المولد النبوي يرسّخ قيم الإخاء والتسامح والسلام
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
البحرين ستظل موطنًا للتعددية والتلاقي الثقافي والإنساني
أدّى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه أمس صلاة العصر في مسجد قصر الصخير، وكان بمعيّة جلالته في الصلاة أصحاب السمو الأنجال الكرام، وعدد من كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة وعدد من أصحاب الفضيلة علماء الدين، وذلك تزامنًا مع حلول ذكرى المولد النبوي الشريف.
وألقى فضيلة الشيخ الدكتور راشد بن محمد الهاجري، رئيس مجلس الأوقاف السنية الحديث الديني في هذه المناسبة الكريمة، استهلّها بحمد الله وشكره، ثم الصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وتحدّث فضيلته عن السيرة العطرة للنبي الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام في ذكرى المولد النبوي الشريف،
مضيفًا بأن ربنا تبارك وتعالى أكرم نبينا الكريم بعطايا عظيمة ومزايا كريمة وجعل رسالته عامة للناس وجعل له المكانة العالية بين الرسل والأنبياء من قبله، مبتهلاً إلى المولى جل جلاله بأن يوفق جلالة الملك المعظم لما يحبّه ويرضاه، وأن يُمتعه بموفور الصحة والعافية وأن يوفق ولي عهده الأمين،
وأن يحفظ جيشنا ورجال أمننا وحرسنا المرابطين على جميع الثغور، وأن يكون لهم معينًا ونصيرًا ومؤيدًا وظهيرًا، وأن يتقبّل من مات منهم شهيدًا، وأن يداوي جريحهم ويشافي مريضهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك لنا ولهم الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
البحرين ستظل موطنًا للتعددية والتلاقي الثقافي والإنساني
كما رفع الحضور إلى المقام السامي لجلالة الملك المعظم أحر التعازي وصادق المواساة بالشهداء إثر العمل الإجرامي الغادر الذي تعرضت له قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين خلال تأديتهما للواجب الوطني السامي ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل المرابطة على الحدود الجنوبية للملكة العربية السعودية الشقيقة؛ داعين الله جل جلاله أن يتغمدهم برحمته ورضوانه كما رفعوا إلى جلالته حفظه الله أسمى آيات التهاني والتبريكات بذكرى المولد النبوي الشريف، راجين الله جل وعلا أن يعيد هذه المناسبة العطرة على جلالته بدوام الصحة والسعادة وطول العمر وعلى المملكة وشعبها الوفي بمزيد من الخير والنماء والتقدم.
وبهذه المناسبة المباركة، هنأ حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، الجميع بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، سائلا الباري عز وجل بأن يعيد هذه المناسبات الكريمة على وطننا العزيز وشعب البحرين الكريم وكل بلاد المسلمين والأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات وعلى البشرية جمعاء بالأمن والسلام. وقد بادلهم جلالته التهاني بهذه المناسبة العطرة لسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وقال جلالته أن ذكرى ميلاد النبي الأكرم فرصة عظيمة تجدد صلتنا وارتباطنا وعلاقتنا بنبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وبسيرته العطرة المباركة.
مؤكدًا حفظه الله أن القيم الإسلامية الرفيعة تتجلى بحلول هذه المناسبة، حيث يستذكر المسلمون السيرة النبوية العطرة والتي يقتدون بتعاليمها السمحة في سائر أحوالهم وتعاملاتهم، ويرسخون من خلالها قيم الإخاء والتعايش والتسامح والمحبة والسلام مع الجميع، حيث أرست سيرته صلى الله عليه وعلى آل وصحبه وسلم دعائم بناء الإنسان وشهدت حضارة العرب والمسلمين أعلى درجات التقدم بفضل اعتزاز أبنائها بدين الإسلام وتمسكهم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله الكريم. كما أكد جلالته أن البحرين كانت وستظل موطنًا حاضنًا للتعددية ومركز للتلاقي الثقافي والتعايش الديني والإنساني، حيث أكسب ذلك هذه الأرض الطيبة، العيش المشترك والإخاء والمودة، التي تميز بها أهل البحرين على مر التاريخ، وتمسكهم بالقيم الإنسانية القائمة على احترام كل الشعوب والأديان والنابعة من جوهر شريعتنا الإسلامية السمحاء. ضارعًا جلالته إلى الله تبارك وتعالى أن يحفظ البحرين ويديم على أهلها عزهم ومحبتهم وتكاتفهم، وأن يرحم شهداءنا الأبرار ويسكنهم فسيح جناته.
وقد تشرف فضيلة الدكتور الشيخ راشد بن محمد الهاجري رئيس مجلس الأوقاف السنية بإهداء جلالة الملك المعظم كتابًا من تأليفه بعنوان «جوامع ومساجد مملكة البحرين التي شيدت في العهد الزاهر لجلالته رعاه الله»، وقد أثنى جلالة الملك المعظم على هذا الإصدار القيم، منوهًا بجهود فضيلة الشيخ راشد بن محمد الهاجري بإعداد هذا الكتاب وبجهوده النبيلة والطيبة في خدمة ورعاية شؤون بيوت الله ودور العبادة. والجدير بالذكر أن هذا الكتاب يتناول جوامع ومساجد البحرين التي شيدت في عهد جلالته والتي تشكل منارات ثقافية وحضارية وتعكس الصورة المشرقة لمملكة البحرين، وأن المملكة تولي عناية كبيرة واهتمامًا خاصًا ببناء المساجد والجوامع وتطويرها لتؤدي رسالتها السامية العظيمة.
المزيد من الصور:
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا صلى الله علیه وعلى الملک المعظم حفظه الله
إقرأ أيضاً:
حكم الصلاة على النبي لطلب الشفاء من الأمراض.. الإفتاء توضح
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمةُ الله للعالمين؛ فهو سببُ وصولِ الخير ودفْع الشر والضر عن كل الخلق في الدنيا والآخرة، وكما أنه صلى الله عليه وآله وسلم شفيعُ الخلائقِ؛ فالصلاةُ عليه شفيعُ الدعاء؛ فبها يُستجاب الدعاء، ويُكشف الكرب والبلاء، وتُستنزَل الرحمة والعطاء، وقد أخبر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم -وهو الصادق المصدوق- أنَّ الإكثار منها حتى تستغرق مجلس الذكر سببٌ لكفاية المرء كلَّ ما أهمه في الدنيا والآخرة.
وأضافت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكتروني، أن الصلاة على النبي وردت آثارُها عن السلف والأئمَّة بأنها سببٌ لجلب الخير ودرء الضر، وعلى ذلك جرت الأمَّةُ المحمديةُ منذ العصر الأول، وتواتر عن العلماء أن عليها في ذلك المعول؛ حتى عدوا ذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم المستمرَّة بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وتواترت في ذلك النقول والحكايات، وألفت فيه المصنفات، وتوارد العلماء على النص على مشروعية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم والإكثار منها في أوقات الوباء والأزمات؛ فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رحمة الله تعالى لكل الكائنات.
حكم الصلاة على النبي لطلب الشفاء من الأمراضوأشارت دار الإفتاء إلى أن الأخبار تواترت عن الأئمَّة الأخيار عبر الأعصار والأمصار بأنَّ الصلاة على المختار هي أعظمُ ما تُدرأ به الأخطار، وتوضع به الآصار والأوزار، وتُستَدْفَع به نوائب الأقدار، والملمات والمضار، حتى نقلوا في ذلك ما تتنوَّر به الصفحات، وتتعطر به الكتب والمصنفات، من متواتر الوقائع والكرامات، في تفريج الكربات، وجلاء الأزمات، ودفع الملمات، ببركة الصلاة والسلام على خير البريات، وسيد أهل الأرض والسماوات، ما عدُّوه من عظيم المعجزات المستمرة لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم بعد الممات.
وذكرت دار الإفتاء أقوال عدد من الفقهاء حول هذه المسألة ومنهم:
قال الإمام الحافظ أبو عمرو بن الصلاح (ت643هـ) في "أدب المفتي والمستفتي" (ص: 210، ط. مكتبة العلوم والحكم) وهو يتكلم عن معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم: [فإنها ليست محصورةً على ما وجد منها في عصره صلى الله عليه وآله وسلم، بل لم تزَلْ تتجدَّد بعده صلى الله عليه وآله وسلم على تعاقب العصور؛ وذلك أنَّ كراماتِ الأولياء من أُمَّته صلى الله عليه وآله وسلم وإجابات المتوسلين به في حوائجهم ومغوثاتهم عقيب توسلهم به في شدائدهم براهين له صلى الله عليه وآله وسلم قواطع، ومعجزات له سواطع، ولا يعدها عد ولا يحصرها حد، أعاذنا الله من الزيغ عن ملته، وجعلنا من المهتدين الهادين بهديه وسنته].
علي جمعة: تعدد أسماء النبي في القرآن دليل على عظمة مكانته
هل يجوز إضافة لفظ سيدنا عند ترديد الصلاة على النبي؟.. الإفتاء تجيب
علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
ما حكم ترديد الصلاة على النبي أثناء الصلاة؟.. الإفتاء تجيب
وقال الحافظُ السخاوي في كتابه الماتع "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع" (ص: 442، ط. دار الريان) صلى الله عليه وآله وسلم: [ومن تشفَّع بجاهه صلى الله عليه وآله وسلم، وتوسَّل بالصلاة عليه، بلغ مراده، وأنجح قصده، وقد أفردوا ذلك بالتصنيف، ومن ذلك: حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه الماضي وغيره، وهذه من المعجزات الباقية على ممر الدهور والأعوام، وتعاقب العصور والأيام، ولو قيل: إن إجاباتِ المتوسلين بجاهه عقب توسلهم يتضمَّن معجزاتٍ كثيرةً بعدد التوسلات، لكان أحسن؛ فلا يطمع حينئذٍ في عد معجزاته حاصر، فإنه ولو بلغ ما بلغ منها حاسر قاصر، وقد انتدب لها بعض العلماء الأعلام فبلغ ألفًا، وايم الله إنه لو أمعن النظر لزاد منها آلافًا تُلفَى، صلى الله عليه وآله وسلم تسليمًا كثيرًا، وحسبك قصة المهاجرة التي مات ولدها ثم أحياه الله عز وجل لها لما توسَّلت بجنابه الكريم، ويدخل هنا حديث أبي بن كعب رضي الله عنه وغيره من الأحاديث الماضية في الباب الثاني؛ حيث قال فيها: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ»، ولله الحمد].
وأفرد الأئمة كتبًا في تفريج الكروب، بالصلاة على الحبيب المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم، كما صنع الإمام الحافظ المنذري (ت656هـ) صاحب "الترغيب والترهيب" في رسالته "زوال الظما، في ذكر من استغاث برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الشدة والعمى"، والإمام أبو عبد الله بن النعمان المراكشي (ت683هـ) في كتابه "مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام، في اليقظة والمنام"، والعلامة نور الدين الحلبي الشافعي (ت1044هـ) في كتابه "بغية ذوي الأحلام، بأخبار مَن فُرِّجَ كربُه برؤية المصطفى عليه الصلاة والسلام في المنام"، والإمام العارف بالله أحمد بن سليمان الأروادي الخالدي النقشبندي (ت1275هـ) في كتابه "مفرج الكروب، بالصلاة على النبي المحب المحبوب" صلى الله عليه وآله وسلم.. وغيرهم.
ومن ذلك: ما ذكره العلامة الفيروزآبادي (ت817هـ) في كتابه "الصِّلَات والبُشَر، في الصلاة على خير البشر" (ص: 169-170، ط. سماح للنشر)؛ قال: [فمنها ما أخبرني العلامة أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الحسن، محدث مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشافهة، قال: نقل الإمام عمر بن علي اللخمي المالكي قال: أخبرني الشيخ الصالح موسى الضرير: أنه ركب في مركب في البحر المالح، قال: وقامت علينا ريح تسمَّى "الإقلابية" قلَّ مَن ينجو منها من الغرق، فضجَّ الناس خوفًا من الغرق، قال: فغلبتني عيناي فنمتُ، فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: قل لأهل المركب يقولوا ألف مرة: اللهم صلِّ على سيدنا محمَّد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي لنا بها جميع الحاجات، وتطهرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا عندك بها أعلى الدرجات، وتبلغنا بها أقصى الغايات، من جميع الخيرات في الحياة وبعد الممات. قال: فاستيقظتُ وأعلمتُ أهل المركب بالرؤيا، فصلينا نحو ثلاثمائة مرة، ففرَّج الله عنا، هذا أو قريبًا منه. قال أبو عبد الله: وأخبرني الشيخ الصالح الفقيه حسن بن علي بن سيد الكل المهلني الأسواني رحمه الله تعالى بهذه الصلاة، وقال: من قالها في كل مهم ونازلة ألف مرة فرج الله عنه وأدرك مرامه].