أعرب الناطق بإسم تحالف (القوى المدنية والسياسية في شرق السودان) صالح عمار والي القضارف السابق في عهد حكومة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك عن قلقهم البالغ جراء اكتشاف حالات كوليرا في ولاية القضارف المنكوبة بوباء حمى الضنك التي أودت بحياة أكثر من 80 شخصاً وإصابة المئات من المواطنين.

الخرطوم _ التغيير

وقال عمار في بيان مغتضب مساء اليوم الأربعاء : “طالعنا بقلق بالغ بيان وزارة الصحة السودانية الذي أكد وفاة 18 شخصاً والاشتباه بعدد 265 آخرين بولاية القضارف نتيجة لإصابتهم بداء الكوليرا “عقب تأكيد فحص حالات الإسهال المائي الحاد بالتزريع المعملي”.

و أعتبر عمار أن اكتشاف حالات اصابة بالكوليرا يُشكل تطورا خطيرا في الوضع الصحي للولاية التي ينتشر فيها مرض “حمى الضنك” و “الملاريا” بمعدلات اصابة عالية أدت إلى حالات وفيات.

و أعلن عمار تضامنهم مع مواطني القضارف و ناشد منظمة الصحة العالمية (WHO) والمنظمات العاملة في العون الإنساني للتحرك الفوري نحو الولاية وتسخير امكاناتها لتجاوز هذه المرحلة المهددة للأراوح و ناشد اجهزة الاعلام ونشطاء المجتمع المدني لتنظيم حملات تضامن مع أهل القضارف.

و الأيام الماضية أعلنت نقابة الأطباء السودانيين أن حمى الضنك حصدت العشرات من المواطنين بولاية سودانية ووفاة «80» شخصاً على الأقل و إصابة المئات في ظل تردي الأوضاع الصحية و نقص الأدوية في البلاد.

و تشهد ولايات شرق ووسط السودان انتشار واسع لحمى الضنك مما نتج عنه حدوث مئات الوفيات وآلاف الإصابات؛ بحسب نقابة أطباء السودان.

وقالت النقابة في بيان، سابق، إن الإصابة بحمى الضنك استفحلت لدرجة جعلت التقصي عن عدد المصابين أمرا صعباَ؛ مشيرة إلى ان مستشفيات منطقة القضارف في شرق السودان تكتظ بالمرضى وبعضهم لا يجد حتى مكانا لتلقي العلاج، اذ أن المستشفيات ومراكز العلاج العامة والخاصة تستقبل أعدادا مضطردة من المرضى الجدد على مدار الساعة.

وطالبت اللجنة التمهيدية لنقابه أطباء السودان وزارة الصحة بأقسامها المختلفة بالقيام بواجبها في توفير الموارد اللوجستية والفنية والطبية لمواجهة وباء حمى الضنك بداية من توفير المعينات التشخصية المخبرية والأدوية المساعدة في علاج الاعراض من محاليل وريدية ومسكنات ومكافحة الطور النقال وفتح مخيمات اسعافية مؤقتة لتلافي حدوث ضغط على المستشفى التعليمي وتفعيل المراكز الصحية حسب الخطة الجغرافية.

وناشدت المنظمات الطوعية العاملة في مجال الصحة بتقديم المساعدات الطبية والثقيف الصحي للمواطنين وحملات اصحاح البيئة و القوى المجتمعية والشبابية بضرورة تكوين فرق اسناد تعمل على المساهمة في دفن وتجفيف البرك وحملات الرش.

وفيات و إصابات

 

ونقلت تقارير إعلامية عن وزارة الصحة الاتحادية وفاة 15 شخصا في ولاية الجزيرة المتاخمة لولايتي الخرطوم والقضارف؛ فيما أكد ناشطون مجتمعيون وفاة نحو 80 شخص في منطقة القضارف على الأقل.

ورجحت مصادر مصادر طبية أن يكون عدد الحالات أكبر بكثير من الرقم المعلن؛ نظرا لأن الكثير من المرضى يواجهون صعوبات في إجراء الفحوص المعملية اللازمة ويلجأون مباشرة لأخذ جرعات الملاريا المنتشرة بكثرة في السودان والتي تتشابه أعراضها إلى حد ما مع أعراض حمى الضنك.

وحمى الضنك هي مرض فيروسي؛ ينتقل إلى الإنسان بواسطة لسعات إناث بعوض من فصيلة “الزاعجة المصرية”؛ الحاملة للعدوى.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإنه ورغم أن معظم حالات الإصابة بحمى الضنك لا تكون مصحوبة بأعراض، أو قد تكون مصحوبة بأعراض خفيفة؛ فإنها تظهر كمرض شبيه بالأنفلونزا يصيب الرضع وصغار الأطفال والبالغين.

وإلى جانب حمى الضنك، لا تزال الإصابة بمرض الملاريا تشكل ضغطا كبيرا على النظام الصحي في السودان؛ إذ تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى إصابة نحو 2.7 مليون نسمة أي قرابة 5 في المئة من سكان البلاد بالملاريا خلال العام 2022.

و يعزو مختصون تزايد انتشار الحميات خلال الفترة الأخيرة إلى التدهور البيئي الناجم عن الحرب والذي تسبب في إهمال إداري واسع، وتراكم كبير للنفايات، وانتشار المياه الراكدة والملوثة التي تشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض والذباب ونواقل الأمراض الأخرى.

وتشهد العديد من مناطق السودان تدهورا كبيرا في صحة البيئة في ظل توقف معظم الهيئات والمنظمات العاملة في مجال إصحاح البيئة بسبب الحرب

وتعاني العديد من مدن البلاد من تراكم المياه في الشوارع والأحياء السكنية بسبب تداعيات الحرب وتقادم شبكات توزيع مياه الشرب وسط مخاوف من اختلاطها بمياه الصرف الصحي.

الوسومالقضارف الكوليرا حمى الضنك شرق السودان صالح عمار كسلا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: القضارف الكوليرا حمى الضنك شرق السودان صالح عمار كسلا

إقرأ أيضاً:

السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب "معارك سنار"

أعلنت الأمم المتحدة، الأربعاء، فرار أكثر من 136 ألف شخص من ولاية سنار جنوب شرقي السودان منذ اشتعال المعارك فيها.

وينضم هؤلاء إلى نحو 10 ملايين فروا من منازلهم منذ اندلاع الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وأثارت الحرب اتهامات بارتكاب أعمال "تطهير عرقي" وتحذيرات من مجاعة، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع بأنحاء البلاد.

وبدأت قوات الدعم السريع في 24 يونيو حملة للاستيلاء على مدينة سنار، وهي مركز تجاري، لكنها سرعان ما تحولت إلى مدينتي سنجة والدندر الأصغر، مما أدى إلى نزوح جماعي للمدنيين من المدن الثلاث، خاصة إلى ولايتي القضارف والنيل الأزرق المجاورتين.

 وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا من جميع الأعمار يتحركون عبر النيل الأزرق.

 ويقول ناشطون في الولايتين إن هناك القليل من أماكن الإيواء أوالمساعدات الغذائية للوافدين.

وفي القضارف، قوبل القادمون بهطول أمطار غزيرة بينما تقطعت بهم السبل في السوق الرئيسية من دون خيام أو بطانيات بعد أن أخلت الحكومة المدارس التي كانت مراكز إيواء للنازحين، حسبما ذكرت إحدى لجان المقاومة المحلية السودانية.

 وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في بيان الأربعاء إنه منذ 24 يونيو نزح ما إجماليه نحو 136130 شخصا من سنار.

وتؤوي الولاية بالفعل أكثر من 285 ألف شخص نزحوا من الخرطوم والجزيرة، مما يعني أن كثيرين ممن غادروا في الأسبوعين الماضيين كانوا ينزحون على الأرجح للمرة الثانية أو الثالثة.

وقالت المنظمة إن قرى ولاية القضارف، وهي واحدة من بضعة أهداف محتملة لحملة قوات الدعم السريع، شهدت أيضا خروجا جماعيا.

وفي غرب البلاد، قال ناشطون محليون إن 12 شخصا على الأقل لاقوا حتفهم بنيران مدفعية على سوق للماشية الأربعاء في مدينة الفاشر التي تشهد منذ شهور قتالا من أجل السيطرة ونزوحا جماعيا نحوالبلدات المجاورة ومخيمات النازحين.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: 136  ألف فار سوداني من ولاية سنار بسبب الدعم السريع
  • ولاية القضارف تواجه واقعاً إنسانياً لم تشهده في تاريخها القريب والبعيد
  • رجل أعمال يخصص مشروعه الزراعي بالقضارف لاستضافة النازحين
  • السودان.. نزوح أكثر من 136 ألف شخص بسبب "معارك سنار"
  • تحالف مدني بشرق السودان يدعو لإيواء «النازحين» من ولاية سنار
  • والي القضارف يبحث الترتيبات الخاصة بايواء المتأثرين باحداث سنار
  • بعد أيام من تحرك العرادة.. قيادي مؤتمري بارز يفجر مفاجأة: عمار صالح وجّه بوصلته لضرب الشرعية وهذا موقف طارق
  • محللان كوريان شماليان: تحالف بوتين وكيم يونج أون .. تطور خطير في التحالفات العالمية
  • والي القضارف يخاطب حشدا من المستنفرين
  • وباء خطير يهدد العالم بسبب ارتفاع الحرارة.. «بدايته تشبه جائحة كورونا»