شيخ الأزهر في احتفالية المولد النبوي الشريف 2023: إن رسالة الإسلام عامة للناس جميعا تتخطى حدود الزمان والمكان
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
المولد النبوي الشريف ٢٠٢٣.. احتفلت وزارة الأوقاف اليوم الأربعاء 27 سبتمبر بمناسبة المولد النبوي الشريف 2023، تلك المناسبة العظيمة التي يعتز بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، وهي ذكرى ميلاد خير البشر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي ظل الاحتفال ألقى شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب كلمته طيبة الأثر والتي يكشف خلالها عن بعض الأمور في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وفيما يلي تنشر بوابة الفجر الإلكترونية لمتابعيها كلمة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أثناء احتفال وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف 2023.
شيخ الأزهر في احتفالية المولد النبوي الشريف 2023: إن رسالة الإسلام عامة للناس جميعا تتخطى حدود الزمان والمكانشيخ الأزهر يهنئ الرئيس والشعب المصري بمناسبة المولد النبوي الشريف 2023في بداية كلمته، قام الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بتهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري والأمة العربية والإسلامية شعوبًا وحكامًا بذكرى المولد النبوي الشريف 2023.
وبعد التهنئة، تحدث شيخ الأزهر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وفائدة بعثه، قائلًا: «رسول الإنسانية ورحمة الله للعالمين والذين احتفلوا اليوم بمولده الشريف وبرسالته التي سوف تبقى ما بقي الليل والنهار، منارة الإنسانية وضوئها الذي يرشدها ويصحح مسيرتها كلما ضلت الطريق وتقطعت بها السبل».
اقرأ أيضًا: ما حكم تبادل الهدايا والحلوى إحياءًا لذكرى المولد النبوي؟ الإفتاء تجيب
دار الإفتاء توضح مدى مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
مكملًا: «كثيرًا ما يتساءل الناس عن الفائدة من بعثة الأنبياء ونبواتهم وهل هى أمر ضروري لا مفر منه لضبط حياة الناس على منهج الحق والخير والعدل، أم هي أمر ثانوي يمكن أن يستعاض عنه بالقوانين والسياسات والأعراف والعادات، والإجابة فيما يقول العلماء هي إن النبوة وتعاليم الأنبياء ضرورة لازمة لا مفر منها لاستقامة حياة الأفراد والمجتمعات وإسعادهم في الدنيا والآخرة».
كلمة شيخ الأزهر في احتفالية المولد النبوي الشريف 2023وقام الشيخ الطيب أثناء الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف 2023، بتقديم عدد من الرسائل خلال كلمته، والتي تضمنت آلاتي:
إن الصراع بين المصلحة العامة والمنفعة الشخصية والتدافع الاجتماعي لا يمكن ضبطه إلا بقانون علوي حاكم يحمي الناس حقوقهم ويحقق لهم الطمأنينة والرضى والسعادة، كما لا يمكن أن تقوم العلوم والفنون والترقي الحضاري المادي مقام النبوة، لأن القانون البشري لم يستطع أن يوفر للناس حياة طيبة.. لأنه يولد من رحم مليئة بثغرات لا نهائية من النزعات الفردية والقطرية والقومية والفاشية والنازية والآرية والسامية والرأسمالية.إن العالم في أشد الحاجة إلى قانون علوي يعلن المساواة والمؤاخاة بين الناس ويغري بالتراحم وبالرحمة يضعها فوق العدل، وبالضعيف يحميه، ويرد عنه غائلة القوي والمتجبر وهذا موجود فقط في برامج النبوة والأنبياء.النبوة أعظم نعمة أنزلها الله تعالى على عباده وأهمها على الإطلاق.. من باب اللطف الإلهي بالإنسان. الرئيس السيسي في احتفال المولد النبوي الشريف ٢٠٢٣: من حياة الرسول نتعلم فضيلة الصبر على المشاق الجسيمة كواليس احتفالية المولد النبوي في مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان (فيديو) قطاع الحماية المجتمعية ينظم احتفالا بمناسبة المولد النبوي لنزلاء مراكز الإصلاح رسائل شيخ الأزهر في احتفالية المولد النبوي 2023وقال شيخ الأزهر خلال كلمته: "إن النبوة من نعم الله على البشرية، أوجبها على نفسه من باب وجوب الرحمة على نفسه الكريمة تفضلا منه وإحسانا وامتنانا، مشيرًا إلى أن النبوة بهديها وتعاليمها تبقى أمل الإنسانية وفردوسهم المفقود الذي يبحثون عنه ويتطلعون إليه وهو بين أيديهم وعلى مرمى نظرة إلى أطراف أصابعهم.
وأوضح شيخ الأزهر أن رسالة الإسلام عامة للناس جميعا تتخطى حدود الزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا العموم لم يزعمه المسلمون من عند أنفسهم لترويج الإسلام في العالم، مضيفًا: إن رسالة الإسلام قدمت كل ما تحتاجه البشرية في الجوانب الروحية والأخلاقية لذلك لم تحتاج إلى نبوة أخرى.
شيخ الأزهر في احتفالية المولد النبوي الشريف 2023: إن رسالة الإسلام عامة للناس جميعا تتخطى حدود الزمان والمكانوأضاف الشيخ الطيب خلال كلمته أنه رغم مرور خمسة عشر قرنا على رسالة الإسلام إلا أن معارفها الأخلاقية لا تزال الأنموذج الذي يوزن به كل تطور مادي، ورغم تطور العلوم المادية والمعارف الحسية التي كانت تحكم المجتمعات البشرية إبان ظهور الإسلام، فقد تبدلت عشرات المرات، ولا يوجد منها الآن أثر واحد يوجه حياتنا العملية، وهو أكبر دليل على قصر نظر النظرة البشرية.
لمزيد من التفاصيل، اقرأ أيضًا: عاجل.. السيسي يكرم عددا من العلماء والأئمة والقراء باحتفالية المولد النبوي الشريف
شيخ الأزهر: العالم في أشد الحاجة لقانون يعدل بين الناس ويحمي الضعفاء
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المولد النبوي الشريف ٢٠٢٣ المولد النبوي المولد النبوي الشريف المولد النبوي 2023 المولد النبوي الشريف 2023 احتفالية المولد النبوي الشريف 2023 شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بمناسبة المولد النبوی الشریف 2023
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد الحرام: التحصن والتحصين أهم ما يحتاجه الناس بهذا الزمان
قال الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن التذكير بموضوع التحصن والتحصين من أهم ما يحتاجه الناس، ولا سيما في هذا الزَّمان الذي عمَّت أَمْرَاضٌ جَمًّا مِن الأنفس وفيها تَوَغَّلتْ، وأمَّتها العِلل وتَغَلْغَلَتْ، مِن صَرْعٍ ومسٍّ وسِحْرٍ وعَيْن، ونَفْسٍ وحَسَدٍ مُفْضٍ إلى حَيْن.
التذكير بالتحصن والتحصينوأوضح «السديس» خلال خطبة الجمعة الثالثة من رجب من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أنه قد أشْرَقتِ الآيات القرآنية بِأعْظم بُرْهَان، والنّصوص الحديثيّة بأروع بيان، والشاهِدُ مِن الواقِع والعَيَان، أنَّهما البَلْسَم والشِّفاء لكل دَاءٍ عَيَاء، وكم مِن مريضٍ أشرف على الهلكات والمَمَات.
وتابع: ولم تُجْدِ في عِلَّتِهِ فَخَامَةُ المِصَحَّات، واستطَبَّ بِالرُّقيةِ الشرعيةِ فحَقق الله له البُرْء والشِّفَاء، منوهًا بأن الوقاية والتحصين طريقٌ لتجنب الضرر أو الاعتلال والمرض، موصيًا المسلمين بتحصين أنفسهم وأولادهم وبيوتهم بالأوْرَادِ الشَّرْعِية.
وأضتف: والأذكار الصَّبَاحِية والمسائية، وأذكار الدُّخُول والخُرُوج، والطَّعَام والشَّراب، والنوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار الثابتة عن سيد الخلق، فهي الحصن الواقي بإذن الله، مَع التوكُّل الجازم على المولى البصير السَّميع، وتفويض الأمر لِتَدْبيره المُحْكَم البديع .
الحصن الواقيواستشهد بما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَفِرُّ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تٌقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَة»، ولا سيما آية الكرسي وخواتيم السورة، وسورة الإخلاص والمعوذتين كما كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أن في إغفالِ كثيرٍ من المسلمين تحصين الأنْفُس والأولاد والبيوت، مع ضَعْفِ الجوانب الإيمَانِيّة والعقديّة لَدَى من يُصِيبه الشيطانُ بِمَسٍ أو وَسْوَسَةٍ أو غير ذلك، أو يُصَاب بِعَيْنٍ أو حَسَدٍ، يَنْجَفِلُ بعضهم إلى أحْلاسِ الشّعْوَذة والطّلاسم والخُرَافات، والسِّحر والدَّجَل والمُخَالفات.
وأردف: وتَلَقَّفَهم مَنْ في سِلْكِهِم مِن أدْعِيَاءِ الرُّقية الشرعِيّة، أو مَن يَدَّعون فَكَّ الأعمال وإبطال السِّحر ونحو ذلك فَهَذَا رَاقٍ يُسَفْسِط بِكتابة غامضة ويُتَمْتِمْ، وآخر يُهَرْطِق بِمُبْهم الكلام ويُدَمْدِم، وآخر يَقْطع بأنَّ الدَّاء عَيْن، والعَائِنُ من ذوي القُرْبى، وآخر لا يَنْفكُّ عن ضرْبٍ مُبَرِّح.
ونبه إلى أنه جُلُّ هؤلاء الأدْعِيَاء، يُمَوِّهون بِإظْهَار سَمْتِ العُقلاء التُّقَاة، وإن هم إلاَّ مِنَ المُخَادِعين الدُّهَاة، المُحْتالِين لابْتِزَاز أموال النَّاس، واسْتِدْرَارِها على غير قِيَاس،وقد يُزَجُّ بوصفاتٍ تُرَوِّجُ للوهم لخداع البُسَطَاء، خاصة مع رواجها في الفضائيات وشبكات المعلومات ومواقع التواصل، بل وبعض التطبيقات الرقمية، فنحن في عالمٍ يموجُ بالأزمَاتِ والتحديات، والأوهام والشِّكَايات، وفي مجتمعات تنتشر فيها أعمال السحر والشعوذة الشيطانية، وأمراض العين والأوبئة النفسية.
تنتشر فيها أعمال السحروأكد أن مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ مِنها مِنْ كُرَبٍ واعْتِلال، أو نَقْصٍ في الأنْفُسِ والأمْوَال، إلا من أقدار الباري سبحانه بِابْتِلاءِ الأفْرَاد والمُجْتَمعَات، وهو لِفَرِيقٍ: مِرْقاة في دَرَجَاتِ الكمال، ولآخَر: كَفَّارة لِسَيِّئاتِ الأعمال، ويُحْمَل أمر المُسْلِم كله على الخَيْر، إنْ ألَمَّ بِه البلاء والضَّيْر .
وأفاد بأن التحصن والتحصين لا يحتاج لِعَنَاءٍ أو تَعَنُّت أو الوقوع في براثن الأدْعِيَاء ، بل هو أمان من كل هؤلاء، يفعله المرء بنفسه ومع أهله وأولاده، وهو يستوجب حفظ الأفْرَادِ والمُجتمعات، وغَيْرَة لجَناب العقيدة العتيدة، وحِياض الشريعة البديعة.
ولفت إلى أنه ليس بخاف على الجميع ما يتناوش الأمة من مِحَنٍ وخُطوبٍ ورزايا، وفِتَنٍ وكُروبٍ وبَلايا، لذا فإن من أهم أنواع التحصين في هذه الآونة العصيبة، تحصين مدارك الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا.
ونوه بأن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق العُلماء والدُّعاة، والآباء ورجال التربية والفكر والإعلام وحملة الأقلام؛ فعليهم جميعًا أن يُسْهِمُوا في تحصين الشباب فِكْرِيًا وعَقَدِيًّا؛ والحث على الالتفاف حول عُلَماءِ الأمَّةِ الرَّاسِخِين.
وواصل: والتحذير من الفتاوى الشاذة والمُحَرِّضَة والمُضَلِّلَة، وتوعيتهم بالتحديات التي تواجههم، في زمن طَغَتْ فيه فتن الشهوات والشبهات والتي جَرَّتْ الفتن إلى الأسر والبيوت والمجتمعات وأخذًا بحُجَزِهم عن الهُويِّ في سراديب الأفكار النشاز.
وأكمل: وبث الوعي في بيان خطط الأعداء وقطع الطريق عليه في تحقيق مآربهم المشبوهة سائلًا الله تعالى أن، يحمى شبابنا ومجتمعاتنا من كل سوء ومكروه، وأن يحفظ علينا أمننا وأماننا وعقيدتنا وقيادتنا، إنه قريب مجيب.