حكايات موجعة ووضع مؤلم.. الصراع يعصف بحياة 4.3 مليون شخص داخل السودان
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
يعاني المواطنون السودانيون منذ اندلاع التوترات في السودان 15 أبريل 2023 من تدهور الوضع الإنساني، وهم أكثر المتضررين جراء تلك الحروب، وتسبب النزاع الدائر في وفاة وجرح الآلاف وتشريد الملايين.
وبلغ عدد الضحايا 1,146 وفاة بالإضافة إلى اثني عشر ألف جريح، وفقا لوزارة الصحة السودانية، وتسبب النزاع في تشريد أكثر من 4.
وأثر النزاع بصورة كارثية على الحالة الإنسانية، وتوقفت الأنشطة الإنسانية بسبب انعدام الأمن على نطاق واسع، وتفاقم هذا الوضع بسبب النهب الواسع للأصول المخصصة للعمل الإنساني، وارتفع عدد من يجتاجون للمساعدات بعد الحرب من 16 مليون شخص إلى 28 مليون شخص وهي زيادة بنسبة 57%.
وتخطى عدد الأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم في السودان 4.5 مليون شخص، فيما أفادت المنظمة الدولية للهجرة في أغسطس 2023 بأن 3.6 مليون شخص نزحوا داخليا، كما قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن "قرابة 950 ألف لاجئ وطالب لجوء".
وقالت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة، مشددة على أن هذه الأعداد ستستمر في التزايد إذا لم تصمت الأسلحة.
وقالت "ديكارلو" إن السودان الآن يضم أعلى عدد للنازحين داخليا في العالم، إذ وصل عددهم 7.1 مليون شخص، بما في ذلك 3.3 مليون طفل، فيما يُقدر أحدث تقرير حول الأمن الغذائي في السودان أن 20.3 مليون شخص سيعانون من الجوع، ومن المتوقع أيضا أن تتفاقم الحالة الصحية والتغذوية لحوالي 10 ملايين طفل.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن ما لا يقل عن مليوني طفل أجبروا على ترك منازلهم منذ اندلاع النزاع في السودان قبل أربعة أشهر، أي بمعدل أكثر من 700 طفل نازح جديد كل ساعة.
وتشير التقديرات وفق اليونيسف إلى أن أكثر من 1.7 مليون طفل يتنقلون داخل حدود السودان وأكثر من 470 ألف طفل عبروا إلى البلدان المجاورة، حيث قالت مانديب أوبراين، ممثلة اليونيسف في السودان: "مع نزوح أكثر من مليوني طفل من ديارهم خلال أشهر قليلة فقط بسبب النزاع، ووقوع عدد لا يحصى في قبضته القاسية، لا يمكن التأكيد بشكل كاف على الحاجة الملحة لاستجابتنا الجماعية".
كما أعرب عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي عن القلق البالغ بشأن الوضع الخطير للنساء والفتيات في السودان، فيما أدانت هذه الدول (دولة الإمارات العربية المتحدة، ألبانيا، البرازيل، الإكوادور، فرنسا، الجابون، اليابان، مالطة، سويسرا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة)، بأشد العبارات استخدام هذا العنف أثناء الأعمال العدائية في السودان ودعت إلى الوقف الفوري لأعمال العنف.
ومن الخرطوم تحدث المواطن السوداني زكريا أحمد موسى، قائلا: لا يختلف اثنان أن الحروب تُغير مجريات الحياة الطبيعية في أي بلد ولكن هنا في السودان يختلف الوضع تماما، ورغم الهشاشة الاقتصادية التي كان يعاني منها السودان تأتي الحرب في ظروف صحية معقدة جدا إذ تشهد الكثير من الولايات ظهور أمراض قديمة مثل (الملاريا الحبشية) متجددة (حمي الضنك) و(الاسهالات المائية)، ورصدت الجهات المختصة أكثر من 4000 حالة بولايتي القضارف والجزيرة.
وأشار: قالت شعبة مكافحة الأوبئة أنها بصدد تقديم المساعدات للمرضي وتفعيل دور الوقاية من أجل الحد من انتشارها بالتعاون مع دولة الكويت ووجهت وزارات الصحة بالولايات لمتابعة وتسجيل والتبليغ عن أي حالات جديدة.
وأضاف المواطن السوداني - خلال تصريحات لـ"صدى البلد": "في ظل هذه الظروف القاسية التي يعيشها، أن المواطن السوداني بلا أدنى شك كان من الطبيعي أن يتأثر بأي ارتفاع لأي سلعة خاصة السلع الاساسية؛ مثل البصل والزيت، كما تشهد أسواق الولايات هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا في أسعار البصل؛ ليزيد ذلك من معاناة المواطن الذي يعاني أصلا من زيادة إيجارات العقارات وتعريفة المواصلات".
ومن الخرطوم تابع موسى حديثه قائلا: يبدو أن الحروب ومما لا شك فيه تعصف بالمجتمعات وتخلف آثارها التي تقضي على الأخضر واليابس وتدمر الاقتصاد دمارا شاملا، وهنا في السودان ومنذ بداية الحرب في أبريل الماضي بدأت المستشفيات بالخروج التدريجي من الخدمة بسبب قصف المستشفيات واستهدافها من قبل المتمردين بل واتخاذها لمساكن وازداد معدل خروج الأقسام عن الخدمة ولكن كان لتوقف ماكينات غسيل الكلى أثر كبير .
ولفت: فقد العشرات من المرضى أرواحهم بسبب توقف الغسيل بالإضافة لندرة الأدوية المنقذة للحياة ولولا تدخل بعض الدول ودعمها مثل مصر والسعودية وقطر لازداد الوضع سوءا، وبالتالي نستطيع القول إن الوضع الصحي بالبلاد قد وصل مرحلة الإنعاش بيد أن الدعم الخارجي قد قلل من حالة التدهور المريع، مشيراً إلى أن النساء هن الأكثر هشاشة وقد تأثرن خاصة بعد إغلاق عدد من مستشفيات الولادة، وكذلك الأطفال فقدوا لقاحات التطعيم بالمراكز لعدم وجودها، أو إغلاقها أو صعوبة الوصول إليها أو حرقها أو تدميرها.
ومن الخرطوم تحدثت أمل أبو القاسم، قائلة إنه بعد يوم السبت 15 أبريل 2023 تبدل حال العاصمة الخرطوم لتتحول تدريجيا إلى مدينة شبه خاوية جراء نزوح قاطنيها الذين تفرقوا أيدي سبأ بين ولاياته الآمنة التي لم يطالها حريق الحرب التي اندلعت، وبدأ أهالي العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث ومحلياتها السبع في الخروج تدريجيا وقد يمموا وجههم شطر الولايات حيث مسقط رأس الكثيرين منهم فيما اضطر البقية للاحتماء بمراكز ودور إيوا وفرتها الحكومات أو المنظمات الطوعية بالمدن وكان الغلبة في ذلك للمدارس الحكومية بمستوياتها كافة، فضلا عن داخليات الجامعات.
وتابعت: هذا إلى جانب لجوء البعض لدول الجوار، ولأن الحرب باغتت الجميع وهي تدخل شهرها الخامس بلا أدنى مقومات للمعيشة مع توقف المرتبات وقطع أرزاق عمال اليومية والحرفيين وغيرهم من أصحاب المهن الهامشية والدخل المحدود فقد وجد هؤلاء انفسهم أمام تحد كبير وظروف إنسانية بالغة التعقيد.
وأضافت "أبو القاسم" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أنه سكن الكثير من النازحين في دور إيواء سواء كانت مدارس أو داخليات وغير ذلك في بيئة غير مناسبة، كما تختلط الأسر بعضها البعض مع مراعاة عزل الرجال والشباب في دور منفصلة، ووصفت أنه بحسب زيارة لاثنين من دور الايواء بمدينة ود مدني- ولاية الجزيرة، ففي مدرسة "عائشة بخيت" بحى المطار والتي تأوي أكثر من (140) أسرة توزعوا بين طوابق البناية الثلاث يشرف عليهم شباب متطوعين يسعون لتوفير احتياجاتهم من المأكل والمشرب والأخير.
وأكدت أنهم "يجدون معاناة في توفيره بسبب انقطاع الإمداد المائي حد الاستعانة بالدفاع المدني وتوفير وقود السيارات التي تقل المياه عبر تناكر، أما الغذاء فيوفرونه من مخاطبة بعض المنظمات واجتهادات شخصية كون الدار وبعض الدور الأخرى غير مسجلة لدى وزارة الشباب والرياضة التي تطلع بالأمر وتسجل الدور، ومع ذلك يفلح هؤلاء الشباب في توفير مؤن غذائية سوى بالاستدانة من المحال التجارية والتسديد لاحقا او ملاحقة بعض منظمات الاغاثة والعاملين عليها فلمسنا رضا من السيدات والفتيات في الدار".
وتابعت قائلة: "هذا نموذج يختزل حال السواد الأعظم من النازحين بالولايات الآمنة، اما تلك التي تشتعل فيها الحرب بخلاف العاصمة الخرطوم فحالهم اسوأ بكثير مثل اقليم دارفور سيما غربه الذي تعرض لمجازر أشبه بالتطهير العرقي ومن نجا منهم فقد يمم مئات الآلاف وجهه شطر الدول الحدودية كتشاد حيث يعيشون في مخيمات تتكفل بهم بعض المنظمات والدول، أيضا لجأ البعض لدول إفريقيا والجوار وهؤلاء أيضا ليسوا بأقل معاناة ممن بالداخل، حيث إنهم فروا من جحيم الحرب في ايامها الأولى بلا أدنى استعداد ليواجهوا ذات مصير مواطنيهم في الداخل من قلة الدخل وانعدام السكن، وانقطاع المصروف وغيره ".
وأشارت إلى أن هذا ملخص للأوضاع الإنسانية في السودان إبان فترة الحرب التي من تداعياتها أيضا تعطل العملية التعليمية وشلها وأخطرها عدم جلوس طلاب الشهادة السودانية للامتحان الأمر الذي سيربك التقويم الدراسي بصورة كبيرة تشمل حتى الولايات المستقرة الأمر الذي دفع بالطلاب سيما الجامعات التقديم للدراسة في دول متفرقة كسبا للزمن سيما أن التعليم مؤخرا ظل يتعرض لعدد من الاشكالات التي أدت لتعثر العام الدراسي حتى قبيل الحرب، ولعل من تداعيات الحرب كذلك تعرض عدد من الفتيات للاغتصاب من قبل المتمردين والخطف والسبي الأمر الذي عزز هروب الأسر خوفا على بناتهم واطفالهم.
واختتمت: الدمار الذي أصاب السودان والعاصمة الخرطوم كبير جدا على كافة الأصعدة ويحتاج لجهد مقدر حتى تستعيد البلاد عافيتها سيما البنى التحتية والإعمار وقد تضررت العديد من المقرات والمؤسسات والمصانع والمشافى وكل المرافق الحيوية ناهيك عن البيوت التي سلبت ونهبت ودمر بعضها وهذا لا يتأتى إلا بتضافر العديد من الدول وصناديق الإعمار ومن ثم عودة الأهالي لإعمار ما يليهم وتدريجيا سترجع الأمور إلى نصابها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السودان الخرطوم وزارة الصحة السودانية اليونيسف مجلس الأمن الدولي فی السودان ملیون شخص أکثر من عدد من
إقرأ أيضاً:
متحف الحرب في سول.. ذاكرة الصراع الكوري الحية
في قلب العاصمة الكورية الجنوبية سول، يقف "متحف الحرب" شاهدا على واحدة من أكثر الحروب دموية في القرن الـ20: الحرب الكورية (1950-1953)، وأبرز ما يلفت انتباه الزائر قبل دخول المبنى هو الساحة الخارجية التي تضم مجموعة مذهلة من الطائرات الحربية والمدرعات والصواريخ والطائرات المروحية التي استخدمت خلال الحرب، مما يمنح الزوار تجربة بصرية ملموسة لأحداث الماضي.
افتُتح متحف الحرب في سول عام 1994 بهدف توثيق تاريخ الحروب التي مرت بها شبه الجزيرة الكورية، مع التركيز بشكل أساسي على الحرب الكورية. ويقع المتحف في منطقة يونغسان، وهو مقام على موقع كان يستخدم كمقر رئيسي للجيش الكوري الجنوبي. ويتألف المتحف من 6 قاعات رئيسية، بالإضافة إلى المعروضات الخارجية، ويضم أكثر من 13 ألف قطعة توثق جوانب مختلفة من الحروب التي خاضتها كوريا.
عند التجول في الساحة الخارجية لمتحف الحرب، يجد الزائر نفسه محاطا بترسانة من المعدات العسكرية التي استخدمت خلال الحرب الكورية. وهذه المعروضات ليست مجرد قطع حديدية جامدة، بل هي شواهد صامتة على صراع دامٍ شكّل مسار شبه الجزيرة الكورية.
اندلعت حرب الكوريتين بعد 5 سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، وكانت نتيجة رئيسية لها، حيث كانت كوريا مستعمرة يابانية منذ عام 1910، لكن بعد هزيمة اليابان عام 1945 تم تقسيم شبه الجزيرة الكورية إلى منطقتي نفوذ الأولى في الشمال تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي والثانية في الجنوب تحت سيطرة الولايات المتحدة.
تتوزع في الساحة طائرات مقاتلة من طراز "إف-86 سابري" (F-86 Sabre) الأميركية التي لعبت دورا رئيسيا في المعارك الجوية ضد الطائرات السوفياتية "ميغ-15" (MIG-15) التي استخدمها جيش كوريا الشمالية، كما تقف مروحيات "يو إتش-1 هيوي" (UH-1 Huey) التي كانت تُستخدم لنقل الجنود والجرحى، إلى جانب الدبابات والمدرعات التي شاركت في معارك برية حاسمة.
كانت حرب الكوريتين صراعا عسكريا بين كوريا الشمالية المدعومة من الصين والاتحاد السوفياتي، وكوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة والأمم المتحدة، واندلعت شرارتها عندما اجتاحت قوات كوريا الشمالية الجنوب وسرعان ما توسع النزاع ليشمل قوى دولية كبرى، وراح ضحية تلك الحرب نحو 3 ملايين شخص بينهم نحو مليوني مدني.
هذه المعروضات لا تروي فقط الجانب العسكري للحرب، بل تحمل رسائل أعمق حول آثار النزاع على كوريا الجنوبية. من خلال لوحات المعلومات المرافقة لكل قطعة، ويقدم المتحف سردا تاريخيا يُبرز كيف أثرت هذه الأسلحة على مجريات الحرب، وما التكلفة البشرية والمادية للصراع.
ويعكس العرض الخارجي للمتحف نهجا مزدوجا، فهو من جهة يُخلّد دور القوات الكورية الجنوبية وحلفائها في الدفاع عن البلاد، ومن جهة أخرى يبرز فظائع الحرب، ويذكّر بضرورة السلام. هذا التوازن يجعل المتحف ليس فقط موقعا للتاريخ العسكري، بل أيضا مكانا للتأمل في دروس الماضي.
إعلان تأثير المتحفوبالنسبة للزوار، فإن التجول بين هذه القطع العسكرية الضخمة يخلق تجربة غامرة تُشعرهم بحجم الحرب وأثرها، حيث يتيح المتحف للزوار الاقتراب من بعض المعروضات، مما يمنحهم فرصة للتفاعل المباشر مع التاريخ، كما أن كثيرا من الكوريين الجنوبيين، خاصة الطلاب، يزورون المتحف كجزء من رحلات مدرسية تهدف إلى تعزيز الوعي بتاريخ بلادهم.
ولا تنسى كوريا دور الحلفاء الذين دعموها في تلك الحرب الدموية، حيث تجد أعلام كافة الدول التي وقفت إلى جانبها سواء تلك التي شاركت بقوات عسكرية وأرسلت معدات حربية أو تلك التي قدمت دعا طبيا ومساعدات لإعادة البناء.
أقسام المتحفإلى جانب تلك المعروضات الخارجية التي تنقل الزائر إلى غمار الحرب الكورية، يضم المتحف العديد من الأقسام الداخلية التي تروي تاريخ كوريا.
فهناك قاعة ما قبل الحرب الكورية، التي تتناول التاريخ العسكري لكوريا قبل الحرب الكورية، بما في ذلك الفترات القديمة والتطورات العسكرية التي مرت بها البلاد. وتعرض القاعة نماذج للأسلحة التقليدية المستخدمة في العصور القديمة، بالإضافة إلى الوثائق التاريخية التي تسلط الضوء على الإستراتيجيات العسكرية لكوريا.
وهناك قاعة الحرب الكورية، التي تركز على تفاصيل الحرب الكورية من بدايتها إلى نهايتها، مع تسلسل زمني للأحداث المدعوم بالصور الأصلية، ومقاطع الفيديو، والشهادات الشخصية للجنود والمدنيين الذين عايشوا الحرب. كما تعرض القاعة خرائط عسكرية توضح تحركات الجيوش المختلفة خلال المعارك الرئيسية.
وقاعة الحرب الحديثة، التي تتناول التطورات العسكرية التي شهدتها كوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية، بما في ذلك دورها في الصراعات الدولية مثل حرب فيتنام ومهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
وقاعة المعدات والأسلحة، التي تقدم مجموعة واسعة من الأسلحة والمعدات التي استخدمت في مختلف الحروب التي خاضتها كوريا، وتضم أسلحة خفيفة، ومدافع، ودبابات، بالإضافة إلى تكنولوجيا عسكرية متطورة استخدمتها القوات الكورية الجنوبية.
وهناك قاعة الأبطال والتضحيات، التي تُخلّد ذكرى الجنود والمدنيين الذين فقدوا حياتهم خلال الحرب الكورية، وتحتوي على نصب تذكاري وقوائم بأسماء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل البلاد. كما تعرض قصصا شخصية مؤثرة عن الأبطال الذين ساهموا في الدفاع عن كوريا الجنوبية.
وأخيرا هناك قاعة السلام، التي تركز على أهمية المصالحة والسلام في شبه الجزيرة الكورية، مع عرض الجهود الدبلوماسية المبذولة بين الكوريتين لإنهاء النزاع المستمر. ويتم تقديم محتويات القاعة بأسلوب تفاعلي، حيث يمكن للزوار مشاهدة خطابات لقادة سياسيين والتفاعل مع خرائط مستقبلية توضح سبل تحقيق السلام.
إعلانويبقى متحف الحرب في سول أكثر من مجرد مكان لحفظ المعدات العسكرية، فهو نافذة على تاريخ أمة عاشت صراعا مريرا، ولا تزال تداعياته قائمة حتى اليوم. والمعروضات الخارجية للطائرات والدبابات والصواريخ ليست مجرد أدوات قتال، بل رموز لذاكرة وطنية تسعى للحفاظ على الدروس المستخلصة من الماضي، لئلا تتكرر مآسي الحرب في المستقبل.