أنور قرقاش: الاستقرار والاقتصاد والقيم عناوين رئيسية للسياسة الخارجية للإمارات
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
دبي - وام
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ارتكاز السياسة الخارجية لدولة الإمارات على ثلاث ركائز أساسية هي: الاستقرار والازدهار والقيم، وهي الركائز التي ساهمت جميعها في ترسيخ المكانة العالمية لدولة الإمارات وتعزيز تنافسيتها الاقتصادية.
وشدد قرقاش خلال جلسة رئيسية ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»،.
ونوّه قرقاش بالدور المحوري لكل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية على الصعيد العربي، وقال إنهما يشكلان عمودي خيمة السياسة العربية.
جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان «المنطقة العربية: السيناريو والمستقبل» والتي أثنى معاليه في مستهلها على المكانة الكبيرة التي وصل إليها منتدى الإعلام العربي والإنجازات التي حققها على صعيد تعزيز دور الإعلام في دولة الإمارات والمنطقة على مدى أكثر من عقدين.
- ثلاث ركائز.
وتفصيلاً.. قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة إن توجهات السياسية الخارجية لدولة الإمارات تقوم على ثلاث ركائز رئيسية هي: الاستقرار والازدهار الاقتصادي والقيم، موضحاً أن السياسة الخارجية معنية بالاستقرار للإمارات والمنطقة.
- الازدهار الاقتصادي.
وأشار قرقاش إلى أن الركيزة الثانية للسياسة الخارجية الإماراتية تتمثل في الازدهار الاقتصادي، مؤكداً أن النجاحات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات في سياق تعزيز تنافسيتها الاقتصادية، انعكست في تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للإمارات هذا العام حاجز ال 500 مليار دولار للمرة الأولى لدولة لا يتجاوز عدد سكانها العشرة ملايين نسمة.
وأضاف قرقاش أنه إلى جانب تعزيز التنافسية الاقتصادية، تعمل دولة الإمارات على بناء شراكات اقتصادية مختلفة والتوسع في الانفتاح على العالم، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة.
وحول الإسهام الإماراتي على صعيد الساحة الاقتصادية الدولية، قال قرقاش إن دولة الإمارات لعبت دوراً رئيسياً في بلورة مشروع الممر الاقتصادي الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في قمة العشرين، والذي سينطلق من الهند إلى الإمارات والمملكة العربية السعودية مروراً بالأردن وإسرائيل وصولاً إلى أوروبا، مشيراً إلى أن هذه الممرات تعكس أهمية القطاع اللوجستي الذي يشكل الحمض النووي لدولة الإمارات في مجال التجارة والاقتصاد.
وأضاف قرقاش أن دولة الإمارات وفي اطار جهودها لترسيخ تنافسية الاقتصاد والتوسع في تنويع روافده، أضافت مساقات ومسارات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والاستدامة.
القيم
وأشار قرقاش إلى أن الركيزة الثالثة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات تتمثل في القيم، فأي سياسة خارجية يجب ان تشتمل على مجموعة من القيم الثابتة والواضحة، لهذا فإن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تتسم بقيم تعكس هويتها العربية والإسلامية،
وأضاف معاليه أن منظومة القيم في السياسية الخارجية لدولة الإمارات تتضمن أيضا إعلاء قيم التسامح الديني واحترام التنوع والتعدد، وما يندرج تحتها من مبادئ احترام حقوق الإنسان، منوها بما حققته دولة الإمارات خلال العقود الماضية من نجاحات في مجال تمكين المرأة في كافة المجالات الدبلوماسية والاقتصادية.
الازدهار المشترك
وفيما يتعلق بمشاركة الدول الأخرى نفس نهج السياسة الخارجية لدولة الإمارات فيما يخص الازدهار، أوضح قرقاش أن جميع الدول تسير على خط مشترك و أن دولة الإمارات تأخذ دائماً زمام المبادرة وهي المحرك الأول في كثير من الأوقات إدراكاً منها بأهمية التعاون المشترك، وتتمتع دائما بالقدرة على الحركة والمبادرة والابداع، مؤكداً أن جل مباحثات دولة الإمارات مع شركائها ينصب على التنمية والاستثمار والازدهار المشترك، وتحويل ذلك إلى واقع عبر مشاريع مشتركة، وهذا ما يعكس أهمية التركيز على الخطاب الجيواقتصادي في اطار البحث عن المشترك.
وتطرق قرقاش إلى الاستهداف الأخير للقوة البحرينية في المنطقة الحدودية بين المملكة العربية السعودية واليمن، حيث وصف هذا الهجوم بالغادر والمفاجئ، خاصة وأنه جاء في وقت كانت كل المؤشرات كانت توحي بأننا إزاء الوصول إلى تفاهمات تؤدي إلى استدامة وقف اطلاق النار في اليمن بجهد سعودي كبير وخلاق، مشيراً إلى أن هذا الحادث يحمل رسالة مهمة تشير إلى وجود مجموعة في الجانب الحوثي لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي.
وأوضح قرقاش أنه فيما يتعلق بالعلاقات مع ايران فإننا نتجه إلى مسار التركيز على المشترك، حيث لا يمكن السير على مسارين في ذات الوقت مسار النمو ومسار المواجهة، في منطقة تقبع خلف الركب العالمي خاصة مسار التكنولوجيا والتقدم، الأمر الذي يتطلب لنهوضها التركيز على الركائز الثلاث الراسخة في سياسية الإمارات الخارجية المتمثلة الاستقرار والازدهار والقيم.
التقارب العربي السوري
وفيما يتعلق بالتقارب العربي السوري في الفترة الأخيرة، أشار قرقاش إلى القرار العربي بشأن عودة سوريا إلى جامعة العربية هو قرار صائب، وجاء في إطار توجه استراتيجي عربي نحو سوريا، وذلك بعد غياب للدور العربي دام لأكثر من عقد، مشدداً على أهمية قيام سوريا بمعالجة الموضوعات التي تشغل الدول المجاورة لها.
التعاون العربي
واستعرض قرقاش تجربة دولة الإمارات التي يمكن الاستفادة منها والتي ترتكز على الاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي والاجتماعي ووجود نظام قضائي فعال يحظى بالثقة ويعزز الطمأنينة بين أفراد المجتمع، مؤكداً أن التجربة الإماراتية متاحة لكل من يود الاستفادة منها في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة.
ونبّه قرقاش خلال الحوار الذي أدارته الإعلامية لارا نبهان من قناة الحدث، إلى ضرورة العمل على إعادة رسم صيغة جديدة للتعاون العربي بعيداً عن الصيغة الايديولوجية القديمة، فدولة الإمارات لديها القناعة بأهمية الشراكة في كافة الملفات سواء الدولية أو العربية، مؤكداً أن جزءاً رئيسياً من نهج وسياسة دولة الإمارات يضع في الاعتبار أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية يشكلان عمودي خيمة السياسة العربية، وأن أي نجاح تحققه المملكة العربية السعودية أو مصر هو نجاح عربي، وبالتالي يجب البناء عليه من خلال الشراكات.
كوب 28 بصمة إماراتية
وفيما يتعلق باستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ كوب 28، أكد المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة أهمية هذا المؤتمر الذي سيناقش أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تتعامل بإيجابية كبيرة مع ملف المناخ من خلال اهتمامها بالاستثمار منذ سنوات طويلة في مجالات الطاقة الشمسية والانتقال إلى الطاقة المستدامة، متوقعاً أن يشكل المؤتمر خطوة أخرى ناجحة في تعامل البشرية مع أحد أهم التهديدات الوجودية، وأن تضع دولة الإمارات بصمتها في هذا الملف.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أنور قرقاش المملکة العربیة السعودیة دولة الإمارات رئیس الدولة قرقاش إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
مقاتلات إسرائيلية (سي إن إن)
في تطور جديد يثير العديد من التساؤلات، كشف مسؤول أمريكي نهاية الأسبوع الماضي عن دعم لوجستي واستشاري قدمته الإمارات العربية المتحدة للجيش الأمريكي في حملة القصف التي شنتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب ضد اليمن في منتصف شهر مارس 2025.
التقرير، الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس، أوضح أن الإمارات كانت تقدم دعماً حيوياً عبر الاستشارات العسكرية والمساعدات اللوجستية ضمن العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.
اقرأ أيضاً ترامب يعترف بفشل عسكري مدوٍ في اليمن.. والشامي يكشف تفاصيل الفضيحة 5 أبريل، 2025 صنعاء ترفض عرضا سعوديا جديدا بوساطة إيرانية.. تفاصيل العرض 5 أبريل، 2025وأضاف التقرير أن البنتاغون قد قام بنقل منظومتي الدفاع الجوي "باتريوت" و"ثاد" إلى بعض الدول العربية التي تشعر بالقلق إزاء التصعيد العسكري للحوثيين في المنطقة.
وبحسب المسؤول الأمريكي، هذا التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة يأتي في سياق تعزيز القدرات الدفاعية للدول العربية ضد التهديدات الإيرانية، وفي إطار الاستجابة للمخاوف الإقليمية من الحوثيين المدعومين من إيران.
من جهته، وجه قائد حركة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، تحذيرات قوية للدول العربية والدول المجاورة في إفريقيا من التورط في دعم العمليات الأمريكية في اليمن، مؤكداً أن الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة في هذه الحملة قد يؤدي إلى دعم إسرائيل.
وقال الحوثي في تصريحات له، إن أي دعم لوجستي أو مالي يُقدّم للجيش الأمريكي أو السماح له باستخدام القواعد العسكرية في تلك الدول سيُعتبر تورطًا غير مبرر في الحرب ضد اليمن، ويهدد الأمن القومي لهذه الدول.
وأوضح الحوثي أن التورط مع أمريكا في هذا السياق قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة في الصراع، ويزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية، داعياً الدول العربية إلى اتخاذ موقف موحد يعزز من استقرار المنطقة ويمنع تدخلات القوى الأجنبية التي لا تصب في صالح الشعوب العربية.
هل يتسارع التورط العربي في حرب اليمن؟:
في ظل هذا السياق، يُثير التعاون الإماراتي مع الولايات المتحدة في الحرب ضد اليمن مخاوف كبيرة من تصعيدات إقليمية ودولية. فالتعاون العسكري اللوجستي مع أمريكا في هذه الحرب قد يُعتبر خطوة نحو تورط أعمق في صراعات منطقة الشرق الأوسط، ويُخشى أن يفتح الباب أمام تداعيات سلبية على العلاقات العربية وعلى الاستقرار الأمني في المنطقة.
تستمر التطورات في اليمن في إثارة الجدل بين القوى الإقليمية والدولية، ويبدو أن الحملة العسكرية الأمريكية المدعومة من بعض الدول العربية قد لا تكون بدايةً النهاية لهذه الحرب، بل قد تكون نقطة انطلاق لتحديات جديدة قد تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي بشكل أكبر.