لندن في 27 سبتمبر/وام/ أعلنت الغدير للحرف الإماراتية .. أحد مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي المكرسة لتمكين الحرفيات من خلال الحرف التقليدية وتنمية المهارات .. عن ظهورها الدولي الأول في معرض لندن للتصميم في الفترة من 21 إلى 24 سبتمبر الجاري، حيث تم إطلاق مجموعة "ترحال" المكونة من عدد من المقاعد نسجتها 16 سيدة من حرفيات الغدير باستخدام تقنيات نسج السدو التقليدية من مواد مستدامة.

وتأتي هذه المجموعة في إطار الدور المهم الذي يقوم به مشروع الغدير في عملية إحياء التصميم الإماراتي بجماليات معاصرة.

ويضم الغدير مجموعة من السيدات يعملن تحت مظلة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتمكين النساء ذوات الدخل المحدود من خلال الحِرف المستدامة، ومساعدتهن على اكتساب الخبرات اللازمة لتصنيع منتجات تعبر عن روح الثقافة والأصالة الإماراتية، وتتميز بطابعها المحلي الخالص، فهي تصنع من خامات محلية بغرض تجسيد الهوية الفنية والثقافية لدولة الإمارات مع لمسات معاصرة.

وعزز الغدير خلال السنوات الماضية مبادراته الاجتماعية والثقافية لتمكين النساء، وسعت سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان، مساعد سمو رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون النسائية، في العام 2006 لتأسيس المشروع ووضع أولى خطواته، من خلال وضع برامج تطويرية للتمكين و تصميم منتجات معاصرة و توفير مواد خام للتنفيذ و خدمات التسويق للنساء لتمكينهم اقتصادياً و اجتماعياً من خلال الحرف الإماراتية.
وتؤكد سمو الشيخة شمسة بنت حمدان آل نهيان على الأثر التمكيني لمبادرات الغدير، وتقول " إن تمكين المرأة من خلال الحرف يمثل قيمتنا الأساسية، وعندما تمنح المرأة مهارة تصبح مستقلة مالياً، وبالتالي تتم صناعة مجتمع منتج وقوي، وتشير إلى أن الحرفيات يتمتعن بموهبة فريدة، وكما تبين منتجاتهن فإنهن لا يحافظن على جذورنا وتراثنا فحسب بل يساعدن في تقديم فصل جديد من التصاميم الإماراتية".

وأكدت هند المحيربي مدير مشروع الغدير للحرف الإماراتية أن المشاركة في معرض لندن للتصميم، هو نقلة نوعية لمسيرة الغدير. و قالت : أننا نفخر بتمثيل أعمال حرفياتنا و إبراز الحرف و الثقافة الإماراتية و عراقتها في مثل هذه المعارض و المحافل الدولية.

وأشادت بالدور الأساسي للشريك الاستراتيجي للغدير و المتمثل في ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة في فتح أفاق مختلفة لتواجد المشروع محلياً، بالإضافة إلى دعم وزارة الخارجية وسفارة الدولة لدى المملكة المتحدة في إتاحة و تسهيل فرص المشاركة دولياً ابتداءً من هذا المعرض.

و يمثل إطلاق مجموعة ترحال في معرض لندن للتصميم مفهوما مختلفا للمواد الصديقة للبيئة و جمال الموروث من الحرف الإماراتية و إبراز طبيعة الحياة المحلية قديماً بطابع معاصر حديث.

الرحلة الفنية لمجموعة ترحال هي شهادة على التعاون بين الثقافات بين المصممين الدوليين والحرفيين المحليين. عملت مجموعة من الحرفيات المتفانيات، وكثير منهن أمهات وجدات، مع مصممين لرفع نسج المنسوجات التقليدية إلى خمسة مقاعد مذهلة تلبي الأذواق العالمية.

زكريا محي الدين

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

«الحرفي المتدرب».. صون الموروث وتعزيز الهوية

لكبيرة التونسي (أبوظبي) 

ضمن محطاته التراثية الملهمة والنابضة بالحياة، يواصل «مهرجان الحصن» الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، حتى التاسع من فبراير الجاري، رسالته الرامية إلى صون عناصر تراث الإمارات الثقافي وتاريخها وتقاليدها الغنيّة، ويُسهم في ترسيخ الفخر بالهوية الوطنية وتعريف العالم بجوهرها من قلب الحصن الذي يقف شامخاً ويُعَدُّ رمزاً للأصالة والهُوية والتراث الوطني، ويعزز عبر العديد من المشاهد والممارسات قيم المجتمع والعادات والتقاليد ويرسخ التراث في نفوس الأجيال ويجعله جزءاً من حياتهم بطرق فنية مبتكرة، حيث يشهد إقبالاً كبيراً من طرف الشباب الشغوفين بالتراث ليتعلموا الحرف التراثية الأصيلة وينهلوا من فيض ما يعرضه ضمن ساحاته الزاخرة بالفعاليات والاستعراضات الفنية التي حولت قلب العاصمة أبوظبي إلى لوحة فنية جميلة.


 

«الحرفي المتدرب»

يحرص المهرجان هذا العام على تناقل التقاليد والحرف العريقة عبر الأجيال، ضمن «برنامج الحرفي المتدرب»، ويرحب بالجميع في مساحة خاصة ضمن منطقة التراث ليشهدوا هذا الإرث الإنساني الثمين، حيث يقوم حرفيون متمرسون بتدريب جيل اليوم على حرف يدوية تتطلب دقة ومهارة عاليتين ليكونوا حماة هذه الحرف في المستقبل، ضمن ورش حية جنباً إلى جنب مع خبراء في الصناعات اليدوية بهدف تمكينهم من دمج الحرف التقليدية في أعمالهم الفنية ذات الارتباط بتخصصاتهم الجامعية على المدى البعيد.

الفرجان

 

قالت ميثاء حمدان، من إدارة «مهرجان الحصن»: للسنة الثانية على التوالي يستضيف المهرجان «برنامج الحرفي المتدرب»، والخاص بطلاب وطالبات الجامعات والكليات الفنية، وذلك من باب الحرص على صون الحرف اليدوية والتقليدية والحفاظ عليها واستدامتها، ودمجها مع الحرف المعاصرة، مؤكدة أن البرنامج يشهد إقبالاً كبيراً، من جانب الطلاب.

 

وأضافت، «فخورون بهذه التجربة في ظل الشغف الذي يتمتع به هذا الجيل تجاه مختلف الحرف اليدوية، حيث يأتون يومياً للتعلم والاستفادة من خبرات الأمهات والأجداد.

أخبار ذات صلة موسيقى شرطة أبوظبي.. «أهازيج» في حب الوطن «سند السنع» تعزّز الهوية وتبرز القيم المجتمعية

من جانبها، قالت المتدربة جواهر الشوق طالبة في كلية التقنية، إنها اختارت حرفة «سف الخوص»، حيث أتاح لها المهرجان فرصة كبيرة للتعلم على يد خبراء، موضحة أنها سوف تقدم ورشاً تراثية للصغار لتعلم هذه الحرفة. كما أكدت خديجة المهيري من جامعة زايد، والتي اختارت «حرفة الفخار» وتنوي استخدامها في التصميم الداخلي في خطوة لدمج الحاضر بالماضي وإحياء إرث الأجداد.

 

فخر واعتزاز


ويرسخ المهرجان العادات والتقاليد والقيم المجتمعية، كما يعمل على ترسيخ الموروث ونقله للأجيال من خلال العديد من المؤثرات، ضمن متاحف حيَّة، يبدعها حرفيون إماراتيون من كبار المواطنين، الذين يزاولون هذه الحرف التراثية بفخر واعتزاز، ويعكسون فن عيش الأولين وعاداتهم وتقاليدهم، تعبيراً عن فخرهم واعتزازهم بهويتهم التي يعملون على غرسها ونقلها للأجيال وللعالم، تقديراً لما قدمه الأجداد على مر الزمن، وذلك عبر برنامج تفاعلي يسهم في استدامة التراث، من خلال طلاب الجامعات الذين يقبلون على ممارسة الحرف التراثية الأصيلة، ومنها: التلي، السدو، الفخار، سف الخوص، صناعة القراقير والديين، وقرض البراقع، وسواها من الحرف التي شكّلت أهمية بالغة في حياة الأجداد.

 

ورش تفاعلية


ينخرط متدربون ضمن ورش العمل الحرفية الفنية، في ظل احتفاء المهرجان بالموروث الثقافي والشعبي العريق، وتسليط الضوء على تراث الأجداد وماضيهم وحرفهم التقليدية، إلى جانب ترسيخ الإرث الثقافي والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع الإماراتي.

 

الفرجان


يتعرف الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات، ضمن مختلف أقسام المهرجان على «الفريج»، وهو نسخة مصغرة من الفرجان التي عاش فيها سكان الإمارات قديماً، من ناحية أسلوب بنائه والسكيك الضيقة التي تربط بين طرقاته التي تفضي إلى السوق الشعبي والدكاكين والورش التي تعرض المنتجات المتنوعة والحرف التراثية، إلى جانب مشاهدة أدوات الزينة قديماً والملابس التراثية والعطور والبخور وغيرها من المفردات التراثية العريقة، كما يقبل الصغار، وهم بكامل زينتهم، على تعلم الحرف اليدوية والانخراط في مختلف الفعاليات الفنية ليبهجوا المهرجان ويضفوا عليه رونقاً خاصاً.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • «الحرفي المتدرب».. صون الموروث وتعزيز الهوية
  • عام المجتمع يرسخ التقاليد الإماراتية العريقة
  • لندن: اعتقال 6 أشخاص خلال مظاهرة لدعم زعيم منظمة يمينية متطرفة
  • العين الإماراتي يحسم موقفه من رحيل نجمه إلى أوروبا
  • كنوز ورقية ومعدنية: العملات والطوابع تروي التاريخ في معرض الكتاب
  • بكاء أصالة خلال حفلها في قطر .. فيديو
  • البرازيلي” جالينو” يعزز صفوف الأهلي
  • “أيادي مصر” للحرف اليدوية والتراثية تشارك بمعرض "بيزنس يا شباب" بالمنيا
  • محافظ المنيا: وحدة أيادي مصر للحرف اليدوية والتراثية تشارك بمعرض بيزنس يا شباب
  • مجموعة ضخمة تقدم عرضا بقيمة 20 مليار دولار لشراء تيك توك