جريدة زمان التركية:
2024-10-03@10:55:04 GMT

هل يشهد الاقتصاد التركي انفراجة قريبة

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

هل يشهد الاقتصاد التركي انفراجة قريبة

أقرة(زمان التركية)-دعا وزير المالية التركي إلى التحلي بالصبر في الوقت الذي يحاول فيه كادره الجديد من التكنوقراط عكس سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية واستعادة ثقة المستثمرين في اقتصاد البلاد المتضرر، وفي أول مقابلة له مع وسائل الإعلام الدولية منذ تعيينه في يونيو/حزيران، قال محمد شيمشك إنه يسعى إلى “إعادة التوازن إلى الاقتصاد وتخفيف الطلب المحلي” بعد سنوات من السياسات الاقتصادية غير التقليدية المتبعة بناءً على طلب الرئيس التركي.

وقال شيمشك إن الرئيس يدعم  التحول في السياسة النقدية الحالية ، والتي شملت رفع أسعار الفائدة بأكثر من 20 نقطة مئوية منذ الانتخابات العامة التي أجريت في مايو.

وصرح وزير الاقتصاد التركي لصحيفة الفينانشال تايمز بقوله  “نحن على الطريق الصحيح، وهناك أدلة قوية على عودة الثقة العالمية في الاقتصاد التركي”  مضيفا   “لكننا بحاجة إلى التحلي بالصبر،فاصلاح الاقتصاد يمثل تحديا حقيقيا ” ، وقد واجه اقتصاد البلاد البالغ حجمه 900 مليار دولار سنوات من الاضطراب بعد أن ضغط الرئيس التركي على وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية المتعاقبين لاتخاذ قرارات استنزفت احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي، وأدت إلى هروب رأس المال الأجنبي وأشعلت التضخم . لإلى أن أجرى الرئيس تغييرات على فريقه للإدارة الاقتصادية في أعقاب الانتخابات، وتم تعيين شيمشك لقيادة عملية إصلاح واسعة النطاق للسياسات النقدية،  والتي كانت لسنوات تعتمد على إصرار الرئيس التركي على فكرة مدارها أن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم الحاد بدلا من علاجه.

وصرح شيمشك من مكتبه في العاصمة التركية أنقرة قائلا: “لقد اتخذنا بالفعل إجراءات دراماتيكية” . 

وقد صرح شيمشك، الخبير الاقتصادي السابق في ميريل لينش والذي عاد مؤخراً من رحلة إلى نيويورك لجذب مديري الصناديق، إن السياسات ستركز على تهدئة التضخم، وإعادة بناء احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية المستنزفة، وخفض العجز المتفاقم في الحساب الجاري، وأضاف شيمشك إن ارتفاع الصادرات والاستثمار سيكون أساسيا لاستدامة النمو، مضيفا أن تركيا ستحتاج إلى أن تصبح أقل اعتمادا على الإنفاق الاستهلاكي الذي يؤجج التضخم.

وفي حين تبنى الرئيس التركي السياسات الجديدة علناً، فإن العديد من المستثمرين والمحللين ما زالوا متشككين بشأن مدى الحدود التي سمح  بها الرئيس لفريقه الاقتصادي الجديد بعدم تجاوزها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئيسية في المدن الكبرى بما في ذلك إسطنبول وأنقرة في أوائل العام المقبل.

رفع الفائدة في تركيا

 

وبينما يقترب التضخم الآن من حد  60 في المائة، يعتقد معظم المحللين أن محافظ البنك المركزي الجديد حفيظة جاي إركان ستحتاج إلى رفع أسعار الفائدة أعلى بكثير لاحتواء ضغوط الأسعار، مما قد يؤدي إلى صراع محتمل مع الرئيس ويزيد من احتمال أن تجد مصرفية جولدمان ساكس السابقة نفسها تمت إقالتها، الجدير بالذكر أن شيمشك ترك منصبًا اقتصاديًا رفيعًا في حكومة أردوغان في عام 2018 بعد أن عين الرئيس صهره وزيرًا للمالية.

إن التضخم الحالي سيظل في “مرحلة انتقالية” حتى منتصف العام المقبل،وكما صرح شيمشك فإن الظروف المالية كانت بالفعل أكثر صرامة مما اقترحه البنك المركزي وحده بسبب خطوات أخرى لتشديد السياسة، وأشار إلى سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى إبطاء نمو الإقراض للمستهلكين والشركات، فضلا عن زيادة الضرائب على النفط وضريبة القيمة المضافة، وقال: “لإعادة ضبط توقعات التضخم، نحتاج إلى الثقة وهذا هو المفتاح”.

وكانت الحكومة التركية سمحت  لليرة بالانخفاض بنسبة 24 في المائة منذ بداية يونيو/حزيران، حيث قلصت محاولتها المكلفة لدعم العملة، وأعلن شيمشك إن تركيا ستسعى أيضًا إلى تفكيك برنامج الادخار البالغ 123 مليار دولار ببطء، والذي تم من خلاله تعويض المودعين على حساب الحكومة عندما انخفضت قيمة الليرة مقابل العملات الأجنبية مثل الدولار واليورو، وينظر المحللون والاقتصاديون إلى البرنامج، الذي تم إطلاقه في أواخر عام 2021 كجزء من محاولة لدعم الليرة، على أنه خطر كبير على المالية العامة في تركيا لأنه يربطها بشكل أكثر إحكامًا بأداء الليرة، وهناك بالفعل بعض المؤشرات على أن البرنامج الاقتصادي الجديد بدأ يؤتي ثماره،  وتظهر بيانات البنك المركزي أن إجمالي احتياطيات العملات الأجنبية، باستثناء الذهب، ارتفع إلى نحو 73 مليار دولار، من أقل من 50 مليار دولار في مايو/أيار.

وأصبحت الحماية ضد العجز عن سداد الديون التركية، باستخدام الأدوات المعروفة باسم مقايضات العجز الائتماني، أرخص بكثير منذ يونيو/حزيران.

وتستعيد الشركات التركية أيضًا إمكانية الوصول إلى أسواق السندات الدولية: أصبحت شركة Arçelik لصناعة الأجهزة المنزلية الأسبوع الماضي أول شركة غير مالية مُصدرة تبيع سندات بالدولار منذ يناير 2022، وفقًا لبيانات Dealogic.

وكما صرح شيمشك قائلا  أنه “بينما نحرز تقدما، ستتحسن قدرة الشركات والبنوك على الاستفادة من أسواق رأس المال الدولية – وهذا أمر أساسي.”  وأضاف “بمجرد أن نصل إلى هناك، ستكون مهمتنا أسهل”.

الجدير بالذكر أن تركيا وقعت مع  الإمارات العربية المتحدة اتفاقيات استثمار وتمويل بقيمة 50 مليار دولار في يوليو، على الرغم من أن بعض الالتزامات قد تستغرق سنوات للتنفيذ لأنها تعتمد على عمليات الاندماج والاستحواذ، كما أدرج العرض الذي قدمه شيمشك خلال رحلته إلى نيويورك الأسبوع الماضي موافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقال شيمشك إن وزارة المالية سترحب بالتقدم مع الاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بتحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات، بالإضافة إلى التعاون في مجال الهجرة الأمنية والطاقة، وأضاف: “تركيا بصدد الخروج من الركود الجيوسياسي”.

Tags: ‌ ‌تركياارتفاع التضخم في تركياالاقتصاد التركي

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: تركيا ارتفاع التضخم في تركيا الاقتصاد التركي الاقتصاد الترکی الرئیس الترکی ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

باول يتوقع مزيدًا من انخفاض التضخم في الاقتصاد

واشنطن - الوكالات

أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، أن اقتصاد الولايات المتحدة مستعدا لتباطؤ التضخم بشكل أكبر متجها نحو هدف صناع السياسات، مما سيفتح الباب أمام المركزي الأميركي للمزيد من خفض أسعار الفائدة والوصول بمرور الوقت إلى مستوى محايد.

يأتي خطاب باول بعد أكثر من أسبوع من خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو ما يمثل أول خفض له منذ عام 2020. وقد تم اتخاذ هذه الخطوة استجابة لانخفاض التضخم.

ويؤدي خفض أسعار الفائدة إلى خفض تكلفة الاقتراض بالنسبة للمستهلكين والشركات، مما يوفر بعض الراحة للأسر قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في نوفمبر - حيث يعمل الاحتياطي الفيدرالي بشكل مستقل عن الإدارة السياسية الأميركية.

قال باول في الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاد الأعمال في تينيسي: "كان الانكماش في الأسعار واسع النطاق، وتشير البيانات الأخيرة إلى مزيد من التقدم نحو العودة المستدامة إلى مستهدف التضخم عند 2 بالمئة".

وأضاف رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي: "الظروف الاقتصادية الأوسع نطاقًا تمهد أيضًا لمزيد من الانكماش في الأسعار".

وأظهرت البيانات الأخيرة الصادرة من وزراة التجارة الأميركية أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس يركز عليه بنك الاحتياطي الفيدرالي لقياس تكلفة السلع والخدمات في الاقتصاد الأميركي، قد تباطأ إلى 0.1 بالمئة على أساس شهري في أغسطس، بأقل من التوقعات البالغة 0.2 بالمئة.

وعلى أساس سنوي، فقد تباطأ مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي السنوي إلى 2.2 بالمئة، بانخفاض من 2.5 بالمئة في يوليو، وبأكثر من التوقعات البالغة 2.3 بالمئة. وباستثناء الغذاء والطاقة، تباطأ مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 0.1 بالمئة في أغسطس، مقابل 0.2 بالمئة في يوليو.

كما أشار باول أيضا إلى أنه من المقرر إجراء المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة، إذا لم تحدث مفاجآت كبيرة.

وقال باول: "بالنظر إلى المستقبل، إذا تطور الاقتصاد على نطاق واسع كما هو متوقع، فإن السياسة ستتحرك بمرور الوقت نحو موقف أكثر حيادية".

وشدد على أن صناع السياسات ليسوا على "مسار محدد مسبقًا" وسيقومون بتقييم البيانات الواردة أثناء تفكيرهم في المزيد من التخفيضات لأسعار الفائدة.

إذا تباطأ الاقتصاد أكثر من المتوقع، يمكن لبنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع، بحسب تعبيره.

وقال باول في جلسة أسئلة وأجوبة: "لسنا في عجلة من أمرنا ولا نحتاج التحرك بسرعة، فنحن ننظر إلى الأمر باعتباره عملية ستستمر لبعض الوقت".

مقالات مشابهة

  • التضخم التركي ينخفض لأقل من 50% في أيلول
  • انخفاض معدل التضخم السنوي في تركيا إلى 49.38% خلال سبتمبر
  • التضخم في تركيا ينخفض إلى أقل من 50% في سبتمبر
  • التضخم في تركيا يتراجع لما دون 50%
  • التضخم السنوي في تركيا يتراجع في سبتمبر لكن دون التوقعات
  • تركيا.. تضخم الغذاء يسجل 49% في تركيا
  • ارتفاع منسوب النيلين.. هل نشهد انفراجة قريبة في مفاوضات سد النهضة؟
  • دويتشه بنك يتوقع دخول الاقتصاد التركي في مرحلة التباطؤ
  • باول يتوقع مزيدًا من انخفاض التضخم في الاقتصاد
  • توقعات بتراجع التضخم في تركيا لأقل من سعر الفائدة في أيلول