إيران تعلن إطلاق القمر الصناعي “نور 3” بنجاح
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
الجديد برس:
أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأربعاء، إطلاق القمر الصناعي “نور 3” بنجاح في مدار الأرض، من قبل القوة الجوية الفضائية التابعة له.
وأفادت وكالة “تسنيم” الإيرانية، بأن المتحدث باسم منظمة الفضاء الإيرانية، حسين دليريان، قال إنه “تم وضع القمر الصناعي “نور 3” بنجاح في مدار الأرض بفاصلة 450 كيلومتراً عن الأرض، من قبل القوة الجوية الفضائية للحرس الثوري الإيراني الصناعي قبل لحظات”، مهنأ جميع المتخصصين في صناعة الفضاء على هذا النجاح.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أكدت الشهر الجاري، أنه تم الانتهاء بنجاح من الاختبارات الخاصة من عملية تحليق القمر الصناعي الإيراني “طلوع 3″، على أن يتم إطلاقه وفق جدول زمني محدد.
وأفادت وكالة إرنا، بأن منظمة الفضاء الإيرانية تسلمت القمر الصناعي للاستشعار عن بعد طلوع 3، بعد اجتياز الاختبارات الأخيرة، والذي انتجته شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية “صاإيران”.
وأشارت الوكالة إلى أنه تم الكشف عن عينة تحليق القمر الصناعي الإيراني في فبراير من العام الماضي، وذلك في مراسم يوم تكنولوجيا الفضاء بحضور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني.
ويذكر أن “القمر الصناعي الإيراني “طلوع 3″، يتمتع بدقة تصوير تصل إلى 5 أمتار أحادية الطيف و10 أمتار ملونة، ويبلغ وزنه أكثر من 100 كيلوغرام، وقد تم تصميمه وصنعه من قبل خبراء إيران بالاعتماد على الطاقات الداخلية”.
ومن المميزات التي يتمتع بها القمر الصناعي أيضا، والذي سيتم وضعه في مدار ليو، إمكانية إرسال الصور المطلوبة لمختلف الاستخدامات فى مجالات الزراعة والموارد المائية وإدارة المخاطر الطبيعية وغيرها إلى منظمة الفضاء الإيرانية.
وكان وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، قد كشف، في الخامس من شهر أبريل الماضي، عن جاهزية 10 أقمار صناعية للاختبار والإطلاق، وقال إن “إنجاز المرحلة التجريبية للربط بين منصات التواصل الاجتماعي الداخلية قبل حلول العام الجديد” (بدأ في 21 مارس/ آذار 2023).
وأوضح الوزير الإيراني أن “العام الجاري وبناء على موافقة المجلس الأعلى للفضاء لدينا خطة مفصلة لتطوير صناعة الفضاء، والآن لدينا 10 أقمار صناعية وشحنات فضائية جاهزة للاختبار والإطلاق”.
وتابع أن هناك “عدة أقمار صناعية قيد التصميم والتصنيع”، مشددا على أن “هدف وزارة الاتصالات كخطوة أولى هو تقديم الخدمات والإمكانيات الموجودة في مجال الفضاء في إيران إلى دول الجوار والدول الإسلامية”.
يُذكر أنه قد تم إطلاق ثاني قمر صناعي عسكري إيراني باسم “نور 2″، في مارس، بواسطة الصاروخ حامل الأقمار الصناعية “قاصد” التابع للقوة الجوفضائية لحرس الثورة، وتم وضعه بنجاح في المدار 500 كم حول الأرض.
كما يُشار إلى أن القمر الصناعي “نور 2″، هو نسخة مطورة من القمر “نور 1″، باعتباره أول تجربة إطلاق أقمار صناعية لدى الحرس الثوري الإيراني، والذي استطاع الدوران 10 آلاف مرة حول الأرض، حيث يستقر في المدار 350 كم، على أن يواصل مهامه لفترة تقل عن عام آخر.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: القمر الصناعی أقمار صناعیة
إقرأ أيضاً:
“وعد الآخرة” في الواقع وعلاقته باليمن وفلسطين
يمانيون../
عند النظر إلى الواقع، نجد أن الإفساد الصهيوني في فلسطين يتطابق بشكل كبير مع وصف القرآن للإفساد الثاني لبني إسرائيل، حيث يمارس الكيان الصهيوني الظلم والاحتلال والفساد في الأرض. فالسيطرة على المقدسات الإسلامية، وتهجير الفلسطينيين، والجرائم اليومية بحق الأبرياء، كلها مظاهر واضحة لهذا الإفساد الذي ذكره القرآن الكريم. غير أن سنن الله في التاريخ تُظهر أن أي قوة ظالمة مهما بلغت جبروتها، فإنها إلى زوال، كما قال الله تعالى: “وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا” (الكهف: 59).
وعد الآخرة في القرآن الكريم هو وعد إلهي ثابت في سنن التاريخ، حيث يتكرر مصير الظالمين والمفسدين كلما بلغ فسادهم ذروته. وقد جاء في قوله تعالى: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا” (الإسراء: 7). هذه الآية ترسم مشهدًا متكررًا في حركة التاريخ، حيث تعود القوى المستكبرة إلى الإفساد في الأرض، فتنهض قوة إيمانية لإزالتها، ويعاد التوازن إلى الأرض وفق سنن الله التي لا تحابي أحدًا. واليوم، يتجلى هذا القانون الرباني في الإفساد الصهيوني الذي يعيد إنتاج النموذج القرآني لبني “إسرائيل” حين طغوا وتجبروا، حيث يمارس الاحتلال أبشع صور الظلم والقهر والعدوان، لكن كما في كل مراحل التاريخ، فإن الطغيان مهما اشتد فإن مصيره الزوال، لأن الله قد أجرى سننه على أن العاقبة للحق وأهله.
وقد شهدت البشرية عبر العصور صعود قوى ظالمة مارست الاستكبار، لكنها سرعان ما تهاوت أمام إرادة الشعوب المستضعفة، كما حدث مع فرعون الذي طغى في الأرض فكان هلاكه عبر أعظم معجزة، وكما سقطت الإمبراطوريات الجبارة رغم جبروتها، وكما انهارت قوى الاستعمار تحت ضربات الشعوب الحرة. واليوم، نعيش زمنًا جديدًا من هذه السنن، حيث تتشكل مقاومة عالمية في وجه الاحتلال الصهيوني، ويبذل الأحرار جهودًا متواصلة لاستعادة الحقوق المسلوبة. وما نشهده في فلسطين اليوم ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة فاصلة بين الحق والباطل، تتجسد فيها سنن التدافع الإلهي، كما وعد الله المستضعفين بأنهم هم من سيرثون الأرض في النهاية، حيث قال: “وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ” (القصص: 5).
واليوم، ومع اشتداد الطغيان الصهيوني في فلسطين والعالم، يبرز دور اليمن كجزء أصيل من هذه المواجهة التاريخية التي تعيشها الأمة الإسلامية. فالشعب اليمني، بإيمانه العميق وثباته المبدئي، لم يكن يومًا متفرجًا على قضايا الأمة، بل كان دومًا في قلب المعركة، مؤمنًا بأن فلسطين ليست مجرد أرض محتلة، بل قضية عقائدية تمس جوهر الصراع بين الحق والباطل. وقد جسّد هذا الإيمان عمليًا، حيث كان من أوائل الشعوب التي رفضت العدوان الصهيوني، ولم يكتفِ بالموقف الخطابي، بل انتقل إلى الفعل المباشر، فكان لتحركاته السياسية والعسكرية أثر واضح في إعادة رسم موازين الصراع.
وما نشهده اليوم من مقاومة شعبية متصاعدة في فلسطين، وتحركات عسكرية يمنية تربك العدو، ليس إلا امتدادًا للسنة الإلهية التي تفرض نفسها في كل العصور، حيث إن مواجهة الاستكبار باتت أمرًا حتميًا، والتاريخ يؤكد أن أي كيان يقوم على الظلم والعدوان لا يمكن أن يستمر طويلًا، مهما امتلك من قوة، لأن قوته قائمة على الباطل، والباطل بطبيعته زائل. وكما انهارت قوى الاستعمار، وسقطت أنظمة الطغيان، فإن الكيان الصهيوني اليوم يعيش حالة من التراجع والانهيار الداخلي، رغم مظاهره العسكرية المتضخمة، لأن سنة الله اقتضت أن الظلم مهما طال فإنه إلى زوال، كما قال تعالى: “وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا” (الكهف: 59).
ولم يكن هذا الموقف مفاجئًا لمن يعرف تاريخ اليمن وشعبه، فقد كان حاضرًا في كل المراحل الفاصلة من تاريخ الأمة، وهو ما يعكسه الحديث النبوي الشريف: “الإيمان يمان، والحكمة يمانية”، فاليمنيون كانوا جزءًا من الفتوحات الإسلامية، وساهموا في نشر الإسلام والدفاع عن المقدسات، واليوم يعيدون هذا الدور من خلال تصدّرهم للمواجهة ضد المشروع الصهيوني، مؤمنين بأن المعركة ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي معركة إيمانية قرآنية يترتب عليها تحقيق وعد الله بزوال الطغيان.
السياسية || محمد الجوهري