مؤكدًا أن القاموس قادر على التكيف وفق مستوى المستخدم سواء كان طفلًا أو متخصصًا في أعلى درجات التخصص في اللغة العربية.
وأوضح الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، أن الصناعة المعجمية نشأت مصرية، وأن هذا القاموس قام بتنفيذه طلاب الجامعة وهو منبثق من المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وشاركت فيها جامعة القاهرة على مدار ١٠٠ يوم بمجهودات جادة ومثمرة لتفعيل هذه المبادرة، مشيرًا إلي أن فكرة هذا القاموس جاءت لسد الفجوة الثقافية إدراكًا لأهميتها بإعتبارها البوصلة التي توجه الإنسان لكافة الأشياء.
وأضاف عميد كلية دار العلوم، أن مدخل القاموس هو مدخل ثقافي يُعيد الشباب للثقافة وهو منصة تدعم فكرة الهوية، ويسهم في تعزيز قوة مصر الناعمة، لافتًا إلى أن القاموس يحتوي على ١٠ آلاف مصطلح جديد يدور حول الجمهورية الجديدة تأكيدًا لضرورة أن تكون الدولة حاضرة في المتن الثقافي المصري، وأن ينقل المصطلحات السائدة في العالم والقيام بتعريبها، موجهًا الشكر للدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة لدعمه لفكرة هذا المشروع.
وأشار الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، إلى أن القاموس يستهدف سد الفجوة الثقافية لدى الشباب والتي تُعد حائط صد أمام تشوهات الفكر المنتشرة عبر الوسائط المتعددة، مضيفًا أن الكلية تعي مسؤليتها في انقاذ المجتمع من الضرر اللغوي، وتعزيز أهمية الكلمة في البناء وليس الهدم.
وقال الدكتور صفوت علي صالح وكيل كلية دار العلوم والمدير العلمي للمشروع، إن العالم يتوجه في الوقت الحالي نحو الإستثمار المعرفي والثقافي، وأن أساتذة اللغة من مصر وعلماء جامعة القاهرة وأساتذتها يقفون وراء صناعة القواميس العربية المختلفة، مشيرًا إلي أن القاموس صنعه الشباب وهو موجه للشباب ويقدم رسالة هامة لهم لإدراك أهمية اللغة العربية.
وأكد الدكتور صفوت علي صالح، أن فكرة القاموس جاءت من خلال التفكير في كيفية استثمار الطاقات الشابة في صناعة المستقبل، مشيرًا إلي أن القاموس يُعد نموذجًا فريدًا للتكامل بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية، وأن طلاب كليتي دار العلوم والحاسبات والذكاء الإصطناعي سوف يعملون على انجازه من خلال خضوعهم للتدريب المتبادل بين الكليتين.
وقدمت د.اسماء أحمد عثمان بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، والمدير التقنى للمشروع عرضا تفصيليا للجوانب التقنية للقاموس، موضحة إمكانياته وأوجه استخدامه، والاستفادة منه، بما يحتويه بحيث تستفيد منه كافة الفئات العمرية، والمستويات العلمية والثقافية، من الجمهور العام إلى كافة التخصصات فى العلوم النظرية والتطبيقية، مؤكدة أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية فى التكامل بين العلوم، ويعكس نمطا متميزا بين كليات جامعة القاهرة في ضوء استراتيجيتها التعليمية والبحثية.
ومن جهته، عبر الدكتور حافظ شمس الدين عضو مجمع اللغة العربية، عن سعادته لمشاركته في فعاليات تدشين القاموس الذي تصدره جامعة القاهرة العريقة والتي تُعد الواحة التي يفر إليها الجميع للفصل في المعلومات الصحيحة والمؤكدة التي تصلح لليوم وللأجيال القادمة، موضحًا أن هذا القاموس يعكس إرادة وعزيمة جامعة القاهرة لتكون اللغة العربية في دائرة الضوء بشكل دائم، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تشهد حالة من الجفاء بينها وبين الشباب ونأمل أن يسهم هذا القاموس في القضاء عليها وعدم تحويلها إلى فجوة كبرى، موجهًا الشكر للقائمين على هذا المشروع الذي يمثل حجر الأساس لعودة أهمية اللغة العربية.
وشهدت فعاليات التدشين، تقديم عرض للمشروع يتضمن نموذجا تطبيقيا يوضح كيفية استخدام القاموس ومحتوياته، وقدم خلاله الأساتذة والطلاب المشاركون في المشروع عرضا تفصيليا لمحتويات هذا القاموس والمميزات المختلفة التي يوفرها لمستخدميه، وإنه يتوفر منه اصدار ورقي وآخر الكتروني.
وفي ختام فعاليات التدشين، تم فتح باب المداخلات ومشاركات الأساتذة حول قاموس القاهرة العصري للشباب العربي، وأعقب ذلك زيارة رئيس الجامعة وضيوف حفل التدشين لجناح جامعة القاهرة بالمعرض.